إضافة إلى صعود النفط، نجحت حزمة السياسات الاقتصاديـة والمالية والنقدية التي تبنتها سلطنة عمان في الحد من تأثير التقلبات العالمية

عوامل تعزز الاحتياطي الأجنبي خلال الفترة المقبلة:

بقاء أسعار النفط عند مستويات مواتية

رفع كفاءة وعوائد الاستثمارات الحكومية

تراجع مخاطر الدين

الدور المتزايد للقطاع الخاص في استدامة النمو وتنويع مصادر الإيرادات

المتابعة المستمرة لأي تطورات قد يكون لها تأثير على الوضع المالي والنقدي

في إطار التحسن المستمر الذي تشهده مؤشرات الاستقرار المالي في سلطنة عمان، ارتفع حجم الأصول الأجنبية لدى البنك المركزي العماني خلال العام الجاري بدعم عدد من العوامل التي ترجح استمرار تعزيز الاحتياطي الأجنبي خلال الفترة المقبلة منها بقاء أسعار النفط عند مستويات مواتية ورفع كفاءة وعوائد الاستثمارات الحكومية والسيادية، وتراجع مخاطر الدين، والدور المتزايد للقطاع الخاص والاستثمارات الجديدة في تحقيق استدامة النمو وتنويع مصادر الإيرادات العامة.

وبنهاية النصف الأول من العام الجاري، زاد حجم الأصول الأجنبية لدى البنك المركزي العماني بنحو 287 مليون ريال عماني أي ما يعادل 746 مليون دولار أمريكي، وارتفع إجمالي الأصول الأجنبية لدى البنك المركزي، بما في ذلك السبائك، من نحو 6.3 مليار ريال عماني بنهاية يناير الماضي إلى ما يقرب من 6.6 مليار ريال عماني بنهاية النصف الأول من هذا العام، وسجلت مستويات الأصول الأجنبية لسلطنة عمان أعلى مستوى لها خلال العام الجاري في شهر مايو الماضي عند 6.7 مليار ريال عماني فيما بلغت أقل مستوى هذا العام في يناير الماضي.

من جانب آخر، صعد إجمالي الموجودات لدى البنك المركزي العماني من 6.7 مليار ريال عماني بنهاية يناير الماضي إلى ما يقرب من 7 مليارات ريال عماني بنهاية النصف الأول من العام الجاري، وتشمل هذه الموجودات السبائك والأصول الأجنبية إضافة إلى الموجودات الثابتة وغيرها من موجودات البنك المركزي وحصة سلطنة عمان لدى صندوق النقد الدولي.

وتعد المستويات الإيجابية للأصول الأجنبية أحد العوامل المهمة التي ساهمت في تعزيز المركز المالي للدولة ورفع التصنيف الائتماني لسلطنة عمان ومنحها نظرة مستقبلية إيجابية ومستقرة من قبل وكالات التصنيف الدولية خاصة مع التحسن العام في مختلف مؤشرات المالية العامة وانخفاض مخاطر الدين العام، وتتوقع وكالات التصنيف إمكانية مزيد من تحسن التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان خلال الفترة القادمة ليصل التصنيف إلى مستوى أعلى في حال شهد النمو الاقتصادي والأوضاع المالية تحسنا ملحوظا يفوق توقعات وكالات التصنيف، أو في حال ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي أو الأصول الخارجية التي بدورها سوف تقدم مزيدا من الدعم للوضع المالي في سلطنة عُمان.

ورغم التحديات التي واجهت الوضع المالي خلال الأعوام الماضية، حافظت سلطنة عمان دائما على مستوى ملائم من الأصول الأجنبية مما ساهم في استقرار سعر صرف الريال العماني، وكان إجمالي الاحتياطيات الأجنبية لدى البنك المركزي العماني قد بلغ 6.7 مليار ريال عماني، بما يعادل أكثر من 17 مليار دولار أمريكي، في نهاية عام 2022، وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن هذا الحجم من الأصول يغطي ما يعادل 4.7 شهر من الواردات المتوقعة، وبذلك يتجاوز حجم الأصول ما تحدده المعايير الدولية لكفاية الاحتياطيات الأجنبية للدول.

وإضافة إلى الدعم الذي قدمه صعود النفط، نجحت حزمة السياسات الاقتصاديـة والمالية والنقدية التي تبنتها سلطنة عمان في الحد من تأثيرات التقلبات والأزمات التي شهدتها بيئة الاقتصاد العالمي على مدار العامين الماضي والحالي، وتعرض الاقتصاد العالمي إلى ضغوط قوية وتباطؤ في النمو لأسباب متعددة بدءا من تبعات الجائحة في 2020 ثم الحرب في أوكرانيا وارتفاع التضخم لمستويات قياسية إضافة للأزمة في القطاع المصرفي والمالي العالمي هذا العام، وقد خلصت التقارير والدراسات التي أجراها البنك المركزي العماني إلى عدم تأثر الموقف المالي للبنك المركزي والجهات الخاضعة لرقابته وإشرافه بالتداعيات المالية الدولية الأخيرة مع تأكيد مجلس محافظي البنك المركزي العماني على أهمية الاستمرار في متابعة التطورات في هذا الشأن، وبالأخص التي قد يكون لها تأثير على الوضع المالي والنقدي في سلطنة عمان.

وانعكاسا للتقدم الذي يحققه الوضع المالي في سلطنة عمان، أشاد صندوق النقد الدولي مؤخرا بجهود خفض الدين العام والاستدامة المالية في سلطنة عمان، كما أشار تقرير الاستقرار المالي الأخير الصادر عن البنك المركزي العماني إلى أن مؤشر الاستقرار المالي المركب أظهر تحسنا في آفاق الاستقرار المالي في سلطنة عمان خلال عام 2022، ويرجع ذلك إلى التحسن العام في الأوضاع المالية مدعوما بارتفاع أسعار النفط.

وبنهاية الربع الأخير من عام 2022 ارتفع المؤشر جيدا مسجلا 3.9 مقارنة بـ 3.4 خلال الفترة نفسها من عام 2021، ويستخدم هذا المؤشر مقياسا من 1 إلى 5 بحيث يشير 1 إلى مستوى "استقرار منخفض" و5 إلى مستوى "استقرار مرتفع"، ويقيس المؤشر درجة الاستقرار المالي المركب الخاص في سلطنة عُمان بهدف تقديم صورة شاملة للاستقرار المالي من خلال خمسة مؤشرات فرعية وهي الاستقرار المصرفي، والمخاطر النظامية، واستدامة الدين، واستقرار العملة، وأسواق رأس المال.

وأدت التأثيرات المتراكمة التي سببها تراجع النفط منذ عام 2014 والتبعات الحادة للجائحة في عام 2020 إلى تراجع ملحوظ في مؤشر الاستقرار المالي، ووفق التطورات الإيجابية الأخيرة التي يشهدها الوضع المالي والاقتصادي في سلطنة عمان، جاء تحسن المؤشر خلال عام 2022 بدعم من التراجع المستمر في حجم الدين العام وتوجهه نحو مستويات آمنة تقلل من المخاطر النظامية التي تواجه استدامة النمو والمركز المالي للدولة، كما ساهم تحسن مستويات السيولة وجودة الأصول في استقرار القطاع المصرفي والمالي الذي يعد من أهم ركائز نمو الاقتصاد الوطني، وتستهدف سلطنة عمان تعزيز دور قطاع رأس المال من خلال مبادرات البرنامج الوطني للاستدامة المالية وتطوير قطاع رأس المال.

وتوجهت سلطنة عمان إلى سياسة متوازنة في استغلال عوائد النفط الإضافية ما بين سداد الدين وتعزيز النمو ومستوى معيشة المواطنين، وكانت تقديرات الميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2023 تتوقع أن يصل العجز المقدر إلى نحو 1.3 مليار ريال عُماني على افتراض سعر للنفط عند 55 دولارا للبرميل، وأن يتم تمويل العجز بالاقتراض المحلي والخارجي، ورغم تراجع الإيرادات العامة للدولة نسبيا بنهاية النصف الأول من العام لتصل إلى 6.3 مليار ريال عماني ما زالت الإيرادات العامة عند مستويات مواتية لمتطلبات تمويل الميزانية العامة ومن المتوقع أن ينتهي العام المالي 2023 بتحقيق الميزانية فائضا يسهم في تقليص الحاجة للتمويل، ومع استمرار ارتفاع أسعار النفط وتحسن الوضعين المالي والاقتصادي، لم تلجأ سلطنة عمان حتى الآن هذا العام للسحب من الاحتياطيات لتمويل الميزانية العامة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بنهایة النصف الأول من ریال عمانی بنهایة الاستقرار المالی ملیار ریال عمانی الأصول الأجنبیة فی سلطنة عمان الوضع المالی العام الجاری ملیار ریال ع خلال الفترة أسعار النفط هذا العام عام 2022

إقرأ أيضاً:

السيد ذي يزن يفتتح جناح سلطنة عمان في إكسبو 2025 أوساكا ويؤكد على تعزيز الروابط

العُمانية: افتتح صاحبُ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزيرُ الثقافة والرياضة والشباب اليوم جناح سلطنة عُمان في إكسبو 2025 أوساكا باليابان تحت شعار "روابط ممتدة" الذي يركز في مضامينه على ثلاثة محاور رئيسة هي الإنسان والأرض والماء ويستمر حتى الـ13 من شهر أكتوبر القادم.

وقام صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد بسكب الماء في مجسم مصغر للجناح باستخدام إناء مزخرف صنعه إنسان العصر الحديدي (۱۳۰۰ ق.م- ۳۰۰م) عثر عليه في إحدى حجرات سور مدينة سلوت الأثرية في ولاية بهلا، وقد زُيّن بنقوش ورسومات كالسمكة البارزة عليه، تعكس البعد الثقافي والإبداعي للإنسان العماني آنذاك مُعلنًا الافتتاح الرسمي لجناح سلطنة عُمان في إكسبو 2025 أوساكا اليابان.

ثم قام سموه بجولة داخلية للجناح، حيث اطلع على الأقسام الرئيسة للجناح وما تضمنته من عناصر تجمع بين التراث والابتكار.

وتضمن حفل افتتاح جناح سلطنة عُمان في إكسبو 2025 أوساكا عددا من العروض الفنية والثقافية، تنوعت بين الخط العربي والياباني، والمقطوعات الموسيقية، والعروض الضوئية.

ويبرز جناحُ سلطنة عُمان 6 محاور في إكسبو 2025 أوساكا وهي التواصل والتفاعل، والسياحة، والفرص الاستثمارية، والهُوية الثقافية، والعلاقات الدولية والشراكات وتتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لـ"رؤية عُمان 2040".

وأكد صاحبُ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزيرُ الثقافة والرياضة والشباب أن مشاركة سلطنة عُمان في إكسبو 2025 - أوساكا، اليابان تُمثل امتدادًا لالتزامها الراسخ بالتواصل مع شعوب العالم التي التقت بها تاريخًا وحضارةً، وعززت حوارها الثقافي معها حتى يومنا هذا.

وقال سُموُّه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن تصميم الجناح جاء من إبداع الشباب العُماني الذي يتابع هذا التواصل بإبداعه، وهو تصميمٌ من مخرجات جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، ويكشف في مضمونه عن مقومات الهُوية العُمانية الأصيلة، إذ حرصنا على أن يعكس الجناح روح سلطنة عُمان، وتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين؛ ليكون نافذة مشرقة تُظهر للعالم قيمنا وموروثنا الثقافي.

وأكد سُموُّه على أهمية مشاركة سلطنة عُمان في هذا الحدث العالمي التي تتجلى في دورها الحضاري الذي لطالما كان حلقة وصل بين أطراف العالم؛ وفي إسهامها لتعزيز قيم التفاهم والتعاون الدولي، ووجودنا هنا في إكسبو 2025 تأكيدٌ منّا على التزامنا بمشاركة العالم رؤيتنا وتجاربنا في مواجهة التحديات العالمية، وبالعمل معًا من أجل مستقبل أفضل.

وأشاد صاحبُ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد بالجهود الوطنية المخلصة التي بُذلت في تنفيذ هذا الجناح، متوجّهًا بالشكر الجزيل لكل من أسهم في تجسيد هذه الرؤية التي تعكس سلطنة عُمان، إنسانًا وأرضًا.

وأوضح سعادةُ السّيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثّقافة والرّياضة والشّباب للثّقافة، المفوّض العام لجناح سلطنة عُمان في إكسبو 2025 أوساكا أن الجناح يقدّم مجموعةً من الإنتاجات المقروءة باللغة اليابانية تعرّفُ بسلطنة عُمان في جوانب عدّة تاريخيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا وتجاريًّا.

وأشار سعادته إلى أن هناك مجموعة من الفعاليات على مدار 6 أشهر، وهناك تعاون مع شركة كنساي تي للترويج لهذه الفعاليات الذي سيحقق الانتشار الواسع على الجانب الياباني وهو المستهدف.

وأضاف سعادته أن سلطنة عُمان تعد ثامن دولة تحصل على ترخيص نهائي لافتتاح الجناح من مجموعة الدول المشاركة، وهذا إنجاز من الشباب العماني، مشيرًا إلى أن رسالة الجناح هي روابط ممتدة منذ القدم وكل روح عمانية هي روح تدعو للسلام والوئام والتواصل.

من جانبه قال سعادة السفير الدكتور محمد بن سعيد البوسعيدي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى اليابان إن مشاركة سلطنة عُمان في إكسبو 2025 أوساكا سيضعها في مكانة كبيرة باليابان وسيكون فرصة للتعريف بالفرص الاستثمارية الكبرى والتطور والقفزة الهائلة الحاصلة خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف سعادته أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان واليابان في صعود مستمر حيث قفز في العام الماضي 2024 بحوالي 7 بالمائة متوقعًا أن يستمر هذا الصعود خاصة وأن هناك الكثير من الاهتمام الياباني بالاستثمار في سلطنة عُمان.

وأكد سعادته على دور الدبلوماسية الاقتصادية في زيادة حجم الفعاليات والأنشطة المتكررة والزيارات التي تتم بين الدولتين، مشيرًا في هذا الصدد إلى أنه في الفترة القادمة ستقام فعاليات في طوكيو وفي أوساكا للتعريف بسلطنة عُمان أمام المستثمر الياباني والفرص الاستثمارية المتاحة بمختلف القطاعات الاقتصادية.

من جهته، أوضح سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن مشاركة سلطنة عُمان في معرض إكسبو 2025 أوساكا - اليابان تمثل فرصة استراتيجية لتحقيق العديد من المكاسب الاستراتيجية، بدءًا من التفاعل مع مختلف دول العالم وتعزيز التبادل الثقافي، وصولًا إلى الترويج لأهم المقومات والإمكانيات التجارية والاستثمارية التي تتميز بها سلطنة عُمان بما يواكب مستهدفات "رؤية عُمان 2040".

وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إن هذا الحدث يُعد حلقة تواصل عالمية لاستعراض الابتكارات والتجارب الملهمة للمؤسسات الحكومية والخاصة، ما يسهم في تعزيز حضور ومكانة سلطنة عُمان كبوابة إلى الأسواق الدولية المختلفة.

وأكد سعادته أن غرفة تجارة وصناعة عُمان تولي أهمية كبيرة لهذه المشاركة، حيث تعمل بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة على الترويج للمنتجات العُمانية وتعزيز الاستثمارات الأجنبية، مشيرًا إلى أن القطاع الخاص العُماني، نجح على مدى العقود الماضية، في بناء شراكات تجارية قوية مع السوق الياباني، مما أسهم في توسيع آفاق التعاون الاقتصادي وتعزيز فرص الاستثمار بين البلدين.

وقدمت فرقة مخلدي الحماسية من محافظة مسندم لوحات من الفنون الشعبية التي تشتهر بها المحافظة كفن الندبة والرواح والحماسية.

حضر افتتاح جناح سلطنة عُمان في إكسبو 2025 أوساكا معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار نائب رئيس اللجنة الرئيسية المشرفة على مشاركة سلطنة عُمان في الإكسبو وصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله آل سعود، وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية، واتشي نوكي نائب المدير العام لإكسبو 2025 أوساكا وعدد من الرؤساء التنفيذيين للشركات العمانية المساهمة في دعم المشاركة ورجال الأعمال وعدد من المسؤولين اليابانيين.

مقالات مشابهة

  • إيران تبدي استعدادها لمفاوضات غير مباشرة عبر سلطنة عُمان مع أمريكا
  • مفاوضات بين طهران وواشنطن برعاية سلطنة عمان
  • سلطنة عمان تستعرض آفاق التعاون مع بوتان في مشروع GMC
  • السيد ذي يزن يفتتح جناح سلطنة عمان في إكسبو 2025 أوساكا ويؤكد على تعزيز الروابط
  • الاقتصاد الاجتماعي.. رافعة لتمكين التنمية المحلية في سلطنة عمان
  • بالأرقام.. المركزي يكشف إنفاق الحكومتين: 182 مليار د.ل
  • ارتفاع صافي الأصول الأجنبية في مصر بـ1.48 مليار دولار خلال شباط
  • 2.5 مليون مسافر و16.7 ألف رحلة عبر مطارات سلطنة عمان خلال شهرين
  • غداً.. انطلاق فعاليات أسبوع عُمان للمياه 2025
  • واردات سلطنة عمان من الذهب تسجل 372 مليون ريال