سواليف:
2025-04-01@09:22:58 GMT

خواطر رمضانية

تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT

#خواطر_رمضانية

د. #هاشم_غرايبه

قد يكون مفهوما عداء الغرب لتركيا في العهد الأردوغاني، فهم يخشون ضياع جهودهم المحمومة لقطع ارتباطها بعمقها الإسلامي، والذي بداه تابعهم أتاتورك وواظب عليه من خلفوه، وحرصوا على ضبط منتهى العداء للإسلام، فكان نجاح حزب اسلامي بالوصول الى السلطة مهددا قويا لجهود سبعين عاما في تغريب تركيا وتحويلها الى تابع منهك بالفقر والفساد، بعد أن تسنمت قيادة العالم أربعة قرون.


لقد أقلق إسلاميو تركيا الغرب بنجاحاتهم بنقل بلادهم بسرعة من واقعها المريض الذي فرضه عليها أيتام أتاتورك، الى واقع واعد بالتقدم والازدهار، فباتت الآن قوة صناعية تجارية متقدمة، لا تقل صلابة ورسوخا عن قوى العالم الأول، الأمر الذي يحقق لها الاستقلال الاقتصادي والسياسي.
لكن ما ليس مبررا هو عداء الأنظمة العربية المنبطحة للعدو، فالمفترض أن تقدم تركيا وازدهارها يشكل رافعة أمل ملهمة للمنطقة العربية المنكوبة بالتبعية والذيلية التي رسختها أنظمة (سايكس – بيكو)، كما تعتبر تجربة رائدة يفترض أن تحتذي بها الأنظمة لو كانت مخلصة حقيقة لأمتها.
لكن ما يفسر لنا سر هذا العداء هو انضمام العلمانيين العرب ممن يطلق عليهم مسمى اليساريين والتقدميين الى جوقة المعادين لإسلاميي الأتراك، فالقاسم المشترك هو الخوف من العودة الى الدولة الإسلامية الجامعة للأمة، لأن نجاحهم يسقط مقولاتهم التي عمموها بان الإسلام دين ماضوي لا يصلح منهجا سياسيا.
لقد شهدت تركيا خلال الأسوعين الماضيين اضطرابات ومظاهرات احتجاجية نظمها حزب الشعب الجمهوري (الأتاتوركي) تهدف الى الضغط على النظام القائم لإجراء انتخابات مبكرة (قبل ثلاث سنين من موعدها)، آملين بان يستعيدوا السلطة، ويتمكنوا من وقف حركة النهضة الإسلامية التركية الساعية لتحرير الأجيال الجديدة من لوثات العلمانية وفسادها، التي بدأها بداب وبروية حزب العدالة خلال العقدين الماضيين.
هذه هي الدوافع الحقيقية لهذه الأزمة المصطنعة، وقصة الأحداث كما يلي:
وجد العلمانيون في “أكرم امام اوغلو” أفضل خيار لترشيحه للانتخابات الرئاسية القادمة، خاصة بعد أن نجح لدورتين في الحصول على رئاسة بلدية اسطنبول، التي استأثر بها الإسلاميون اكثر من عشرين عاما، مع العلم أن الأتاتوركيين يسيطرون عادة على المدن الكبرى مثل اسطنبول كونهم قوام الطبقة الارستقراطية والرأسمالية الاحتكارية، فيما يتواجد الإسلاميون في المناطق الريفية والمدن الصغيرة، بسبب التلازم بين الدين والقيم الأخلاقية.
ورغم ذلك فقد تمكن الاسلاميون من نيل إعجاب كثير من العلمانيين بسبب الفارق البائن في الإمانة والإخلاص في ادارة بلدية اسطنبول، حيث جرى نقل المدينة في عهد رئاسة أردوغان لها الى مصاف المدن الأجمل في العالم، وهذه كانت من أهم أسباب فوزه المتوالي في انتخابات الرئاسة التركية، رغم العوائق الكثيرة والحرب على العملة التركية والانقلابات، وآخرها كانت هذه المظاهرات لانقاذ حصانهم الذي يراهنون عليه (أكرم أوغلو) من المحاكمة على ارتكابه عمليات فساد كبيرة وعديده خلال ادارته البلدية (والفساد سمة علمانيي تركيا الملازمة).
لم يعد من شك في ثبوت التهمة عليه، خاصة بعد أن تطوع عدد من المشبوهين معه بالشهادة ضده وتقديم الأدلة الثبوتية التي ستدينه، والتالي سيكون ذلك ضربة قاصمة لفرصة ترشحه القادمة.
وبالمناسبة فقد أثبت اسلاميو تركيا مهارة سياسية أخرى (بعكس ما يشيعه العلمانيون عنهم أنهم ساذجون في السياسة، ولأنهم أخلاقيون فهم لا يتقنون الدهاء)، فقد استغلوا أهم مواصفات العلمانيين، وهي أن ما يحكمهم هو المصلحة وليست الأخلاق ولا المبادئ، فهم سرعان ما يقفزون من السفينة الغارقة والنجاة بأنفسهم تاركين غيرهم لمصيرهم المحتوم، فقد وجدوا من أعوان (أوغلو) المقربين مثل “فاتح كيليتش” و”أركان تشاكي” من قدموا ادلة مادية تدينه مقابل تخفيف الأحكام عليهم.
ولأن الحلقة ضاقت على عنق (أوغلو)، فقد هرع الغرب وكلابهم لنجدته، فلم يكن في يدهم غير نشر الاضطرابات والقلاقل لأجل تهديد قيمة العملة، لابتزاز أردوغان بالضغط عليه للاستقالة واجراء انتخابات مبكرة.
لذلك سنشهد حملة شرسة ضد تركيا خلال الفترة القادمة، وبالطبع سيتجند سفهاء العربان فيها، وسنراهم كيف سينفقون الأموال ويبذلون الكثير من الجهود التي ضنّوا بها على إخوانهم في غزة.
لكن الله ليس بغافل عما يفعل الظالمون، وسينصر من ينصره مرة أخرى.

مقالات ذات صلة عِيد..بطعم البارود ودموع التنمية 2025/03/29

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: خواطر رمضانية هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

«زايد للأعمال الخيرية والإنسانية» تنتهي من تنفيذ 7 برامج رمضانية داخل وخارج الدولة

أبوظبي (الاتحاد)
سيراً على نهج المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، انتهت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، من تنفيذ برامجها الرمضانية داخل وخارج دولة الإمارات، والتي استمرت طيلة شهر رمضان المبارك 1446 هـ.
وتوزعت المبادرات الرمضانية على 7 برامج هي، برنامج «المير الرمضاني»، و«إفطار صائم داخل الدولة»، و«إفطار صائم خارج الدولة»، وبرنامج «كسر الصيام»، إضافة إلى توزيع «السلال الرمضانية» و«القسائم الشرائية»، وبرنامج «كسوة عيد الفطر»، ليتخطى بذلك عدد المستفيدين من تلك البرامج الـ 750 ألف مستفيد.
ونجحت «مؤسسة زايد الإنسانية» في تنفيذ برنامج «إفطار صائم» داخل الدولة بالشراكة مع عدد من الجمعيات الخيرية في الدولة، حيث عهدت المؤسسة إلى شركائها عملية التنفيذ الميداني للبرنامج، في حين تولت عملية الإشراف على التنفيذ ضمن 10 مواقع موزعة على إمارات الدولة.
وتمكنت الجمعيات الخيرية الشريكة بإشراف المؤسسة، وهي (مؤسسة سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة صقر بن محمد القاسمي للأعمال الخيرية والإنسانية، وجمعية الشارقة الخيرية، ومؤسسة الاتحاد الخيرية، وجمعية الفجيرة الخيرية) من تنفيذ خطة إفطار يومية للمستحقين داخل إمارات الدولة، إما من خلال توزيع مباشر لوجبات الإفطار قبل موعد الإفطار، أو من خلال إقامة خيام إفطار مجمعة للصائمين والمستحقين.
إفطار صائم خارج الدولة
ابتداءً من اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، نفذت المؤسسة برامجها «إفطار صائم» وتوزيع السلال الرمضانية في أكثر من 13 دولة في مختلف قارات العالم، بالتنسيق مع وزارة الخارجية وسفارات الدولة بالخارج، بإجمالي عدد مستفيدين يزيد على 465 ألف مستفيد، ومن الدول المشمولة بهذا البرنامج: الأردن ومصر وباكستان وكازخستان ونبجلاديش وماليزيا وروسيا البيضاء وكوسوفو وإندونيسيا وإثيوبيا والفلبين وجزر القمر والبرازيل.

أخبار ذات صلة «أبوظبي للسلم» يختتم ملتقاه الرمضاني الثالث شرطة أبوظبي تضبط 237 متسولاً

جامع الشيخ زايد بإندونيسيا
سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العطاء والإحسان، أقامت المؤسسة بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية شراكة رعاية تقوم المؤسسة بمقتضاها بتنفيذ العديد من المشاريع على مدار عام في جامع الشيخ زايد في مدينة سولو في إندونيسيا، يستفيد منها أكثر من 190 ألف شخص، وتتلخص تلك البرامج والمشاريع في «إفطار صائم» على مدار شهر رمضان الفضيل، ومشروع «كسوة العيد»، ومشروع «سقيا الماء»، ومشروع «إيفاد الحجاج» غير المستطيعين.
وقام فريق من إدارة جامع الشيخ زايد في سولو وفريق من مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية بتوزيع وجبات الإفطار اليومية في الجامع الذي تراوح عدد المستفيدين من وجبات الإفطار فيه بين 12 و 15 ألف مستفيد يومياً.
المير الرمضاني
انتهت المؤسسة من تنفيذ برنامج المير الرمضاني لآلاف الأسر، حيث يتم توزيع «المير الرمضاني» على نحو 3.523 أسرة من ذوي الدخل المحدود، والذي يشتمل على المواد الغذائية الأساسية التي تحتاج إليها الأسر في الشهر الفضيل، إضافة إلى توزيع السلال الغذائية على الأسر المتعففة لتأمين الاحتياجات الأساسية لشهر رمضان الفضيل، حيث بلغ عدد المستفيدين من تلك السلال الغذائية 20 ألف أسرة، وبإجمالي 40 ألف سلة غذائية، في حين بلغ عدد المستفيدين من برنامج القسائم الشرائية التي تمكن المستفيدين من الشراء المباشر من محال التجزئة 13.500 مستفيد.
 كما نفذت المؤسسة برنامج «كسر الصيام» في عدد من المواقع ضمن مبادراتها الإنسانية خلال شهر رمضان، لتسهيل الأمور على سائقي المركبات، وتجنيبهم السرعة والعجلة في القيادة على الطرقات لإدراك وجبة الإفطار، وانتهت المؤسسة أيضاً من برنامجها لكسوة العيد على الأيتام لإدخال السرور والبهجة على نحو 16 ألف طفل من خلال توفير كسوة عيد الفطر، حيث تم توفير قسائم شرائية تمكن من خلالها الأطفال وذووهم من اختيار ألبسة العيد احتفالاً بهذه المناسبة العطرة.

مقالات مشابهة

  • حصيلة مفجعة.. قتلى وآلاف الجرحى في حوادث مرورية في تركيا خلال عطلة العيد
  • أسرار بدلة الزنجباري التي ارتداها رامز جلال في برنامجه.. فيديو
  • ابني بيتفرج عليه.. أحمد السعدني يروى تجربته في مسلسل لام شمسية
  • «زايد للأعمال الخيرية والإنسانية» تنتهي من تنفيذ 7 برامج رمضانية داخل وخارج الدولة
  • «زايد الإنسانية» تنفذ 7 برامج رمضانية داخل الدولة وخارجها
  • 750 ألف مستفيد.. "زايد الإنسانية" تنفذ 7 برامج رمضانية داخل وخارج الإمارات
  • اسطنبول.. مئات الآلاف يتحدون القمع الحكومي في مظاهرة حاشدة
  • الفجيرة للفنون القتالية بطلاً لـ «رمضانية المصارعة»
  • العراق خامساً بين الدول الأكثر استيراداً من تركيا خلال شهر