تعلمنا فيك الكثير.. فالتزموا بدروسه أيها المؤمنين ها نحن على عتبة وداع رمضان، مضت أيامه بسرعة بعد أن لقنتنا من الدروس الكثير، ذقنا فيه حلاوة الطاعة، تعرفنا فيها على قبح المعصية، قمنا لله طالبين رحمته، تصدقنا مما آتانا من فضله، تعلمنا أن العبادة لا تكتمل إلا إذا أدخلنا السرور والبهجة على نفوس إخواننا، عرفنا فضل القرآن وتذوقنا حلاوة تلاوته، فأحسسنا بتغير حقيقي في نفوسنا.
فماذا كشفت لنا مدرسة الصيام؟
- الصيام كشف لنا عن قدراتنا الحقيقية.. إن أول ما تعلمناه من مدرسة الصيام أننا نمتلك قدرة هائلة. فبعضنا تحمل مشاقة الصيام، وبعضنا ختم القرآن عدّة مرات، وبعضنا لم ينم إلا ساعات بسيطة من أجل ألا تفوته لذة التهجد والقيام، وهذا ودليل أن المسلم لديه قدرات هائلة، وهمة عالية، وعزيمة راسخة أصلب من الجبال الرواسي وأعلى من القمم الشاهقة، ولذلك باهى
الله به ملائكته “وينظر إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم الملائكة ” . لكن هل تعود من جديد؟، بعدما تعرف المسلم على قدراته هل يعود المسلم من جديد إلى ما كان عليه قبل رمضان؟ هل يستفرغ المسلم هذه القدرات في عمل لا ينفع؟ ويضيع أوقاته في أعمال فارغة لا تغني ولا تسمن من جوع؟ إليك الحل.. حاول أن تستثمر هذه القدرات والطاقات في العمل النافع، والتجارة الرابحة بينك وبين الله وإليك بعض الوسائل: 1- حدد هدفك في هذه الحياة. 2- استثمر كل دقيقة من وقتك وليكن شعارك دائماً “الوقت هو الحياة” 3- حدِّد بدقة ما استفدته من رمضان. 4- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد. 5- ابدأ بخطوة فستجد أن الله أيدك بخطوات. 6- لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي. 7- كل مشكلة صغيرة مادامت أنها ليست في جنب الله. 8- اشحن طاقتك بالدعاء والاستغفار ومباركة الصالحين .
– تعلمنا في مدرسة الصيام أن نعيش بروح العبادة.. ونحن بفضل الله عز وجل كنّا نقف الركعات الطويلة وكل منا يقرأ بما تيسر له، فلم يزدنا ذلك إلا حباً في طاعة الله عز وجل، وكنَّا بفضل الله نصوم اليوم الطويل االشاق فلم يزدنا ذلك إلا إيماناً واحتساباً لأجرنا عند الله عز وجل وإذا كان هذا حالنا في
رمضان فليكن هذا حالنا بعد رمضان. وإليكم بعض الوسائل المعينة على العيش بروح العبادة: 1- حدِّد لنفسك هدفاً في عبادتك، واربط هذا الهدف بطاقتك الحقيقية، لمن تصلي؟ ولماذا تتصدق؟ وليكن هذا شعارك قبل كل عبادة. 3- اجعل لك في كل يوم أوراد ثابتة. 4- كن متجاوباً مع آيات القرآن. 5- جاهد نفسك في الصلاة ولا تجعل الشيطان يهزمك. 6- الاستعداد للعبادة جزء منها فلا تضيعه.
– تعلمنا أن الإيمان والأخلاق قرناء.. فالأخلاق مقرونة بالعبادات، فهل تنفع الصلاة والصيام، وقراءة القرآن؟ إلا إذا تبعها بعمل وإصلاح للمجتمع من حولنا، فهذه امرأة عجيبة، هل تعرف من هي؟ إنها امرأة تكثر من الصلاة والصيام والصدقة ولكن تؤذي جيرانها فهل تصح لها عبادة ؟ قال صلى الله عليه وسلم: هي في النار، وها هي امرأة أخرى عرفت بقلة الصلاة والصوم ولكنها تتصدق على جيرانها فأخبرها صلى الله عليه وسلم: بأنها من أهل الجنة. إنها الأخلاق يا سادة.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: حفظ القرآن وتدارسه يعفي المجتمع من الأمراض الفكرية
تابع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، مع المسؤولين عن الرواق الأزهري فعاليات الدورة التدريبية الأولى التي ينظمها مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بالجامع الأزهر، لتأهيل خريجي الأزهر الشريف للاستعانة بهم في تحفيظ القرآن الكريم بفروع الرواق الأزهري، بنظام العمل مقابل الأجر في تسع محافظات حدودية [شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر، الوادي الجديد، السويس، الإسماعيلية، بور سعيد، مطروح، الإسكندرية]، والتي تُعقد عن بعد.

أول رد من سعد الدين الهلالي على تبرؤ الأزهر منه ومن فتاويه

عالم أزهري يعلق على قـ.تل طبيب لكلب عمدًا: لايجوز إيذاء أي كائن حي
وأكد شيخ الأزهر، ضرورة الاهتمام بالأنشطة والبرامج التي تخدم كتاب الله عز وجل، لأن المجتمع الذي ينتشر بين أفراده حفظ كتاب الله وتدارسه هو مجتمع معافى من الأمراض الفكرية التي تفتك بالعقول، مشددًا على ضرورة العمل في ملف القرآن الكريم بكل جد وبذل الجهد لأن أسمى رسالة للأزهريين هي خدمة كتاب الله والاهتمام بتحفيظه وبخاصة للنشء.
جدير بالذكر أن الدورة التدريبية التي يطلقها مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم بالجامع الأزهر تتضمن ثلاثة محاور رئيسة؛ إتقان حفظ كتاب الله، ومراجعة أحكام التلاوة والتجويد، إضافةً إلى التكامل الفكري والتربوي، لتنشئة الدارس على أسس فكرية وتربوية سليمة تنأى به عن أخطار الأفكار الهدّامة التي تغزو العقول.