شباب الأهلي والشارقة.. ختام مسلسل رمضان!
تاريخ النشر: 30th, March 2025 GMT
سلطان آل علي (دبي)
في سابقة كروية نادرة الحدوث، عاشت كرة القدم الإماراتية خلال شهر مارس 2025 على وقع مسلسل رمضاني من نوع خاص بين شباب الأهلي والشارقة، حينما تواجه الفريقان خمس مرات متتالية في ثلاث بطولات مختلفة، في سيناريو يُعاد تقريباً للمرة الأولى منذ 70 عاماً، وتحديداً منذ واقعة ستوك سيتي وبيري التاريخية في كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1955.
بدأت سلسلة المواجهات الإماراتية في ربع نهائي دوري أبطال آسيا 2، حيث تعادل الفريقان في مباراة الذهاب بنتيجة 1-1 على استاد راشد، ثم تكرر التعادل في الإياب على ملعب الشارقة بالنتيجة ذاتها.
ولجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للشارقة، ليبلغ نصف النهائي الآسيوي في واحدة من أكثر المباريات درامية، بعدما تمكّن من إسقاط أحد أبرز الفرق الإماراتية قارياً في مناسبات سابقة.
وبعد أيام قليلة فقط، عاد الفريقان ليصطدما مجدداً في نصف نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، حيث حقق شباب الأهلي فوزاً ثميناً 3-1 في مباراة الذهاب، لكنه واجه مقاومة شرسة في الإياب، حيث تمكن الشارقة من التقدم مرتين، وسجل شباب الأهلي التعادل فيهما، لينتهي اللقاء بالتعادل 2-2، ويتأهل الفرسان إلى النهائي بأفضلية مجموع المباراتين.
ولم تكن النهاية عند هذا الحد، فقد جمعت الجولة 19 من دوري أدنوك للمحترفين الفريقين مرة أخرى، وهذه المرة على ملعب الشارقة، حيث انتهت المواجهة بالتعادل السلبي 0-0، في مباراة تكتيكية على سباق الصدارة، ورفعت إجمالي اللقاءات بين الفريقين في شهر واحد إلى خمس مباريات، منها أربع انتهت بالتعادل، وواحدة فقط حسمها الفوز.
هذا التكرار التاريخي في عدد المواجهات أعاد للأذهان ما حدث بين ستوك سيتي وبيري في يناير 1955، حينما خاضا خمس مواجهات متتالية في كأس الاتحاد الإنجليزي لأن نظام البطولة لا يحتكم إلى ركلات الترجيح، وانتهت أربع منها بالتعادل قبل أن يُحسم الصعود في المباراة الخامسة.
الفارق أن تلك المواجهات جاءت ضمن بطولة واحدة، بينما التنوع في البطولات بين شباب الأهلي والشارقة يجعل الحالة الإماراتية أكثر ندرة وتنوعاً، خاصة وأنها جاءت في فترات زمنية قصيرة، حملت معها ضغطاً بدنياً هائلاً وتحديات فنية للمدربين واللاعبين.
وبينما شهدت المواجهات تنافساً محموماً وتكافؤاً كبيراً في الأداء والنتائج، فإنها كانت أيضاً انعكاساً لمستوى التقدم الفني في الكرة الإماراتية، ومدى الجدية في خوض كل بطولة بأقصى طموح.
وتبقى هذه السلسلة النادرة مرشحة لدخول السجلات واحدة من أكثر المواجهات تكراراً بين فريقين في تاريخ الكرة الحديثة، على مستوى العالم كله.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دوري أدنوك للمحترفين شباب الأهلي الشارقة كأس مصرف أبوظبي الإسلامي دوري أبطال آسيا
إقرأ أيضاً:
اتفاق بين تبون وماكرون على إنهاء الأزمة.. وتطور في العلاقات الجزائرية الإماراتية
شهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية انفراجة دبلوماسية بعد أشهر من التوتر، حيث اتفق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على إنهاء الأزمة بين البلدين، وذلك خلال اتصال هاتفي جمعهما مساء الإثنين.
وجاء في بيان رئاسة الجمهورية الجزائرية أن الرئيسين تبادلا التهاني بمناسبة عيد الفطر، وتطرقا إلى العلاقات الثنائية والتوترات التي شهدتها خلال الأشهر الأخيرة. واتفقا على استئناف الحوار الذي انطلق بموجب إعلان الجزائر في أغسطس 2022، والذي شهد تقدمًا في ملفات الذاكرة التاريخية، من خلال إنشاء اللجنة المشتركة للمؤرخين وإعادة رفات شهداء المقاومة الجزائرية.
إعادة تفعيل التعاون الأمني والهجرة
أكد البيان أن الرئيسين تبون وماكرون شددا على ضرورة العودة إلى حوار متوازن يعكس المصالح الاستراتيجية والأمنية لكلا البلدين، مشيرًا إلى الاتفاق على استئناف التعاون الأمني بشكل فوري، وكذلك التعاون في ملف الهجرة، لضمان حركة سلسة ومنظمة للأفراد بين الجزائر وفرنسا.
كما اتفق الجانبان على مواصلة العمل في ملف الذاكرة، حيث ستستأنف اللجنة المشتركة للمؤرخين عملها قريبًا في فرنسا، وستقدم نتائج أعمالها إلى الرئيسين بحلول صيف 2025.
التعاون الاقتصادي ودعم مراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي
تطرق الاتصال إلى أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مع التركيز على تعزيز الاستثمارات والتجارة، وأكد ماكرون دعم فرنسا لمراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، وهو مطلب طالبت به الجزائر سابقًا لضمان توازن المصالح الاقتصادية.
ملف بوعلام صنصال والزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي
تناول الاتصال أيضًا قضية الكاتب بوعلام صنصال، حيث دعا الرئيس الفرنسي نظيره الجزائري إلى اتخاذ "لفتة إنسانية" بحقه نظرًا لعمره وحالته الصحية.
وفي سياق تفعيل التعاون الثنائي، سيزور وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الجزائر في 6 أبريل، لمناقشة تفاصيل برنامج العمل الجديد وجدول تنفيذه. كما تم الاتفاق مبدئيًا على لقاء مستقبلي بين تبون وماكرون.
العلاقات الجزائرية الإماراتية.. لقاء مرتقب بين تبون وبن زايد
في سياق منفصل، تلقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اتصالًا هاتفيًا من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث تبادل الطرفان التهاني بمناسبة عيد الفطر، واتفقا على عقد لقاء قريب لتعزيز العلاقات الثنائية.
العلاقات الجزائرية الفرنسية.. أسباب التوتر
تتميز العلاقات الجزائرية الفرنسية بتعقيد تاريخي يعود إلى الحقبة الاستعمارية (1830-1962)، حيث ما زالت الملفات العالقة، مثل الذاكرة والاستعمار والتعويضات، تؤثر على مسار العلاقات بين البلدين. وعلى الرغم من التعاون الاقتصادي والسياسي، إلا أن التوترات تكررت في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد اعتراف فرنسا بمخطط الحكم الذاتي المغربي للصحراء، وتوقيف الكاتب بوعلام صنصال.
مخاوف جزائرية من دور للإمارات
شهدت العلاقات الجزائرية الإماراتية توترات في بعض الفترات، رغم ما يبدو من تقارب اقتصادي وسياسي. فقد وجهت الجزائر في عدة مناسبات اتهامات غير رسمية للإمارات بالتدخل في شؤونها الداخلية وتهديد أمنها القومي.
دعم جماعات مشبوهة في الجزائر:
أشارت تقارير غير رسمية إلى أن الجزائر تشتبه في تورط الإمارات في دعم بعض الجهات المعارضة، سواء من خلال توفير الدعم المالي أو الإعلامي لبعض الشخصيات السياسية والإعلامية الجزائرية في الخارج.
الدور الإماراتي في شمال إفريقيا والساحل
تخشى الجزائر من النفوذ الإماراتي المتزايد في منطقة الساحل الإفريقي، خاصة عبر دعم أنظمة وحركات معينة قد تتعارض مع المصالح الجزائرية، لا سيما في ليبيا ومالي. ويُعتقد أن الجزائر تعتبر بعض التحركات الإماراتية في هذه المناطق تهديدًا لأمنها القومي.
العلاقة الإماراتية المغربية وتأثيرها على ملف الصحراء:
تُعد العلاقات الإماراتية المغربية عاملاً آخر يزيد التوتر بين الجزائر وأبوظبي، حيث كانت الإمارات من أوائل الدول العربية التي دعمت اعتراف المغرب بسيادته على الصحراء وافتتحت قنصلية في مدينة العيون المتنازع عليها، وهو ما أثار استياء الجزائر التي تعتبر القضية مسألة أمن قومي.
اتهامات بمحاولات التأثير على المشهد السياسي الجزائري:
تُتهم الإمارات أحيانًا بمحاولة التأثير على الأوضاع السياسية في الجزائر، سواء عبر دعم شخصيات سياسية محددة أو الترويج لمواقف قد تتعارض مع التوجه الرسمي الجزائري، خاصة خلال فترة الحراك الشعبي عام 2019 وما تبعه من تغييرات سياسية.
الموقف الرسمي الجزائري
على الرغم من هذه التوترات، لم تصدر تصريحات رسمية مباشرة من الحكومة الجزائرية تتهم الإمارات علنًا، لكن بعض التقارير الإعلامية والتسريبات تشير إلى تحفظات جزائرية على بعض السياسات الإماراتية في المنطقة. ومع ذلك، تحاول الجزائر الحفاظ على علاقات متوازنة مع أبوظبي، خاصة في ظل المصالح الاقتصادية والاستثمارات المشتركة.