من المقرر أن يشهد العام الحالي تحولاً كبيراً في المشهد الإبداعي السعودي؛ إذ ستُرسِّخ المملكة العربية السعودية مكانتها بصفتها مركزاً إقليمياً لجذب الأفكار المبتكرة والمبدعين. وقد لا تقتصر إنجازات المملكة ونجاحها في كافة النواحي الإبداعية، مثل الفنون الجميلة والأزياء والترفيه والرياضة الإلكترونية، على الدعم الذي يُقدمه القطاع الحكومي فحسب، بل على الرغبة القوية في رسم ملامح مستقبل القطاع في المملكة.

ومن غير المستغرب أن مهندسي هذا التحول الكبير هم جيل من السعوديين الذين يعملون مع نظرائهم الإقليميين والدوليين لإنتاج أعمال تحصد الجوائز.

وصلت هذه الموجة الإبداعية وجدان الجماهير من خلال عالم التسويق، وبلغت ذروتها في أولى الجوائز الكبرى التي حصلت عليها المملكة العربية السعودية في حفل توزيع جوائز كان ليونز 2023. أوضحت الحملة الفائزة التي حملت عنوان: “طلب اللاوعي” The Subconscious Order، والتي نفذتها شركة “وندرمان تومسون السعودية” Wunderman Thompson KSA لصالح شركة “هنقرستيشن” HungerStation السعودية العملاقة لتوصيل طلبات الطعام، كيف ساعدت ميزة تنظيم المطاعم، التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي في التطبيق، في تقليل وقت تصفح العملاء والتنقل في التطبيق والتغلب على الإحباط الناتج عن إجهاد اتخاذ القرار.

وهذا الإنجاز بالنسبة لـ ريان عون، المدير التنفيذي لقسم الإبداع في وندرمان تومسون السعودية، ما هو إلا بدية الطريق نحو المزيد من النجاح والتميز، وأعرب قائلاً: “إننا نعلق دائمًا آمالًا كبيرة على الصناعة الإبداعية في المملكة العربية السعودية، إذ آمنا بإمكانياتها، واستثمرنا في مواهبها، وكان لنا دور في وضع المملكة على خارطة الإبداع إقليمياً ودولياً. ومع ذلك، أعتقد أننا بدأنا للتو في الاستفادة من القدرات المذهلة والهائلة التي تمتلكها المملكة بثقافتها النابضة بالحياة، ورؤيتها الطموحة، ومواهبها المتنوعة، ومسوقيها الموهوبين”.

ومن المقرر انطلاق النسخة الافتتاحية من المهرجان السعودي للإبداع “أثر”، وهو أكبر تجمعٍ من نوعه في مجال التسويق الإبداعي في المملكة يُحفز الإبداع المحلي ويحتفي به، في الفترة من 13 إلى 16 نوفمبر المقبل في فندق كراون بلازا آر دي سي الرياض. وينظم المهرجان كل من مجموعة موتيفيت الإعلامية، الرائدة في تطوير المحتوى عبر منصات مختلفة في المنطقة، وشركة تراكس، أكبر شبكة اتصال مستقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومقرها المملكة العربية السعودية.

اقرأ أيضاًالمجتمع“وقاء”: الكشف على 3000 خيل ومعالجة 900 بؤرة لتكاثر نواقل الأمراض بالطائف

ولعل أحد أكثر المتحدثين المنتظرين في المهرجان هو فرناندو ماتشادو، كبير مسؤولي التسويق في شركة NotCo الرائدة في مجال تكنولوجيا الأغذية التي غيرت قواعد اللعبة؛ والمعروف بشكل جيد في أوساط المهرجانات الإبداعية؛ إذ أنه وخلال مسيرته المهنية المتميزة حقق 12 فوزاً في سباق الجائزة الكبرى في مهرجان “كان”، وأكثر من 200 جائزة ليونز “Lions”، وسيكون من ضمن المتحدثين الآخرين الملهمين والمشاهير الذين من المقرر الإعلان عن أسمائهم في الفترة القريبة القادمة.

وفتح المهرجان السعودي للإبداع “أثر” أبوابه للتو أمام الراغبين في الحضور والتسجيل المبكر لحضور حفل توزيع الجوائز. وستتاح الفرصة للمشاركين في مهرجان “أثر” للتواصل مع القادة ذوي الرؤية، واستكشاف الأفكار الرائدة، واكتساب رؤى حول مشاريع العمل العملاقة التحويلية في المملكة العربية السعودية، وغيرها من آفاق الأعمال المميزة داخل المملكة؛ حيث سيحظى الحضور بفرصة الاطلاع على أبرز توجهات القطاع والتفاعل مع الجهات العالمية. وسيُتوج المهرجان بحفلٍ لتوزيع جوائز “أثر”، الذي سيضم الجوائز الإبداعية، المعتمدة من قِبل مهرجان “كان ليونز” و”مهرجان دبي لينكس الدولي للإبداع”، وسيتم تقديمها إلى الوكالات والشبكة والعلامة التجارية المتألقة خلال هذا العقد. وستضم الجوائز أيضاً الفائزين في مسابقة تحدي الـ 24 ساعة، وهي جزء من أكاديمية لتدريب المواهب الشابة التي ستُقام على هامش المهرجان.

وسيستضيف المهرجان السعودي للإبداع “أثر” أكثر من 1,500 مختص في التسويق، و300 موهبة صاعدة، و12 أكاديمية للمهنيين الشباب، إلى جانب مديري التسويق والسيدات التنفيذيات. سيستضيف المهرجان أكثر من 80 متحدثاً محلياً ودولياً وشخصيةً مشهورةً؛ الذين سيقدمون رؤى محفزة للتفكير عبر ستة مواضيع للمحتوى، وهي: التكنولوجيا كمحرك إبداعي؛ الإستراتيجيات التي تساعد على تنمية العلامات التجارية؛ الإلهام وتوليد الأفكار؛ ثقافة العمل والموهبة؛ إحداث تغيير إيجابي في المجتمع؛ والمملكة العربية السعودية – سوق مزدهرة للمجتمع الإبداعي.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية المملکة العربیة السعودیة فی المملکة

إقرأ أيضاً:

فرص السلام في اليمن بعد وقف إطلاق النار بغزة.. ما خيارات المملكة السعودية؟

يمانيون/ تقارير

 

تتسارع الأحداث بوتيرة عالية في ظل متغيرات على مستوى العالم والمنطقة.

وخلال الأيام الماضية تعامل العالم مع حدثين مهمين: الأول، هو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتوقف حرب الإبادة الصهيونية التي استمرت على مدى 15 شهراً، والثاني، هو تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وطي صفحة المجرم بايدن، الذي سخر هو وحكومته كل جهودهم لمساندة “إسرائيل” والشراكة مع الكيان في تدمير القطاع، وتوسيع الحرب في مناطق متفرقة من المنطقة.

منطقياً، يفترض أن المملكة العربية السعودية قد استوعبت الدرس جيداً من تجربة اليمن في مساندة غزة، فاليمنيين الذين ظلوا طيلة الأشهر الماضية في حالة استنفار تام نصرة لغزة، على كافة المستويات السياسية، والشعبية، والعسكرية، وفرضوا حصاراً خانقاً على الكيان، وانتصروا في معركة البحار على ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، لن يفضلوا الصمت أمام الحصار المفروض عليهم من قبل السعودية وتحالفها المشين.

لا يعني أن صنعاء التي انشغلت في معركة إسناد غزة تتجاهل المماطلة السعودية وعدم جنوحها للسلام، ولكن القيادة الثورية والسياسية حريصة على إقامة الحجة، وإتاحة الفرصة أمام الرياض للمبادرة والتوقيع على خارطة الطريق، لكن ما حدث هو العكس تماماً، فالرياض تستمر في سلوكها المتواطئ والمتجاهل لمسار السلام في اليمن، بل تلجأ إلى تقديم الدعم على كافة مستوياته للإضرار بأمن اليمن وسلامته، مثلما ظهر جلياً في شبكة التجسس السعودية البريطانية التي تم القبض عليها مؤخراً.

 

محاولات خجولة لتحريك عجلة السلام

وتواصل القيادة السياسية حث العدو السعودي على استيعاب الدروس من الأحداث الماضية، والكف عن ارتكاب أية حماقة جديدة في اليمن، لأنها لن تكون في صالحها على الإطلاق.

هنا نستحضر تصريحاً لعضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي قبل أيام حين قال: “نقول للسعودية قراءاتكم خاطئة في السابق وأي عدوان جديد على اليمن سيلحق باقتصادكم خسائر كبيرة”، لافتاً إلى أن من يريد أن يعتدي على اليمن لن يستطيع هزيمة هذا الشعب الذي أصبح لديه صواريخ عالية الدقة والإصابة، مؤكداً على وجوب الشكر لله تعالى على ما وصل إليه اليمنيون من دعم ومساندة لغزة”.

يأتي هذا التصريح في ظل الجفاء لتحريك عجلة السلام في اليمن، باستثناء بعض المحاولات الخجولة من قبل المبعوث الأممي الذي زار صنعاء مؤخراً حاملاً المزيد من رسائل التهديد والوعيد، بدلاً من فتح الأبواب نحو السلام العادل والمشرف، وهو ما أثار غضب صنعاء، ورفضت القيادة أن تلتقي به، وغادر الرجل بخفي حنين خالي الوفاض.

كان المبعوث الأممي يحاول الربط بين السلام في اليمن والعمليات اليمنية المساندة لغزة، لكنه وجد كل الأبواب مؤصدة أمامه، فصنعاء لا تساوم في قضاياها العادلة والثابتة، وإسناد غزة لا يخضع لأية معايير أو حسابات سياسية، وإنما ينطلق من مبادئ إيمانية وأخلاقية وإنسانية ثابتة لا تتغير أو تتبدل.

 

غضب صنعاء قد ينفد

من بعد معركة “طوفان الأقصى” كان واضحاً أن الإدارة الأمريكية هي التي أوعزت للنظام السعودي بإيقاف المضي في خارطة الطريق، وقد أعلنت واشنطن أنه لا سلام ولا مرتبات في اليمن إلا بإنهاء العمليات اليمنية المساندة لغزة، وكان هذا أحد أشكال العقاب لصنعاء على موقفها الإنساني والأخلاقي والديني الداعم والمساند لغزة”، لكن الآن وقد تم وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما الذي يعيق المبعوث الأممي من التحرك من جديد، وإقناع المملكة بالجنوح نحو السلام، وعدم المماطلة والتلكؤ، وما الذي يجعل السعودية تختار هذا السلوك الذي سيغضب اليمن، ويعجل باستئناف قرع طبول الحرب.

في الجوانب الإنسانية، لا تزال اليمن تعاني بالفعل من الحماقة السعودية، فالحصار لا يزال قائماً على مطار صنعاء الدولي، ولا يسمح سوى برحلات مجدولة متفق عليها مسبقاً من قبل السعودية من وإلى الأردن، وهذا انتهاك واضح لسيادة اليمن، وتدخل سافر، ولا يحق للرياض المضي بهذه السياسة المزعجة.

أيضاً، ليس هناك أي بوادر من قبل السعودية لدفع رواتب موظفي الدولة، الذين يعانون الأمرين منذ 10 سنوات، فالثروات النفطية والغازية اليمنية منهوبة من قبل الرياض، وهي المتحكم في المسار الاقتصادي اليمني، كما أن تعويضات الحرب لا تزال طي النسيان، والأهم من ذلك، أن ملف الأٍسرى لا يزال عالقاً، ولا يزال الآلاف من المجاهدين يعانون ويلات التعذيب والهوان في سجون المرتزقة والعملاء سواء في مأرب أو عدن وغيرها.

لم يتبق سوى 3 أشهر فقط على انتهاء العام الثالث من اتفاق خفض التصعيد، والذي لم يتحقق منه إلا وقف الغارات السعودية الإماراتية على بلدنا، مقابل إيقاف صنعاء للعمليات العسكرية على البلدين، لكن الأذى السعودي الإماراتي لم يتوقف، فالمحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية لا تزال محتلة، ولا تزال أبو ظبي والرياض تتحكمان بالمرتزقة، ويحركونهم كالدمى وبيادق الشطرنج، ما يعني أن المخاطر على اليمن مرتفعة، ومؤشرات السلم متدنية، وبالتالي فإن صمت الشعب اليمني لن يطول، وإذا ما اندلعت شرارة الحرب من جديد، فإن السعودية والإمارات لن تكونا في مأمن من غضب اليمنيين وسطوتهم.

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • النائب العام يزور الهيئة السعودية للملكية الفكرية ويبحث جهود حماية الحقوق الإبداعية
  • وزير الخارجية السعودي: المملكة مستمرة في مساندة لبنان وشعبه
  • وزير الخارجية السعودي يؤكد على وقوف المملكة مع لبنان
  • ماهي الدلالات السياسية التي تحملها زيارة وزير الخارجية السعودي إلى لبنان؟
  • البعريني مرحبا بوزير الخارجية السعودي: المملكة تشكل دعما قويا لدولتنا
  • وزير الثقافة يزور جناح المملكة العربية السعودية بمعرض القاهرة للكتاب.. صور
  • إعلان هام للسفارة السودانية في المملكة العربية السعودية
  • فرص السلام في اليمن بعد وقف إطلاق النار بغزة.. ما خيارات المملكة السعودية؟
  • برعاية وزارة الثقافة غايا للإبداع تعلن القائمة القصيرة لمسابقتها الإبداعية في دورتها الأولى
  • 700 ألف زائر لمهرجان الخرج الأول للتمور والقهوة السعودية