الطاهر شرقاوى: اكتشفت خلال رمضان ضريحين صغيرين في عابدين!
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
انتقل الكاتب المصري الطاهر شرقاوي بمجرد تخرجه من الجامعة إلى القاهرة، ورغم مرور أكثر من عشرين عاماً على استقراره بها، إلا أنه لا يشعر في قرارة نفسه بأنه جزء من المدينة الضخمة، وما يزال الشوق إلى بلدته "أرمنت" في الصعيد يحرك وجدانه، خاصة في رمضان.
يؤكد الطاهر أنه يشعر، الآن، بأن أيام الشهر الفضيل باتت عادية، لكنه يعتقد أن ذلك شيء طبيعي، فدائماً ما يظل هناك حنين لدى الشخص إلى أيام الصبا ومحاولة لاستعادتها مرة ثانية.
كيف يبدو رمضان بالنسبة للشخص المغترب مثلك؟ أسأل ويجيب: "في البداية كنت أعزم أصدقائي علي الإفطار وأصنع لهم وجبات ومن ضمنها طهي وتحمير الفراخ رغم أنني نباتي، لكن بمرور الزمن وسفر وابتعاد ومشغوليات الأصدقاء، صرت أفطر معظم الأيام وحدي".
يتذكَّر الطاهر شغفه هو وبقية الرفاق، في فترة الطفولة، بامتلاك مدفع صغير. يحكي: "كنا نصنعه عند الحدَّاد، ونملأ فجوته برؤوس أعواد الكبريت، ثم نخبطه في جدار أسمنتي حين ينطلق أذان المغرب".
ومن الطقوس أيضاً الذهاب إلى القرية لشراء الثلج قبل موعد الإفطار بفترة قصيرة حتى يشرب الصائمون ماء بارداً منعشاً، وذلك قبل دخول الكهرباء لبيوتهم المتناثرة وسط الحقول، وهذه المهمة صعبة لأن الثلج يذوب ويحتاج إلى نقله جرياً حتى يصل الجزء الأكبر من الثلج إلى البيت سليماً في وقت مناسب قبل الإفطار. ومن تلك الطقوس كذلك الغناء عند آذان المغرب فرحاً بالإفطار حيث كان الأطفال يصيحون: "افطر يا صايم.. على الكعك العايم" وغيرها من الأغاني، كما أن هناك طقساً كان يسبق رمضان وهو بناء زاوية مسجد عبارة عن جدار قصير من الطين اللبن تحت أشجار المانجو والصلاة بها جماعة، خاصة صلاة المغرب والعشاء والتراويح.
وحول طقوسه الخاصة في رمضان يقول: "فيما يخص الحياة العادية فأنا أمارس عملي كالمعتاد، لكن الميزة خلال الشهر الكريم أن ساعات العمل الحكومية تكون أقلَّ، أما الكتابة فتكون صعبة، ولذلك أنشغل أكثر بالقراءة خاصة في التاريخ الاجتماعي، كما أهتم أيضاً بالمشي بعد الإفطار، في الحواري والشوارع الصغيرة بأحياء السيدة زينب وعابدين والجمالية، وهو ما يتيح اكتشافات مبهرة لا تكون متاحة في الأيام العادية، حيث اكتشف مقامين أو ضريحين لشيخين قديمين، يقبعان في الدور الأرضي لعمارتين صغيرتين مشغولتين بالسكان، وهو ما أثار لديَّ الكثير من التساؤلات حول كيفية السكن وممارسة الحياة العادية فوق ضريح لشيخ، أو كيف تم تحويل الضريح إلى بناية سكنية مع الاحتفاظ بحق صاحب الضريح في شقة بها. كما يطيب لي في رمضان أيضاً استعراض وتأمل وترتيب ما أمتلكه من لوحات وأعمال فنية أو ترتيب مكتبتي وإعادة تصنيفها".
هل يحرص الطاهر على متابعة الدراما بشكل عام؟ يجيب: "أتابع الدراما من خلال البحث عن كاتب العمل أو المخرج أولاً، وليس النجم أو حجم الدعاية للمسلسل، أو آراء وانطباعات الناس في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي البداية أشاهد حلقات متفرقة من أعمال متعددة لحين الاستقرار على متابعة عملين أو أكثر بشكل دائم، أما ساعات القراءة في رمضان فتصبح أكثر مقارنة بالأيام العادية، حيث يكون هناك وقت متاح بنسبة أكبر، كما أن الشوارع والبيوت تكون أكثر هدوءاً وهو ما يريحني، لأنني لا أحب ضجيج الشارع".
خلال رمضان يفضِّل الطاهر قراءة الكتب المتعلقة بتاريخ مصر الاجتماعي والسياسي، خلال القرنين الماضيين، ليعرف التحولات منذ عهد محمد علي وحتى الآن، خاصة في مناطق الريف والصعيد، وهو يقرأ حالياً كتاب "إمبراطوريات متخيلة" للدكتورة زينب أبوالمجد، ومن إصدارات المركز القومي للترجمة، ويتناول ثورة للفلاحين في صعيد مصر خلال القرن التاسع عشر، إضافة إلى قراءات أخرى في السينما وعوالمها.
لم يحدث أن كتب الطاهر أحد أعماله في شهر رمضان، فالقراءة تكون مغرية أكثر من الكتابة خلال فترة الصيام، أما دعاؤه المفضل فيكون بالرحمة للأجداد والأحباب الراحلين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی رمضان خاصة فی
إقرأ أيضاً:
بعد زيزو.. الأهلي يبحث عن محترف أجنبي قبل كأس العالم للأندية
كشف الإعلامي أمير هشام عن تحركات جادة داخل النادي الأهلي لتدعيم صفوف الفريق بصفقة أجنبية جديدة، وذلك استعدادًا للمشاركة المرتقبة في كأس العالم للأندية.
وصرّح هشام خلال برنامجه “بلس 90” المُذاع على قناة النهار الفضائية، بأن إدارة الكرة في النادي تعمل بشكل متواصل لتوفير أفضل العناصر للفريق.
محمد رمضان يقود ملف التدعيمات
وأشار هشام إلى أن محمد رمضان، المدير الرياضي الجديد للنادي الأهلي، يقود حاليًا ملف التعاقدات بالتعاون مع إدارة الاسكاوتنج بالنادي، وذلك لحسم صفقة أجنبية قوية تُعزز من قدرات الفريق خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح أن هناك تواصلاً مستمرًا بين رمضان والقائمين على ملف الانتدابات، في إطار العمل على تدعيم الفريق قبل انطلاق البطولة العالمية.
الصفقة في مراحلها التمهيدية
وبحسب ما أكده هشام، فإن الصفقة لا تزال في مراحلها التمهيدية، حيث يتم حالياً متابعة عدد من اللاعبين الأجانب واختيار الأنسب للمرحلة المقبلة. ويأمل الأهلي في أن تُحدث هذه الصفقة الفارق خلال مشاركته في كأس العالم للأندية، خاصة في ظل طموحات جماهيره بتحقيق نتائج إيجابية في البطولة.
خطوة تعكس طموحات الأهلي
وتعكس هذه التحركات نية الأهلي في تقديم أفضل أداء ممكن على الساحة العالمية، من خلال تجهيز الفريق بأفضل العناصر الممكنة. ويسعى النادي إلى تكرار الإنجازات السابقة أو تجاوزها، من خلال بناء فريق قوي قادر على المنافسة في المحافل الدولية