مسودة جديدة لصفقة المعادن تحيي المخاوف بشأن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
من خلال منح الشركات الأمريكية معاملة تفضيلية في أوكرانيا، فإن صفقة المعادن المقترحة تنطوي على خطر التناقض مع قواعد المنافسة والسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، والتي تنص على الوصول المتساوي والعادل، ما قد يجمّد جهود كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
أكدّت المفوضية الأوروبية أنً صفقة المعادن التي تتفاوض عليها أوكرانيا والولايات المتحدة حاليًا، ستخضع لتقييم دقيق في بروكسل، وذلك لتحديد مدى توافقها مع طلب أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأشارت المفوضية إلى أن النسخة الأخيرة من نص الاتفاقية "تثير مخاوف من أنها ستعرقل طموحات كييف للانضمام إلى الاتحاد".
ويلزم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي التوافق التدريجي مع تشريعات الاتحاد، بما في ذلك المبادئ الأساسية للمنافسة العادلة وعدم التمييز.
وقالت باولا بينيو، كبيرة المتحدثين باسم المفوضية الأوروبية، يوم الجمعة خلال مؤتمر صحفي: "يجب النظر إلى الاتفاق من زاوية العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، ولا سيما فيما يتعلق بمفاوضات الانضمام".
Relatedماكرون يعلن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 2 مليار يورو "أوروبا يجب أن تثبت قوتها"... قمة باريس تبحث نشر قوات في أوكرانيابوتين يقترح تشكيل إدارة مؤقتة لأوكرانيا تحت رعاية الأمم المتحدةصفقة المعادن بين أوكرانيا وأمريكا: شروط جدلية ومستقبل غامضوحذرت بينيو من أنّ أيّ استنتاجات يتمُّ استخلاصها حاليًا ستكون "محض تكهنات"، حيث لا يزال الاتفاق قيد المناقشة بين المسؤولين الأوكرانيين ونظرائهم الأمريكيين، وأشارت إلى أنّ المفوضية ستقدم "المساعدة" القانونية لكييف إذا طُلب منها ذلك.
وقالت بينيو: "لا يمكننا إجراء أي تقييم ما لم يكن الاتفاق الملموس مع (الحروف) السوداء على البيضاء، التي تسمح لنا بإجراء تقييم لأي تأثير من زوايا السياسة المختلفة التي قد تنشأ".
ويأتي هذا التعليق بعد يوم واحد من كشف وكالة بلومبرغ وصحيفة "فاينانشيال تايمز" عن تفاصيل جديدة حول أحدث نسخة من الاتفاقية التي طرحها البيت الأبيض.
وتتضمن الصيغة الجديدة شروطًا شاملة من شأنها أن تجعل أمريكا تتحكم بشكل غير مسبوق في الموارد الطبيعية لأوكرانيا من خلال "صندوق استثمار مشترك".
وبموجب المسودة، سيتألف مجلس إدارة الصندوق من خمسة أعضاء: ثلاثة تعينهم الولايات المتحدة واثنان تعينهما أوكرانيا. ومن الناحية العملية، سيمنح ذلك واشنطن حق النقض الفعليّ على القرارات الرئيسية المتعلقة بالمشاريع الجديدة للبنية التحتية والموارد الطبيعية. وتبدو المشاريع القائمة خارج نطاق السيطرة.
وستكون الطرق، والسكك الحديدية، والموانئ، والمناجم، والنفط، والغاز، واستخراج المعادن الهامة في نطاق الهيكل الجديد.
كما ستكون أوكرانيا ملزمةً بتقديم جميع المشروعات الجديدة إلى الصندوق لمراجعتها "في أقرب وقت ممكن عمليًا"، وفق ما نشرت "بلومبرغ".
أمّا إذا تم رفض المشروع، فستمنع أوكرانيا من عرضه على أطراف أخرى بشروط "أفضل ماديًا".
وسيكون للولايات المتحدة الحق في جني جميع الأرباح من الصندوق، إضافة إلى عائد سنويّ بنسبة 4% حتى يتم استرداد المساعدات العسكرية والمالية التي تم تقديمها لأوكرانيا بالكامل.
ويقدر معهد كيل للاقتصاد العالمي قيمة الدعم الأمريكي بـ 114 مليار يورو منذ بداية الغزو الروسي الشامل.
وقد كان نموذج "رد الجميل" محوريًا في تحفيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توقيع الصفقة، ما أثار اتهامات بالاستغلال والاستعمار الجديد.
وبينما تمكّن المسؤولون الأوكرانيّون من تخفيف المقترحات الأولى التي قدّمتها الولايات المتحدة في فبراير/شباط، وحصلوا على نصٍّ يمكن اعتباره مقبولًا، يبدو أن النسخة الأخيرة تعيد الشروط الصارمة التي صدمت أوكرانيا وحلفاءها، وأثارت المخاوف من أنها ستعرّض تطلعات كييف إلى عضويّة الاتحاد الأوروبي للخطر.
تقول سفيتلانا تاران، محللة السياسات في مركز السياسة الأوروبية (EPC)، إن منح الشركات الأمريكية "حق العرض الأول" المنصوص عليه قانونًا "يتعارض بشكل مباشر مع قواعد المنافسة والسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، التي تنص على الوصول العادل والمتساوي لجميع الجهات الفاعلة الاقتصادية، بغض النظر عن الجنسية".
"يجب أن تكون هناك منافسة مفتوحة لجميع المستثمرين في المشروعات"، كما قالت تاران لـيورونيوز، وأضافت: "في المناقصات المفتوحة، يجب أن تشارك شركات الاتحاد الأوروبي والشركات الأمريكية وتتنافس على قدم المساواة. أرى أن تضاربًا في المصالح".
وتعتقد تاران أن أوكرانيا ستواصل المفاوضات حتى تصبح الاتفاقية "مقبولة" وتهدّئ المخاوف المتعلقة بعضوية الاتحاد الأوروبي، حتى وإن كان من غير الواضح مدى تأثير هذه المخاوف على اعتبارات البيت الأبيض.
وقالت المحللة: "كانت البنود المتفق عليها في النسخ السابقة متوازنة مع المصالح الأوكرانية، والآن، أصبحت غير متوازنة لصالح الولايات المتحدة".
Relatedماكرون يعلن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 2 مليار يورو باريس تحتضن الخميس قمة مصيرية لدعم أوكرانيا.. ماذا نعرف عن "تحالف الراغبين"؟ إصابات ودمار واسع جراء قصف روسي على أوديسا قبيل زيارة الرئيس التشيكي لأوكرانياوشكّل غياب ضماناتٍ أمنيّة نقطةَ خلافٍ أخرى في المحادثات. فقد عرضت إدارة ترامب صفقة المعادن كنوع من الردع الاقتصاديِّ ضد العدوان الروسيّ في المستقبل. ومع ذلك، فقد حذّر زيلينسكي من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيمنح الأولوية لأجندته التوسعية على المصالح الأمريكية".
وفي حديثه يوم الخميس بعد اجتماع لتحالف الراغبين في باريس، اشتكى زيلينسكي من أن شروط الاتفاق تتغير "باستمرار"، لكنه وعد بأن يظل فريقه "بنّاءً" في المفاوضات لتجنّب العداء، الذي قد يؤدي إلى تعليق جديد للمساعدة العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
"اعتقدت أننا توصلنا بالفعل إلى اتفاق إطاريّ، ولكن الآن، كما فهمت، يعمل الفريقان الأوكراني والأمريكي على ذلك لأن أمريكا تغير هذه القواعد، وتقترح توقيع الاتفاق الكامل على الفور".
زيلينسكي أكّد أنه لا أريد أن يكون لدى الولايات المتحدة انطباع بأن أوكرانيا تعارض ذلك "بشكل عام".
وأضاف: "لقد أظهرنا باستمرار إشارات إيجابية: نحن ندعم التعاون مع الولايات المتحدة، ولا نريد أن نرسل أي إشارات تدفعها إلى وقف المساعدة لأوكرانيا، أو وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية. هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا."
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "هل يخططون لشيء؟" أوربان ينتقد دعوة المفوضية الأوروبية للاستعداد للطوارئ تسريب وثائق عسكرية سرية في نيوكاسل يثير أزمة أمنية رئيس البرلمان الإيراني يُحذّر: سنستهدف القواعد الأمريكية إذا تعرضنا لهجوم فولوديمير زيلينسكيأوكرانياالمفوضية الأوروبيةتوسيع الاتحاد الاوروبيدونالد ترامبالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الاتحاد الأوروبي حزب الله روسيا الرسوم الجمركية دونالد ترامب إسرائيل الاتحاد الأوروبي حزب الله روسيا الرسوم الجمركية فولوديمير زيلينسكي أوكرانيا المفوضية الأوروبية توسيع الاتحاد الاوروبي دونالد ترامب دونالد ترامب إسرائيل الاتحاد الأوروبي حزب الله روسيا دراسة الرسوم الجمركية الحرب في أوكرانيا محادثات مفاوضات فلاديمير بوتين سياحة إيران إلى الاتحاد الأوروبی المفوضیة الأوروبیة الولایات المتحدة صفقة المعادن یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
صفقة المعادن بين أوكرانيا وأمريكا: شروط جدلية ومستقبل غامض
أكد ميخايلو بودولياك، المستشار الرئيسي للرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن المشاورات لا تزال جارية على مستوى الوزارات المختلفة حول مسودة اتفاقية المعادن مع واشنطن.
أكد مسؤولون أوكرانيون أن شروط الاتفاق المرتقب بين أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن الموارد المعدنية لم يتم الانتهاء منها بعد، وذلك عقب تسريب ملخص لأحدث عرض قدمته واشنطن يشير إلى طلبها الحصول على كامل إيرادات الموارد الطبيعية الأوكرانية لسنوات طويلة.
وفقًا للملخص الذي استعرضته وكالة "رويترز"، يتضمن العرض الأمريكي الأخير التزام كييف بتحويل كافة الأرباح الناتجة عن صندوق يدير الموارد الأوكرانية إلى واشنطن حتى تسدد أوكرانيا كامل المساعدات الأمريكية المقدمة خلال الحرب، بالإضافة إلى الفوائد.
ويشمل الصندوق الإيرادات الناتجة عن استخدام الموارد الطبيعية التي تديرها الشركات الحكومية والخاصة.
رد فعل المسؤولين الأوكرانيين: الحذر والغموضقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدنكو أمام البرلمان إن موقف كييف الرسمي من المسودة الجديدة لن يُعلن إلا بعد التوصل إلى توافق داخلي، محذرة من أن النقاش العام في هذه المرحلة قد يكون ضارًا. وفي السياق ذاته، أكد ميخايلو بودولياك، المستشار الرئيسي للرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن المشاورات لا تزال جارية على مستوى الوزارات المختلفة، مشيرًا إلى عدم وجود مشروع نهائي حتى الآن.
وصف مصدر أوكراني الوثيقة الكاملة التي قدمتها الولايات المتحدة بأنها "ضخمة". وكانت إدارة الرئيس دونالد ترامب قد ضغطت على كييف منذ أسابيع لتوقيع اتفاق يمنح واشنطن حصة في الموارد الأوكرانية، في إطار إعادة توجيه السياسة الأمريكية نحو تبني الرواية الروسية حول الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وأكد زيلينسكي مرارًا أنه يدعم فكرة التعاون الاقتصادي مع واشنطن، لكنه أشار إلى أنه لن يوقع أي اتفاق قد يؤدي إلى إفقار بلاده. وقال الخميس الماضي إن واشنطن تغير شروط الصفقة باستمرار، معربًا عن رغبته في أن تظل الولايات المتحدة تدعم أوكرانيا.
التفاصيل المالية للصفقة: شروط جديدة ومعايير صارمةكشفت مصادر مطلعة على المفاوضات أن الخطة المعدلة لا تتضمن أي ضمانات مستقبلية لأوكرانيا وتلزمها بتقديم جميع الإيرادات الناتجة عن استخدام الموارد الطبيعية إلى صندوق استثمار مشترك. ووفقًا للملخص، ستتمتع واشنطن بأولوية شراء الموارد المستخرجة واسترداد جميع الأموال التي قدمتها لأوكرانيا منذ عام 2022، بالإضافة إلى فائدة سنوية بنسبة 4%، قبل أن تحصل كييف على أي أرباح من الصندوق.
تشير بيانات وزارة المالية الأوكرانية إلى أن إيرادات ميزانية البلاد لعام 2024 تضمنت 1.2 مليار دولار كإيرادات من استخدام الموارد تحت الأرض، و1.8 مليار دولار كأرباح وعوائد أخرى من الحصص الحكومية في الشركات المملوكة للدولة، و19.4 مليار دولار من أرباح الشركات الحكومية.
وسيتم إدارة الصندوق الاستثماري المشترك من قبل مؤسسة التمويل الدولية للتنمية الأمريكية وسيضم مجلس إدارة مكونًا من خمسة أعضاء، ثلاثة منهم يعينهم الجانب الأمريكي واثنان من الجانب الأوكراني. سيتم تحويل الأموال إلى العملات الأجنبية ونقلها إلى الخارج.
Relatedماكرون يعلن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 2 مليار يورو باريس تحتضن الخميس قمة مصيرية لدعم أوكرانيا.. ماذا نعرف عن "تحالف الراغبين"؟رفض أوروبي طلب بوتين وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وأوربان يغرد خارج السربتطورات سابقة: مسودة أكثر ملاءمة لأوكرانيافي وقت سابق، كانت المسودة الأولى للصفقة التي وافقت عليها أوكرانيا مبدئيًا قبل زيارة زيلينسكي إلى البيت الأبيض الشهر الماضي أكثر ملاءمة لكييف، حيث اقترحت أن تساهم أوكرانيا بنسبة 50% فقط من العائدات المستقبلية للموارد الطبيعية المملوكة للدولة.
انتهت زيارة زيلينسكي إلى واشنطن في 28 فبراير بتوبيخ ترامب له في المكتب البيضاوي، تلاها تعليق الدعم الاستخباراتي والعسكري الأمريكي لأوكرانيا لعدة أيام. ومنذ ذلك الحين، تعامل زيلينسكي بحذر، معربًا عن امتنانه المتكرر للولايات المتحدة على دعمها.
محاولات لوقف إطلاق النار وخفض التصعيدوفي تطور آخر، وافقت أوكرانيا على مقترح أمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، رغم رفض روسيا لهذا المقترح. كما اتفقت موسكو وكييف الأسبوع الماضي على تعليق الهجمات على البنية التحتية للطاقة وفي البحر، لكن موسكو ربطت قبولها بالهدنة البحرية بتخفيف العقوبات الدولية.
قاد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسيت المفاوضات حول صفقة المعادن، وقال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إن الولايات المتحدة قدمت "وثيقة مكتملة للشراكة الاقتصادية" وتأمل في الحصول على التوقيعات قريبًا.
قال ترامب إن صفقة المعادن ستساعد في تحقيق السلام من خلال منح الولايات المتحدة حصة مالية في مستقبل أوكرانيا، معتبرًا أنها وسيلة لاستعادة بعض عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها واشنطن كدعم مالي وعسكري منذ غزو روسيا في عام 2022.
وعلى الرغم من تصريحات ترامب بأن واشنطن أصبحت محايدة وتسعى لإنهاء الحرب، لم تتراجع موسكو عن مطالبها القصوى، والتي تشمل نزع سلاح أوكرانيا وإعلان حيادها وانسحابها من الأراضي التي ادعت السيطرة عليها منذ الغزو.
وفي أحدث مواقفه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن حكومة كييف يجب أن تُستبدل بإدارة مؤقتة تعمل على إنهاء الحرب وإجراء الانتخابات، ممتدحًا ترامب ومؤكدًا استعداد روسيا للسلام.
بوتين: حكومة كييف يجب أن تستبدلوفي تعليقات نقلتها وكالات الأنباء الروسية، قال بوتين أثناء زيارة لميناء إن الإدارة الأوكرانية الحالية يجب أن تُستبدل بإدارة مؤقتة تهدف إلى إنهاء الحرب وتنظيم انتخابات.
وأضاف بوتين أن روسيا تدعم "حلولًا سلمية لأي صراع عبر وسائل سلمية، ولكن ليس على حسابنا"، مؤكداً أن القوات الروسية تحتفظ بالمبادرة الاستراتيجية على جميع خطوط التماس العسكري.
وعندما سُئل متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي عن تصريحات بوتين بشأن الإدارة المؤقتة لأوكرانيا، قال إن الحكم في أوكرانيا يتحدد بموجب دستورها.