موقع النيلين:
2025-02-08@18:58:52 GMT

كاتبة مصرية: الطيب والشرير والوحش!

تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT

كاتبة مصرية: الطيب والشرير والوحش!


حين قتل قابيل أخيه هابيل، بدأت دراما الشر على كوكب الأرض، وتم التأكيد على أن طبيعة الإنسان ليست كتلة خير كاملة أو كتلة شر متحجرة، فكل شخص مزيج من الخير والشر، قد يتغلب أحدهما على الآخر، ومن هنا يأتي التصنيف الواضح للناس من حولنا، ولكن ما يثير الدهشة أننا نجد الجميع يميل إلى أن يسمى ابنه قابيل، ولم نسمع كثيرًا بأحد سمى هابيل؛ رغم أنه الأكثر طيبة! وكأن النفس البشرية لا تقتدي أو تحترم إلا الأقوى وليس الأنقى.

ولكنهم لا ينعتون أحد بالأقوى على اعتبار أنها صفة حميدة، ولكن الهوى البشري يميل إلى مديح الطيبة والطيبين أو هجاء الأشرار.

ومؤخرًا بعد التطورات الجوهرية التي طالت الساحل الشمالي بكل قراه ومشاريعه، بما في ذلك مدينة العلمين الجديدة، قام الشعب المصري بخفة ظله المعهودة التي يستخدمها دائمًا كوسيلة مهدئة في أحلك الظروف، بتقسيم الطريق الساحلي إلى ثلاث طبقات أو تصنيفات، من الكيلو 21 بعد العجمي وحتى مارينا “الساحل الطيب” على اعتبار أنه الأقدم، فضلا عن أن أسعاره المعيشية أهون من غيره، بالإضافة إلى أن وسائل الرفاهية محدودة، فقد تم تصميمه على حسب المزاج المصري القديم، شاليه وحديقة صغيرة وبحر وبعض الحانات والمحال، ثم مقاهٍ بسيطة للسهر، وبداية من سيدي عبدالرحمن يبدأ رأس الساحل الشرير، قرى سياحية شيدت على الطرز الحديثة وحياة بها قدر من التنوع في وسائل الترفيه والعديد من المطاعم والمقاهي ذات الصيت، وتطور شاطئ البحر إلى ما يسمى “لاجون”، وهي بحيرة ممتدة من البحر، ولكن دون صخور وأمواج، وانتشرت أماكن السهر التى تغنى بها الفنان عمرو دياب، أما الرحلة الأخيرة بداية من رأس الحكمة وسيدي حنيش “ساحل الوحش”؛ لأنه أكثر حداثة وتطورًا وشراسة في الرفاهية.

وقام شعب السوشيال ميديا باستهلاك هذه التصنيفات طيلة الصيف والإسقاط عليها في مناحٍ كثيرة؛ سواء طبيعة الملابس أو أنواع الطعام وربما الحفلات التى يحييها كبار المطربين، وصولا إلى أرقام لوحات السيارات!

وفي يومٍ ما على أحد الشواطئ الشريرة، وجدت طفلًا يحمل طارة معلق بها “سلاسل” هاندميد بألوان صيفية زاهية، فقدم نفسه وسنه، وأوضح أن هذه القلادات من صنع يده هو وأخته الصغرى ذات السبعة أعوام وهو يكبرها عامًا، وجاء كلامه مزيجًا بين اللغة العربية والإنجليزية؛ مما يؤكد أنه يدرس في مدارس أجنبية، وفعلًا ابتعنا منه بعض القلادات تحفيزًا له حتى ظهرت والدته، وإذ بها سيدة راقية وأنيقة وأبلغتنا أن لديهم حسابًا على إنستجرام وابتسمت وذهبت، بينما استأذنتها لالتقاط صورة مع طفليها ورحبت، وهنا اندهشت جدًا لأنه ليس بإمكان شخص غريب الدخول إلى الشاطئ للبيع، فلا وجود لباعة جائلين إلا التابعون لشركة معينة، وهذا يعني أنهم ملاك في القرية، ورغمًا عن هذا فهم لا يلعبون في البحيرة كأقرانهم، ولكنهم قرروا أن يتعلموا كيف يستعدون لمواجهة المستقبل بكل ثبات دون الاكتراث بالمظاهر الخادعة، وهنا علينا تحية الأم التي تخلت عن الأقنعة الزائفة سعت لإعداد جيل يعتمد على نفسه وسط هذا الهراء المخزي.

وهنا أمعنت النظر حولي لتقع عيني على وجوه مستبشرة من الشباب المصري الجدعان الذين يعملون من حولنا بمنتهى الحماس والنشاط، وهنا نضح سؤال ملح: كيف للساحر الشرير أن يعج بكل هذه الإيجابيات؟ وكيف يستوعب آلاف الأيدي العاملة من الشباب؛ سواء الخريجون أو الطلاب؟ وكيف يتيح فرصًا للعمل قمعًا للبطالة والهجرات غير الشرعية وارتفاع الجريمة والعنف.

وأتفق تمامًا مع المؤرخ الإنجليزي إدوارد جيبون مؤلف كتاب “اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها”؛ والذي قامت فلسفته على أن التاريخ قائم بشكل كبير على تسجيل الجرائم، وأضاف مقولته: “يوجد في الطبيعة البشرية نزعة قوية للتقليل من قيمة مزايا العصر ولتضخيم شروره”.

وأتمنى عليك حضرة عزيزي القارئ القليل من التدبر والتفكر قبل السير قدمًا ضمن قطعان السوشيال ميديا، فلا يوجد شرير وطيب، ولكن خلقنا طبقات، ونظرًا لأننا تجاوزنا 105 ملايين نسمة فالمنطقي جدًا أن تصبح كل طبقة عريضة، وكل غني هناك الأغنى منه، وكل شرير يوجد من يتغلب عليه في الشر، وعلينا أن ننظر إلى الجوانب الإيجابية ونعمل على تطوير ذواتنا، والاستمتاع بما رزقنا الله مكللا بالرضا، فالغضب والنقمة وكثرة الشكوى تحرق الجهاز المناعي والعصبي والنفسي، وتزود إحساسنا بالألم من الظروف، فلماذا نقاتل أنفسنا لنحصل على صك الشر؟!

د. هبة عبدالعزيز – بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

التعريفات الجمركية الأمريكية تهدد مستقبل الأزياء السريعة.. ولكن هل ستفيد البيئة؟

تثير التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المنتجات المصنوعة في الصين تساؤلات حول مستقبل صناعة الأزياء السريعة في الولايات المتحدة، وسط توقعات بارتفاع الأسعار وزيادة القيود على استيراد الملابس منخفضة التكلفة.

اعلان

إنّ إنتاج اللملابس والإكسسوارات المستوحاة من أحدث صيحات الموضة بسرعة وكميات هائلة، يجعلها متاحة بأسعار منخفضة. إلا أن هذه المنهجية تحمل تبعات بيئية جسيمة. وبينما يرى البعض في هذه التعريفات الجمركية الجديدة فرصة للحد من تأثير الموضة السريعة على المناخ، فإن آخرين يشككون في مدى قدرتها على تحقيق ذلك، فهل ستؤدي فعلا هذه الإجراءات إلى تغيير حقيقي؟

التعريفات الجمركية وتأثيرها على سوق الملابس الرخيصة

فرضت إدارة ترامب تعريفات إضافية بنسبة 10% على جميع السلع الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة، والتي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى رفع أسعار العديد من المنتجات الرخيصة، بما في ذلك الملابس التي تباع عبر منصات التسوق الإلكتروني مثل Shein وTemu. 

ويأتي هذا القرار بعد أن أنهت الإدارة الأمريكية إعفاءً تجاريًا كان يسمح بدخول السلع التي تقل قيمتها عن 800 دولار إلى الولايات المتحدة دون رسوم جمركية، وهي سياسة استفاد منها تجار الملابس منخفضة التكلفة لتجنب الضرائب.

عرض ملابس شتوية مصنوعة في الصين للبيع في أحد الأسواق المحلية في بكين، الصين، يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2008.Elizabeth Dalziel/AP

وقد أدى هذا التغيير إلى إخضاع شحنات شركات الأزياء السريعة الصينية للرسوم الجديدة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار أو تباطؤ عمليات الشحن نتيجة الإجراءات الجمركية الإضافية. وبحسب المحلل يوسف سكوالي، فإن الغالبية العظمى من الطلبيات على هذه المنصات تقل قيمتها عن 800 دولار، ما يعني أن جميعها تقريبًا ستتأثر بالتعريفات الجديدة. 

الأزياء السريعة والتلوث البيئي

تمثل صناعة الأزياء السريعة أحد أكبر الملوثات البيئية، إذ تتسبب في انبعاث كميات هائلة من الغازات الدفيئة وتستهلك موارد ضخمة من المياه والطاقة. فعلى سبيل المثال، يتطلب إنتاج قميص قطني واحد نحو 2650 لترًا من المياه، بينما يحتاج إنتاج بنطلون جينز إلى ما يقارب 7570 لترًا، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر. 

ويقدر العلماء أن قطاع المنسوجات مسؤول عن 1.2 مليار طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويًا، وهو ما يتجاوز إجمالي الانبعاثات السنوية للاتحاد الأوروبي. كما يتوقع أن تستحوذ صناعة الأزياء على 25% من ميزانية الكربون العالمية بحلول عام 2050، مما يبرز التحديات البيئية الضخمة التي تفرضها هذه الصناعة. 

متجر ملابس يُجري عرضًا ترويجيًا في أحد مراكز التسوق بمدينة شينزن، بمقاطعة غوانغدونغ الصينية، يوم الجمعة 1 نوفمبر 2019.Andy Wong/ AP

علاوة على ذلك، تساهم الملابس الرخيصة في تعزيز ثقافة الاستهلاك السريع والتخلص من الملابس، حيث يستهلك العالم نحو 80 مليار قطعة جديدة سنويًا، أي أكثر بأربعة أضعاف مما كان عليه قبل عقدين. ومع ذلك، لا تتم إعادة تدوير سوى 12% من المنسوجات عالميًا، بينما يعاد تدوير 1% فقط من الملابس المستهلكة إلى ملابس جديدة، فيما يستخدم معظمها لصناعة مواد منخفضة القيمة.

هل ستحد التعريفات الجمركية من إنتاج الأزياء السريعة؟

يرى يوزاس كازيوكيناس، مؤسس شركة "Marketplace Pulse"، أن الزيادات في الأسعار على منصات مثل Shein وTemu ستكون "طفيفة جدًا"، ما يعني أن تأثير التعريفات الجمركية على صناعة الأزياء السريعة قد يكون محدودًا. ومع ذلك، يتوقع أن تتسبب القواعد الجديدة في تأخير عمليات الشحن بسبب الإجراءات الجمركية. 

أما ميج بيري، الباحثة في مركز "المائدة المستديرة للأزياء" المتخصص في السياسات البيئية، فتشكك في جدوى هذه التعريفات، قائلة إن العلامات التجارية الكبرى للأزياء السريعة قادرة على استيعاب هذه التكاليف بسهولة، بينما ستتضرر العلامات التجارية الأصغر التي قد تضطر إلى تغيير هيكل الإنتاج عبر تنويع مصادر المواد الأولية من دول مختلفة.

Relatedشاهد: عندما تنافس القطط والكلاب عارضات الأزياءدور الأزياء العالمية تُغازل أسواق الخليج بطرح تشكيلة خاصة بشهر رمضان هل سيحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في عالم تصميم الأزياء؟

وتحذر بيري من أن هذه التعريفات قد تؤدي إلى تأثير عكسي على البيئة، حيث يمكن أن تدفع الشركات إلى إعادة هيكلة سلاسل التوريد بطرق تزيد من انبعاثات الكربون. 

وعلى الجانب الآخر، ترى لوسي تمام، المديرة الإبداعية لعلامة الأزياء المستدامة "تمام"، أن هذه الإجراءات قد تكون خطوة إيجابية، حيث ستقلل من الفجوة الأسعار بين الملابس الرخيصة ذات الجودة المنخفضة وتلك المستدامة المصنوعة محليًا. وتضيف أن ارتفاع الأسعار قد يدفع المستهلكين إلى التفكير مرتين قبل شراء الملابس الرخيصة التي غالبًا ما تكون قصيرة العمر. 

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية متطوعون بأزياء الأبطال الخارقين ينشرون الفرح بين الأطفال المرضى بالسرطان في مستشفى بريشتينا بكوسوفو ميت غالا.. ولكن هذه المرة للكلاب: أزياء الحيوانات الأليفة توائم ملابس المشاهير هل تخلت ماركة الأزياء "ديور" عن بيلا حديد واستبدلتها بعارضة إسرائيلية بسبب تضامنها مع غزة؟ دونالد ترامبموارد مائيةالصينالولايات المتحدة الأمريكيةالرسوم الجمركيةأزياءاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext حكومة لبنانية جديدة تشق طريقها بين أثقال الماضي وتحديات المستقبل يعرض الآنNext حماس تفرج عن 3 إسرائيليين ورام الله تستقبل أول فوج من الأسرى المحررين ضمن عملية التبادل يعرض الآنNext شاهد لحظة تسليم حماس 3 رهائن إسرائيليين للصليب الأحمر ضمن الدفعة الخامسة لصفقة التبادل يعرض الآنNext "انتهى وقتكم": قادة اليمين المتطرف يتحدّون الأحزاب التقليدية في الاتحاد الأوروبي يعرض الآنNext زيلينسكي: قوات كوريا الشمالية عادت إلى القتال في منطقة كورسك الروسية اعلانالاكثر قراءة غزة.. دمارٌ وركامٌ ورياحٌ عاتية أجهزت على ما تبقى من ملاجئ وفاقمت معاناة النازحين جوائز غرامي 2025: إطلالة بيانكا سينسوري تثير الاستهجان وانتقادات لقبعة جادن سميث وكأنه دم.. نهر ساراندي قرب بوينس آيرس يتحول إلى اللون الأحمر ومخاوف من حدوث تلوث بريجيت ماكرون متحولة جنسيًا؟ ما سرّ استمرار الشائعات حول سيدة فرنسا الأولى ومن يقف وراءها؟ إطلالةٌ مذلة أم إثبات وجود؟ الجدل حول فستان بيانكا سينسوري العاري يكشف كواليس العلاقة مع كانييه ويست اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلقطاع غزةدونالد ترامبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماسضحاياروسياإطلاق سراحاليابانشرطةالحرب في أوكرانيا حزب اللهالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • التعريفات الجمركية الأمريكية تهدد مستقبل الأزياء السريعة.. ولكن هل ستفيد البيئة؟
  • لا ينقصنا التنفيذ.. ولكن
  • لماذا ربط أحمد الطيب طرد ناصر ماهر بـ"نطحة زيدان"؟
  • كاتبة صحفية: طريقة المقاومة في تسليم المحتجزين تبعث رسالة للاحتلال
  • مختار جمعة: الأزهر وإمامه الطيب منارة العلم والوسطية
  • كاتبة إسرائيلية تنقل تعليقات سعوديين على خطة ترامب بشأن غزة.. ماذا قالوا؟
  • أسيل ستنحسر.. ولكن استعدوا الأمطار عائدة في هذا الموعد
  • أحمد الطيب عن لاعب الأهلي : ذكي ومهذب
  • كاتبة فرنسية: هل يجب على أوروبا أن تخشى ترامب؟
  • علي الطيب يودع شخصية الضابط في مسلسل الشرنقة: أبحث عن التجديد