عادة ما يسعى السفراء والمفوضون الساميون إلى تعزيز العلاقات بين الدول التي يخدمون فيها، حتى بعد انتهاء مهامهم. فهم يواصلون جهودهم من خلال الكتابة والمشاركة في النقاشات حول القضايا التي تخص البلدان التي مثلوا فيها بلادهم، مما يعكس تعاطفهم وموضوعيتهم. وهذا جزء طبيعي من العمل الدبلوماسي، ولكن يبدو أن بعض المفوضين السامين الهنود الذين خدموا في بنغلاديش قد ابتعدوا عن هذه الأعراف الدبلوماسية التقليدية، متخذين نهجا أكثر تصادمية في تصريحاتهم ومواقفهم تجاه بنغلاديش.



خلال فترات عملهم، أظهر بعض هؤلاء الدبلوماسيين تصرفات توحي وكأنهم يتعاملون مع بنغلاديش من موقع الوصاية، بدلا من الاحترام المتبادل. فقد لوحظت مواقف تنطوي على غطرسة، سواء في التعامل الرسمي أو في التصريحات العلنية، حيث تم توجيه انتقادات لاذعة لشخصيات بارزة في بنغلاديش، وصدرت تعليقات مثيرة للجدل حول الوضع السياسي في البلاد.

بعد الأحداث السياسية الأخيرة في بنغلاديش، تزايدت حدة التصريحات الصادرة عن بعض هؤلاء الدبلوماسيين السابقين، إذ ادعى بعضهم أن البلاد أصبحت تحت سيطرة جماعات إسلامية، بينما زعم آخرون أن "بنغلاديش تلعب بالنار"، في إشارة إلى التحولات السياسية الجارية.

وعلى الرغم من هذه الادعاءات، لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية الهندية بشأن ما إذا كان يتم اختيار الدبلوماسيين الهنود المرسلين إلى دكا بناء على مواقفهم المسبقة تجاه بنغلاديش.

من بين الأسماء التي برزت في هذا السياق، المفوضة السامية السابقة فينا سيكري، التي تحولت بعد انتهاء مهامها إلى واحدة من أكثر الأصوات انتقادا لبنغلاديش، على الرغم من أنها خلال فترة حكم الشيخة حسينة كانت من أشد المتحمسين للعلاقات الثنائية.

وفي السياق ذاته، نظمت منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ الهندوسية المتشددة مظاهرة في نيودلهي في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، زاعمة وقوع "اضطهاد" للأقليات الهندوسية في بنغلاديش. وقد شهدت المظاهرة تكرار شعارات مثل "بهارات ماتا كي جاي" و"أخاند بهارات"، وهو ما يُنظر إليه في بنغلاديش على أنه تهديد مباشر لاستقلالها وسيادتها.

وقد أدلت فينا سيكري خلال هذه المظاهرة بتصريحات حادة، زاعمة أن هناك "هجوما مستمرا على حياة الأقليات الهندوسية في بنغلاديش"، وداعية إلى وقف هذه "الاعتداءات"، في اتهام مباشر للحكومة البنغلاديشية.

وفي مقابلة لها مع إنديا توداي، واصلت سيكري نشر روايات مثيرة للجدل، مدعية أن د. محمد يونس لا يملك أي سلطة حقيقية، وأن القرار في بنغلاديش أصبح بيد الجماعات الإسلامية. كما روجت لفكرة أن البلاد أصبحت تتبع "الدليل الباكستاني"، في محاولة لخلق صورة مضللة عن المشهد السياسي البنغلاديشي.

علاوة على ذلك، أيدت سيكري الانتخابات المثيرة للجدل التي جرت في يناير الماضي، قائلة إن مقاطعة حزب بنغلاديش الوطني لها "لن تؤثر على شرعية النتائج"، بينما أعربت عن قلقها من ثورة تموز/ يوليو، زاعمة أنها مدعومة من الصين وباكستان.

لا شك أن مثل هذه التصريحات والتحركات تسهم في تعقيد العلاقات بين البلدين، في وقت يحتاج فيه الجانبان إلى خطاب أكثر اتزانا وتعامل قائم على الاحترام المتبادل، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الاستقرار الإقليمي.

بيناك رانجان تشاكرابورتي: التصريحات المثيرة للجدل

يُعد المفوض السامي الهندي السابق في دكا، بيناك رانجان تشاكرابورتي، أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في المشهد الدبلوماسي البنغلاديشي. فقد اعتاد نشر معلومات مضللة عن بنغلاديش خلال فترة عمله، وأحد أبرز تصريحاته كان زعمه أن 25 ألف بنغلاديشي يهاجرون سنويا إلى الهند دون عودة، وهو ادعاء لا أساس له من الصحة، لدرجة أن صحيفة "ذا هندو" الهندية نفسها رفضته وانتقدته بشدة.

كما أدلى بتصريح آخر قبل الانتخابات البنغلاديشية التي جرت في 7 كانون الثاني/ يناير، زاعما أن "الموقف الهندي المتشدد أجبر السفير الأمريكي بيتر هاس على الاختباء في دكا"، وهو ادعاء رفضته الإدارة الأمريكية بشكل قاطع.

شغل تشاكرابورتي منصب المفوض السامي في دكا بين عامي 2007 و2009، خلال فترة الحكومة المؤقتة بقيادة فخر الدين أحمد، التي كانت مدعومة من الجيش وتحظى، وفقا لكثيرين، برعاية مباشرة من الهند، حيث كان براناب موخيرجي آنذاك وزيرا للخارجية الهندية.

أثناء توليه منصبه، أثارت العديد من تعليقاته انتقادات حادة داخل بنغلاديش، كان أبرزها في عام 2009، عندما سخر من خبراء المياه البنغلاديشيين ووصفهم بـ"المتخصصين المزعومين"، خلال نقاش حول سد تيبايموخ، وهو تعليق أطلقه أمام وزيرة الخارجية آنذاك ديبو موني، ما أدى إلى مطالبات شعبية وسياسية بطرده من البلاد.

بعد تقاعده، أصبح تشاكرابورتي زميلا بارزا في "مؤسسة أوبزرفر للأبحاث"، وهي مؤسسة فكرية هندية محافظة، حيث واصل الدفاع عن رابطة عوامي والترويج لسياسات الهند تجاه بنغلاديش. كما كان مقربا من براناب موخيرجي، الذي كشف في كتابه "سنوات التحالف" عن الدور الهندي في تشكيل السياسة البنغلاديشية، مشيرا إلى أن رئيس أركان الجيش البنغلاديشي، الجنرال معين أحمد، طلب ضمانا وظيفيا من الهند خلال زيارته لنيودلهي عام 2008.

بانكاج ساران: الضغط والتهديدات

بانكاج ساران، الذي شغل منصب المفوض السامي للهند في دكا من 2012 إلى 2015، لم يكن أقل إثارة للجدل. فقد استخدم لهجة متشددة تجاه بنغلاديش، محذرا من أن "بنغلاديش تلعب بالنار"، في إشارة إلى التحولات السياسية التي شهدتها البلاد.

وفي مقابلة مع إيكونوميك تايمز، زعم أن "السياسة المنفتحة تجاه الهند مفيدة للاقتصاد البنغلاديشي، لكن إغلاق الحدود سيكون كارثيا"، في تلميح واضح للضغوط الاقتصادية التي قد تفرضها الهند إذا ساءت العلاقات.

كما ادعى أن الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في تموز/ يوليو الماضي "تم اختطافها من قبل المعارضة السياسية وتحويلها إلى حركة للإطاحة بحسينة"، في محاولة لتبرير القمع الذي واجهته المظاهرات.

وفي تصريح مثير آخر، قال ساران إن "بنغلاديش لطالما كانت عرضة لنفوذ القوى الأجنبية منذ 1971 و1975، حيث تنافست فيها الولايات المتحدة وباكستان والصين، بالإضافة إلى الهند بالطبع"، مشيرا إلى أن البنغلاديشيين "ساهموا بأنفسهم في جعل بلادهم ملعبا للتدخلات الأجنبية".

ولم يتوقف عند ذلك، بل ألمح إلى إمكانية حدوث انقلاب عسكري في بنغلاديش، قائلا إن "الجيش هو المؤسسة الوحيدة الفعالة في البلاد الآن"، وأضاف أن "الكثير من البنغلاديشيين لم يعودوا قادرين على السيطرة على الأوضاع".

انعكاسات التصريحات الهندية على العلاقات الثنائية

تثير هذه المواقف والتصريحات تساؤلات جدية حول النهج الذي تتبعه الهند في تعاملها مع بنغلاديش. فبدلا من تعزيز العلاقات من خلال التعاون والاحترام المتبادل، لجأ بعض الدبلوماسيين الهنود إلى خطاب التهديد والتلميحات بالتدخل السياسي، مما يزيد من حالة التوتر بين البلدين.

ورغم تأكيد الهند الرسمي على التزامها بعلاقات ودية مع دكا، فإن هذه التصريحات تعكس اتجاها مختلفا تماما، وتثير المخاوف بشأن النوايا الحقيقية لبعض الدوائر في نيودلهي تجاه مستقبل بنغلاديش واستقلالية قرارها السياسي.

التصريحات الهندية المثيرة للجدل: هل تعكس سياسة رسمية أم مواقف فردية؟

يرى العديد من الخبراء أن التصريحات التي يطلقها الدبلوماسيون الهنود السابقون ليست مجرد آراء شخصية، بل تعكس نظرة أوسع داخل الدوائر السياسية في الهند تجاه بنغلاديش.

قالت البروفيسورة ديلارا شودري، أستاذة العلوم السياسية الشهيرة، في حديثها لصحيفة أمار ديش، إن هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها شخصيات هندية بارزة بمثل هذه التصريحات. وأشارت إلى أن وزير الداخلية الهندي أميت شاه نفسه سبق أن أدلى بتعليقات مشابهة، ما يدل على أن هناك نمطا من عدم الاحترام تجاه بنغلاديش.

وأضافت: "التعليقات السلبية التي تصدر عن شخصيات هندية بارزة فور تغيير الحكومة في بنغلاديش تعيق تطوير العلاقات الثنائية. إذا كانت الهند جادة بشأن بناء علاقات تركز على الشعوب، فعليها الامتناع عن مثل هذه التصريحات غير المسؤولة."

أما البروفيسور شهيد الزمان، المحلل الأمني البارز، فكان أكثر حدة في انتقاده، حيث وصف فينا سيكري، الدبلوماسية الهندية السابقة، بأنها "مجنونة وكاذبة"، مشيرا إلى أنها تتشارك في نفس العقلية مع رئيسة الوزراء البنغلاديشية الشيخة حسينة. كما اعتبر أن مستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال، هو "إرهابي دولي"، مما يعكس مدى الغضب في الأوساط البنغلاديشية من التدخلات الهندية.

وانتقد شهيد الزمان بشدة تركيز الهند على "من يحكم بنغلاديش"، متسائلا: "ما شأنهم إذا كانت الجماعة الإسلامية أو أي حزب آخر يحكم بنغلاديش؟ لماذا لا يتحدثون عن منظمتهم الإرهابية RSS؟".

ووصف تصريحات بيناك رانجان تشاكرابورتي بأنها "مجرد هراء مدفوع بأموال من رابطة عوامي"، في إشارة إلى العلاقة القوية التي تربط بين بعض الشخصيات الهندية ورابطة عوامي الحاكمة في بنغلاديش.

كما وجه انتقادا لاذعا لضعف السياسة الخارجية البنغلاديشية، قائلا: "لو لم تكن سياستنا الخارجية ضعيفة، لما تجرأت فينا سيكري على التفوه بهذه الكلمات. نحن لا نمتلك حتى وحدة لمكافحة الدعاية المضادة في وزارة خارجيتنا".

الصمت الهندي: هل هو إقرار ضمني؟

على الرغم من إثارة هذه القضية إعلاميا، لم تقدم وزارة الخارجية الهندية أي رد رسمي حتى الآن. فقد أرسل فريق أمار ديش بريدا إلكترونيا إلى راندهير جايسوال، المتحدث باسم الوزارة، وكذلك نسخة إلى المفوض السامي الهندي في دكا، براناي فيرما، لكن لم يتم تلقي أي رد حتى مساء الأربعاء.

يطرح هذا الصمت عدة تساؤلات:

• هل تعكس هذه التصريحات موقفا غير معلن للحكومة الهندية؟

• أم أن نيودلهي تتجاهل عمدا هذه الانتقادات كي لا تعطيها زخما إضافيا؟

الخلاصة: هل تتجه العلاقات إلى مزيد من التوتر؟

التوتر المتزايد بين بنغلاديش والهند في ظل هذه التصريحات يعكس تحديات أوسع في العلاقات الثنائية. ورغم أن التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين لا يزال قائما، إلا أن مثل هذه التصريحات تزيد من حالة عدم الثقة بين الشعبين، خاصة عندما تأتي من شخصيات كانت في مواقع دبلوماسية رسمية.

يبقى السؤال الأهم: هل ستبادر الهند بتهدئة هذه التوترات، أم أن هذه التصريحات تعكس توجها طويل الأمد في سياستها تجاه بنغلاديش؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات العلاقات بنغلاديش الهندية الهند علاقات بنغلاديش مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المفوض السامی فی بنغلادیش إلى أن فی دکا

إقرأ أيضاً:

طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن

أحمد الهادي

في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، يُبرز الموقف اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ــ حفظه الله ــ نموذجاً فريداً في الثبات على المبادئ القرآنية والإيمانية، ودعماً جهاديًا إيمانيًا غير مشروط للشعب الفلسطيني، مع تحدٍّ واضح للطغيان الأمريكي والإسرائيلي. هذا التقرير يستعرض أبرز محطات هذا الموقف في تطوراته الأخيرة، مع التركيز على تصريحات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والإنجازات العسكرية الأخيرة التي كشف عنها السيد القائد.

الموقف اليمني: إيمانٌ قرآني ورفضٌ للتبعية:

يؤكد السيد القائد أن الموقف اليمني ليس وليد اللحظة، بل هو “موقفٌ أصيل، إيماني، قرآني”، مبنيٌّ على واجبات الجهاد في سبيل الله ونصرة المظلوم. ويُشدد على أن هذا الموقف “ليس وكالةً عن أحد، ولا نيابةً عن أحد، ولا عمالةً لأحد، هذا موقف بالأصالة، وهو الموقف الذي يجب أن يتبناه كلّ المسلمين أجمع”، بل هو التزامٌ ذاتي ينطلق من الانتماء للإسلام وقيمه. وفي هذا السياق، يصرح السيد قائلاً:

“نحن كشعبٍ يمني ينتمي للإسلام، ندرك واجباتنا الإسلامية، الجهادية، القرآنية، وأن موقع وموطن الظروف التي توجب الجهاد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والطغيان الأمريكي والإسرائيلي، هي أكثر من أيِّ مقامٍ آخر، من أيِّ معركةٍ أخرى، من أيِّ ظروفٍ أخرى”.

تطوُّر القدرات العسكرية: إفشال العدوان الأمريكي:

كشف السيد القائد عن تطور نوعي في الأداء العسكري اليمني، خاصة في مجال الدفاع الجوي والعمليات الاستراتيجية. ففي التصدي للعدوان الأمريكي المتواصل على بلدنا، نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات اعتراض ناجحة ضد طائرات العدوّ، بما فيها طائرات الشبح المتطورة.

وفي هذا الصدد، يوضح السيد القائد: “نفذنا 4 عمليات إطلاق لصواريخ قدس على طائرات التنصت والتزود بالوقود وطائرات حربية أمريكية في البحر الأحمر، كما نفذنا أكثر من 11 عملية اعتراض وتصد لطيران العدوّ الأمريكي بما فيها طائرات الشبح، وتم إفشال عدد من العمليات”.

كما أكّد السيد القائد أن العمليات العسكرية منذ 15 رمضان الماضي تُبين حجم الإسناد وفاعلية الموقف وقوة العمليات، حيثُ شملت 33 عملية ضد حاملة الطائرات الأمريكية والقطع البحرية المرافقة لها، باستخدام 122 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، ما أدى إلى تحييد بشكل شبه كامل دور حاملة الطائرات في البحر الأحمر، وإجبار العدوّ على استقدام حاملة طائرات أخرى، وهو ما يعتبر اعترافاً بفشله.

وأشار السيد القائد إلى أن من “نتائج عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان لجوء العدوّ الأمريكي إلى استخدام طائرات الشبح، ولجوء الأمريكي للاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد قرابة 4 آلاف كم سببه الفشل وضعف الفاعلية لعملياته، موضحاً أن “ما تقوم به حاملة الطائرات ترومان أصبح عملاً دفاعياً بالدرجة الأولى، وبالكاد تدافع عن نفسها أمام عملياتنا، وأن عملياتنا ضد حاملة الطائرات وضعها في حالة دفاع دون أن تتمكن من تأمين الملاحة الإسرائيلية”.

ولفت إلى أن استقدام حاملة طائرات أخرى هو فشل يؤكد أن ترومان لم يكن لها دور مؤثر لتحقيق الأهداف الأمريكية، مؤكداً أن الموقف اليمني فعال ومؤثر وقوي، ولهذا لجأ العدوّ الأمريكي إلى استقدام المزيد من إمكاناته وقدراته.

استهداف العمق الفلسطيني المحتل: رسائل قوية بمفاعيل استراتيجية:

لم تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية عند مواجهة العدوان الأمريكي المباشر، بل امتدت لاستهداف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيثُ نفذت 26 عملية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدد 30 ما بين صاروخ باليستي وفرط صوتي وطائرة مسيّرة. ويؤكد السيد القائد أن حجم عملياتنا وزخمها يُثبت أن “القدرات ــ بحمد الله ــ لا تزال معافاة وقوية جداً ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي”.

وأكّد السيد القائد أن القدرات العسكرية اليمنية تتنامى وأن المعنيين يزدادون في هذه المجالات ابتكاراً وإتقاناً على المستوى التقني والتصنيع التكتيك العملياتي، لافتاً إلى أن “الأدلة الواضحة في زخم العمليات وفاعليتها وتنوعها وقوتها وما تحققه من نتائج في اعترافات واضحة للأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم”.

ووجه السيد القائد رسالة هامة للأمريكيين قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.

كما أكّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- أن جبهة اليمن المساندة لغزة هي جبهة قوية وملهمة وتمثل حافزاً ونموذجاً مهماً للآخرين.

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي يهدف للتأثير على الموقف اليمني بكل الوسائل، وفي مقدمتها العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن.

جرائم العدوان الأمريكي بالأرقام: إحصائية تكشف التصعيد والفشل الأمريكي:

قدم السيد القائد إحصائية حول جرائم العدوّ الأمريكي على بلادنا خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن العدوّ الأمريكي نفذ هذا الأسبوع أكثر من 220 غارة بواسطة طائرات الشبح والطائرات الحربية F18 وأنواع أخرى، وأنه كثف من عدوانه على بلدنا، ونفذ خلال شهر أكثر من 900 غارة وقصف بحري.

أما إجمالي عملياتنا خلال هذا الشهر، فقد بلغت 78 وتم تنفيذها بـ171 صاروخا باليستيا ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيّرة.

استهداف المدنيين وفشل العدوان: البحر الأحمر مقفل بوجه العدو:

وأوضح السيد القائد أن العدوّ يستهدف الكثير من الأعيان المدنية، وأن عدوانه فاشل ولن يتمكن أبداً من إيقاف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني، وأن العدوان الأمريكي لم يتمكن من تأمين السفن الإسرائيلية، وأن البحرين الأحمر والعربي لا يزالان مقفلين تماماً في وجه العدوّ الإسرائيلي.

وقال: إن “الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي”، موضحاً أنه “لا نتيجة للعدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه لإسناد العدوّ الإسرائيلي وحمايته وتمكينه من الملاحة من جديد”.

عمليات نوعية في عمق كيان العدوّ: “هدية عيد” للمجرمين:

وبخصوص عمليات قواتنا المسلحة خلال هذا الأسبوع في عمق كيان العدوّ، أشار السيد القائد إلى أنها تمت بالقصف الصاروخي وبالمسيّرات باتجاه يافا المحتلة وعسقلان، وكذلك بالصواريخ الفرط صوتية، وذو الفقار، وأنها تزامنت مع “عيد الفصح اليهودي” وهي هدية العيد لأولئك المجرمين.

ولفت إلى أن العملية الأخيرة في يافا المحتلة وأسدود دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي في إيقاف عملياتنا أو الحد من قدراتنا، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل التصدي للعدو الأمريكي والاستهداف المستمر لحاملة الطائرات والاشتباك معها.

إسقاط الطائرة الـ19: دليل فاعلية الرد اليمني:

وأكّد السيد القائد أن إسقاط الطائرة التاسعة عشرة من طراز إم كيو9 إنجاز مهم؛ لأنَّ العدوّ الأمريكي يعتمد عليها بشكل كبير، وهذا يدل على فاعلية قواتنا المسلحة وتصديها للعدوان بفاعلية وتأثير كبير.

رسالة إلى الأمريكيين: عدوانكم يزيدنا قوة:

وجّه السيد القائد رسالةً واضحةً للعدو الأمريكي، مفادها أن العدوان لن يُثني العزيمة اليمنية، بل سيكون دافعاً لتعزيز القدرات، قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.

جبهةٌ تُلهم العالم:

اليمن، برغم الحصار والعدوان، أصبح نموذجاً يُحتذى في الصمود والالتزام بالمبادئ. كما يؤكد السيد القائد:

“كُلّ العالم يرى اليمنيين في الموقف الصحيح وفي قضية حق يجمع عليها كُلّ الضمير الإنساني في مساندة الشعب الفلسطيني، وأن موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني في الاتجاه الصحيح الذي يعترف به كُلّ العالم وينسجم مع كُلّ شيء”.

هذا الموقف لن يتراجع، وسيظل “فعالاً ومؤثراً وقوياً”، لأن قوته مستمدة من الإيمان بالله، والثقة بنصره.

مقالات مشابهة

  • مودي يقطع زيارته للسعودية وحملات واسعة للقوات الهندية في كشمير
  • تعزيزا للتعاون الأكاديمي.. وفد روسي يزور المعهد الدبلوماسي الليبي بنغازي
  • عمق تاريخي وأهمية ممتدة لأكثر من 75 عاماً.. العلاقات السعودية – الهندية.. شراكة إستراتيجية وتعاون مثمر
  • عقدا جلسة مباحثات وترأسا مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي- الهندي.. ولي العهد ورئيس وزراء الهند يستعرضان تطوير العلاقات الثنائية
  • طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
  • رئيس الوزراء الهندي يزور السعودية
  • العلاقات السعودية الهندية.. شراكة إستراتيجية وتعاون مثمر
  • رئيس الوزراء الهندي يصل إلى جدة ويغرد بالعربية: هذه الزيارة ستعزز صداقتنا.. صور
  • رئيس الوزراء الهندي في المملكة
  • احترام «المساحة الشخصية» ليس رفاهية