عين ليبيا:
2025-04-01@08:48:43 GMT

المجدد علي عزت بيجوفيتش

تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT

علي عزت بيجوفيتش ليس مجرد سياسي قاد البوسنة نحو الاستقلال، بل هو فيلسوف ومفكر إسلامي حاول أن يجد جسراً بين التراث الإسلامي والحداثة الغربية.

عُرف بكتاباته العميقة، مثل “الإسلام بين الشرق والغرب” و”البيان الإسلامي”، التي تناقش إمكانية بناء حضارة إسلامية معاصرة دون انغلاق أو قطيعة مع العصر. أحد أبرز أقواله المثيرة للجدل هو: المسلمون لا يؤمنون بقداسة القرآن كمنهج بل بقداسته كشيء”

وُلد بيجوفيتش في البوسنة ، وعايش تحولات القرن العشرين من الحرب العالمية الثانية إلى سقوط يوغوسلافيا.

سُجن مرتين بسبب دفاعه عن الهوية الإسلامية في ظل النظام الشيوعي، مما عمق إيمانه بضرورة الجمع بين الفكر والممارسة. لم يكن بوقوفتش مفكراً منعزلاً، بل رأى أن الفكر الإسلامي يجب أن يتحول إلى مشروع حضاري قادر على مواجهة تحديات العصر، وهو ما حاول تطبيقه كرئيس بعد الاستقلال.

المنهج القرآني في فكر بيجوفيتش: نحو حضارة إسلامية معاصرة

يرى بيجوفيتش أن القرآن يقدم مبادئ كلية(كالتوحيد، العدل، الشورى، المساواة) قابلة للتطبيق في كل زمان، لكن تطبيقها يحتاج إلى اجتهاد عقلي يتناسب مع ظروف العصر. هنا يلتقي مع مفكرين إصلاحيين مثل محمد إقبال، الذين دعوا إلى إحياء “الحركة الاجتهادية” لتحويل النص إلى مشروع نهضوي.

في كتابه “الإسلام بين الشرق والغرب”، يُقارن بيجوفيتش بين الرؤية الإسلامية والرؤيتين المادية (الغربية) والروحية (المسيحية)، مؤكداً أن الإسلام يجمع بين “الروح والمادة”، وبالتالي يجب أن يُنتج حضارةً متوازنة. لكن هذا لا يحدث لأن المسلمين توقفوا عن قراءة القرآن كـمنهج تفكير،

نقد بيجوفيتش الجمود الفكري بين التقديس والتجديد

لم يكن انتقاد بيجوفيتش للمسلمين سلبياً، بل كان دعوة للصحوة، فهو يرى أن الجمود في فهم القرآن أدى إلى تهميش دور الإسلام في تشكيل الحضارة الإنسانية، بينما التاريخ الإسلامي المبكر شهد ازدهاراً عندما تعامل المسلمون مع القرآن كمرشدٍ للعقل والعمل.

في “البيان الإسلامي”، يطرح بيجوفيتش رؤيةً لإقامة نظام سياسي إسلامي حديث، يقوم على مبادئ الشورى وحقوق الإنسان، مستلهماً القرآن كمصدر للإلهام وليس كنصوص جامدة.

هنا، يظهر الفرق بين التمسك بالشكل دون المضمون والتقديس الفعال (استخراج القيم وتطويرها).

كانت رؤية بيجوفيتش الى الاسلام انه رسالة إلى المستقبل، فعلي عزت بيجوفيتش لم يكن مجرد فيلسوف، بل كان صاحب مشروع أراد إثبات أن الإسلام يمكن أن يكون أساساً لدولة عادلة وحديثة. قولته عن القرآن تُلخص أزمة العالم الإسلامي ، الانشغال بالمظهر على حساب الجوهر. إن دعوته إلى تحويل القرآن من “شيء مُقدس” إلى “منهج مقدس” هي إعادة تعريف للتدين نفسه : ليس طقوساً فحسب، بل فعلٌ أخلاقي وحضاري.

عندما حوصرت سراييفو، كانت الحرب الخيار الأصعب لفلسفته، لم يتحول بيجوفيتش إلى خطاب الكراهية، بل ظل يؤكد أن الحرب “ليست صراعاً بين الإسلام والمسيحية، بل بين الحضارة والهمجية”. هنا، تجلت قدرته على تحويل المأساة إلى فرصةٍ لتعريف العالم بقضية الإسلام الوسطي، مستخدماً المنصات الدولية لتوضيح أن المسلمين البوسنيين “يدافعون عن حق أوروبا في التنوع، لا عن تعصب ديني”. لقد حوَّل المعاناة إلى رسالةٍ عالمية: الإسلام ليس عدواً لأوروبا، بل جزءٌ من نسيجها الإنساني.

اليوم، وفي ظل تحديات العولمة والهويات المتنازعة، تظل أفكار بيجوفيتش منارةً لكل من يبحث عن إسلام يجمع بين الأصالة والابتكار، بين الإيمان وإنجازات العصر.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتشكيل الحكومة السورية الجديدة

رحبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بتشكيل الحكومة السورية الجديدة.

وقدّم معالي الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، تهانيه للحكومة والشعب السوري، مجددًا وقوف المنظمة ودولها الأعضاء إلى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، ليتمكن من استكمال عملية الانتقال السياسي بشكل سلمي وآمن.

وأكد استعداد الأمانة العامة للتعاون مع الحكومة السورية الجديدة، متمنيًا لها النجاح والتوفيق في خدمة الشعب السوري وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية.

مقالات مشابهة

  • التعاون الإسلامي تدين مخططات الاستيطان في القدس المحتلة
  • منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتشكيل الحكومة السورية الجديدة
  • مشروع أحمد النوفلي.. والظاهرة القرآنية
  • الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يُلقي خطبة عيد الفطر في أكبر جوامع ألبانيا ومنطقة البلقان
  • الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: العيد يوم للتسامُح وتعزيز أواصر الأخوة والمودة
  • فيديو من مكتبة المفكر الإسلامي الراحل حسن الترابي بعد تحرير منزله بالخرطوم
  • مجمع الفقه الإسلامي بالسودان يعلن غدًا أول أيام شهر شوال 1446 هـ
  • المُجدِّد.. علي عزت بيجوفيتش
  • يفوق الخيال.. علماء يكتشفون دبورًا من العصر الطباشيري محفوظا بعنبر