رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس|"خالتى صفية والدير"… دراما الصعيد والإنسانية فى أروع صورها
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.
من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة.
لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.
رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية.
واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.
في قلب صعيد مصر، حيث العادات والتقاليد تحكم كل شيء، جاءت قصة "خالتي صفية والدير" لتحكي عن الحب والانتقام والتسامح في آنٍ واحد. المسلسل المستوحى من رواية الأديب بهاء طاهر، نجح في تقديم دراما إنسانية راقية تعكس صراع المشاعر في بيئة محافظة، حيث تتحكم العادات في مصائر البشر.
تدور الأحداث حول صفية، الفتاة الصعيدية الجميلة التي تحب حربي، لكن القدر يحمل لها صدمة عندما تُجبر على الزواج من الباشا، رغم أن قلبها ظل متعلقًا بحربي. بعد مقتل الباشا في ظروف غامضة، يتحول الحب القديم إلى نار انتقام، وتبدأ صفية في مطاردة حربي معتقدةً أنه القاتل. وسط هذه الأجواء المشحونة، يلعب الدير، وهو المكان الذي يعيش فيه الرهبان المسيحيون، دورًا محوريًا في القصة، حيث يكون الملجأ لحربي ويكشف عن قيم التسامح والتعايش التي تسود رغم نيران الثأر.
ما جعل "خالتي صفية والدير" مميزًا هو عمقه الإنساني، حيث يتناول فكرة الصراع بين الحب والثأر، وبين العادات القاسية والقيم الإنسانية.
قدم المسلسل مشاهد درامية مؤثرة، خاصة تلك التي جمعت بين شخصيات الصعيد والرهبان في الدير، مما عكس مزيجًا نادرًا من التقاليد والتسامح الديني.
لاقى المسلسل نجاحًا كبيرًا عند عرضه، حيث أثنى الجمهور على الأداء القوي للممثلين، خاصة بوسي في دور صفية، وممدوح عبد العليم في دور حربي.
والإخراج كان للمبدع إسماعيل عبد الحافظ، الذي نجح في تقديم أجواء الصعيد بأدق تفاصيلها، بينما جاء السيناريو من إبداع محفوظ عبد الرحمن، مما أعطى العمل طابعًا أدبيًا مميزًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: خالتي صفية والدير بوسى ممدوح عبد العليم أجواء الصعيد محفوظ عبد الرحمن اسماعيل عبد الحافظ
إقرأ أيضاً:
بورصة دراما رمضان.. «مسلسل الغاوي» محمد العدل مخرج روض حمام السماء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد الإعلان عن خوض الفنان أحمد مكي السباق الرمضاني الجاري بمسلسل "الغاوي"، وبعد طرح البوستر الدعائي للعمل، تفائل الكثير من جمهور أحمد مكي، خاصةً وأن نجمهم المفضل سيقدم لون جديد بعد سنوات من الكوميديا بمسلسله الناجح الكبير، ولكن جاءت أحداث العمل عكس توقعات الجمهور، ولم يحقق ما كان منتظراً، إلا أن الشيئ اللافت للنظر، هو أداء المخرج محمد العدل، والذي يقدم لوحات فنية لدراما شعبية بطابع أقرب للفلكلور، ويقدم من خلالها قدرات وابداعات اخراجية استثنائية.
كادرات إخراجية أقرب للوحات الفنيةمع بداية الحلقة الأولى، تجد المخرج يقدم كروت تعارف مع جماهيره من خلال سرد لواقع بطل العمل، مابين هواياته وغواياته، ونشأته وطبيعة التسلسل للأحداث التي مر بها، وكشف عن جوانب الشخصية، كل ذلك بكاميرا تجوب العالم الذي يعيشه شمس، بكادرات تتناقل بخفه وتناغم أوصلت كل الرسائل المراد قراءتها.
ترويض حمام السماء في مشاهد إبداعية
قدم المخرج محمد العدل مشاهد بمنتهى الحرفية والإبداع، وأظهر من خلالها جمال الطبيعة المصرية، وثقافات وهوية بلدنا الحبيب، من خلال شخصية شمس، الغاوي لعالم طائر الحمام، وما يقام من ما يشبه المباريات بين أرباب ابراج الحمام في تلك المناطق الشعبية، وأيضاً كشف لعالم آخر لثقافة شعب تمتد إلى توارث أنواع نادرة لسلالات تعود إلى مئات السنين.