نسخة نادرة من المصحف في جنوب أفريقيا.. كيف وصلت إلى كيب تاون؟
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
يحتفظ المسلمون بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، بنسخة نادرة من المصحف مكتوبة بخط اليد منذ 200 عام، تعود إلى فترة الاحتلال الهولندي لإندونيسيا، والتي قام علماء ومسلمو المدينة بمهمة ترتيب صفحاتها، حيث لم تكن مرقمة، وحافظوا عليها بعناية بسبب قيمتها التاريخية والثقافية.
وتتميز هذه النسخة بأهميتها التاريخية، إذ لم تكن معروفة أو متداولة بشكل واسع، حيث تم العثور عليها في غرفة علوية بمسجد "الأول" أثناء أعمال تجديد في منتصف الثمانينيات، بحسب تقرير لـ "بي بي سي".
كما تمتاز نسخة المصحف بخط عربي واضح بالحبر الأسود والأحمر، وهي في حالة جيدة جدًا، وتعرض الآن في المسجد، الذي أسسه الإمام عبد الله بن القاضي عبد السلام، المعروف باسم "توان غورو"، في عام 1794.
وتعكس قصة توان غورو حياة المسلمين في جنوب أفريقيا، حيث كان مسلمًا من أصل إندونيسي ومساهمًا في انتشار الإسلام والحفاظ عليه، وتجسد تجربته جهود المسلمين في البقاء والاندماج في جنوب أفريقيا، حيث يشكلون نسبة صغيرة من السكان.
في الوقت الحاضر، يمثل المسلمون نحو 5% من سكان كيب تاون، وأكثر من 2 مليون نسمة في جنوب أفريقيا، بينما تظل البلاد متعددة اللغات والثقافات والمعتقدات، مع وجود مجموعات متنوعة من الديانات والعقائد.
وعلى مر السنوات، ساهمت هجرات متعددة من المسلمين من مختلف البلدان في تشكيل مجتمع إسلامي متنوع وغني في جنوب أفريقيا، وهو ما يعكس تنوع وتعدد البلاد نفسها.
ويتوزع معظم المسلمين في جنوب أفريقيا ضمن المذهب السني، وتتواجد أقلية من المسلمين الشيعة، وتركز بشكل خاص في منطقة كيب تاون، إضافة لتواجد لمجموعات إسلامية أخرى مثل الأحمدية.
تاريخيًا، أُنشئ أول مسجد في جنوب أفريقيا في عام 1665 في حي الماليزيين في كيب تاون، وتمتلك البلاد اليوم أكثر من 500 مسجد، موزعة عبر ولاياتها الثلاث: الكيب، ترانسفال، وناتال.
ويعد الشيخ أحمد ديدات، واحد من أبرز العلماء المسلمين في جنوب أفريقيا، وهو من قام بتأسيس مركز عالمي للدعوة الإسلامية في مدينة ديربان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي المرأة والأسرة حول العالم حول العالم جنوب أفريقيا المصحف جنوب أفريقيا اندونيسيا الاسلام المصحف حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی جنوب أفریقیا المسلمین فی
إقرأ أيضاً:
نكبة جديدة تلوح في الأفق..(البلاد) تسلط الضوء.. إسرائيل ترسخُ احتلالًا طويل الأمد في جنوب سوريا
البلاد – دمشق
في مشهد يعيد إلى الأذهان النكبة الفلسطينية، تتقدم إسرائيل بخطى محسوبة نحو ترسيخ احتلال طويل الأمد لجنوب سوريا، في استغلال واضح للفراغ الأمني والسياسي بعد انهيار نظام الأسد أواخر العام الماضي. المشهد هناك لا يوحي فقط بتدخل عسكري تقليدي، بل بتغيير جذري في طبيعة السيطرة على الأرض، حيث تبدو تل أبيب عازمة على خلق “فلسطين أخرى” على امتداد الحدود السورية-الإسرائيلية.
زيارة استقصائية حديثة أجراها مراسلو صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى المنطقة كشفت ملامح هذا التوسع الإسرائيلي، الذي لم يعد مجرد تدخل عسكري أو ضربات جوية متفرقة، بل أصبح منظومة متكاملة من السيطرة الأمنية والإدارية والاجتماعية. في قرية الحميدية، الواقعة داخل منطقة منزوعة السلاح سابقًا، تُسيطر إسرائيل الآن على كل شيء: من حركة المدنيين إلى الخدمات الطبية، ومن حجم الجنازات إلى توزيع الطعام.
موقع عسكري إسرائيلي حديث البناء يراقب القرية ليل نهار، بينما تُسيّر دوريات شبابية نقاط التفتيش، وتُقيّد الحركة، وتتحكم فيمن يغادر ومن يدخل، حتى في حالات الطوارئ الطبية. في رمضان، لم يتمكن الأهالي من زيارة أقاربهم لتناول الإفطار، وأُجبر شيوخ القرية على طلب إذن من ضباط الارتباط الإسرائيلي لنقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات. في جنازات القرية، حُدد عدد المعزّين، واختُزلت أيام الحداد التقليدية إلى يوم واحد، في انتهاك فج للأعراف الاجتماعية والدينية.
في مقابل هذه القيود، عرضت إسرائيل طرودًا غذائية على سكان القرى الفقيرة، في محاولة مكشوفة لكسب ود الأهالي وتحسين صورة جيش الاحتلال. وبينما قبل البعض مضطرًا، رفض كثيرون، إدراكًا منهم أن ما يُمنح اليوم كمساعدة، سيتحول غدًا إلى أداة لإدامة الاحتلال.
منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، صعدت تل أبيب من تدخلها العسكري. مئات الغارات الإسرائيلية دمّرت ما تبقى من الجيش السوري، فيما توسعت القوات البرية في منطقة الأمم المتحدة المنزوعة السلاح، التي ظلت قائمة لنصف قرن. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالب علنًا بنزع سلاح الجنوب السوري، بينما صرّح وزير دفاعه بأن القوات الإسرائيلية باقية هناك “إلى أجل غير مسمى.”
اليوم، بات لإسرائيل وجود فعلي على مساحات ممتدة لمئات الأميال داخل الأراضي السورية، تُديرها عبر مواقع عسكرية متقدمة، وأبراج مراقبة، وممرات ترابية مغلقة. وهي تُعيد بذلك إنتاج نموذج “المناطق العازلة” الذي اعتمدته في غزة ولبنان، وتُطبّقه الآن في سوريا بغطاء أمني لكنه يحمل أهدافًا توسعية صريحة.
وفي تطور خطير، أعلنت المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًا عن تنظيم زيارات إلى مواقع أثرية داخل الجنوب السوري خلال عيد الفصح اليهودي هذا الشهر، وفق ما أورد موقع “كيبا” العبري. هذه الخطوة، التي تتم بحراسة عسكرية مشددة، لا تعكس اهتمامًا بالتراث، بقدر ما تُعلن دخول الجنوب السوري مرحلة جديدة: مرحلة دمج الأراضي المحتلة في الوعي الإسرائيلي، وتحويلها إلى وجهات “سياحية آمنة” كما حدث في القدس والجولان.
بهذا المسار، لا تُوسّع إسرائيل نفوذها فحسب، بل تُعيد رسم خريطة سوريا بسياسة التدرج الهادئ… لتكتب نكبة جديدة في قرى ظلت لسنوات تنزف من الحرب، وتُركت الآن فريسة للاحتلال.