دراسة تحدد العوامل التي تدفع الشخص للإيمان بالتنجيم كعلم
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
الولايات المتحدة – بحث علماء النفس في العوامل التي تدفع الشخص للإيمان بالتنجيم كعلم، وتحققوا من المقدمات الكامنة وراء المعتقدات العلمية الكاذبة.
وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن القدرات المعرفية ومستوى التعليم هما العاملان الأكثر تأثيرا في اعتبار التنجيم علما.
وكشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “Journal of Individual Differences” أن القدرات المعرفية ومستوى التعليم يمثلان العوامل الأكثر أهمية في تحديد نظرة الأشخاص إلى التنجيم باعتباره علما.
على الرغم من الإجماع العلمي الواضح على عدم وجود أي مصداقية للتنجيم، إلا أنه لا يزال يحظى بشعبية كبيرة في المجتمع المعاصر. فما يقرب من 30% من الأمريكيين يعتبرون التنجيم علما، ويصل عدد مستخدمي تطبيقات الأبراج إلى الملايين.
وقام باحثون من قسم علم النفس في جامعة “مينيسوتا” بالتحقيق في الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة المثيرة للجدل. واختبر الفريق أربع فرضيات رئيسية، وبينها فرضية “المعرفة السطحية” التي تربط القبول بالمعتقدات الزائفة بمستوى التعليم المنخفض وضعف القدرات المعرفية. بينما تشير فرضيات بديلة إلى أن الإيمان بالأبراج قد يكون مرتبطا بالتشكيك في العلم، والميل نحو الروحانيات والسمات الشخصية الاستبدادية.
واستُخدمت في الدراسة بيانات من المسح الاجتماعي العام (General Social Survey) الذي يجرى بانتظام منذ عام 1972. وشملت المجموعة النهائية 8,553 أمريكيا بالغا أجابوا على السؤال: “هل تعتبر التنجيم علما؟” مع خيارات الإجابة: “غير علمي تماما”، “علمي جزئيا”، أو “علمي جدا”.
وتم قياس الذكاء باستخدام اختبار المفردات (Wordsum)، بينما تم تقييم المستوى التعليمي بعدد سنوات التعليم الرسمي. وتم تحديد الثقة في العلم من خلال تقارير المشاركين الذاتية عن مدى ثقتهم في المجتمع العلمي. أما التدين والروحانية فتم قياسهما باستخدام مقاييس منفصلة من أربع نقاط. وتم تقييم الاتجاهات السياسية على مقياس من سبع نقاط يتراوح من “ليبرالي للغاية” إلى “محافظ للغاية”.
وشمل التحليل متغيرات ديموغرافية مثل الجنس والعمر والعرق، مع استخدام أساليب إحصائية لوزن البيانات.
وأكدت النتائج أن الذكاء والتعليم هما العاملان الأكثر تأثيرا على الموقف من التنجيم. فقد أظهر المشاركون الذين حصلوا على درجات منخفضة في اختبار المفردات (Wordsum) ميلا أكبر لاعتبار التنجيم علما. وبالمثل، كان الأفراد الحاصلون على التعليم الرسمي أكثر عرضة للإيمان بالمصداقية العلمية للتنجيم. وهذه البيانات تدعم بقوة فرضية “المعرفة السطحية”.
على عكس التوقعات، لم تجد التفسيرات الأخرى المقترحة مثل الثقة في العلم، والتدين والروحانية، والاتجاهات السياسية تأييدا كبيرا في البيانات.
وحذر الباحثون من وجود قيد مهم في الدراسة، بما أن المشاركين سُئلوا عما إذا كانوا يعتبرون التنجيم “علما”، فقد يكون قد فاتهم أولئك الذين يؤمنون بالتنجيم دون اعتباره علما.
مع ذلك، أظهرت الدراسة بوضوح أن المبادرات التعليمية التي تعزز التفكير النقدي والثقافة العلمية قد تكون الوسيلة الأكثر فعالية لمحاربة المعتقدات الزائفة.
المصدر: Naukatv.ru
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
دراسة علمية تؤكد: الإعلام الجديد يزيد الوعي المجتمعي بقضايا الميراث بين الجنسين في مصر
شهد قسم الإعلام وثقافة الأطفال بكلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس مناقشة رسالة دكتوراه مقدمة من الباحث محمد علي سليمان الشيخ، تحت عنوان: "معالجة الإعلام الجديد في مصر لقضايا الميراث واتجاهات المراهقين نحوها"، وقد حصل الباحث على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز.
تُعد هذه الدراسة من الدراسات المهمة التي تتناول موضوعًا مجتمعيًا حساسًا، حيث تتجلى أهميتها في أن المبحوثين - وهم من طلاب المرحلة الجامعية - يعايشون قضايا الميراث بشكل مباشر في مجتمعاتهم المحلية، ويشكلون في الوقت ذاته طرفًا فاعلًا في هذه القضية من خلال تفاعلهم مع محتوى الإعلام الجديد.
سعت الدراسة إلى التعرف على طبيعة تناول وسائل الإعلام الجديدة - متمثلة في منصتي فيسبوك ويوتيوب - لقضايا الميراث، كما هدفت إلى رصد أوجه التشابه والاختلاف بين هاتين الوسيلتين في تناول تلك القضايا، من خلال تحليل أساليب المعالجة الإعلامية، وردود الأفعال، والرسائل المحورية التي ركزت عليها هذه الوسائل، بالإضافة إلى فهم اتجاهات المراهقين نحو ما يُنشر من محتوى يتعلق بالميراث.
وقد كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن أن قضية "حرمان البنات من الميراث" كانت القضية الأبرز التي تناولتها وسائل الإعلام المصرية الجديدة من وجهة نظر المراهقين. كما أظهرت النتائج أن موقع "فيسبوك" جاء في المرتبة الأولى من حيث جذب انتباه المبحوثين عند عرض قضايا الميراث، يليه موقع "يوتيوب". واتضح كذلك أن الإناث أكثر اهتمامًا وحرصًا على متابعة المحتوى المتعلق بقضايا الميراث على هذه المنصات، وذلك نتيجة لما توفره من تلبية لاحتياجاتهم المعرفية.
كما أثبتت الدراسة أن شريحة واسعة من المراهقين ترى أن الإعلام الجديد له تأثير كبير على الفرد والمجتمع عند تناوله قضايا الميراث، حيث أشار أغلب المشاركين إلى أن التأثير الإيجابي هو النمط الأبرز لهذا التأثير، وهو ما يُعزز الدور التوعوي الذي تلعبه هذه الوسائل. وفي السياق نفسه، أظهرت النتائج أن فئة الشباب كانت الأكثر تأثرًا بالمحتوى المتعلق بالميراث، وهو ما يعكس أهمية مخاطبة هذه الفئة في الجهود الإعلامية الرامية إلى نشر الوعي المجتمعي.
وأكد المبحوثون في الدراسة على إدراكهم الواقعي لمضمون ما يُنشر عبر الإعلام الجديد، حيث اعتبروا أن هذه الوسائل تتسم بالموضوعية والدقة في متابعة قضايا الميراث ونقلها من الواقع إلى الجمهور. كما أظهرت النتائج أن من لديهم تجارب شخصية مع قضايا الميراث كانوا الأكثر نشاطًا في إنشاء محتوى يتعلق بهذه القضايا ضمن المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، مع ملاحظة أن الإناث هن الأكثر تفاعلًا مع هذا المحتوى، مقارنة بالذكور الذين يفضلون غالبًا الاكتفاء بالانضمام للمجموعات دون تفاعل كبير.
وفيما يتعلق بالأشكال المستخدمة لعرض المحتوى، أظهرت الدراسة أن هناك تركيزًا ملحوظًا على الفيديوهات القصيرة التي تقل مدتها عن خمس دقائق، حيث كانت هي الشكل المفضل عند تناول موضوعات الميراث، بما يتماشى مع أنماط الاستهلاك السريع للمحتوى المنتشر بين فئة المراهقين. كما كشفت الدراسة أن أعلى نوع من التفاعل مع المحتوى يتمثل في "المشاهدات"، وهو ما يعكس طبيعة مشاركة هذه الفئة العمرية مع الإعلام الجديد، والتي تركز بشكل أكبر على التلقي البصري والمرئي.
تكونت لجنة الحكم والمناقشة من نخبة من الأساتذة والمتخصصين، حيث ترأس اللجنة الأستاذ الدكتور محمد معوض إبراهيم، أستاذ الإعلام بقسم الإعلام وثقافة الأطفال بكلية الدراسات العليا للطفولة، وعميد معهد الجزيرة العالي للإعلام سابقًا، مشرفًا ورئيسًا. وشارك في الإشراف أيضًا الأستاذ الدكتور جمال عبد الحي النجار، أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر وعميد كلية الإعلام بجامعة النهضة سابقًا. كما ضمت اللجنة الأستاذ الدكتور محمود محمد عبد الرحيم الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية ووكيل كليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر سابقًا، والمحكّم المعتمد بلجنة ترقية الأساتذة بلجنة الدعوة والثقافة، وعضو لجنة المعايير بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، كمناقش خارجي. أما المناقش الداخلي فكان الأستاذ الدكتور زكريا إبراهيم الدسوقي، أستاذ ورئيس قسم الإعلام وثقافة الأطفال بكلية الدراسات العليا للطفولة - جامعة عين شمس.