الثورة نت:
2025-04-01@08:37:18 GMT

فرحة رغم «العجاف»

تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT

فرحة رغم «العجاف»

 

 

كل شيء يبعث على الابتسامة، حيوية الناس، تواصلهم، ومشهد براءة وفرحة الأطفال، بمظاهر وأجواء العيد.
الفرحة تنتشر في أزقة وشوارع المدن والحارات بعد شهر من ترميم ما تصدع وفتر في نفوس المسلمين، وبعد كثير من الاجتهاد لتحديث الصلة بالله سبحانه.. يأتي العيد ليغسل أدران النفوس ويُتم الحالة الإيمانية التي عاش المؤمن تفاصيلها بصدق وإخلاص.


للجميع أن يعيش هذه اللحظات العيدية مهما كانت ظروف الحياة قاسية، ولن تكون هذه الظروف أقسى مما عشناه طيلة عشرة أعوام مضت من الاستهداف العدواني الحقود الذي اهتم حتى باستهدافنا في فرحتنا بمناسباتنا الدينية والاجتماعية.
ولا نزال في حالة العدوان، مع تجدده هذه المرة بتحرك أمريكي مباشر ونوايا غير أخلاقية لمعاقبة هذا الشعب الصبور الصامد، على صبره وصموده في وجه كل المحاولات لإركاعه وإخضاعه للإرادة الصهيونية.
سيعيش الناس فرحة العيد شاء العدو الأمريكي أم أبى، كما كل الأعوام السابقة، حين انتزع هذا الشعب إعجاب العالم وتقديره وهو يعيش مناسباته رغم كل ما يعانيه من ظروف قاسية وسنوات عجاف ولّدها العدوان والحصار.
لا شيء يمكن أن يكسره ولن يكون بمقدور ترامب أو من سيأتي بعده أن ينتزع من هذا الشعب أرادته بأن يعيش بالطريقة التي يراها لائقة به، دون أن يكون لأيٍ كان أن يحدد له كيف يعيش.
يعزز الناس بالمناسبة علاقاتهم وروابطهم الاجتماعية بعد أن كاد يطمرها البرود، ويرسمون في مثل هذه المناسبات اللوحة الإسلامية التي غرست في المسلمين هذه القيم الأخلاقية، وهي لوحة لا تجدها لدى كثير من مجتمعات العالم غير المسلمة.
لا مناسبة هناك كهذه التي نعيش، حيث الجميع يتجهون بداية بالشكر لله سبحانه أن أعانهم على صيام شهر رمضان، وأن بلّغهم يوميات العيد، وحيث الجميع يعيشون حالة استثنائية من مشاعر الفرح والبهجة، بما فيهم الفقراء الذين امتدت إليهم أيادي الخير وحصلوا من الأغنياء على شيء من العطاء.
لم يُترك المحتاجون كما لا يُتركوا في الأعياد، غرقى الشعور بالحسرة والألم على عدم قدرتهم أن يكونوا كالآخرين، أو عدم قدرتهم بألا يلبس أطفالهم الجديد أو تُزين موائدهم شيء من الحلوى وجعالة العيد، ديننا علمنا ذلك، ولا عيد يُترك لأن تخدش لحظاته الفرائحية فقيراً جائعاً منزوياً لأنه ما التفت إليه أحد.
ولأن الفرح والعيد متلازمان فإن ذلك كاف لأن يرسم هذا المشهد الاستثنائي الذي يغيض أعداء الإسلام، كما يغيض أعداء اليمن الذين سعوا ولا زالوا لأن يحرموا الناس هذه المشاعر وهذه الهموم الإنسانية.
في المناسبة، الحياة تبتسم، ولا يعكرها هذا الانشغال الذي يعيشه الأعداء لمواصلة استهدافهم هذا الشعب، وسيدرك الأعداء حتما أن كل ما يبذلون فيه المال والجهد لا طائل منه ويذهب هباء، فالشعب اليمني على مدى التاريخ ظل استثنائيا ليس بمقدور احد النيل من رغبته في الحياة.
في العيد تسود المودة ولا حديث هناك إلا حديث الأمل والتفاؤل.. يتبادلون التهاني وفي ذلك أبسط مستويات التعبير عن الألفة وإزاحة كل أسباب وبواعث الشحناء بين الناس، والكثير يجد في العيد فرصة لتجديد أواصر العلاقة مع من فرقتهم الهموم اليومية وقساوة متطلبات الحياة، قد يأتي الاتصال وتبادل التهاني بالعيد بشكل مباشر وقد يكون عن طريق الاتصال بالهاتف أو حتى إرسال الرسائل النصية، اختلفت صور التهاني لكن النتيجة واحدة التأكيد على استمرار العلاقات.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العيد الأول في سوريا بعد الأسد.. فرحة رغم التحديات

إدلب- لم يكن عيد الفطر الأول بعد سقوط نظام الأسد كغيره من الأعياد السابقة، فقد بدا مميزا من خلال طقوسه وتجمع السوريين للصلوات في الساحات أو المساجد الكبيرة في كل المحافظات، بالوقت الذي أدى فيه الرئيس أحمد الشرع الصلاة في قصر الشعب بدمشق.

شارك السوريون لأول مرة منذ 14 عاما في مظاهر العيد مع الأهل والأقارب وفي مدنهم وقراهم بعد أن كانت الصلة بينهم مقطوعة بسبب التهجير وانقسام المناطق بين المعارضة والنظام السابق، كما كان مشهد الاحتفال حاضرا في خيام النزوح لأكثر من مليوني إنسان منعهم دمار منازلهم من العودة إليها.

أيهم، الذي هُجر من قريته "قصر بن ردان" منذ 10 سنوات، عاش أجواء العيد في خيمة النزوح مع أقرانه وأقربائه بعيدا عن ديارهم ومنازلهم المدمرة بفعل قصف النظام السابق، وضعف حالتهم المادية وعدم قدرتهم على إعادة إعمار بيوتهم أو حتى إصلاحها بشكل جزئي.

صلاة العيد في مسجد شعيب في مدينة إدلب (الجزيرة) عيد مميز

في حديث للجزيرة نت، قال أيهم إن "ما يميز هذا العيد هو اجتماع فرحتين معا؛ الأولى عيد النصر الذي جاء بدون الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي هجرنا ودمر منازلنا، والثانية عيد الفطر السعيد، مرت علينا 14 سنة والعيد مصحوب بغصة في القلب تمنعنا من الشعور بالفرح في ظل الشوق للأرض والديار المغتصبة".

ورغم المأساة التي يعيشها السكان بالخيام في البرد والحر، كما يضيف، فإن الابتسامة والسعادة التي تظهر على وجوههم مليئة بأمل العودة القريبة إلى منازلهم من خلال استجابة دول العالم والمنظمات الإنسانية لمساعدتهم في إعادة إعمارها.

تقديم الحلويات من طقوس العيد في مخيم الجامعة للنازحين في مدينة إدلب (الجزيرة)

ولفت إلى أنهم حافظوا على طقوس العيد ولم يتخلوا عنها طوال سنوات النزوح في المخيمات، والتي تبدأ أولا بأداء صلاة العيد ومن ثم زيارة الجيران والأقرباء والأصدقاء الذين جمعتهم بهم سنوات التهجير، "فالمخيمات باتت تضم أشخاصا من كل الطوائف والعشائر من أبناء المحافظات السورية".

إعلان

رغم الفرحة التي عاشها السوريون في هذا العيد الذي وصفوه بأنه الأجمل منذ عقود بعد الخلاص من حكم آل الأسد، فإن الوضع الاقتصادي المتردي يبقى عقبة كبيرة في وجه الكثير من السكان في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها بعد انتهاء الحرب، بالتزامن مع تجفيف الدعم الدولي والحاجة لإعادة إعمار البنى التحتية التي تساعد في عودة النازحين لديارهم.

ساحة ألعاب الأطفال في مدينة بنش شرق إدلب (الجزيرة) أزمة مالية

كما تنعكس الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها سوريا، في ظل العقوبات المفروضة عليها، على الدولة الجديدة التي تسلمت مؤسسات منهارة وليرة منخفضة القيمة، ليواجه الشعب الذي خرج من الحرب واقعا معيشيا صعبا مصحوبا بركود في سوق العمل.

من جهته، قال المواطن محيي الدين الأسعد ابن مدينة بنش شرق إدلب، للجزيرة نت، إن الوضع المادي لكثير من السكان بات تحت الصفر نتيجة سنوات الحرب الطويلة ونزوح الملايين وبعدهم عن أراضيهم التي كانت مصدر عيشهم، في الوقت الذي خففت فيه الدول الداعمة تقديم المساعدات منذ عام 2023 بالإضافة لقلة فرص العمل.

عشرات السوريين يؤدون صلاة العيد في مسجد شعيب في مدينة إدلب (الجزيرة)

وأضاف أن سوريا الجديدة اليوم تحتاج إلى وقوف الدول إلى جانبها ومد يد العون لها ومساعدتها برفع العقوبات "التي لا تطال إلا الشعب السوري الذي يحب الحياة، وهو قادر على التعافي بنفسه".

وتابع الأسعد "الغصة التي مازالت اليوم هي سكان المخيمات المهجرون وأطفالهم الذي وُلدوا في المخيمات ولا يعرفون قراهم ولا بلداتهم، واليوم يعودون إليها ليشاهدوا أكواما من الحجارة فقط بفعل القصف والسرقة التي طالتها من قبل النظام البائد".

أطفال مدينة بنش يحتفلون بعيد الفطر بألعابهم المتواضعة (الجزيرة) فرحة الأطفال

لا تغيب عن المشهد ساحات الألعاب المخصصة للأطفال والتي تختلف من مكان لآخر، ففي الشمال السوري أُقيمت الألعاب والأراجيح للأطفال بين المنازل المدمرة وعلى الأنقاض لكي لا يُحرموا من الفرح في هذا اليوم.

إعلان

الطفلة سامية النجم، التي هُجرت من مدينة خان شيخون جنوب إدلب منذ 5 سنوات، تحتفل بالعيد بعيدا عن مدينتها ومنزلها مع أصدقاء في مدينة بنش التي لجأت إليها مع أهلها.

أطفال مدينة بنش شرق إدلب يستقبلون العيد دون خوف من القصف (الجزيرة)

قالت النجم للجزيرة نت "فرحة العيد هذا العام مميزة لدي، اشتريت ثياب العيد وبدأت بجمع مبلغ من المال منذ شهر حتى أستطيع زيارة الألعاب في العيد".

وتستذكر اليوم الذي خرجت فيه من خان شيخون تحت القصف العنيف بالطائرات والمدفعية الثقيلة وعمرها كان 5 سنوات، وتقول إنها لا تنسى تلك اللحظات بعد أن تركت فيها كتب الروضة وألعابها تحت أنقاض منزلها الذي دمر جراء القصف.

مقالات مشابهة

  • العيد في الإمارات.. فرحة وأمن وأمان
  • غزيون يتحسرون لعجزهم عن إدخال فرحة العيد على قلوب أطفالهم
  • بالصور.. مبادرة “فرحة العيد” بالقطيف تحظى بتفاعل واسع
  • العيد الأول في سوريا بعد الأسد.. فرحة رغم التحديات
  • العيد في سوريا: فرحة مشوبة بمخاوف أمنية والشرع يصلي في قصر الشعب بدل الجامع الأموي
  • حفل فني ووجبة إفطار.. السيسي يشارك أبناء الشهداء فرحة عيد الفطر
  • سامح حسين وعبد الستار صبري الأبرز.. نجوم الفن والرياضية يشاركون أبناء الشهداء فرحة العيد بحضور السيسي
  • فرحةُ العيدِ وحكايةُ الحلاقِ
  • الأوقاف: صلاة العيد.. فرحة من غير عشوائية