مطورو المصادر المفتوحة يتصدون لـ روبوتات الذكاء الاصطناعي بطرق ذكية
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
في عصر الذكاء الاصطناعي المتسارع، أصبحت روبوتات الزحف الإلكتروني بمثابة "الصراصير الرقمية" التي تجتاح الإنترنت، ما دفع مجتمع المطورين للبحث عن أساليب مبتكرة لحماية منصاتهم ومحتوياتهم من الاستنزاف غير المشروع.
الزحف العنيفلا تقتصر تأثيرات روبوتات الذكاء الاصطناعي على المواقع التجارية فحسب، بل تمتد بشكل خاص إلى مطوري البرمجيات مفتوحة المصدر (FOSS)، حيث أن منصاتهم غالبًا ما تكون مكشوفة وأكثر عرضة للاستهداف بسبب طبيعتها الشفافة وقلة الموارد المخصصة لحمايتها.
وصف المطور نيكولو فينيراندي، صاحب مدونة LibreNews، المشكلة بأنها "أزمة" في مجتمع البرمجيات مفتوحة المصدر، حيث تستهلك روبوتات الذكاء الاصطناعي موارد الخوادم بشكل مفرط وتتسبب في توقف بعض المواقع عن العمل.
لمواجهة هذه التهديدات، قام المطور Xe Iaso بتطوير أداة مبتكرة أطلق عليها اسم "أنوبيس"، وهو نظام للتحقق من صحة طلبات الوصول قبل السماح لها بالمرور إلى الخادم.
ويعتبر الهدف من هذه الأداة هو تصفية الطلبات الحقيقية من المستخدمين البشريين وحجب طلبات الروبوتات غير المرغوب فيها.
الطريف أن الاسم "أنوبيس" مستوحى من إله الموتى في الحضارة المصرية القديمة، الذي كان يزن قلوب الموتى للحكم على مصيرهم، وهو ما يعكس آلية عمل الأداة التي تختبر صلاحية كل طلب قبل السماح له بالمرور.
قصص من ساحة المعركةيؤكد العديد من المطورين أن هذه المشكلة باتت تؤثر على مشاريعهم بشكل مباشر:
صرح درو ديفولت، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة SourceHut، بأنه يقضي ما بين 20% إلى 100% من وقته في التعامل مع هجمات زحف الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن موقعه يتعرض لعشرات الانقطاعات يوميًا بسبب هذه الروبوتات.
فيما أكد جوناثان كوربيت، المطور الشهير ومؤسس موقع LWN المتخصص في أخبار Linux، أن موقعه يعاني من بطء شديد بسبب الهجمات الشرسة من روبوتات الذكاء الاصطناعي.
بينما اضطر كيفن فينزي، المشرف على مشروع Linux Fedora، إلى حظر جميع عناوين IP القادمة من البرازيل بالكامل لمنع هجمات هذه الروبوتات.
الانتقام الرقميإلى جانب "أنوبيس"، بدأ بعض المطورين في تبني أساليب "انتقام رقمي" ضد روبوتات الزحف، مثل، Nepenthes، أداة تم تطويرها من قبل شخص مجهول وتقوم بحبس الروبوتات في دوامة من المحتوى المزيف حتى تتوقف عن العمل.
و أداة AI Labyrinth، أداة جديدة من Cloudflare تعمل على إرباك الروبوتات وإضاعة مواردها عن طريق تزويدها بمحتوى غير ذي قيمة.
هل يمكن وقف هذا الزحف؟رغم الجهود المتزايدة لمكافحة روبوتات الذكاء الاصطناعي، لا تزال المشكلة قائمة، حيث إن هذه الروبوتات أصبحت أكثر تطورًا وقادرة على التحايل على أنظمة الحماية مثل robots.txt.
يرى بعض المطورين، مثل درو ديفولت، أن الحل الجذري يكمن في وقف استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على هذه البيانات المسروقة.
لكن في ظل استمرار الشركات الكبرى في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، يبدو أن معركة المطورين ضد الزحف الرقمي لن تنتهي قريبًا، بل ستتخذ أشكالًا أكثر إبداعًا في المستقبل القريب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي روبوتات الذكاء الاصطناعي روبوتات المزيد روبوتات الذکاء الاصطناعی الاصطناعی ا
إقرأ أيضاً:
بيل جيتس: الذكاء الاصطناعي سيحل محل العديد من المهن
قال بيل جيتس الملياردير المؤسس المشارك لشركة "مايكروسوفت" إن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي ستعني أنه خلال العقد المقبل، لن تعود هناك حاجة للبشر من أجل إنجاز "معظم المهام" في العالم.
وأوضح غيتس، خلال مقابلة مع قناة "إن بي سي" التفزيونية، أن الخبرة لا تزال "نادرة" في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن المتخصصين من البشر، الذين نعتمد عليهم في العديد من المجالات، بما في ذلك "الطبيب المتميز" أو "المعلم المتميز"، نادرين.
يضيف جيتس لكن "مع الذكاء الاصطناعي، سيصبح ذلك خلال العقد المقبل مجانيًا وشائعًا، نصائح طبية قيّمة، ودروس خصوصية رائعة".
بعبارة أخرى، يدخل العالم حقبة جديدة مما سماه جيتس "الذكاء الحر". وستكون النتيجة تقدمًا سريعًا في التقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي يسهل الوصول إليها وتؤثر على كل جانب من جوانب حياتنا تقريبًا، كما قال جيتس، بدءًا من الأدوية والتشخيصات المُحسّنة وصولا إلى المعلمين والمساعدين الافتراضيين المتوفرين على نطاق واسع.
قال جيتس "إنه أمر عميق للغاية، بل ومخيف بعض الشيء، لأنه يحدث بسرعة هائلة، ولا حدود قصوى له".
لكن بعض الخبراء يرون أن الذكاء الاصطناعي سيساعد البشر على العمل بكفاءة أكبر، بدلًا من أن يحلَّ محلَّهم كليًا، وسيحفِّز النموَّ الاقتصادي الذي يُؤدي إلى خلق المزيد من فرص العمل.
وسبق أن أعرب جيتس عن تفاؤله بشأن الفوائد العامة التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي للبشر، مثل "العلاجات المبتكرة للأمراض الفتاكة، والحلول المبتكرة لتغير المناخ، والتعليم عالي الجودة للجميع".
وفي حديثه التلفزيوني، عبر جيتس عن اعتقاده بأن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل أنواع معينة من الوظائف على الأرجح، مشيرًا إلى أن الناس ربما لا يرغبون في رؤية الآلات تشارك في منافسات رياضية، على سبيل المثال. وقال غيتس: "ستكون هناك بعض الأمور التي نحتفظ بها لأنفسنا. ولكن فيما يتعلق بصنع الأشياء ونقلها وزراعة الغذاء، فمع مرور الوقت ستُحل هذه المشاكل بشكل أساسي".
كان جيتس توقع، منذ ما يقرب من عقد من الزمن، أن ثورة الذكاء الاصطناعي قادمة. فعندما سُئل عن الصناعة التي سيركز عليها إذا اضطر إلى البدء من الصفر، اختار الذكاء الاصطناعي بسرعة. وقال جيتس، في فعالية عام 2017 في جامعة كولومبيا، إن "العمل في مجال الذكاء الاصطناعي اليوم على مستوى عميق للغاية".
في ذلك الوقت، كانت التكنولوجيا على بُعد سنوات من إنشاء النصوص التوليدية على غرار روبوت الدرشة "تشات جي بي تي" ChatGPT، والتي تعمل بنماذج لغوية كبيرة.
ومع ذلك، بحلول عام 2023، فوجئ جيتس نفسه بسرعة تطور الذكاء الاصطناعي. فقد تحدى شركة "أوبن آي أيه" لإنشاء نموذج يمكنه الحصول على أعلى الدرجات في امتحان الأحياء المتقدم في الثانوية، متوقعًا أن تستغرق المهمة عامين أو ثلاثة أعوام، كما كتب في مدونته. وقال جيتس لاحقا "لقد أنجزوه في بضعة أشهر فقط". ووصف هذا الإنجاز بأنه "التقدم الأهم في التكنولوجيا منذ عام 1980".