الجزيرة:
2025-04-01@09:15:30 GMT

لماذا ترفض طهران التفاوض المباشر مع واشنطن؟

تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT

لماذا ترفض طهران التفاوض المباشر مع واشنطن؟

طهران- في وقت حساس، تلقت طهران رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضمنت شروطا جديدة للجلوس على طاولة المفاوضات، وتوالت التصريحات الإيرانية الرسمية بشأن ردها عليها، مؤكدة أن الموقف الذي اتخذته يعكس سياسة حذرة مدعومة بالتقييم الدقيق للمحتوى الأميركي.

ووفقا لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فقد تم إرسال الرد بشكل رسمي على الرسالة، موضحا أن مضمونها تضمن شرحا مفصلا للموقف الإيراني وتحليلا للوضع الحالي.

وقال إن الرسالة الأميركية حملت تهديدات، لكن إيران ردت بما يتناسب مع هذا الطرح، مع التأكيد على أن باب الدبلوماسية لم يُغلق بعد.

وشدد عراقجي على أن سياسة طهران لا تزال قائمة على رفض التفاوض المباشر في ظل الضغوط القصوى التي تمارس عليها، مشيرا إلى ضرورة أن تقوم أي محادثات على أسس متساوية واحترام متبادل.

أسلوب متنمر

من جانبه، أكد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن رسالة ترامب لم تتضمن أي تطور جدي بشأن رفع العقوبات، واصفا أسلوبها بالمُتنمر. ويعكس هذا التصريح الاستياء الإيراني من التعامل الأميركي في هذا الملف بظل الشكوك حول نية واشنطن في تحقيق حل حقيقي.

في حين أشار مستشار المرشد الأعلى علي لاريجاني، إلى أن الرد تم التحضير له بعناية من قبل الأجهزة المعنية، مع تأكيده أن طهران ليست ضد الحوار غير المباشر مع واشنطن بشرط أن يتم في إطار المساواة والاحترام المتبادل.

إعلان

وأضاف أن إيران ما زالت تأمل في التوصل إلى نتائج إيجابية من المفاوضات، وأكد أن "من يريد أن يتحرك بجدية لا يتبع أسلوب التصريحات المتناقضة".

وتُظهر الرسالة الأميركية وما تبعها من ردود إيرانية تعقيد الموقف الدبلوماسي بين الطرفين، حيث تظل طهران منفتحة على التفاوض، ولكن ضمن شروطها الخاصة التي تتجنب المزيد من الضغوط والتهديدات. في المقابل، تسعى لموازنة الحذر مع الانفتاح على فرص الحوار، مع التأكيد على أن أي تطور دبلوماسي يجب أن يكون مبنيا على الثقة المتبادلة والتفاهم الواضح.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال أستاذ الدراسات الأميركية في جامعة طهران فؤاد إيزدي إن إيران لم تخض تجربة جيدة في التفاوض مع الولايات المتحدة، وإنها استغرقت عامين في المفاوضات خلال تجربة الاتفاق النووي، وتم التوصل إلى اتفاق، لكن في النهاية لم تفِ إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بتعهداتها بالكامل، ثم جاء ترامب وانسحب من الاتفاق.

وبرأيه، فإن الأجواء في واشنطن ليست أجواء تفاوض، بل تتسم أكثر بأسلوب الإملاء والتهديد، "لذلك فإن إيران ليست مستعدة للتفاوض تحت الضغط والوعيد، وقد صرح مسؤولو البلاد بذلك، حيث إن التجربة السابقة لم تكن ناجحة".

البيت الأبيض: كما أوضح ترامب فإن حمـ ـاس والحوثـ ـيين وإيران سيدفعون الثمن وسينفجر الجحيم#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/CJrcQqfuCQ

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 18, 2025

تبعات واسعة

وأشار إيزدي إلى أن الصراع بين طهران وواشنطن يحمل تبعات واسعة، سواء عليهما أو على الدول المجاورة، لذلك، لا تسعى إيران إلى قطع جميع قنوات الاتصال أو إغلاق أي إمكانية لنقل الرسائل. وأوضح أن هذا هو سبب الحديث عن مفاوضات غير مباشرة، بحيث إذا شعرت دولة مثل الإمارات أو عمان أو روسيا أو أي دولة أخرى، بأنها قادرة على المساعدة أو حل مشكلة ما، فإن إيران لا ترفض ذلك.

إعلان

أما عدم دخول طهران في مفاوضات مباشرة، وفقا له، فيعود إلى التجارب السلبية السابقة مع الطرف المقابل. ومع ذلك، إذا أراد طرف ثالث التوسط أو تقديم المساعدة، خصوصا من الدول التي تربطها بإيران علاقات جيدة أو وثيقة، فإنها لا ترفض ذلك.

وتابع أنه تم إرسال رسالة تضمنت بعض النقاط، وكان من الضروري أن ترد إيران عليها وتوضح موقفها، وقد تم ذلك، وهذا خلق حالة وسطية بين القطيعة الكاملة والتفاوض المباشر.

وحسب أستاذ الدراسات الأميركية في جامعة طهران؛ فإن أول خطوة واجبة عادة على أي بلدين يسعيان لحل مشاكلهما؛ هي تخفيف حدة الخطاب تجاه الطرف الآخر، وهو أمر طبيعي في الدبلوماسية.

لكن في الجانب الأميركي، وفق إيزدي، لا يوجد هذا التوجه، حيث اختارت واشنطن لغة التهديد وهو مؤشر على أنها لا تسعى إلى التفاوض الحقيقي، إذ إنها لا تستخدم الأساليب الدبلوماسية المتعارف عليها، بل تمزج جزءا من تحركاتها بأهداف إعلامية ودعائية.

وأوضح إيزدي أن إيران لا ترغب في منح الولايات المتحدة فرصة للاستفادة من هذه الدعاية الإعلامية، وهذا أحد أسباب ردها على الرسالة، لأن عدم الرد كان سيوفر للطرف المقابل ذريعة للقول إنه سعى إلى التفاوض لكنه لم يتلق جوابا، وأكد أنها لا تريد أيضا إغلاق جميع قنوات الاتصال، ولا تنوي الدخول في عملية لا ترى فيها أي نتيجة إيجابية في نهايتها.

تكتيك إيراني

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية مصطفى نجفي أن إمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة بين إيران وأميركا لا تزال قائمة، مشيرا إلى أن طهران رفضت في المرحلة الأولى المفاوضات المباشرة لكنها وافقت على غير المباشرة.

وأضاف نجفي، في حديثه للجزيرة نت، أن رد إيران على رسالة ترامب تضمن نقطة محورية، وهي تبني تكتيك المفاوضات غير المباشرة مع رفض مؤقت للمباشرة، وهذا يطرح تساؤلا جوهريا حول سبب تفضيل هذا النهج.

إعلان

ووفقا له، نوقش هذا التساؤل في المستويات المختلفة لصنع القرار في إيران، وتغلب رأي مؤيدي التفاوض غير المباشر، وقال إن معارضي التفاوض المباشر يرون أن المرحلة الأولى تتطلب مفاوضات غير مباشرة لعدة أسباب، منها:

تحديد أجندة التفاوض مسبقا، حيث يتمحور حول موضوع رئيسي محدد بدلا من فرض قضايا إضافية مثل الملفات الإقليمية والبرنامج الصاروخي، مما يعقد الأمور. عدم تقديم تنازلات مجانية لترامب، لأن الدخول في مفاوضات مباشرة وسط سياسة الضغط القصوى يعني إضعاف الموقف الإيراني. عدم توفر الاستعداد الداخلي للمفاوضات المباشرة في إيران، إذ يرى المؤيدون أن الظروف المحلية غير مهيأة بعد. إتاحة المزيد من الوقت لدراسة القضايا عوض الدخول في مفاوضات مباشرة بوتيرة سريعة قد تكون غير مدروسة جيدا. اعتبار المفاوضات غير المباشرة مقدمة للمباشرة، بحيث إذا ثبتت جدواها يمكن الانتقال إلى المباشرة لاحقا.

لكن في المقابل، أوضح نجفي أن مؤيدي المفاوضات المباشرة يعتقدون أنها أكثر فاعلية في تحقيق المصالح الوطنية، إذ يمكن من خلالها حل الخلافات وتعزيز الثقة بين الطرفين بشكل أسرع وأكثر وضوحا.

وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستكشف كيف سترد واشنطن على الموقف الإيراني، وما إذا كان رد طهران سيسهم في ضبط التوتر أو تصعيده.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان التفاوض المباشر غیر المباشر مفاوضات غیر إلى أن على أن

إقرأ أيضاً:

ترامب يتوعد إيران بقصف “لم يروا مثيله” اذا لم توقع اتفاقا نوويا جديدا

#سواليف

توعد الرئس الأمريكي دونالد #ترامب #إيران بقصف “لم يروا مثله من قبل” إذا لم توافق الجمهورية على #اتفاق_نووي جديد.

وقال ترامب في مقابلة مع قناة “إن بي إس” نيوز” التلفزيونية: “إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق… فسيكون هناك قصف. سيكون قصفا لم يروا مثله من قبل”، لافتا إلى أن #واشنطن و #طهران تجريان محادثات في الوقت الحالي، وكان قد حدد الرئيس الأمريكي لطهران في وقت سابق مهلة لمدة شهرين لتوقيع الإتفاق.

وفي أوائل مارس الجاري، أعلن ترامب أنه أرسل رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أشار فيها إلى تفضيله التوصل إلى اتفاق مع طهران حول البرنامج النووي الإيراني. ثم لاحقًا، أكد الرئيس الأمريكي أن واشنطن تدرس مسارين محتملين لحل الملف النووي الإيراني – عسكري أو دبلوماسي – معربا عن تفضيله خيار المفاوضات.

مقالات ذات صلة والدة أسير إسرائيلي : نتنياهو يكذب! 2025/03/30

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد صرح سابقا بأن طهران رفضت في ردها على رسالة ترامب إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن بشأن البرنامج النووي، مؤكدا أن نافذة المفاوضات مفتوحة فقط عبر وساطة دول ثالثة.

مقالات مشابهة

  • كيف ستواجه إيران البلدوزر الأميركي؟
  • ما هو ثمن رفض لبنان المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ؟
  • الرئيس الإيراني: سلوك واشنطن سيحدد مسار المفاوضات
  • ترامب يتوعد إيران بقصف “لم يروا مثيله” اذا لم توقع اتفاقا نوويا جديدا
  • الرئيس الإيراني ردا على رسالة ترامب: رفضنا مفاوضات مباشرة مع واشنطن
  • تصعيد خطير.. إيران تتوّعد واشنطن بردّ «غير مسبوق»
  • وصفتها بالنهج المهني.. إيران تدافع عن سرية تبادل رسائلها مع أمريكا
  • وصفتها بالنهج مهني.. إيران تدافع عن سرية تبادل رسائلها مع أمريكا
  • ترامب يحذر إيران | عواقب وخيمة إذا لم تتوصل إلى اتفاق نووي مع واشنطن