كتب- رئيس التحرير عبدالله الحارثي

من ينظر إلى المملكة العربية السعودية اليوم، ويراقب دورها المحوري في التقارب بين الدول المتخاصمة، والتوسط لحل النزاعات، يدرك أن الدور السياسي العميق، الذي تلعبه السعودية على المستوى الإقليمي والدولي دورٌ بات يرسم سياسات على مستوى عالٍ من الأهمية، ودور يصل إلى مرحلة الهندسة السياسية العالمية.

وعلى اعتبار أن المملكة العربية السعودية دولة محورية ذات ارتكاز جيوسياسي في المنطقة، فإن الأولوية ستكون للتقارب بين الدول الإقليمية، والعمل على تصفير كل الخلافات، والحديث بوضوح سياسي وأمني؛ من أجل منطقة أكثر أمنًا واستقرارًا.

ولعل اللقاء الذي جرى في جدة في اليومين الماضيين بين وزيري الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، ونظيره اللبناني ميشال منسى، ما هو إلا مؤشر واضح على دور الرياض في التأكيد على الأمن والاستقرار، وهنا لا بد من الإشارة إلى دور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ المهندس الأساسي للسلم الإقليمي، ويمكن القول بكل ثقة: مهندس السلام الدولي، خصوصًا فيما يتعلق بالتقارب الأمريكي الروسي الأوكراني.

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي طالما ردد في الكثير من أحاديثه” أن حربه أن يكون الشرق الأوسط في مصاف الدول العالمية”، وهذا لن يتحقق إلا باستقرار المنطقة، وحل كل القضايا الأمنية والسياسية العالقة. على الأقل هذه رؤية ولي العهد محمد بن سلمان.

ومن هنا يمكن قراءة الاتفاق السوري اللبناني على ترسيم الحدود؛ كخطوة أولية وحسن نوايا؛ نتيجة الجهود السعودية العظيمة في طي صفحات الخلاف التاريخية بين البلدين، والتي كانت ملفات مسكوتًا عنها طوال 6 عقود من الزمن.

إن فكرة جمع الطرف اللبناني والسوري على أرض المملكة العربية السعودية، فكرة لها تبعات وأبعاد غاية في الأهمية؛ إذ تعكس الثقة التي توليها كلًا من سورية ولبنان للدور السعودي، ورغبتهما أيضًا أن تكون السعودية هي المهندس لمثل هذا الاتفاق، وبالتالي تولت المملكة هذه المهمة؛ لثقتها الكاملة أن أي حساسيات سياسية وأمنية بين دول الجوار، لا بد أن تنتهج مبدأ الحوار؛ من أجل الوصول إلى الغايات السياسية، وبالفعل كانت الصورة النهائية لهذا اللقاء، والاتفاق على تكوين لجان تقنية؛ لمتابعة مسألة ترسيم الحدود، ثمرة الجهود السعودية في نهج الحوار بين الدول، ولعل هذا المنهج هو المبدأ التي بنيت عليه السياسة السعودية الخارجية على مستوى ممارستها الخاصة، وعلى مستوى إقناع الأطراف.

الحوار الذي جرى في السعودية بين الطرفين السوري واللبناني، حوار قام على مبدأ احترام السيادة بين الدولتين، ولا يخفى على المراقب السياسي، أن مثل هذا النوع من الحوارات على مستوى وزراء الدفاع، لم يكن متاحًا بين البلدين طوال نحو ستين عامًا من العلاقة المشوهة سياسيًا بين البلدين؛ بسبب محاولة النظام البائد تأجيل كل القضايا ذات السيادة، خصوصًا لجهة لبنان، وبالتالي فإن حوار ترسيم الحدود هو حقبة جديدة برعاية سعودية، وإصرار على إنجاح مثل هذا المسار؛ للتخلص من رواسب حقبة سوداء في تاريخ العلاقة بين البلدين.

كما نجحت المملكة العربية السعودي على المستوى الدولي في جمع الفرقاء على أراضيها، ووسط رعايتها؛ فهي قادرة- بكل تأكيد- أن تنجح على المستوى العربي أيضًا. ذلك أن السعودية تؤمن أن الحوار هو الطريقة الوحيدة والمضمونة لطي الخلافات، وأن السعودية بكل تأكيد سوف تدعم هذه التغييرات الإيجابية في البلدين؛ إذ يقود ذلك- بكل تأكيد- إلى تماسك المنظومة العربية الأمنية والسياسية؛ بما ينعكس على المصلحة العربية.

ومن المرجح في الفترة المقبلة أنه سيكون هناك تقارب لبناني سوري على المستوى الأمني والسياسي، ولجان تقنية لمتابعة كل تفاصيل تطبيق هذا الاتفاق، وبطبيعة الحال، ستكون السعودية هي المظلة السياسية لمثل هذه اللقاءات؛ بما يضمن مصالح كل من سورية ولبنان.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: المملكة العربية السعودية خالد بن سلمان سوريا لبنان محمد بن سلمان المملکة العربیة بین البلدین على المستوى بین الدول على مستوى

إقرأ أيضاً:

اللون الأخضر يسيطر على أسواق المال العربية

اكتست أسواق المال العربية باللون الأخضر خلال مستهل تعاملات الأسبوع، حيث ارتفعت بورصات السعودية ومسقط والكويت والبحرين بينما أغلقت القطرية والأردنية علي تراجع، فيما أعلنت إدارة البورصة المصرية أن اليوم الأحد وغدا الإثنين الموافقين 20 و21 أبريل إجازة رسمية بمناسبة عيد القيامة المجيد، وعيد شم النسيم.

وخلال السطور التالية يستعرض موقع “صدى البلد” حركة الأسواق العربية ختام تعاملات اليوم الأحد 20 أبريل 2025، فيما تستأنف أسواق المال الإماراتية حركة تداولاتها غدا الإثنين، بعد إجازتها الأسبوعية.

حركة أسواق المال العربية

مؤشر الأسهم السعودية

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيس اليوم مرتفعًا 73.62 نقطة، ليقفل عند مستوى 11626.60 نقطة, وبتداولات بلغت قيمتها 3.5 مليارات ريال.

وبلغت كمية الأسهم المتداولة -وفق النشرة الاقتصادية اليومية لوكالة الأنباء السعودية لسوق الأسهم السعودية- 187 مليون سهم، سجلت فيها أسهم 199 شركة ارتفاعًا في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 37 شركة على تراجع.

وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) اليوم مرتفعًا 264.47 نقطة ليقفل عند مستوى 28978.19 نقطة, وبتداولات بلغت قيمتها 23 مليون ريال, وبلغت كمية الأسهم المتداولة أكثر من مليوني سهم.

بورصة الكويت

أغلقت بورصة الكويت تعاملاتها اليوم، على ارتفاع مؤشرها العام 11.54 نقطة، بنسبة بلغت 0.15%، ليبلغ مستوى 7880.52 نقطة, وذلك من خلال تداول 289.6 مليون سهم، عبر 16704 صفقات نقدية، بقيمة 78.5 مليون دينار كويتي.

وارتفع مؤشر السوق الرئيس 30.04 نقطة، بنسبة بلغت 0.42%، ليغلق عند مستوى 7250.04 نقطة، من خلال تداول 154.6 مليون سهم، عبر 8575 صفقة نقدية، بقيمة 24.19 مليون دينار.

كما ارتفع مؤشر السوق الأول 7.49 نقاط، بنسبة بلغت 0.09%، لينهي تداولاته عند 8427.10 نقطة، من خلال تداول 135 مليون سهم، عبر 8129 صفقة، بقيمة 54.3 مليون دينار.

بورصة مسقط

أغلق مؤشر بورصة مسقط "30" اليوم، عند مستوى 4306.40 نقاط مرتفعًا 1.3 نقطة وبنسبة 0.03% مقارنة مع آخر جلسة تداول التي بلغت 4305.05 نقاط.

وبلغت قيمة التداول 2.663.735 ريالًا عُمانيًّا منخفضة بنسبة 23.1% مقارنة مع آخر جلسة تداول والتي بلغت 3.462.451 ريالًا عُمانيًّا.

وأشار التقرير الصادر عن بورصة مسقط إلى أن القيمة السوقية انخفضت بنسبة 0.004% عن آخر يوم تداول وبلغت ما يقارب 27.17 مليار ريال عُماني.

بورصة البحرين 

أقفل مؤشر البحرين العام اليوم, عند مستوى 1,903.22 بارتفاع وقدره 1.08 نقطة عن معدل الإقفال السابق، وذلك عائد لارتفاع مؤشر قطاع الاتصالات، وقطاع السلع الاستهلاكية الكمالية، وقطاع المال.

في حين أقفل مؤشر البحرين الإسلامي عند مستوى 793.22 بارتفاع وقدره 0.87 نقطة عن معدل إقفاله السابق.

وبلغت كمية الأسهم المتداولة لهذا اليوم 1.503.932 سهمًا بقيمة إجمالية قدرها 406.565 دينارًا بحرينيًا تم تنفيذها من خلال 70 صفقة.

بورصة قطر

أغلق مؤشر بورصة قطر تداولاته اليوم، منخفضا بواقع 0.60 نقطة، أي بنسبة 0.01%، ليصل إلى مستوى 10135.24 نقطة.

وتم خلال الجلسة تداول 178 مليونا و909 آلاف و379 سهما، بقيمة 224 مليونا و735 ألفا و644.516 ريال، نتيجة تنفيذ 8528 صفقة في جميع القطاعات.

وارتفعت في الجلسة أسهم 29 شركة، بينما انخفضت أسهم 20 شركة أخرى، وحافظت 3 شركات على أسعار إغلاقها السابق.

وبلغت رسملة السوق، في نهاية جلسة التداول 598 مليارا و451 مليونا و817 ألفا و783.653 ريال، مقارنة بـ597 مليارا و638 مليونا و139 ألفا و741.140 ريال، في الجلسة السابقة.

بورصة الأردن

أغلقت البورصة الأردنية اليوم، على انخفاض بنسبة 0.62 في المئة، لتنهي تداولاتها عند مستوى 2523.38 نقطة.

وبلغت كمية الأسهم المتداولة 2.6 مليون سهم، بقيمة إجمالية بلغت نحو 6.8 ملايين دينار أردني، نتيجة تنفيذ 2296 صفقة.

مقالات مشابهة

  • أمير المدينة المنورة يرعى افتتاح ندوة “جهود المملكة العربية السعودية في صيانة جناب التوحيد والتحذير من الشرك”
  • انعقاد اجتماع الدورة العادية الـ163 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين
  • منتخب سورية للشباب والشابات لكرة الطاولة يشارك ببطولة غرب آسيا في السعودية
  • انطلاق الدورة العادية 163 لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين
  • السعودية: غرامة مالية لمن يتأخر عن مغادرة المملكة عقب انتهاء صلاحية التأشيرة
  • مباحثات سعودية مصرية حول الخطة العربية الإسلامية لإعمار غزة
  • وزير الخارجية يتوجه إلى السعودية لمتابعة لجنة التشاور السياسي بين البلدين
  • وزير الخارجية يتوجه إلى المملكة العربية السعودية
  • اللون الأخضر يسيطر على أسواق المال العربية
  • مراسل سانا بدمشق: غادرت من مطار دمشق الدولي ‏صباح اليوم الأحد 20 نيسان، أول طائرة ‏ركاب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد إعادة ربط البلدين عبر ‏الخطوط الجوية.‏