البوابة نيوز:
2025-04-24@11:26:39 GMT

جنازات الأقباط – مشهد من رحيق القرن الماضي

تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في فجر أحد الأيام، تلقيت نبأ وفاة قبطي فقير من إحدى القرى المجاورة. 

وحينما توجهت على وجه السرعة إلى منزل المتوفى، كان هناك مشهد غريب لكنه عميق في معانيه يعكس جزءًا من التقاليد القبطية التي اندثرت أو تكاد.

يعود الفضل في توثيق هذا المشهد الفريد إلى الكاتبة البريطانية سوزان بلاكمان، التي تعتبر من أبرز علماء الإثنوجرافيا، والتي أمضت سنوات في صعيد مصر منذ عام 1920، تسجل مشاهد الحياة اليومية، بما في ذلك الجنازات والمعتقدات الشعبية.

وقد نشرت هذه المشاهد في كتابها الشهير “فلاحين صعيد مصر” عام 1927.

بينما كنت في منزل المتوفى، وجدت أن النساء في حالة من الحزن الشديد، يتناوبن على التمايل والندب مع إلقاء صرخات عالية. كان النعش في الغرفة ملفوفًا بقماش أسود مزخرف بصلبان بيضاء. وفي مشهد آخر، كانت أخت المتوفى تضع الطين على رأسها وذراعيها، مرددة أغاني حزينة، بينما كانت النساء يلوحن بأيدهن، ليُظهرن حالة من الهياج الشديد.

تصف سوزان بلاكمان بحزن، كيف كان لهذه الطقوس طابعًا خاصًا. عندما كانت تسألها النساء إن كان مثل هذه العادات تحدث في أكسفورد، كانت تجيب بالنفي، موضحةً الفرق بين الهدوء الذي يعم في البلدان الغربية والضوضاء والعاطفة الجياشة التي تميز الجنازات في صعيد مصر.

ورغم الطابع العاطفي الحزين، كان هناك احترام قوي للروابط الأسرية، إذ كانت أخت المتوفى تتصدر المشهد وتبقى في المرتبة الأولى بعد الميت، حتى قبل الزوجة. وقد احتفظت الذاكرة الشعبية للأقباط بتقاليد الجنازات التي تتضمن مراسم غريبة، حيث كانت النساء يصرخن ويلطمن وجوههن في طقوس تعتبر فريدة في عالم الجنازات.


 وبعد أن حمل الرجال النعش، كانت الحشود تتابعهم بصرخات مؤلمة، إلى أن وصلوا إلى الدير القبطي في الصحراء، حيث وُضع النعش في الكنيسة أمام المذبح، وسط حضور مهيب من الأقباط والمسلمين الذين حضروا تأبينًا لفقيدٍ كان يحظى باحترام الجميع.

هذه الطقوس التي مرّت عليها عقود، وتعدّ جزءًا من تاريخ الأقباط المنسي، تفتح لنا نافذة لفهم عاداتهم وتقاليدهم العريقة التي تحمل عبق الماضي، وتشير إلى تماسك المجتمع القبطي في مواجهة الحزن والتحديات.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط الإرثوذكس أقباط إسنا

إقرأ أيضاً:

شعبة المصورين بنقابة الصحفيين: زعلنا الكبير من محمد السباعي وزوجته وكان هناك سب وقذف غير لائق

قال مجدي إبراهيم، رئيس شعبة المصورين بنقابة الصحفيين: “المصور دوره هو التصوير الصريح لكل شئ ومنها الجنازات، ولكن ما يحدث من تدخل فى خصوصيات هي مهزلة”.

علاء مرسي: وفاة سليمان عيد صدمة .. مع ثورة حب عجيبةنجل سليمان عيد : كل من دفع جنيه في خارجة أبويا يبلغني بيه

وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “صبايا الخير” المذاع عبر فضائية “النهار”: “هناك صفحات الأن تسترزق وتكسب عيش من خلال هذه الجنازات، وطالبنا من نقابة المهن التمثيلية فى أكثر من مناسبة فى تقديم بلاغات فى هذه الصفحات، وسنساهم فى نشر هذا الأمر من أجل أن يكون هناك تدخل من الشرطة للحد من الأزمة”.

وتابع: “زعلنا الكبير من الفنان محمد السباعي وزوجته وكان هناك سب وقذف غير لائق، والصورة التي نشرها وكتب عليها هذا السب هي صورة لمصور صحفي كبير ، وهم من الأساس كانوا يقفون وراء الحاجز وفى الجنازة وليس النعش”.

مقالات مشابهة

  • حكم تلقين المتوفى بعد دفنه.. دار الإفتاء تحدد الطريقة الشرعية
  • متوسط تأخير 60 دقيقة بقطارات صعيد مصر اليوم.. بسبب أعمال التطوير
  • مصير طائرة طيران الهند التي بيعت العام الماضي بعد تلويحة الوداع.. فيديو
  • شعبة المصورين بنقابة الصحفيين: زعلنا الكبير من محمد السباعي وزوجته وكان هناك سب وقذف غير لائق
  • عاجل- جنازة مهيبة مرتقبة.. الفاتيكان ينشر أول صور للبابا فرنسيس داخل "النعش"
  • وزير الاقتصاد والصناعة يصدر قراراً بتشكيل ثلاث إدارات عامة ضمن الوزارة بدل الوزارات التي كانت قائمة قبل الدمج
  • الكاردينال كيفن فاريل يترأس طقس وضع جثمان البابا فرنسيس في النعش |صور
  • "توصيلتي".. نموذج ريادي للتحول الرقمي في صعيد مصر
  • تنفيذا لوصيته.. جثمان البابا فرنسيس يرقد في كنيسة سانتا مارثا بالفاتيكان
  • آية سماحة وزوجها محمد السباعي يتصدران تريند جوجل بعد بيان اعتذار للصحفيين عقب أزمة جنازة سليمان عيد