بقلم : هادي جلو مرعي ..

تقترب الإنتخابات النيابية المقبلة، ويبدو هاجس الفوز والخسارة أشد وقعا هذه المرة مع التحولات الكبرى التي طبعت الحالة العربية، وعموم الشرق الأوسط، وتداعيات مايجري في غزة وسوريا ولبنان واليمن، والدور التركي الإيراني الذي يصعد تارة، وينكفيء في أخرى، والتصدع في العلاقات الدولية التي تتحول الى مايشبه لوحة رسمها فنان عبقري، ولكنه تعمد أن تكون غير واضحة المعالم إلا لدى أهل الإختصاص، والنقاد الحاذقين، والمنشغلين في السياسة والإعلام والباحثين والدراسين، بينما يتيه في غياهبها العامة من الناس الذين تتقاذفهم أمنيات السلام والطمأنينة والرغبة في النجاة من مؤامرات الدول الكبرى، وصراعات الدين والسياسة والإقتصاد.


تحشد معظم القوى السياسية جمهورها والفاعلين فيها للقيام بأدوار مختلفة من أجل جمع أكبر قدر من الأصوات التي ربما تكفي لنيل مايمكن من مقاعد في البرلمان العراقي المقبل، وتبدو خارطة التحالفات معقدة للغاية مع الإنقسام الحاد داخل المكونات الرئيسة، وتعدد القوى الفاعلة، والتحالفات المحتملة، وتبدو الخارطة السنية منقسمة بين نموذجين أحدهما تحالف يجمع القوى الأساسية التي تركز على مطالب عامة، وتضم حزب السيادة وعزم وشخصيات نافذة وتقليدية تعمل على تشكيل تحالف جامع للمطالب بمايريده الجمهور، وماسجله خلال سنوات مضت، وهي مطالب تدفع نحو تأكيد الحضور الجمعي لتحقيق ذلك، ويقابل هذا التحالف مشروع فردي يهتم بالمناصب أكثر من إهتمامه برغبات الجماهير وتطلعاتهم، ويستخدم فئات إجتماعية لترسيخ وجوده وإستمراره من خلال الترغيب والترهيب، والدفع نحو صناعة الأزمات المتتالية التي تشتت الرأي العام، وتضعف القرار، وتعمل على تأجيج مايشبه الفتنة العمياء.
المشروع الفردي هو صناعة لمجد شخصي، لكنه يستنزف طاقة الجمهور، ويضعف القدرة على مواجهة التحديات الكبرى التي يمثلها خصوم ومنافسون متمرسون لديهم مجموعة من الإشتراطات تتطلب التنازل عن حقوق الملايين مقابل تأمين سطوة وحضور فرد، وهي دكتاتورية مبطنة تأسر الجمهور وتستعبدهم، بينما يمثل المشروع الجماعي خطوة متقدمة لأنه عابر للمصالح الفردية، ولايكترث للمناصب والمكاسب لأنها تجيء مع حفظ كرامة الجميع طالما إنهم عملوا وفق مبدأ الشراكة، وليس الغلبة التي يدعو لها البعض ممن يريدون تحطيم المعبد والظهور بمظهر المنقذ والقادر على تغيير المعادلة.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إسرائيل ترغب بإعادة تشكيل خارطة غزة ولن تسمح بقتال المسافات الصفرية

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء محمد الصمادي إن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة يحمل أبعادا سياسية وعسكرية مركبة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي للشهر الخامس عشر على التوالي.

وأوضح الصمادي، خلال فقرة التحليل العسكري، أن سلوك جيش الاحتلال يعكس حاليا إستراتيجية سياسية وأمنية تهدف بشكل أساسي إلى "تقويض سلطة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإعادة تشكيل خارطة غزة".

وأضاف أن هناك محاولات إسرائيلية متواصلة "لفرض الشروط بالقوة العسكرية" من خلال اتباع تكتيك الضغط على السكان.

استئناف حرب الإبادة

وفي اليوم الـ14 من استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، استشهد 76 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال منذ فجر أمس الأحد إثر غارات إسرائيلية استهدفت مناطق عدة من القطاع.

وقالت مصادر طبية للجزيرة إن 19 شخصا استشهدوا في مناطق مختلفة بالقطاع منذ فجر اليوم الاثنين جراء القصف الإسرائيلي.

وأمس الأحد، عثر الدفاع المدني في غزة على جثث 15 من عناصره المفقودين، هم 9 مسعفين من فريق الهلال الأحمر و5 من الدفاع المدني وموظف لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في حي تل السلطان بمدينة رفح.

إعلان

وأشار الخبير العسكري إلى أن عملية التوسع في كافة المناطق تهدف إلى "إجبار مقاتلي حماس على الظهور أو الانسحاب لسهولة كشفهم واستهدافهم"، مؤكدا أن "المقاومة غير قادرة على الدخول في مواجهة مفتوحة، وهي لغاية الآن تتجنب المواجهة بظروف تعبوية غير ملائمة لها".

وحول التطورات بمنطقة رفح والحدود المصرية، لفت الصمادي إلى وجود محاولات إسرائيلية في منطقة رفح وجنوب خان يونس لإخلاء هذه المنطقة من السكان، موضحا أن ذلك "قد يكون تمهيدا لإقامة منطقة عازلة في المنطقة الحدودية ما بين غزة والحدود المصرية".

وأضاف أن "التصعيد في رفح يشكل ورقة ضغط على حماس بخصوص تبادل الأسرى"، مشيرا إلى وجود "ضغوط من الداخل الإسرائيلي على حكومة اليمين للحسم السريع في العملية".

ومن ناحية عسكرية، وصف الصمادي العمليات الجارية بأنها "عمليات هجينة، مزيج من عمليات برية وعمليات التوغلات"، موضحا أن هناك توسيعا للممرات والطرق، وأن المناطق داخل الأحياء "تمت تسويتها بالأرض".

قتال المسافات الصفرية

وأكد الخبير العسكري أن "إسرائيل لا تريد أن تتوغل ولا تسمح بأن يكون هناك قتال من المسافات الصفرية"، مشيرا إلى أنه لوحظ قبل وقف إطلاق النار الأخير، وبعد 471 يوما من القتال، "زيادة مضطردة في خسائر جيش الاحتلال نتيجة للقتال القريب والقتال من المسافات الصفرية".

وفيما يتعلق بالقوات المشاركة والأساليب المستخدمة، أشار الصمادي إلى أن "هناك ثلاث فرق عسكرية موجودة في الغلاف"، إضافة إلى استخدام "الطائرات المسيرة وطائرات الاستطلاع والقصف الجوي والمدفعي ومن الزوارق البحرية ومن المسيرات ومن طائرات الأباتشي على مدار الساعة".

وحذر الخبير العسكري من استمرار "عملية الحصار لليوم الثلاثين بمنع المساعدات وإغلاق المعابر"، موضحا أن "إسرائيل تسعى إلى أن يصل المقاتل الفلسطيني والحاضنة الشعبية إلى درجة من اليأس والاستسلام في حرب تجويع وحرب بالقصف الجوي والمدفعي ومن الزوارق، دون أن يكون هناك توغلات واسعة لغاية الآن".

إعلان

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: إسرائيل ترغب بإعادة تشكيل خارطة غزة ولن تسمح بقتال المسافات الصفرية
  • الآلاف يحتشدون في الجوامع والساحات العامة التي حددتها وزارة الأوقاف في مختلف المدن السورية لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، وذلك في أول عيد بعد تحرير البلاد وإسقاط النظام البائد.
  • إسرائيل تمضي في تنفيذ مشروع القدس الكبرى الاستيطاني
  • الساسي: مشروع قانون المسطرة الجنائية يعكس تناقضا بين تحقيق التوازن وضبط النظام
  • رشاد العليمي يجري اتصالاً بالرئيس هادي والفريق علي محسن
  • بطلة اليونان تحصد ذهبية الفردي بكأس العالم لسلاح السيف للسيدات بالقاهرة
  • الجمارك تُهدي القوى البشرية بوزارة الدفاع كمية من الزبيب
  • القوى التي حررت الخرطوم- داخل معادلة الهندسة السياسية أم خارج المشهد القادم؟
  • لاتوجد أسرار في خارطة العلاقات بين السودان وتشاد