الأسبوع:
2025-04-24@08:38:41 GMT

من تقاليد عيد الفطر عند المصريين «كعك العيد»

تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT

من تقاليد عيد الفطر عند المصريين «كعك العيد»

في الأيام الأخيرة من شهر رمضان بمصر عادة ما تقوم معظم الأسر بإعداد الكعك والبسكويت كأحد أهم المظاهر الاحتفالية لقدوم عيد الفطرالمبارك، حيث يشهد إعداده فرحة كبيرة يشترك فيها الكبير والصغير وتقوم فيه الأم أو الجدة المصرية بالتحضير له ويقوم باقي الأسرة من النساء وبعض الجارات بالمساعدة في صبه وإعداده عبر قوالب معينة أو المشاركة في عملية النقش والزخرفة التي يتم حولها تبادل التهاني وأداء الغناء وتبادل الأخبار مع فرحة الاطفال، ووسط تلك البهجة فإن رائحة تسوية الكعك تخرج من البيوت حتي يتم التعرف للجميع علي اقتراب العيد، كما تنتشر صناعة وبيع الكعك والبسكويت في الكثير من محلات الحلوي الشهيرة والكثير من المحلات الشعبية بالمدن، وهناك أيضا الكثير من المخابز المنتشرة في أحياء الجمهورية التي تنشط في هذا المجال أواخر الشهر الكريم فتقوم بتصنيع الكعك وبيعه أو القيام بتسويته للكثير من الزبائن التي عادة ما تكون من النساء اللاتي يتجمهرن حول الأفران مما يدل أيضا علي دخول العيد في جو احتفالي وفرحة كبيرة تملأ الجميع، ورغم ذلك تظل صناعته وإعداده بالمنزل هي العادة المميزة والتقليد المتوارث عبر السنين الذي يعطي الانطباع الحقيقي للقداسة والبركة والفرحة لمعجنات تقوم في الأساس علي خلط السمن واللبن والدقيق باعتبارها من الأطعمة الدينية القديمة التي كانت تقدم كقرابين وهبات للمعابد والأماكن الدينية وزيارة الموتي وتقديم الرحمات ثم دخولها في المناسبات العامة لإدخال البهجة والفرحة وطلب الرزق الوفير.

وفي عيد الفطر لا يكاد يخلو منزل من إعداد كعك العيد ويقوم الأغنياء بإعطاء الفقراء، وقد تفننت الأسر المصرية في صنعه ومنها الكعك السادة أو المحشو بالملبن والعجوة أو المحشو بالمكسرات، وبجانبه أيضا يتم صناعة وإعداد القراقيش و الغريبة والبسكويت لتظل صناعته بالمنازل عادة من العادات الطيبة وقيمة معنوية تحمل في داخلها الفرحة والمتعة والقداسة وإحياء للذكري المتوارثة التي تزهق ميزانية الأسر وتثقل كاهلها بالأعباء المادية عبر السنوات، ورغم ذلك يصنعه القادر وغير القادر بسبب مساعدة الناس لبعضهم البعض عن طريق تقديم المواد اللازمة لصناعته كاللبن في الريف المصري الذي كان يهدي في هذا الوقت إضافة إلي السمن والدقيق، أو استعارة الأسر الأدوات اللازمة للصناعة المنزلية مثل المناقيش والقوالب المختلفة التي تعتمد عليها تلك الصناعة حتي تتمكن الأسر من إدخال الفرحة والبهجة بقدوم العيد وتكون في صناعته عوضا عن ألم فراق هذا الشهر الكريم، وعادة ما يقدم الكعك والحلوي للضيوف خلال أيام العيد مع المكسرات والشكولاتة والبلح والسوداني والترمس من خلال عادة تراها معممة في البيوت المصرية.

إن صناعة الكعك قديمة بمصر وترجع إلي العهد الفرعوني منذ 5000 عام، وقد وجدت له أشكال متعددة من خلال نقوش علي المقابر حيث كانت زوجات الملوك تقدمه للكهنة القائمين علي حراسة هرم خوفو يوم تعامد الشمس علي حجرته، وجدت دلائل تشير إلي صنع الكعك علي هيئة قرص ثم التفنن في تشكيله وزخرفته حيث كانت ترسم صورة الشمس علي الكعك، ورغم آلاف السنين ظلت صناعة الكعك التقليدية بمصر متوارثة إلي يومنا هذا، وعندما زار هيرودوت مصر في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد حسب موسوعة الويكيبديا تعجب عندما رأي المصريين يمزجون عجين الكعك والخبز بأرجلهم، في حين أنهم يمزجون الطين بأيديهم.

ومن خلال أزمنة العصور الإسلامية بمصر يذكر أن تاريخ الكعك يرجع إلي عهد الطولونيين 968م: 902م، وكان يصنع عبر قوالب مكتوب عليها ' كل واشكرا ' حتي أصبح في عهدهم من أهم المظاهر بعيد الفطر، وفي العهد الإخشيدي935م: 969م كان أبو بكر المدراني وزير الدولة قد صنع كعكا في عيد الفطر وحشاه بالدنانير الذهبية وكتب عليه 'افطن لما فيه ' حتي تم تحريف الكلمة إلي أنطونلة وأصبحت من أشهر الكعكات بالتاريخ المصري وكانت تقدم للفقراء، وفي العصر الفاطمي 1171م خصص الخليفة مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر وكان يبدأ صناعته من منتصف شهر رجب حتي تمتلئ المخازن لتكون كافية لتوزيعه علي الشعب في العيد وكان الخليفة يتولي توزيعه بنفسه وأطلق علي عيد الفطر في هذا العهد باسم عيد الحلل بسبب إعداد ملابس للعمال لصناعة الكعك، كما خصص له إدارة حكومية تسمي دار الفطرة تتولي صناعته وتوزيعه عندما كان يقف الشعب في طوابير ممتدة أمام القصر ليحصل علي نصيبه حتي أصبح هذا التقليد متوارثا وأصبح حق من حقوق الفقراء، ويقال أن أشهر سيدة صنعت الكعك في العهد الفاطمي هي السيدة حافظة التي كانت تنقش عليه عبارات مختلفة منها ' تسلم أيدك يا حافظة، أو بالشكر تدوم النعمة ' وعادة ما كان يقدم لضيوف الخليفة، ومن أشهر الوقفيات في هذا العهد وقفية الأميرة نتر الحجازية التي كانت تقوم بإعداده وتوزعه علي العاملين بمدرستها عام 748هجرية.

وفي العصر الأيوبي قضي صلاح الدين علي الكثير من العادات الفاطمية ولكنه فشل في القضاء علي إعداد وصناعة كعك العيد والحلوي الرمضانية التي مازالت موجودة إلي يومنا هذا، وفي العهد المملوكي 1250: 1517 اهتم المماليك وسلاطينهم بصناعة الكعك وقدموه بكثرة للفقراء والمحتاجين ومشايخ الطرق الصوفية والعلماء وطلاب العلم بالأزهر وأئمة المساجد، وكانوا يعتبرونه صدقة تقدم في عيد الفطر، ثم استمر في عهد الاحتلال العثماني ليظل التراث العربي محتفظا بتلك العادة وبخاصة في مصر وبلاد الشام للارتباط الجغرافي والتاريخي والديني.

ورغم الغلاء واختلاف الظروف السياسية والاجتماعية التي أحيانا ما تكون غير ملائمة إلا أن الناس في مصر والكثير من البلدان الإسلامية ما يزالوا حريصين علي صناعة الكعك والبسكويت ابتهاجا بعيد الفطر ليظل هذا التقليد الموروث منذ القدم متوارثا ومحفورا في الذاكرة الجمعية باعتباره عنوانا كبيرا لدخول العيد في مصر والعالم الإسلامي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المصريين عيد الفطر التراث العربي كعك العيد صناعة الکعک عید الفطر عادة ما فی هذا

إقرأ أيضاً:

قنصل السودان بأسوان لـ(المحقق): تم نقل ما لايقل عن 45 ألفا من العائدين من مصر بعد العيد

أكد قنصل السودان العام بأسوان السفير عبدالقادر عبدالله أن أعداد العودة الطوعية للسودانين من مصر متزايدة ومنسابة بشكل سلس.

وقال عبدالله في تصريح خاص لموقع “المحقق” الإخباري إن أعداد العائدين من مصر بعد عيد الفطر بلغت في المتوسط 2500 شخص في اليوم، بواقع 50 أتوبيساً يومياً، مضيفاً أنه في بعض الأيام وصلت 100 أتوبيس في أيام العيد، موضحاً أنه تم نقل ما لايقل عن 45 ألف من العيد حتى الآن، لافتاً إلى أن العبّارة “سيناء” عادت إلى الخدمة بعد أن كانت في الصيانة، وقال إن ذلك سيساعد كثيراً في انسياب عملية العودة دون زحام، موضحاً أن الزحام كان ناتجاً من عدم استيعاب العبارات لأعداد العائدين، وقال إن التكدس كان في أبوسمبل، وإن معبر أرقين يستقبل الآن الفائض من أبوسمبل لمنع التكدس.

وأشاد قنصل السودان العام بأسوان بالتسهيلات التي تقدمها السلطات المصرية لتسهيل عملية العودة الطوعية للسودانيين، وقال إن أهم هذه التسهيلات هي عدم المساءلة للعائدين، مضيفاً أن هناك من دخل مصر بالتهريب أو أن إقامته انتهت، وتقوم السلطات المصرية بعدم مساءلة العائدين وعدم تكليفه لأي غرامات قد نتجت عن ذلك، وتابع حتى الذين يتم ضبطهم عند الدخول إلى مصر بالتهريب، يتم ترحيلهم إلى السودان دون وقوع أي عقوبة عليهم.

وناشد قنصل السودان العام بأسوان الجهات الداعمة بتقديم المزيد من التمويل والعون للذين يرغبون في العودة من مصر، وقال إن امكانات القنصلية بأسوان ليست مشجعة وإن المساعدات بسيطة في الحالات الاستثنائية للأسر المتعسرة أو توفير الأدوية للمرضى، موضحاً أن دور القنصلية يتلخص في التوعية بعدم وجود مشاكل، والتشجيع على العودة، وقال إن العودة إلى كل ولايات الوسط والشمال والشرق الآن ممكنة، رغم شح الخدمات، مضيفاً أن السلطات السودانية مجتهدة في عودة هذه الخدمات بعد أن قامت المليشيا بتخريبها بنهب كابلات الكهرباء وضرب المحولات وتدمير كل الخدمات.

القاهرة – المحقق – صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تقاليد تذويب خواتم الباباوات في الفاتيكان – رمزية التغيير والاستمرارية "استثناءً من خاتم البابا فرنسيس الحالي"
  • قبعة الموت.. ما الذي يجعله الفطر السام الأكثر فتكًا بالبشر؟
  • ميناء سكيكدة سيستقبل 3 بواخر محملة بأضاحي العيد المستوردة
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد
  • «الصفا الثانوية بنات» يحافظ على المركز الثاني بإيرادات أفلام عيد الفطر بهذا الرقم
  • قنصل السودان بأسوان لـ(المحقق): تم نقل ما لايقل عن 45 ألفا من العائدين من مصر بعد العيد
  • إضافة إلى مكاتب بريدية متنقلة..استعمال الدفع الالكتروني لشراء أضاحي العيد
  • وزارة الفلاحة تصدر بيانا هاما بخصوص بيع أضاحي العيد
  • وزارة الفلاخة تصدر بيان مهم بخصوص بيع أضاحي العيد
  • فترة الحداد ومكان الدفن.. تقاليد الكنيسة الكاثوليكية عند وفاة البابا