أوكرانيا تستعيد دفعة جديدة من أطفالها وتشكر قطر
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
أعلن مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك اليوم السبت أن بلاده استعادت 5 أطفال من روسيا ومن المناطق التي تسيطر عليها قواتها شرقي أوكرانيا.
وعبر يرماك عن شكره لدولة قطر على وساطتها لإنجاح عملية استعادة الأطفال.
وفي وقت سابق، أشادت ماريا بيلوفا مفوضية حقوق الإنسان لدى رئيس الاتحاد الروسي بالوساطة القطرية التي أفضت إلى نجاح هذه العملية، وفق ما نقلته وكالة تاس الروسية.
والخميس، أعلنت الخارجية القطرية عن نجاح الوساطة التي تقوم بها قطر في لمّ شمل دفعتين جديدتين من الأطفال الأوكرانيين المتأثرين بالحرب مع عائلاتهم خلال الشهر الجاري.
وقالت الوزارة إن جهود لمّ شمل الأطفال مع عائلاتهم في أوكرانيا وروسيا تأتي ضمن نهج قطر في الوساطة وحل النزاعات بالطرق السلمية.
ونشرت الخارجية القطرية صورا تظهر الأطفال الخمسة في مقر سفارة قطر بموسكو في حضور السفير القطري لدى روسيا الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني.
قطر تعلن عن نجاح وساطتها في لم شمل دفعتين جديدتين من الأطفال مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/R4cDg0mP04
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) March 27, 2025
وأفضت الوساطة القطرية منذ عام 2023 إلى استعادة عشرات الأطفال الأوكرانيين إلى عائلاتهم.
إعلانوقالت وكالة تاس -نقلا عن بيانات رسمية روسية- إنه تم حتى الآن لم شمل 20 طفلا من 13 عائلة مع أقاربهم في روسيا، و100 طفل من 80 عائلة مع أقاربهم في أوكرانيا ودول أخرى.
وكانت السلطات الأوكرانية تحدثت عن فصل نحو 20 ألف أوكراني قاصر عن عائلاتهم منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022، وهو ما نفته السلطات الروسية بشدة أكثر من مرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الخارجیة القطریة
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
خاتمة
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.