صحيفة أميركية: الجولة الأولى من ضربات ترامب أضعفت الحوثيين لكنها لم تدمرهم
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الضربات الأميركية على جماعة الحوثيين في اليمن دمرت البنية التحتية العسكرية وقتلت قادة ومسؤولين، وهو جهد وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "ناجح بشكل لا يصدق"، لكنها لم تحقق هدف الحملة، وهو ردع الجماعة التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم صالح البطاطي وكاري كيلر لين وسودرسان راغافان- أن ما تسميها بالمليشيات المدعومة من إيران، لا تزال تنفذ هجمات صاروخية شبه يومية على إسرائيل، وتحتفظ بقدرتها على مضايقة حركة السفن التجارية التي تتحول إلى المسار الطويل حول جنوب إفريقيا، بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس.
وقال مسؤولون يمنيون ومراقبون للحرب في البلاد إن ما يقرب من أسبوعين من الضربات الأمريكية لم تظهر نتائج واضحة، مشيرين إلى أن الضربات الجوية وحدها لن تهزم الحوثيين، وقال مسؤول في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا إنها "جيدة لكنها ليست كافية".
ومنذ بدء الضربات الجوية الأميركية في 15 مارس/آذار، أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة على حاملة الطائرات الأميركية "هاري إس ترومان" المتمركزة في البحر الأحمر، كما استأنفوا هجماتهم على إسرائيل، وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز إن "العدوان الأميركي علينا لن يؤثر على قدراتنا".
إعلانوقال مسؤولو إدارة ترامب إن حملتهم على الحوثيين تعد خطوة كبيرة إلى الأمام مقارنة بالضربات التي شنتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن مع المملكة المتحدة لمنع الجماعة من إطلاق النار على السفن التجارية التي تبحر عبر مضيق باب المندب الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر وقناة السويس.
تكتيكات أميركية مختلفةوأكد محللون أن التكتيكات الأميركية مختلفة هذه المرة، حيث صرّح الفريق أول في القوات الجوية الأميركية أليكسوس غرينكويش بأن موجة أولية من الغارات أصابت أكثر من 30 هدفا حوثيا، بما في ذلك "مواقع تدريب إرهابيين، وبنية تحتية للطائرات بدون طيار، وقدرات تصنيع أسلحة، ومرافق تخزين أسلحة".
وأفادت التقارير بمقتل ما لا يقل عن 41 حوثيًا في الغارات الجوية التي استهدفت مجمعات قيادية، وقواعد عسكرية، وشبكات أنفاق، ودفاعات جوية، ومباني حكومية تؤوي أفرادًا.
وقال يمنيون إن الغارات الجوية استمرت ليلة الخميس، وكانت من بين الأشد، مشيرين إلى أنها تركز على استهداف كبار قادة الحوثيين، ومعقلهم في صعدة، بعد أن امتنعت إدارة بايدن عن استهدافهم.
وقال محمد الباشا، مؤسس شركة "باشا ريبورت" الاستشارية الأمنية للشرق الأوسط ومقرها الولايات المتحدة إن "الهجمات الأميركية أصبحت أكثر تنسيقا، وأصابت أهدافا متعددة في مناطق مختلفة في وقت واحد"، وأضاف أن "الدلائل الأولية تشير إلى انخفاض إطلاق الحوثيين للصواريخ"، متوقعا أن تتكيف الجماعة وتواصل حملتها.
وبالفعل صرح المتحدث باسم الحوثيين محمد البخيتي لشبكة الجزيرة مؤخرا بأن الجماعة تكبدت خسائر مادية وبشرية، دون الكشف عن حجم الأضرار، ونفى فكرة أن تؤثر هذه الخسائر على هجمات الجماعة على حاملات الطائرات الأميركية وإسرائيل، وأكد أن العمليات ستستمر ما لم تنتهِ الحرب في غزة.
وأدت الغارات الجوية -حسب الصحيفة- إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية، مما قد يؤدي إلى زيادة الدعم الشعبي للحوثيين وزيادة الغضب تجاه الولايات المتحدة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات
إقرأ أيضاً:
هكذا غيَّر ترامب إستراتيجية واشنطن العسكرية ضد الحوثيين
يشي اتساع نطاق العمليات العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، والذخائر المستخدمة فيها بمحاولة إدارة دونالد ترامب إحداث التغيير الذي تعهدت به في التعامل مع ملف هذه الجماعة.
فقد انتقلت القوات الأميركية من قصف منصات انتقال الصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى استهداف كبار قادة الحوثيين وإسقاط القنابل على المدن، وتوجيه ضربات لم تكن تستهدف في العمليات العسكرية التي جرت في عهد جو بايدن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مظاهرات ووقفات احتجاجية في مدن ألمانية دعما للفلسطينيينlist 2 of 2الجزيرة ترصد أوضاع النازحين في ليالي غزة المظلمةend of listووفقا لتقرير أعدته سلام خضر للجزيرة، فإن أكثر من 72 غارة جوية أميركية استهدفت عددا من المدن اليمنية خلال 24 ساعة، بدءا من صعدة شمالا مرورا بعمران ومأرب والحديدة غربا ووصولا إلى العاصمة صنعاء.
واستهدفت هذا الغارات ما تقول واشنطن إنها مقرات قيادية ومسؤولين ومواقع عسكرية، وذلك بالتوازي مع تحرك لوجستي أميركي على وشك الحدوث.
عملية أكثر شمولا
فبعد أن حركت قيادة الأسطول السابع في المحيط الهادي حاملة الطائرات كارل فينسون إلى الشرق الأوسط، نقل سلاح الجو الأميركي قاذفة إستراتيجية من طراز "بي توسبيريت" إلى قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية وجود 4 قاذفات على الأقل على مدرج القاعدة العسكرية الأميركية. ولم تحدد الولايات المتحدة أهداف أو نطاق عمليات هذه القاذفات، لكنها قالت إنها جزء من العمليات العسكرية الجارية لردع أي هجمات إستراتيجية ضد واشنطن وحلفائها.
إعلانوتكمن أهمية هذه القاذفات في قدرتها على الطيران لمسافة تصل لنحو 10 آلاف كيلومتر من دون أن تتمكن الرادارات من رصدها وهي تحمل ذخائر تقليدية ونووية بوزن يصل لحوالي 18 طنا.
وسبق لهذه القاذفات أن سجلت أطول فترة طيران في تاريخ سلاح الجو الأميركي بالتحليق 44 ساعة متواصلة خلال الحرب على أفغانستان عام 2001.
ولم يقتصر التحول الإستراتيجي في تعامل واشنطن في التعامل مع الحوثيين على توسيع رقعة الاستهدافات واستخدام قنابل ثقيلة وموجهة، لكنه طال الأهداف نفسها.
فبعد أن كانت الضربات الأميركية محصورة في منظومة الدفاع الصاروخية ومواقع إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل أو القطعات البحرية المتجهة إليها أو إلى القطعات العسكرية الأميركية، أصبحت تستهدف مواقع في صعدة وصنعاء وهما المعقلان الأيديولوجي والسياسي لجماعة الحوثي.
وقبل أن يعاود الحوثيون قصف إسرائيل والسفن العاملة أو التابعة لها عقب انهيار الهدنة واستئناف الحرب على قطاع غزة، استبقت الولايات المتحدة أي هجوم للحوثيين وبدأت ضربات ضدها في الـ18 مارس/آذار الجاري.
وقد وصفت تقارير عسكرية أميركية هذه الضربات بأنها ذات طابع استباقي أكثر منه دفاعي، وقالت وكالة أسوشيتد برس إن العمليات العسكرية بعهد ترامب أكثر شمولا من تلك التي كانت أيام بايدن.