بغداد اليوم – ديالى

قبل أيام قليلة من عيد الفطر المبارك، عادت الحيوية إلى أسواق محافظة ديالى، وتحديدًا مدينة بعقوبة ومراكز المدن الأخرى، بعد فترة ركود امتدت لأسابيع. السبب ليس موسميًا فحسب، بل يعود بدرجة كبيرة إلى قرار الحكومة توزيع الرواتب بشكل مبكر لموظفي الدولة والمتقاعدين والمشمولين بالرعاية الاجتماعية، في خطوة كان لها أثر مباشر في إنعاش الأسواق ودفعها نحو الانتعاش من جديد.

زيادة الإقبال بنسبة تفوق 50%

شهدت أسواق الملابس والتجهيزات والهدايا في ديالى إقبالًا ملحوظًا من المواطنين خلال الأيام الماضية، حيث تراوحت نسب الزيادة بين 50 إلى 70%، وفقًا لتقديرات أصحاب المتاجر. الشوارع التجارية وساحات البيع الشعبية امتلأت بالمتسوقين، وسط حركة نشطة تعيد إلى الأذهان مشهد الأعياد قبل سنوات من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.

يقول عبد الحميد العبيدي، صاحب متجر للملابس الجاهزة في سوق بعقوبة، في حديثه لـ"بغداد اليوم":

"قرار الحكومة بتوزيع الرواتب مبكرًا أنقذ تجارة الملابس من الخسارة المؤكدة. خلال الـ72 ساعة الماضية فقط، ارتفعت المبيعات بنسبة تجاوزت 50%، ما أجبرنا على استنفار كامل لتلبية الطلب المتزايد".

ويضيف: "لو تأخرت الرواتب لبضعة أيام، لكنا واجهنا عيدًا باهتًا، وحركة بيع ضعيفة ككل المواسم السابقة".

الأسواق تنتعش... لا فقط الملابس

عيسى الزيدي، وهو تاجر آخر في سوق التجهيزات، يرى أن الأمر تجاوز الملابس إلى قطاعات أخرى مرتبطة بعيد الفطر، منها الهدايا والعطور والمواد الغذائية، مؤكدًا أن

"الإقبال تراوح في بعض المتاجر بين 60 إلى 70% خلال الأيام الأخيرة، وهو زخم غير مسبوق خلال العام الحالي، ويعود إلى توفّر السيولة النقدية بيد الناس في توقيت حساس جدًا".

تأثير اقتصادي متكامل: الإنفاق يعيد الحياة للدورة المالية

من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي المحلي موسى اللامي أن خطوة الحكومة بصرف الرواتب مبكرًا لم تكن فقط خطوة مالية، بل تحركًا اقتصاديًا مدروسًا يحمل آثارًا إيجابية مباشرة على الأسواق المحلية.

يقول اللامي لـ"بغداد اليوم":

"الأسواق تعتمد في نشاطها على توقيت صرف الرواتب. عندما يتم ضخ السيولة بوقت مناسب، خاصة قبيل مواسم الإنفاق الكبرى مثل الأعياد، فإن ذلك يحرّك سلسلة كاملة من الأنشطة: من البيع بالتجزئة، إلى تسديد الديون، وصولًا إلى الحركة السياحية والخدمية".

ويضيف: "العديد من العوائل العراقية تنتظر الراتب لشراء احتياجات العيد، ودفع الإيجارات، وتسوية المستحقات المتراكمة، ما يخلق حركة مالية متداخلة تعيد النشاط إلى قطاعات متعددة".

عيد مختلف في ديالى؟

المراقبون المحليون يعتبرون أن هذا العيد سيكون مختلفًا نسبيًا، لا بسبب تحسّن جوهري في الأوضاع المعيشية، بل لأن القرار الحكومي بالتوزيع المبكر للرواتب جاء في توقيت ذكي، سمح للأسواق بالتقاط أنفاسها، وللتجار بتدوير بضاعتهم، وللعوائل بشراء مستلزمات العيد دون الحاجة للاقتراض أو التريث حتى بداية الشهر.

تقول أم محمد، وهي ربّة منزل التقتها "بغداد اليوم" في سوق الملابس وسط بعقوبة:

"لأول مرة منذ سنوات نشتري ملابس العيد قبل الزحام الكبير. الراتب وصلنا باكر، وهذا خلانا نجهّز كل شيء بدون استعجال".

خطوة تستحق التكرار؟

يبدو أن التجربة في ديالى قدّمت نموذجًا يستحق التأمل. فإحياء الأسواق في وقت حرج، وخلق حالة من النشاط التجاري، وتوفير الراحة النفسية للمواطنين عشية العيد، كلها نتائج إيجابية أفرزتها مجرد خطوة توقيت.

ويعتقد خبراء الاقتصاد أن الربط بين السياسة المالية وتوقيت المناسبات الاجتماعية يجب أن يتحوّل إلى عرف إداري دائم، يُراعى فيه البعد الإنساني والاقتصادي معًا، بدلًا من الانشغال في تأخير الرواتب تحت ذرائع السيولة أو الإجراءات البيروقراطية.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بغداد الیوم فی دیالى

إقرأ أيضاً:

أسعار الذهب تنتعش بعد أكبر انخفاض يومي في خمسة أشهر

ارتفع سعر الذهب بعد أكبر انخفاض يومي له منذ خمسة أشهر والذي جاء نتيجة لتصريحات أكثر تصالحية أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الحرب التجارية والاحتياطي الفيدرالي.

سجّل المعدن الثمين ارتفاعاً بنسبة وصلت إلى 1.5% خلال التداولات الآسيوية، بعدما هبط بنسبة 2.7% في الجلسة السابقة.

وكان ترمب أشار إلى استعداده لتقليص الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها على السلع الصينية بشكل كبير. كما قال إنه لا يعتزم إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وذلك بعد أن أثار طلبه بخفض فوري لأسعار الفائدة حالة من الذعر في الأسواق وتحذيرات من رجال الأعمال.

أشعلت تصريحات ترمب حالة من الإقبال على المخاطرة في وول ستريت، الأمر الذي تسبب بموجة بيع واسعة للذهب يوم الأربعاء. وشمل ذلك العقود الآجلة في شنغهاي، التي شهدت أكبر انخفاض يومي منذ عام 2013، حيث تراجعت بنسبة وصلت إلى 5.8%. كما قفزت أحجام التداول على العقود إلى رقم قياسي بلغ أكثر من 1.88 مليون عقد.

تقلبات مرهقة

مع ذلك، فإن لهجة ترمب اللينة قد لا تدعم تعافياً قوياً في الأسهم، إذ يبدو أن المتداولين قد أُرهقوا من تقلبات السياسات المفاجئة. قد يعزز القلق بشأن المستقبل من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

ارتفع سعر الذهب بأكثر من الربع هذا العام، وتجاوز في وقت سابق من هذا الأسبوع 3500 دولار للأونصة لأول مرة، حيث دفعت أجندة ترمب الجمركية والتوترات الجيوسياسية المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة.

ومن بين العوامل الأخرى التي دعمت أسعار الذهب التدفقات القوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة، وعمليات الشراء من قبل البنوك المركزية.

ارتفع الذهب بنسبة 1.4% ليصل إلى 3,336.41 دولار للأونصة حتى الساعة 8:31 صباحاً بتوقيت سنغافورة. بينما بقي مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري دون تغيير يُذكر. وسجلت الفضة ارتفاعاً طفيفاً، في حين لم تشهد أسعار البلاتين والبلاديوم تغيراً يُذكر.

مقالات مشابهة

  • ترامب يتراجع عن قراراته والأسواق تتنفس
  • أسعار الذهب تنتعش بعد أكبر انخفاض يومي في خمسة أشهر
  • بالبورصة والأسواق.. أسعار الفراخ البيضاء اليوم الخميس 24 أبريل
  • خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة العاصمة العراقية بين وجهات الضيافة الفاخرة حول العالم
  • سعر صرف الدولار في الأسواق المحلية اليوم.
  • أسعار النفط تنتعش تدريجيًا بعد خسائر حادة وسط توتر الأسواق العالمية
  • العدوان الأمريكي… حين يُثبت فشله باستهدافه للمقابر والأسواق
  • ضبط 73 مخالفة تموينية بالمنيا ضمن حملات مكثفة على المخابز والأسواق خلال أعياد الربيع
  • محافظ المنيا: حملات مكثفة على المخابز والأسواق خلال أعياد الربيع
  • اليوم.. انخفاض أسعار صرف الدولار