أثارت فضيحة جديدة داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد أن كُشف عن إضافة رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، جيفري غولدبرغ، عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة سرية على تطبيق "سيجنال"، كان كبار مسؤولي إدارة ترامب يستخدمونها لمناقشة خطط الهجوم على الحوثيين في اليمن.

هذه الفضيحة استدعت ردود فعل واسعة، أبرزها سخرية وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، التي سخرت من الحدث بطريقة لاذعة.

كلينتون ترد بسخرية لاذعة

لم تفوت هيلاري كلينتون الفرصة للتعليق على هذه الواقعة، إذ نشرت على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) منشورًا مقتضبًا قالت فيه: "لا بد أنك تمزح معي!"، وأرفقته برمز تعبيري يعبر عن الدهشة، في إشارة ساخرة إلى ما حدث. 

وتعليق كلينتون لم يكن مجرد رد فعل عابر، بل يحمل دلالات سياسية واضحة، نظرًا للحملة التي شنها ترامب ضدها في 2016 بشأن استخدامها بريدًا إلكترونيًا خاصًا عندما كانت وزيرة للخارجية.

كيف بدأت الفضيحة؟

القصة بدأت عندما كشف جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير "ذا أتلانتيك"، أنه تمت إضافته بالخطأ إلى مجموعة دردشة سرية على تطبيق "سيجنال"، حيث كان كبار مسؤولي إدارة ترامب يناقشون تفاصيل عمليات عسكرية حساسة في اليمن. 

المجموعة، التي أنشأها مستشار الأمن القومي مايك والتز، كانت تضم شخصيات بارزة مثل وزير الدفاع بيت هيغسيث ونائب الرئيس جيه دي فانس.

مخاوف قانونية وتساؤلات حول الأمن القومي

ما زاد من تعقيد الفضيحة هو استخدام تطبيق "سيغنال"، المعروف بميزة حذف الرسائل تلقائيًا، مما أثار مخاوف من انتهاك قانون السجلات الرئاسية. يُذكر أن التسريبات تضمنت تفاصيل خطيرة مثل الأهداف المحددة للهجمات والأسلحة المستخدمة والتسلسل الزمني للضربات.

ردود فعل غاضبة وتحقيقات مرتقبة

الرئيس دونالد ترامب حاول التقليل من أهمية الواقعة، مؤكدًا أنه لم يتم الكشف عن أي معلومات سرية خلال هذه المحادثات. 

إلا أن الضغوط السياسية تصاعدت، حيث وصف السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، آندي كيم، الحادثة بأنها "غبية للغاية وغير مسؤولة"، مطالبًا بإقالة المسؤولين عنها، وعلى رأسهم وزير الدفاع بيت هيغسيث.

في السياق ذاته، طالب السيناتور روبن جاليغو، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، باستقالة وزير الدفاع، مشيرًا إلى أنه كان "غير مؤهل منذ البداية، وقد أثبت ذلك الآن بالفعل".

تداعيات داخل البيت الأبيض

من جهتها، ذكرت مجلة "بوليتيكو" أن مستشار الأمن القومي مايك والتز بات أكثر المسؤولين عرضة للإقالة بسبب دوره المباشر في إنشاء المجموعة وإضافة غولدبرغ إليها. ونقلت المجلة عن مصدر مقرب من البيت الأبيض قوله: "الجميع هنا يتفق على أمر واحد: مايك والتز أحمق".

كما أفادت المجلة بأن ترامب لم يكن على دراية بالتفاصيل عند سؤاله عنها، حيث علق قائلاً: "لا أعرف شيئًا عن القصة. ولست من كبار المعجبين بمجلة ذا أتلانتيك".

تحقيقات رسمية في الأفق

وسط هذه التداعيات، من المقرر أن تدلي مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد بشهادتها أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بشأن التهديدات العالمية. في الوقت ذاته، تتزايد المطالب بفتح تحقيق فيدرالي حول ما إذا كانت هذه التسريبات تشكل خرقًا لقوانين حفظ السجلات أو التعامل مع المعلومات السرية.

 

هذه الفضيحة تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول آليات حفظ المعلومات الحساسة في الإدارات الأميركية، ومدى التزام المسؤولين بالقوانين المتعلقة بالأمن القومي. وبينما تسعى إدارة ترامب إلى التقليل من شأن الحادثة، فإن التحقيقات القادمة قد تسلط الضوء على جوانب أكثر خطورة لهذه التسريبات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس الأميركي دونالد ترامب هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية اليمن سيغنال الحوثيين المزيد

إقرأ أيضاً:

بعد توترات مع ترامب..إلغاء عرض كوميدي في عشاء رابطة مراسلي البيت الأبيض

قالت رابطة مراسلي البيت الأبيض، أمس السبت، إلغاء عرض كوميدي مقرر في العشاء السنوي، عقب هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العديد من وسائل الإعلام.

ويُذكر أن الكوميدية الأمريكية أمبر روفين، قالت في فبراير (شباط) الماضي إن "لا أحد يرغب" في وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا العشاء، وأطلقت أخيراً انتقادات ضده وضد إدارته.

ويوم السبت، وصفها تايلور بودوفيتش معاون رئيسة المكتب الرئاسي على اكس، بـ "ممثلة كوميدية من الدرجة الثانية"، منتقداً برمجتها للحدث المقرر في أواخر أبريل (نيسان) المقبل، الذي يحتضن عادة فناناً للسخرية من الرئيس الحالي، بغض النظر عن هويته.

وقال رئيس رابطة مراسلي البيت الأبيض يوجين دانييلز في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لن يكون لدينا عرض كوميدي هذا العام"، موضحاً أن القرار اتخذ بالإجماع. وأضاف "في هذه اللحظة المهمة للصحافة، أريد التأكد أن الاهتمام لن ينصب على سياسة الانقسام ولكن على مكافأة زملائنا على عملهم الاستثنائي"، مشيراً إلى إعلان التفاصيل مع اقتراب موعد العشاء.

ويأتي الإعلان وسط تصاعد التوتر بين الإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام منذ عودة ترامب إلى الرئاسة في يناير (كانون الثاني).

وجرد البيت الأبيض المؤسسة التي تقرّر منذ نحو قرن الصحافيين الذين يغطّون الأحداث الرئاسية، من صلاحياتها.

 

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: ترامب لا يفكر في ولاية رئاسية ثالثة
  • التخلص من شجرة تاريخية في البيت الأبيض
  • ترامب يعتزم إزالة شجرة تاريخية من حديقة البيت الأبيض
  • ترامب: لا أمزح بشأن السعي إلى ولاية ثالثة في البيت الأبيض
  • قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة
  • صدام جديد بين ترامب وصحفيي البيت الأبيض | اعرف التفاصيل
  • فضيحة البيت الأبيض.. القصة الكاملة لـ"سيجنال جيت"
  • بعد توترات مع ترامب..إلغاء عرض كوميدي في عشاء رابطة مراسلي البيت الأبيض
  • الرئيس الإيراني: ردنا على رسالة ترامب وصل إلى البيت الأبيض