بالفيديو.. «المسجد الحرام» يعجّ بملايين المصلّين والمعتمرين
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
مع اقتراب الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك من نهايته، وفي مشهد معتاد لطالما ارتعشت قلوبنا فرحا لرؤيته، أدّى أكثر من 4 ملايين مصل ومعتمر مناسكهم في المسجد الحرام في ليلة 29 رمضان.
وأعلنت هيئة العناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، في مكة المكرمة، “تأدية أكثر من 2.5 مليون مصل صلاة العشاء والتراويح بالمسجد الحرام، وشهدوا ختم القرآن الكريم”.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”، “شهد المسجد الحرام منذ الصباح يوم الجمعة توافد ضيوف الرحمن من المعتمرين والمصلين بكثافة إلى أروقة وساحات وصحن المطاف والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام، وتمكنوا من أداء مناسكهم وعباداتهم بكل يسر وأمان”.
وأشار التقرير إلى “تجنيد الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، كامل طاقاتها وإمكاناتها من خلال منظومة عمل متكاملة والتنسيق المشترك مع الجهات ذات العلاقة لاستقبال ضيوف الرحمن، وتوجيههم إلى صحن المطاف والمصليات المخصصة، إلى جانب تنظيم دخول مسارات الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن”.
وبحسب الوكالة، “وضعت الهيئة بالتكامل مع الجهات المعنية خططا لتنظيم الحشود والإرشاد في الحرمين الشريفين وساحاتهما، وتخصيص مسارات واضحة في الممرات لضمان سلاسة الحركة، وإطلاق مبادرة “المرشدين الراجلين” التي توفر فرق إرشادية مدربة لمساعدة القاصدين والمعتمرين على التنقل بسهولة، والإجابة على استفساراتهم بعدة لغات”.
ووفق الوكالة، “استخدمت الهيئة لوحات إرشادية مصنفة حسب المواقع للتيسير على القاصدين، ووصولهم إلى المرافق والخدمات، وتعزيز الخدمات التشغيلية في المسجد الحرام من النظافة والتعقيم والتعطير بمعدات وأدوات وآليات متخصصة، بالإضافة إلى تشغيل دورات مياه مجهزة بكامل الخدمات، وتهيئة أعداد مضاعفة من السجاد تصل إلى (33) ألف سجادة”.
وبحسب “واس”، “جهزت الهيئة نقاط متعددة لسقيا ماء زمزم وتوفرها مبردة وغير مبردة على مدى الساعة، كذلك تهيئة منظومة الأبواب لتسهيل حركة الدخول والخروج وتخصيص مداخل لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، وتكثيف دور فرق البلاغات على مدى الساعة لاستقبال الملاحظات”.
ووفق الوكالة، “وفرت الهيئة مراقبين على أبواب المسجد الحرام لاستقبال المصلين وتوجيههم إلى الأماكن المخصصة لهم، وتنظيم عملية دخول وخروج المصلين وتوفير شاشات إلكترونية بعدة لغات للاستفادة من التوجيه والإرشاد المكاني ومساندة رجال الأمن في تحويل وتوجيه المصلين حال امتلاء المصليات، وتنفيذ الخطط التشغيلية لعمليات التطهير بالمسجد الحرام”.
وذكرت أن “الهيئة ضاعفت جهودها لتوجيه المصلين إلى المصليات المخصصة لهم عبر موظفين مؤهلين بتنظيم الساحات والممرات وتهيئة مداخل وممرات المسجد الحرام، وتنظيم دخول قاصديه عبر السلالم الكهربائية، والتنسيق مع العمليات بتوجيه المصلين إلى الأدوار العلوية والمعتمرين إلى صحن الطواف، والتأكد من جاهزية وسائل السلامة، وفاعلية أنظمة الإطفاء، وأجهزة الإنذار وسلامة طرق المشاة وتأهب خطة الطوارئ في حالة الأمطار وتقلبات الطقس”.
صلاة التراويح بالمسجد الحرام ليلة 29رمضان 1446 هـ التسليمات الاولي الشيخ د #عبدالله_الجهني التسليمات الثانية الشيخ د #بندر_بليلة التسليمة الأخيرة الشيخ د #عبدالرحمن_السديس
تم النشر بواسطة المسجد الحرام. Masjid Al Haram في الجمعة، ٢٨ مارس ٢٠٢٥????
أكثر من 4 ملايين مصلٍّ ومعتمر
في ليلة 29 من #رمضان
????: ياسر الغامدي pic.twitter.com/Ab6lxPKeOk
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: السعودية المسجد الحرام شهر رمضان 2025 موسم الحج 2025 المسجد الحرام
إقرأ أيضاً:
تجربتي مع (عربة غولف) في سطح المسجد الحرام
في الطريق ، من مدينة جدة إلى مكة المكرمة، بالمملكة العربية السعودية يبدو الطريق واسعا، بمسارات عدة، في اتجاهين،، ويشهد انطلاق سيارات منذ الصباح الباكر، تنقل معتمرين، ذهابا وأيابا، و تطلُ أيضا تضاريس جبلية.
تزداد معدلات حركة السير مع إشراقة كل صباح، وتبدو قوافل بشرية يشُدها شوق إلى الحرم المكي ، هناك الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين، وأول بيت وُضع للناس.
من المشاهد التي تستحق التأمل أن مواكب المُعتمرين قادمة من كل فج عميق، ينحدرون من جنسيات مختلفة الملامح واللغات ، ما يعكس حقائق مهمة، في صدارتها اتساع خارطة انتشار المسلمين على امتداد الكرة الأرضية.
مكة المكرمة مدينة عالمية، لكن بمواصفات روحية، جميلة، وعظيمة، إذ يتطلع لزيارتها ملايين من البشر في العالم، على مدار العام .
من لا يعرف لماذا تأتي تلك الحشود البشرية والأعداد الغفيرة إلى مكة المكرمة قد يظن أنها مدينة إفريقية، أو آسيوية، أو عربية ، أو غيرها من دول العالم، بسبب كثرة الجنسيات التي تزورها ، ويراها الزائر في الأسواق، والطرقات، وأماكن العبادة.
أي مراقب يحترم حقوق الإنسان سيشده وجود الرجال والنساء بكثافة في الحرم المكي ، في مكان واحد، ولهدف واحد.
يحتضن الحرم ، الرجال والنساء، في مشاهد تُعبر عن قيم إسلامية رفيعة المستوى، وعظيمة الدلالات.
الكل هناك سواسية، حقوقهم وواجباتهم الدينية ، الإنسانية، متساوية، يتوجهون بقلوبهم وعقولهم إلى ( فاطر السموات والأرض) ، يرفعون أكف الدعاء إلى ( فالق الحب والنوى).
عدد المعتمرين وزوار الحرم الشريف في ازدياد مستمر..
وفقا لمصادر إعلامية سعودية، خلال فترة أدائي مناسك العمرة في 10 مارس 2025 فقد بلغ عدد المعتمرين يوميا أكثر من نصف مليون شخص، وارتفع العدد في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
مظاهر ونتائج الاهتمام الرسمي يلمسها الزائر على أرض الواقع ..
زرت الحرم المكي للمرة الأولى في العام 1984 لأداء العمرة، كنت قادما من صنعاء العاصمة اليمنية في طريقي للعمل في العاصمة القطرية الدوحة، ثم تعاقبت زيارات قبل سنوات .
لاحظت خلال زيارتي للسعودية، في مارس 2025، أن مستوى الخدمات أرتفع سقفه بنسب كبيرة ، إذ شهد الحرم المكي توسعات واضحة الملامح والنتائج وملموسة.
كما تنوعت وتعددت، بنسب عالية، التسهيلات والخدمات النوعية التي يقطف ثمارها زوار “البيت العتيق” بشكل عام.
الانجازات الجديدة كثيرة..
لكني سأركز على (عربات الغولف) التي شكلت أحدث تطور نوعي، ايجابي، جديد وكبير، وهي انجاز نوعي أدخلته السعودية لخدمة وراحة المعتمرين، وكانت لي تجربة معها.
خلال سنوات مضت أديت العمرة راجلا ( سائرا على القدمين)، لكن بعد إجرائي عملية جراحية كبرى تتطلب عدم الاحتكاك بجمع غفير ، فقد وجدت في ” عربة الغولف” الوسيلة المناسبة التي مكنتني – والحمد لله – من أداء العمرة.
هذه خدمة رائعة تقدمها المملكة لمن يحتاجها من الناس ، ما شكًل تطورا نوعيا ارتقى بمستوى الخدمات، التي يقطف ثمارها عدد كبير من البشر.
“عربات الغولف” تعمل بالكهرباء، استحدثتها “الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي”.
هذه العربات تُقدم خدمة مريحة لكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة، أو المرضى، ويمكن أن يستخدمها أي أنسان يريد أن يعتمر بسرعة لأي سبب من الأسباب، وهي تُستخدم في “الطواف والسعى” لمدة ساعة ، وتعالج مشكلة المشي لمسافات طويلة لمن لا يستطيع الطواف سيرا على القدمين ، لأي سبب من الأسباب .
في مقدور أي إنسان أن يحجز مكانه في “سيارة غولف” بشراء تذكرة من مواقع محددة أمام الحرم .
قيمة التذكرة لاستخدام هذه العربات مئة ريال ( 50 للطواف و50 للسعي) وتتكون العربة من عشرة مقاعد مريحة، ويستخدمها الرجال والنساء معا ، لا حواجز هنا بين الناس، في أطهر بقاع الأرض.
في أحدث دليل على نجاح تجربة العربات الكهربائية كشفت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في 28 مارس 2025 أن "خدمة التنقل باستخدام العربات الكهربائية (الغولف) خلال ليلة 27 رمضان حققت رقما قياسيا جديدا”.
بلغ عدد المستفيدين من هذه الخدمة 57 ألف مستفيد، و أعتبرت أن هذا ” يعكس الجهود الحثيثة المبذولة لتوفير وسائل نقل آمنة ومريحة للمعتمرين”.
رأت الهيئة أن “هذه الإنجازات تأتي في إطار السعي الدائم لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة، والخدمة المميزة المقدمة للمستفيدين في أوقات الذروة”.
أشارت الهيئة إلى أن “هذه الارقام الكبيرة تعكس نجاح الهيئة في استخدام التقنيات الحديثة لتسهيل الطواف على ضيوف الرحمن، ما يسهم في سهولة اداء المعتمرين مناسكهم بكل يسر وسهولة، خاصةً في أوقات الذروة، في شهر رمضان المبارك”.
وكشفت إحصائيات جديدة عن عدد المعتمرين والمصلين في يوم وليلة 27 رمضان ، وأعلنت أن عدد المعتمرين بلغ 800 ألف معتمر، وعدد المصلين 3,400,000 مصلي.
وكانت الهيئة ذكرت انها خصصت خمسة أبواب لدخول المعتمرين للمسجد الحرام ليسهل لهم الوصول إلى صحن الطواف مباشرة، و هي: باب الملك عبدالعزيز، باب الملك فهد، باب السلام، باب العمرة، وباب الحديبية.
يُشار إلى أن الهيئة المعنية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وفقا لموقعها الالكتروني “مستقلة وذات شخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري وترتبط تنظيمياً بالملك، و تُعنى بتولي مهام أعمال التشغيل والصيانة والتطوير المتصلة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، بما يسهم في تحقيق أعلى مستويات العناية بهما لخدمة المصلين والزوار وضيوف الرحمن”. ويأتي في صدارة أهدافها “الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، بما يمكن قاصديهما من أداء العبادات والشعائر بيسر وسهولة وسكينة وطمأنينة” .
السعودية تقدم خدمات الكترونية متعددة في هذا الإطار، و يمكن على سبيل المثال استخدامها لحجز تاريخ وتوقيت أداء العُمرة والحج عبر تطبيق ” NUSUK نسك” وقد استخدمته أثناء وجودي في جدة لتحديد تاريخ وتوقيت أدائي العمرة، ويمكن لأي شخص أن يستخدم هذا ” التطبيق”.
هناك أيضا خدمة الكترونية لتقديم طلب زيارة المسجد الحرام، وخدمة نظام البلاغات الالكترونية، وخدمة الكترونية لتقديم الدعم والمساعدة لحالات إنسانية، وخدمة الكترونية تتيح للزائر تقديم الاستفسارات والمقترحات، وخدمة الكترونية تتيح للحاج أو المعتمر اختيار مطوف أو مرشد، وهناك خدمة الكترونية تسمى ” دليل المصلى” وهي تتيح للمصلي تصفح وقراءة العلم الشرعي والعمل به، كالأدعية، والأذكار، والمصحف الشريف، والدروس العلمية، وهناك خدمات الكترونية أخرى .
كل هذا يؤشر إلى مستويات الرعاية والخدمات التي تقدمها المملكة العربية السعودية لملايين المعتمرين والحجاج، وتعكس قدرة فائقة تُمكنها من استقبال أعداد غفيرة من البشر، ومواجهة تحديات متزايدة يوميا و سنويا.
لكن واقع الحال يؤكد نجاح المملكة في مواجهة التحديات ، وقدرتها المتجددة بشأن ادخال خدمات جديدة ، وقد جاء استخدام “عربات الغولف” للطواف ، على سطح المسجد الحرام ، ليعكس تجربة نجاح جديدة ، وانجازا حيويا.
هذا كله يستوجب التنويه بما تقدمه قيادة المملكة “خادمة” الحرمين من خدمات ، وهي تحرص على توفير سبل الراحة لملايين المعتمرين والحجاج، وسعت وتسعى إلى ترقية مستوى الخدمات في سبيل راحة أناس تختلف أمزجتهم، وعاداتهم، ومستويات وعيهم، وأساليبهم في إدارة شؤون الحياة .
المملكة العربية السعودية دولة تتمتع بمكانة رفيعة و عالمية ، وهي كبيرة، بثقلها الروحي، والاقتصادي والسياسي، ومن أهم سماتها أنها بلاد الحرمين الشريفين.
نجاح المملكة في إدارة أماكن المناسك، وتطوير مستوى الخدمات يعكس مستوى انجازات باهرة ، تتجدد يوميا في العُمرة، وسنويا في الحج، وتستحق التنويه والتقدير.
mohamedelmaki.com