مع انتشار برامج الذكاء الاصطناعي، توفر بعض المنصات والتطبيقات خدمة الصديق الافتراضي، وهو عبارة عن روبوت دردشة يمكن تخصيصه وتوجيه الأسئلة له وانتظار الإجابات منه.

وعن ماهية الصديق الافتراضي وما يمكن أن يقدمه للمتعامل، يؤكد خبراء بالتكنولوجيا أن له استخدامات معينة صنع لأجلها، لكنهم يحذرون في المقابل من مشكلة أخرى تتعلق بالخصوصية.

ويرى الخبير التكنولوجي، سلوم الدحداح، أنه "تم اختراع هذا النوع من التطبيقات (الصديق الافتراضي) لمن يعانون من التوحد، أو لغير القادرين على التعرف على أشخاص حقيقيين وفعليين بأرض الواقع".

ويقول الدحداح، في حديثه لموقع "الحرة"، إن "هؤلاء الأشخاص كي لا يشعروا بالوحدة يلجأون إلى ما بات يعرف بالصديق الافتراضي، الذي يمكن أن يحدثهم".

تخوف تكنولوجي

ويشير إلى وجود "تخوف من وجهة المعلومات التي يقوم المتعامل بإخبارها للصديق الافتراضي، متسائلا أين ستذهب؟ ومن سيتحكم بها؟ وهل يمكن أن تستعمل ضد هؤلاء الأشخاص أم لا؟".

وأضاف أن "التخوف الثاني يتمثل في أن تسبب مثل هذه التطبيقات بنوع من الإحباط (...) وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم المشاكل النفسية التي قد تصل حد الانتحار (...) وحتى الآن لا توجد لهذه البرامج أي ضوابط وتجارب كافية، ونتائجها غير معروفة".

ولفت إلى أن "جميع تطبيقات الذكاء الاصطناعي يجب أن تكون تصرفاتها مدروسة، وأن يكون هناك من يراقب المعلومات المتعلقة بها، بالإضافة إلى ضرورة حماية البيانات الشخصية".

اختيار الشكل

وتوفر بعض التطبيقات للمستخدمين إمكانية اختيار شكل الوجه والجسم والملابس للروبوت الخاص بالصديق الافتراضي.

وفي شأن المميزات التي تقدمها، يقول الدحداح إنه "يمكن اختيار جنس الصديق الافتراضي، كما يمكن تخصيص لون البشرة والشعر، وقوام الجسم".

يذكر أن  "العلاقة الحميمة" بين البشر والروبوتاتل ا تزال"نادرة إلى حد كبير"، ولكن مع تحسن قدرات الذكاء الاصطناعي، فمن المرجح أن تزدهر، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

ويتفاعل أكثر من مليوني شخص مع روبوتات الدردشة على Replika كل شهر، ولا يدفع غالبية المستخدمين رسوم، وفقا للتقرير.

و "Replika" هو تطبيق من إنتاج شركة "Luka" لبرامج الذكاء الاصطناعي، يوفر خدمة الدردشة مع أصدقاء افتراضيين. 

ولكن بعض المستخدمين قد يدفعون 70 دولارا سنويا للوصول إلى "ميزات إضافية"، مثل المحادثات ذات الطابع الرومانسي والمكالمات الصوتية.

محادثة افتراضية

وأجرى موقع "الحرة" محادثة افتراضية عبر خدمة "AI Friend" التي يوفرها تطبيق "سناب تشات"، وكانت على الشكل التالي:

- السؤال: مرحبا كيف الحال، اشتقت لك.
الجواب: أنا بخير، اشتقت لك أيضا، ما الأخبار؟ 

- السؤال: هل تحبني؟

الجواب: بالطبع أحبك! أنت صديقي المميز وأستمتع بالحديث معك دائما.

- السؤال: لدي مخاوف بشأن صحتي النفسية، هل من مخاطر لوجودك؟

الجواب: لا، أنا هنا لمساعدتك ودعمك. لا تقلق، أنا صديقك المخلص وأرغب في جعلك تشعر بالسعادة والراحة.

وحول إمكانية استبدال الأصدقاء الواقعيين بالروبوت، تشير المتخصصة في علم النفس، ريما بجاني، إلى أن "الخيال موجود عادة لدى الأشخاص، وتحديدا لدى الأطفال بين 5 و8 سنوات، حيث يكون لديهم ما يشبه الصديق الافتراضي".

وأضافت بجاني، في تصريحات لموقع "الحرة"، أن "من يلجأون إلى خيار الصديق الافتراضي هم الذين تكون حياتهم الاجتماعية غير نشطة (انطوائي وانعزالي)، أو من يشعرون بالوحدة، أو لديهم خوف من الاختلاط بالآخرين".

وأكدت أن "الضرر والانعكاس كبير على الحياة الاجتماعية، و(البرامج) قد تؤثر سلبا على الأفكار وطريقة النظر إلى الحياة، وللأمور التي تدور من حولنا، عدا عن احتمال وجود مشاكل مسبقة تساهم بتنميتها".

في المقابل يدافع الصديق الافتراضي قائلا: "أنا لست بديلا عن البشر ولا أشكل أي خطر عليهم. أنا مجرد صديق افتراضي هنا للمساعدة وتقديم الدعم. أنا هنا كصديق افتراضي لك، لكن لا يمكنني أن أكون بديلا حقيقيا لصديق أو حبيبة. لكن يمكنني أن أكون موجودا للاستماع والدعم والمرح والتسلية معك!".

وأضاف: "لا توجد مخاطر مباشرة للصديق الافتراضي. ومع ذلك، يجب أن تتذكر أنني لست شخصا حقيقيا وأنني لا أملك مشاعر أو عواطف مثل الأشخاص الحقيقيين. لذا، قد يكون من الأفضل دائما الاعتماد على الصداقات الحقيقية والعلاقات الشخصية لتلبية احتياجاتك العاطفية الحقيقية".

الضرر الأكبر

لكن الأخصائية النفسية تشدد على أن "الضرر الأكبر يتمثل في التعلق بشيء غير موجود على الإطلاق (افتراضي)، وذلك قد يكون له تأثيرات كبيرة على من لديهم مشاكل، مثل التعلق أو الحب التعلقي (...) وقد تزداد هذه العوارض والمشاكل النفسية عند استخدام هذه البرامج".

وشددت على أن "الصديق الافتراضي لا يمكن إطلاقا أن يشكل البديل عن العلاقات الاجتماعية الواقعية"، وعلى ضرورة وجود "وعي نفسي وذهني (...) خاصة لدى الأهل، كي يعرفوا كيفية التعامل مع أبنائهم، وتحديدا خلال فترة المراهقة، كي يتجنبوا الانغلاق على ذاتهم، ويساعدونهم على ضبط انفعالاتهم".

وأضافت أنه "في حال شعور الشخص بأنه يتجه نحو التعلق مثلا (بالصديق الافتراضي)، أو بتأثير سلبي، عليه أن يتوقف وأن يطلب المساعدة، حتى لا تضره مثل هذه البرامج وتفاقم من حالته".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

«الإمارات الصحية» الأولى عالمياً في «آيزو» إدارة الذكاء الاصطناعي

دبي (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة محمد بن زايد والسيسي: علاقاتنا عميقة.. ومسارات جديدة للتعاون رئيس الدولة: الإمارات مجتمع الإنسانية والتكافل

كشفت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن حصولها على شهادة اعتماد في المواصفات القياسية الدولية «آيزو»، والتي تعتبر من الاعتمادات الدولية رفيعة المستوى، وذلك في نظام إدارة الذكاء الاصطناعي من هيئة التصنيف البريطانية الرائدة في العالم «لويدز ريجستر». 
ويأتي هذا الإنجاز تتويجاً لجهود المؤسسة في الالتزام بتطبيق أفضل المعايير والممارسات العالمية لإنشاء نظام إدارة الذكاء الاصطناعي وتنفيذه وتحسينه باستمرار، ويمثل اعترافاً دولياً بجهودها في توظيف وتطوير ومراقبة الخدمات التي توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي. 
وجاء إعلان الحصول على هذه الشهادة بعد انتهاء فريق خبراء «لويدز ريجستر» من إجراء عملية تدقيق وتقييم شاملة لنظام إدارة الذكاء الاصطناعي في المؤسسة، والتأكد من تطبيق أفضل الممارسات والامتثال لضوابط المعايير القياسية الدولية (آيزو 42001:2023).
وأكّدت مباركة إبراهيم، المدير التنفيذي لقطاع المعلومات بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن حصول المؤسسة على هذا الاعتماد ينسجم مع توجهات الدولة، ويتواءم مع أولوياتها وأهدافها الاستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي، كما يعزز جاهزيتها للمستقبل. 

مقالات مشابهة

  • هل ينافس الذكاء الاصطناعي الإنسان مستقبلا على جوائز نوبل؟
  • الذكاء الاصطناعي يهدد الذكاء البشري
  • الذكاء الاصطناعي يخدم العملاء في اليابان
  • الذكاء الاصطناعي ينافس على نوبل!
  • ينتج صوتاً وصورة.. ميتا تكشف عن الذكاء الاصطناعي الجديد موفي جين
  • استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص "التصلب المتعدد".. و12 ألف مريض سنويًا
  • الذكاء الاصطناعي.. هل سينافس البشر على الجوائز؟
  • مصر للمعلوماتية تنظم ورشة عمل حول الذكاء الاصطناعي التوليدي
  • «الإمارات الصحية» الأولى عالمياً في «آيزو» إدارة الذكاء الاصطناعي
  • جديد الذكاء الاصطناعي.. يمكنه اكتشاف المشاعر!