اللواء نور الدين عبد الوهاب يكشف أسرار تنشر لأول مرة عن حميدتي
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
مسؤول ملف التجسس الأجنبي ومستشار المليشيا السابق اللواء نور الدين عبد الوهاب لـ (ألوان):
البشير أبلغ حميدتي أن اللجنة الأمنية خانته وعليه الحضور فورًا من (الزرق)
التسرع في تكوين الدعم السريع ومنح الرتب الرفيعة أخطاء دفع الوطن فاتورتها
أول خلاف وقع بيني وبين حميدتي إرساله قوات لحراسة النفط الليبي
حاوره: عبد اللطيف السيدح
تمكنت (ألوان) من إجراء أول حوار صحفي مع اللواء نور الدين عبد الوهاب أحمد علي إبن منطقة قري، المستشار الخاص السابق لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي.
ماهى علاقتك بالدعم السريع؟
كنت ملحقًا في قنصلية جدة منذ عام 2013م ثم عدت إلى السودان وبحكم تخصصي بجهاز الأمن في العمل القبلي والجهوي ومكافحة التجسس، تم انتدابي لقوات الدعم السريع التي كانت تسمى من قبل بقوات حرس الحدود، وكان مسؤولا عنها حميدتي برتبة عريف، ويعاونه أخوه عبد الرحيم برتبة جندي (نفر). وبعد التكوين مباشرة تم منح حميدتي رتبة عميد، ثم تفاجأنا بتعيين عبد الرحيم كقائد ثاني ومنحه رتبة العقيد، ومن هنا بدأ الخلل في تكوين هذه القوات، وكان هناك تسرع شديد وهذه الأخطاء دفع الوطن كله فاتورتها الباهظة.
إذا لماذا قبلتم بهذا الوضع؟
كنا نأمل في التصحيح من الداخل لكي لا تحصل أخطاء من هذه القوات لأن أي شيء قام على خطأ لو لم يتم تصحيحه ستكون نتائجه عكسية وكارثية، وفي ذلك الوقت القيادة استجابت لبعض مطالبنا، انتداب كوادر مؤهلة من جميع القوات النظامية الأخرى على هذا المكون العسكري الجديد وهي محاولة مثل الترياق الذي سيقضي على المرض إذا دخل الجسم.
لكن الترياق فشل في معالجة المرض؟
صحيح لأن السبب كان في دمج قوات حرس الحدود في الدعم السريع. وكان الأجدى والأصح أن تبقى قوات حرس الحدود على مسماها الأصلي ويتم دمج قوات الدعم السريع فيها.
ماهى المهام التي أوكلت إليك؟
بعد مباشرة مهامي رسميا توليت مسؤولية دائرة التوجيه والخدمات والإعلام، علاوة على أني كنت المستشار الأول لقائد القوات، وبدأنا بعمل إيجابي وهو تقليل التجنيد من دارفور قبليا وجهويا وحاولنا أن تكون قوات قومية وصدر لها قانون أجيز من البرلمان، فجندنا من جبال النوبة والنيل الأزرق والقضارف وكسلا، وفي الوسط تم تجنيد قوة لابأس بها، وتم ضبط القوات حيث لم تكن منضبطة في بداية تكوينها، ونعترف أنه بعد تغيير النظام حصلت متغيرات كبيرة جدا، فالدولة أصبحت بدون قانون والتغيير كان أسوأ فترة تمر على تاريخ السودان. ومنذ العام 2019م السودان أصبح يتدحرج إلى الوراء بشكل مروع وفظيع في كل مناحي الحياة. فمن الناحية الإجتماعية أصبحت السلوكيات تضرب في عنق عادات وتقاليد الفطرة السليمة للشعب السوداني، وتبعت ذلك حملات إعلامية لتدمير وهدم أساس الدولة السودانية.
حدثنا عن طبيعة العلاقة بين البشير وحميدتي؟
العلاقة بين الرئيس السابق عمر البشير وحميدتي بدأت مع إنشاء قوات الدعم السريع، وقبلها لم تكن بينهما أي علاقة ولا سابق معرفة، لكنها بدأت تقوى بعد عام 2013م، وهو عام تكوين القوات بطريقة ملفتة للجميع، وكان السؤال الكبير لماذا رجل برتبة عريف فجأة بين عشية وضحاها يرقى إلى عميد ويتجاوز كل الضباط ويتجاوز حتى قوانين الكلية الحربية ويتوشح برتبة ليس له إمكانات تؤهله للوصول إليها بسرعة البرق، والإجابة على السؤال كانت تشير إلى أن هناك سوابق في تجربة ما يعرف بالقوات الوطنية والتي كانت تعمل في جنوب السودان مثل الرتبة التي منحت لفاولينو ماتيب، وعدد من الشخصيات كالتوم النور وغيره. وهي رتب وقتية ولديها زمن معين تنتهي فيه، لكن الاستمرارية والاستثناء الذي منح لحميدتي كان المشكلة والخطأ الفادح.
هل تعتقد أن أياد خارجية تدخلت في موضوع حميدتي؟
أقول لك بكل وضوح أي شخصية تصبح مؤثرة في أي دولة من دول العالم بما فيها السودان كدولة تكون عرضة للتجنيد من أجهزة المخابرات المضادة، وهذا ما حدث بالضبط لحميدتي حيث تم تجنيده لصالح مخابرات دولة أجنبية أضحت معروفة للناس.
متى تم تجنيده قبل أم بعد التغيير؟
من خلال الرصد بدأت الاتصالات به قبل التغيير، وعندما سقط النظام تم تجنيده رسميا وبصورة مكشوفة.
أين كان حميدتي يوم 19سبتمبر؟
دعني أكون معك واضحا وهذه معلومة لأول مرة أذكرها، وقت التغيير أنا وهو كنا في منطقة الزرق غرب، فإتصل الرئيس البشير بحميدتي وقال له وأنا أسمع في حديثه: (تجي راجع لأنه حصلت خيانة). وبعد المكالمة قال لي: (نرجع فورا أنا وإنت ونترك بقية الضباط مع القوات هنا). وبعد وصولنا وجدنا أن الخيانة التي قالها الرئيس قد وقعت فعلا من اللجنة الأمنية التي تلا بيانها الأول الفريق أبنعوف، ووجدنا اللجنة الامنية قد أمسكت بزمام الأمور، ومن خلال مجريات الأحداث وهذه شهادة للتاريخ حميدتي في بداية الأمر لم يكن مشاركا في الخيانة ولم يكن يدري أن التغيير سيقع بهذه السرعة.
لماذا انقلبت اللجنة الأمنية على رئيس الجمهورية؟
من وجهة نظري أن اللجنة الأمنية أخطأت التقدير حيث كان هدفها امتصاص الهبة والغضبة الشعبية لكنها فشلت في التقديرات لذلك أخطأت بنسبة 100% فبدلا أن تتدرج في قراراتها هدمت البنيان كله فوق رؤوس الجميع، ولولا الضغوط الدولية الشديدة والعمل المخابراتي الأجنبي الذي دخل بقوة حتى تتم عملية التغيير سريعا لكان حال البلاد اليوم أحسن بكثير من يوم 19 سبتمبر.
متى بدأ يدب الخلاف بينك وبين حميدتي؟
عندما بدأ يهاجم الناس وفتح باب مكتبه لأحزاب اليسار. وأول خلاف وقع بيننا وأنا حقيقة توجست جدا منه هو اجتماعه بضباط من دولة الإمارات، وذلك للترتيب لإرسال قوات من الدعم السريع لليبيا. وبصفتي مستشار أبديت اعتراضي على الإجتماع واللقاء. طبعا هذا بعد مغادرة الوفد للمكتب، وذكرت له أن هذا عمل سيادي والدولة كلها يجب أن تكون على علم به ويوافق على ذلك رئيس مجلس السيادة القائد الأعلى للقوات، وكذلك قدمت نصيحة بأن موقعه كنائب أول لرئيس مجلس السيادة يحتم عليه الوقوف على مسافة واحدة من جميع مكونات الشعب. وألا ينجرف وراء شعارات الحرية والتغيير.
لماذا تغير حميدتي بعد 25 أكتوبر؟
فعلا حدث شيء غريب جدا، فحميدتي كان الممول الرئيسي وعراب الإنقلاب أو التصحيح الذي كان في القصر الجمهوري، وأطلق عليه جماعة الحرية والتغيير اعتصام الموز، بعد ذلك يبدو أنه تعرض لضغوط من جهات خارجية ربما تكون مخابرات ذات الدولة التي تحدثنا عنها بأنها جندته لصالحها تماما، وربما تم إغراؤه فبدأ بقلب الطاولة في خطاب اعتذاره الشهير، ثم توجه كليا نحو الأحزاب التي يسميها الشعب أربعة طويلة، وأصبح يلتقي بهم في اجتماعات سرية حتى وصلوا إلى الإتفاق الإطاري الذي يمكنهم من تكوين حكومة انتقالية لمدة عشر سنوات مقابل الصمت عن دمج قواته في القوات المسلحة الحكومة.
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع اللجنة الأمنیة
إقرأ أيضاً:
حميدتي يقر بانسحاب قواته من الخرطوم والبرهان يستبعد التفاوض
اعترف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) للمرة الأولى، اليوم الأحد، بانسحاب قواته من الخرطوم التي استعاد الجيش السوداني السيطرة عليها بالكامل، فيما جدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان استبعاد التفاوض مع تلك القوات باستثناء من يلقي السلاح منهم.
وفي كلمة موجهة إلى قواته تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، قال حميدتي "في الأيام السابقة حصل انسحاب لتموضع القوات في أم درمان، في قرار وافقت عليه القيادة وإدارة العمليات".
وتعهد حميدتي، في رسالة صوتية نشرت على تليغرام، بأن تعود قواته إلى العاصمة الخرطوم أقوى من ذي قبل. وقال "أنا أؤكد لكم أننا خرجنا من الخرطوم ولكن بإذن الله سنعود إليها".
وفي إشارة إلى الجيش السوداني الذي تخوض قوات الدعم السريع حربا ضده منذ أبريل/نيسان 2023 قال حميدتي "إن أي شخص يعتقد أن هناك تفاوضا أو اتفاقا مع هذه الحركة الشيطانية مخطئ، وليس لدينا أي اتفاق أو نقاش معهم.. فقط لغة البندقية".
وكان البرهان تعهد مساء أمس السبت بمناسبة عيد الفطر المبارك بأن قواته ستقاتل حتى النصر، مؤكدا أن الحرب لن تنتهي حتى تضع قوات الدعم السريع أسلحتها.
إعلانوقال البرهان، في أول خطاب متلفز له منذ سيطرة الجيش على الخرطوم، "إن الحرب التي دخلت عامها الثالث في السودان قد فعلت بالوطن والمواطن أسوأ ما في الحروب"، وأكد أن "فرحة النصر لن تكتمل إلا بالقضاء على التمرد في آخر بقعة من أرض البلاد".
وأضاف "لا تراجع عن هزيمة وسحق مليشيا الدعم السريع التي ارتكبت أشد الانتهاكات فظاعة بحق الشعب السوداني"، وشدد على أنه "لا تراجع ولا مساومة ولا تفاوض" مع قوات الدعم.
وقال البرهان إن الجيش السوداني "لن يفرط في تضحيات الشهداء"، وأكد أن "أبواب الوطن مفتوحة لكل من يحكّم عقله ويثوب إلى الحق ممن يحملون السلاح، والعفو عن الحق العام ومعالجة الأمر العسكري لا يزال ممكنا ومتاحا".
ومساء الأربعاء الماضي، أعلن البرهان تحرير العاصمة من قوات الدعم السريع، قبل أن يعلن الخميس سيطرته الكاملة عليها.
ميدانيا، قال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة أمس إن الجيش سيطر على سوق ليبيا غربي أم درمان، واستولى على أسلحة ومعدات خلّفتها قوات الدعم السريع.
وأوضح المصدر أن سوق ليبيا كان يعدّ أكبر معاقل قوات الدعم في أم درمان منذ سيطرتها عليه في الأيام الأولى لاندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023.
وبثت عناصر من الجيش السوداني مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي توثق تجولهم داخل سوق ليبيا الذي يعد أشهر أسواق العاصمة السودانية.
وبسيطرة الجيش السوداني على سوق ليبيا، يفتح الطريق أمامه لتوسيع نطاق سيطرته في مناطق غرب أم درمان التي ما زالت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وتأتي هذه التطورات في مدينة أم درمان بعد أن تمكن الجيش في اليومين الماضيين من السيطرة على معظم أجزاء الخرطوم ومدينة بحري بالكامل.
ومنذ أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم حربا دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، ما تسبّب في أكبر أزمة نزوح ولجوء وجوع في العالم، حيث نزح ولجأ نحو 15 مليون سوداني، بحسب تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
إعلان