مشهد بطولي.. سائح يتصدى لمسلح طعن 5 أشخاص في أمستردام
تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT
في مشهد بطولي بأحد شوارع العاصمة الهولندية أمستردام، أقدم سائح بريطاني على مطاردة رجل مسلح بسكين بعد تنفيذه هجوماً دموياً في ساحة “دام” الشهيرة، مُصيباً خمسة أشخاص بجروح خطرة.
وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة كيف قام السائح البريطاني بملاحقة المهاجم عبر الأزقة الضيقة قبل أن يتمكن من طرحه أرضاً والسيطرة عليه بمهارة، ما دفع البعض للاعتقاد بأنه قد يكون رجل أمن أو جندياً محترفاً.
ووفقاً لصحيفة “ذا صن” فقد أوضحت السلطات الهولندية أن المهاجم رجل يبلغ من العمر 30 عاماً، يحمل الجنسية الأوكرانية وينحدر من منطقة دونيتسك الشرقية، وقد استهدف الضحايا عشوائياً مستخدماً أكثر من سكين.
وأوضحت التقارير أن الضحايا شملوا رجلاً وامرأة أميركيين يبلغان من العمر 67 و69 عاماً، بالإضافة إلى شاب بولندي في السادسة والعشرين، وسيدة بلجيكية تبلغ من العمر 73 عاماً، وفتاة هولندية تبلغ 19 عاماً.
السائح البريطاني الذي أطلق عليه لقب “بطل دام”، لم يسعَ للشهرة، حيث ذكرت وسائل إعلام محلية أن الرجل رفض الكشف عن هويته وفضل التركيز على دعم الضحايا، وسط إعجاب المارة وانبهارهم.
وقد التقت عمدة أمستردام، فيمكه هالسيما، بالبطل البريطاني في مقر إقامتها الرسمي، حيث منحته وسام الشجاعة تقديراً لدوره البطولي في منع سقوط المزيد من الضحايا.
ولم تكشف الشرطة حتى الآن عن الدافع الحقيقي وراء الهجوم، لكنها لم تستبعد أي سيناريو، بما في ذلك احتمالية أن يكون الهجوم بدوافع إرهابية.
وقال وزير العدل والأمن في هولندا، ديفيد فان ويل، إن التحقيقات مستمرة للوصول إلى تفاصيل أكثر حول خلفية المهاجم ودوافعه المحتملة.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
أجواء عيد الفطر في حماة.. بين تقاليد الأجداد وحداثة الأبناء
حماة-سانا
وسط أحياء مدينة حماة العتيقة، بدأت تتدلى فوانيس العيد على جدران المنازل المزينة، وتتعانق روائح الكعك المحمص مع ضحكات الأطفال، مجسدةً في ذلك مشهداً مميزاً ما بين أصالة التقاليد وحيوية الحداثة.
ففي وقفة عيد الفطر لهذا العام، التقت تقاليد الأجداد التي تحفظ أسرار النواعير والأزقة الضيقة، مع حداثة الأبناء الذين يحملون هواتفهم الذكية وأفكاراً مبتكرةً، لترسم لوحة احتفالية بهذه المناسبة تعكس تناغماً سورياً جميلاً مع بزوغ أولى خيوط فجر الغد، حيث سيتدفق المصلون نحو ساحات الصلاة المفتوحة.
وحول ذلك يقول الحاج أبو محمد البالغ من العمر 70 عاماً: “إن العيد هذا العام يزرع فينا الأمل والبهجة وخاصة مع التحرير الذي أعاد إلى قلوبنا الفرح والأمل”، وعن موائد الإفطار، تقول أم علي البالغة من العمر /55/ عاماً: “إن موائد شهر رمضان هذا العام احتفظت بنكهتها التراثية عبر أطباق مثل الزردة والكبة الحموية، فالطبخ هو لغتنا لرواية حكايات الأجداد”.
وإذا كانت التقاليد تحفظ في قلوب الكبار، فإن الشباب يعيدون صياغتها بلغة العصر، فبينما كان الأجداد يتبادلون التهاني في الميادين العامة، ينظم الشباب اليوم فعاليات افتراضية عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويطلقون هاشتاغات مثل: (#أعياد حماة في ظل التحرير) لتوثيق لحظات الفرح التي يعيشها أبناء المدينة.
وتتحدث روان البالغة من العمر 22 عاماً، عن هذه الفعاليات التي شاركت بتنظيمها: “نريد أن نُثبت أن النظام البائد لم يقتل إبداعنا خلال السنوات الماضية، فنحن تعلمنا صنع الفرح من رماد المأساة”.
من جهة أخرى، أطلق شباب حماة مبادرة “كيس العيد الإلكتروني” لجمع التبرعات عبر منصات رقمية لتوزيع الهدايا على العديد من الأطفال، ورغم حداثة هذه المبادرات، إلا أن بعض كبار السن ما زالوا يرون أن هذه الممارسات تهدد هوية الأسرة، ويقول الحاج خالد البالغ من العمر 65 عاماً: “إن العيد هو لقاء الأرحام، ولا يمكن استبدال ضيافة البيوت بقلوب إعجاب على فيسبوك”، لكنّ الناشط الاجتماعي أحمد العبد الله البالغ من العمر 34 عاماً اعتبر أن التقاليد كالنواعير، تحتاج إلى ماء جديد كي تدور، إذ إن ابتكارات الشباب ليست قطيعة مع الماضي، بل هي محاولة لنشر الفرح بالوسائل الحديثة.
هكذا هي حماة المدينة التي تُعيد اختراع فرحها دائماً، حاملةً تراثاً ثقيلاً على كاهلها، لكنها ماضية نحو المستقبل بمسار جديد، وبأمل لجيل يعشق التطوير والحداثة.