عاش المواطنون في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي (المدرجة على قوائم الإرهاب)، طوال شهر رمضان المبارك، تحت وطأة كساد تجاري طال مختلف الأسواق، ليتفاقم الوضع مع اقتراب عيد الفطر، مُخلفًا مشاهد من البؤس والإحباط في العاصمة اليمنية المختطفة، التي تشهد أسواقها تراجعًا غير مسبوق في الحركة الشرائية، وسط تدهور معيشي حاد.

وأضافت الأيام الأخيرة قبل العيد أزمات جديدة إلى معاناة السكان اليومية، حيث تحولت أسواق الملابس إلى ساحات لاستنزاف مدخرات المواطنين، في ظل غياب الرقابة الحكومية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وفقًا لشهادات محلية.

أكد سكان محليون، في حديثهم لوكالة "خبر"، عجز الأسر عن توفير أبسط متطلبات العيد، مثل ملابس الأطفال، بسبب توقف الرواتب منذ سنوات، وانهيار الفرص الوظيفية، وتضاعف الأسعار بأكثر من 300% مقارنة بفترة ما قبل سيطرة المليشيات. وأشاروا إلى تحول الأسواق التي كانت تعج بالحركة إلى فضاءات للركود، حيث تتراكم البضائع على الرفوف دون إقبال.

وقال أحد السكان: "المواطن الذي كان قادرًا على تأمين احتياجات أسرته قبل الصراع، أصبح اليوم عاجزًا حتى عن فهم أسعار الملابس، التي تشبه ألغازًا مستحيلة الحل". وأضاف: "نغادر الأسواق بخفي حنين، ونحن نحمل خيبات جديدة نضيفها إلى رصيد معاناتنا اليومية".

باتت ملابس العيد بالنسبة لمعظم الأسر حلماً بعيد المنال، وفقًا للسكان، حيث قفزت أسعار ملابس الأطفال –التي كانت رمزًا للبهجة– إلى مستويات خيالية، بينما تحولت ملابس الكبار إلى سلعة ترفيهية لا يقدر عليها سوى قلة. وأرجع السكان هذا الوضع إلى جملة من العوامل، أبرزها انهيار العملة المحلية، وفرض المليشيا رسومًا و"جبايات" عشوائية على التجار، ما أدى إلى تضخيم الأسعار.

حلول بديلة في زمن المعاناة

حمّل السكان مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن الانهيار الاقتصادي، مؤكدين أن سياسات المليشيات –بدءًا من انقطاع الرواتب، وفرض الإتاوات، وصولًا إلى إهمال ملف الرقابة على الأسواق– حولت الحياة إلى جحيم يومي. وأكدوا أن المليشيا فشلت في معالجة الأزمات المعيشية، بل زادت من تعقيدها عبر تركيز جهودها على تحصيل الأموال من المدنيين، بدلًا دعم الاقتصاد.

في ظل غياب الحلول الرسمية، لجأ كثير من الأسر إلى حلول بديلة، مثل شراء الملابس المستعملة، أو إعادة استخدام ملابس الأعوام الماضية، بينما اضطرت أُسر أخرى إلى إلغاء طقوس العيد تمامًا. قالت أم محمد، وهي أم لخمسة أطفال: "العيد صار ذكرى نسترجعها بدلًا من أن نحتفل بها".

يُذكر أن المناطق الخاضعة للمليشيا الإرهابية تشهد تدهورًا معيشيًا غير مسبوق، صنّفته الأمم المتحدة كواحد من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، حيث يعاني أكثر من 80% من السكان من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقارير دولية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

مفاجأة في أسواق النفط: أسعار خام البصرة تنخفض رغم ارتفاع الأسعار العالمية

أبريل 23, 2025آخر تحديث: أبريل 23, 2025

المستقلة/- شهدت أسعار خام البصرة، بنوعيه الثقيل والمتوسط، انخفاضًا لليوم الثاني على التوالي، رغم الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط في الأسواق العالمية اليوم.

فقد انخفضت أسعار خام البصرة الثقيل بمقدار 23 سنتًا، ما يعادل 0.36%، ليصل سعر البرميل إلى 64.12 دولارًا، بينما انخفضت أسعار خام البصرة المتوسط بمقدار 23 سنتًا أيضًا، ما يعادل 0.34%، ليصل إلى 67.27 دولارًا.

على الرغم من هذا الانخفاض في أسعار خام البصرة، ارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية بفضل مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية المؤثرة. من أبرز هذه العوامل فرض عقوبات جديدة على إيران، ما أثار المخاوف بشأن تقليص إمدادات النفط، بالإضافة إلى انخفاض مخزونات الخام الأمريكية، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على النفط.

في الأسواق العالمية، سجل خام برنت اليوم 68.01 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط (WTI) 64.31 دولارًا للبرميل، ما يعكس الارتفاع الملحوظ في أسواق النفط العالمية.

يبقى التساؤل الأبرز، لماذا انخفضت أسعار خام البصرة رغم هذا الارتفاع العالمي؟ يعود ذلك إلى مجموعة من العوامل المحلية والاقتصادية في العراق التي قد تؤثر على صادرات النفط العراقية وأسعاره في الأسواق الدولية.

المراقبون يترقبون ما ستؤول إليه أسعار النفط في الأيام القادمة، خاصة مع تزايد الضغوط الاقتصادية والعقوبات المفروضة على بعض الدول المنتجة للنفط، التي تساهم في تغيير معادلة العرض والطلب في الأسواق العالمية.

مقالات مشابهة

  • استشهاد مدني إثر انفجار لغم زرعته مليشيا الحوثي في الجوف
  • وزير الدفاع يبلغ الحكومة الهولندية: يجب وضع حد نهائي لإرهاب مليشيا الحوثي الذي لم ينجُ منه أحد
  • مفاجأة في أسواق النفط: أسعار خام البصرة تنخفض رغم ارتفاع الأسعار العالمية
  • مليشيا الحوثي تختطف شيخاً قبلياً موالياً لها بصنعاء
  • الجيش الأمريكي يكشف عن المستقبل المظلم الذي ينتظر مليشيا الحوثي في ظل فاعلية ترومان و فينسون
  • الزيادات تـثقل كاهل الأسـر في إنزكـان وسط ترقب زيادة جديدة في ثمن "البـوطا" (+فيديو)
  • مليشيا الحوثي تسطو على منزل مسؤول حكومي سابق وتطرد عائلته من داخله
  • غارات أمريكية عنيفة تستهدف مواقع ومخازن مليشيا الحوثي بمحافظة الحديدة.. تفاصيل 18غارة.. عاجل
  • مليشيا الحوثي تقصف قرية جنوبي الحديدة بعد أيام من مجزرة "بيت بيش"
  • مليشيا الحوثي تتوسل تدخلاً أممياً لوقف الغارات الأمريكية