WSJ: قاذفات فشلت بتدمير مواقع للحوثيين.. وسينغال كشف مساهمة الاحتلال بالأهداف
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن فضيحة تطبيق سيغنال التي وقع فيها كبار المسؤولين في إدارة دونالد ترامب، كشفت أن الاحتلال، قدم معلومات استخباراتية للغارات التي استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن.
كما أشارت الصحيفة، إلى أن قاذفات بي-2 الأمريكية فشلت في تدمير مجمع صواريخ حوثية، تحت الأرض باستخدام قنابل خارقة للتحصينات، ولم يسفر ذلك إلا عن انهيار مداخله.
ووفقا لصور الأقمار الصناعية، تم بناء مداخل جديدة، مما يثير مخاوف بشأن قدرة الولايات المتحدة على استهداف منشآت الصواريخ الإيرانية العميقة.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إن الاحتلال زود الإدارة الأمريكية بشأن منشأة عسكرية تم استهدافها في الهجوم الذي وصفه مستشار الأمن القومي مايك والتز في دردشة سيغنال مع مسؤوي إدارة ترامب البارزين، وذلك حسب مسؤولين أمريكيين.
وبعد الهجمات الجوية الأمريكية بفترة قصيرة، أرسل والتز رسالة نصية قال فيها إن الهدف الرئيس للغارة كان خبيرا حوثيا بارزا في الصواريخ وشوهد وهو يدخل بيت صديقه في بناية، قال إنها دمرت بالكامل.
وقال واحد من المسؤولين إن الإسرائيليين اشتكوا سرا للمسؤولين الأمريكيين وأن رسالة والتز النصية أصبحت معروفة.
وأوضحت الصحيفة أن دور الاحتلال في توفير معلومات ساعد على تتبع الخبير، وسلط الضوء على حساسية بعض ما كشف في الرسائل النصية. كما ويثير تساؤلات حول ادعاء إدارة ترامب عدم مشاركة أي معلومات سرية عبر تطبيق سيغنال، وهو تطبيق غير رسمي متاح للجميع.
وكتب والتز: "الهدف الأول، مسؤول الصواريخ الرئيسي لديهم، كان لدينا هوية مؤكدة له وهو يدخل مبنى صديقته، وقد انهار المبنى الآن". ولم يصف والتز مصادر المعلومات الاستخباراتية، لكنه قال في رسالة أخرى إن الولايات المتحدة لديها "تحديدات إيجابية متعددة". وقال مسؤولون دفاعيون إن الولايات المتحدة تلقت أيضا معلومات استخباراتية حول الأهداف التي قصفت في الهجوم من طائرات استطلاع مسيرة حلقت فوق اليمن.
وجاءت رسالة والتز ردا على سؤال من نائب الرئيس جي ديه فانس حول نتائج الغارة والتي أخبر المجموعة عنها في الدردشة. وقد كشف الصحفي في أتلانتيك غولدبيرغ عن الرسالة وما دار من حديث حول الغارات، حيث تمت إضافة غولدبيرغ لها بالخطأ، وكان والتز هو الذي أضافه على الأرجح.
وفي الإحاطة التي قدمتها البنتاغون بعد يومين من غارة 15 آذار/مارس، أخبر الجنرال أليكسوس غرينكويتش، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة، الصحفيين أن الولايات المتحدة ضربت أكثر من 30 هدفا، بما فيها مراكز قيادة وتحكم تابعة للحوثيين إلى جانب تحديد مواقع عدد من خبراء المسيرات لديهم. ورغم حديثه عن عدد من القتلى بين العسكريين إلا أنه لم يذكر خبير الصواريخ من بينهم.
وقالت الصحيفة إن هوية الشخص الذي يقدم المعلومات للإسرائيليين من ميدان الحدث وفي الوقت الفعلي، تم التحفظ عليها وبعناية.
وحول ما إن كان الاحتلال قد زودت الأمريكيين بمعلومات استخباراتية للهجوم، رد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بريان هيوز بأنه "لم تشمل المحادثة أي معلومات سرية". وأضاف في صدى لتعليقات والتز ووزير الدفاع بيت هيغسيث ومسؤولين كبار آخرين حول دردشة سيغنال: "الرسائل لا تحتوي على مواقع ولا مصادر ولا أساليب ولا خطط حرب. وقد أُبلغ الشركاء الأجانب مسبقا بأن الضربات وشيكة".
وبعد الموجة الأولى للهجمات نشر والتز معلومات حقيقية على مجموعة الدردشة لسيغنال "نائب الرئيس، انهارت بناية ولدينا عدد من الهويات الإيجابية. بيت، كوريلا، الإستخبارات مهمة مذهلة"، حيث كتب في رسالته النصية الساعة 1:48 مساء، ذاكرا وزير الدفاع وقائد القيادة المركزية الجنرال إريك كوريلا والإستخبارات الأمريكية.
إلا أن الرسالة كانت غامضة لفانس الذي كتب بعد ستة دقائق ماذا؟، لكن والتز وضح في الساعة الثانية مساء قائلا إنه كان يكتب بسرعة. وكرر أن خبيرا حوثيا في مجال الصواريخ شوهد وهو يدخل بيت صديقته في البناية التي دمرت، فرد فانس بسرعة ممتاز".
وتضيف الصحيفة أن إدارة بايدن سعت في العام الماضي لاستهداف قادة الحوثيين وتواصلت مع السعوديين والإسرائيليين، حسب أشخاص مطلعين على الخطط السرية. ومع أن الإدارة لم تتحرك لتنفيذ الخطط، إلا أن عملها منح على مايبدو، إدارة ترامب بداية في وضع أهداف لضربتها في 15 آذار/مارس على الحوثيين باليمن.
وقد تحمل والتز مسؤولية بدء محادثة سيغنال وإضافة غولدبرغ إليها عن غير قصد. ودافع الرئيس ترامب عنه، واصفا إياه بأنه "رجل جيد" ارتكب خطأ، كما شارك هيغسيث معلومات حساسة في المحادثة، بما في ذلك وقت إقلاع المقاتلات الأمريكية والأوقات التقريبية للهجوم.
ويقول مسؤولون حاليون وسابقون إن تسريبات الاستخبارات قد تعرض مصادر الاستخبارات الأجنبية للخطر، وتجعل الدول الأخرى مترددة في مشاركة مثل هذه المعلومات الحساسة. وأكد المسؤولون في إدارة ترامب خلال الأسابيع الأخيرة بأنهم ضاعفوا جهودهم لمنع تسريب المعلومات السرية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية سيغنال الاحتلال اليمن امريكا اليمن الاحتلال سيغنال صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
قمع الحرم الجامعي.. كيف شنّت إدارة ترامب حرباً على حرية التعبير في الجامعات الأمريكية؟
يمانيون../
في مشهد يعكس اتساع الهوة بين السلطة والشارع داخل الولايات المتحدة، تصاعدت موجة الغضب الشعبي ضد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أعقاب سلسلة من الإجراءات القمعية التي استهدفت الجامعات الأمريكية، وقيود صارمة فرضت على حرية التعبير، خصوصاً في ما يتعلق بالتضامن مع القضية الفلسطينية ورفض العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وفي سابقة تُعد من أخطر محاولات تسييس الفضاء الأكاديمي، اتجهت إدارة ترامب إلى استخدام أدوات السلطة الفيدرالية، بما في ذلك التهديد المباشر بقطع التمويل عن المؤسسات التعليمية، كوسيلة للضغط على الجامعات ومنعها من احتضان الأصوات المناهضة للعدوان الصهيوني.
وبحسب تقارير إعلامية أمريكية، فإن إدارة ترامب وجّهت تهديدات صريحة بوقف التمويل الفيدرالي عن الجامعات التي تسمح بتنظيم وقفات احتجاجية أو فعاليات تضامن مع فلسطين، الأمر الذي اعتبرته أوساط أكاديمية “ترهيباً مفضوحاً” يهدف إلى خنق حرية التعبير في مؤسسات يُفترض أن تكون حاضنات للفكر الحر والنقاش المسؤول.
التهديد لم يكن كلاماً عابراً، بل وصل إلى ذروته مع واحدة من أعرق المؤسسات الأكاديمية في العالم، جامعة هارفارد، التي قررت اللجوء إلى القضاء ورفع دعوى قانونية ضد الحكومة الأمريكية، احتجاجاً على ما وصفته بـ”الابتزاز السياسي”، بعد تلويح واشنطن بحرمانها من مليارات الدولارات من المساعدات الفيدرالية.
هجوم ممنهج على استقلالية القرار الأكاديمي
لم تكتفِ الإدارة الأمريكية بمحاولات تجفيف منابع التمويل، بل مارست ضغوطاً مكثفة على إدارات الجامعات لتغيير سياساتها المتعلقة بحرية التظاهر وإدارة الفعاليات الطلابية، وهي ضغوط قوبلت برفض واسع من رؤساء الجامعات، الذين عبّروا عن خشيتهم من أن تتحول مؤسساتهم إلى “أذرع أمنية تابعة للبيت الأبيض”، بدلاً من أن تبقى منارات للفكر النقدي والاستقلال الأكاديمي.
وفي هذا السياق، اعتبر عدد من الأكاديميين أن ما تقوم به الإدارة لا يختلف عن سلوك الأنظمة الشمولية، التي ترى في الرأي الآخر تهديداً وجودياً، وتلجأ إلى القمع حين تعجز عن الإقناع.
الطلاب تحت المقصلة: اعتقالات، فصل، وملاحقات إدارية
إلى جانب الضغط على الإدارات الجامعية، شنت السلطات الأمنية حملة واسعة استهدفت الطلاب المناهضين للعدوان الصهيوني، شملت اعتقالات تعسفية داخل الحرم الجامعي، وإصدار قرارات بالفصل المؤقت أو الإنذارات التأديبية، في محاولة لإخماد جذوة الحركة الطلابية التي بدأت تستعيد أنفاسها بعد سنوات من التهميش.
الطلاب من جهتهم، لم يقابلوا القمع بالصمت، بل أطلقوا موجة احتجاجات جديدة تجاوزت حرم الجامعات لتصل إلى الشوارع والساحات العامة، مطالبين بوقف ما وصفوه بـ”العسكرة السياسية للحياة الأكاديمية”، ورافعين شعار “الجامعات ليست ثكنات… والصمت على جرائم الاحتلال خيانة أكاديمية وأخلاقية”.
قضية فلسطين تعيد تشكيل الوعي الجامعي الأمريكي
المفارقة في هذا المشهد أن القضية الفلسطينية – التي طالما حاول الإعلام الأمريكي تهميشها أو تشويه صورتها – باتت اليوم محفزاً رئيسياً للوعي السياسي لدى شريحة واسعة من طلاب الجامعات الأمريكية.
فالطلاب الذين خرجوا منددين بالإبادة الجماعية في غزة، لم يكونوا مجرد نشطاء تقليديين، بل ينتمون إلى طيف واسع من التخصصات والانتماءات، ما يشير إلى أن فلسطين لم تعد مجرد قضية قومية أو دينية، بل تحولت إلى رمز إنساني جامع في وجه سياسات البطش والتمييز والكيل بمكيالين.
ترامب يواجه جبهة داخلية جديدة… والجامعات تتحول إلى بؤر مقاومة فكرية
رغم القوة الرمزية التي يحاول ترامب إظهارها عبر خطاباته وتهديداته، إلا أن الوقائع تُظهر أن الجامعات الأمريكية تحولت في عهده إلى جبهة داخلية ساخنة، تستعيد أمجاد الحراك الطلابي الذي أسقط سياسات التمييز العنصري في الستينيات، واحتج على حرب فيتنام في السبعينيات.
ومع تصاعد الأصوات المناهضة لهيمنة اللوبي الصهيوني على السياسات الأمريكية، بات واضحاً أن الجامعات، بما فيها من عقل وضمير، قد تكون رأس حربة في قلب المعادلات السياسية، وتعيد تصويب البوصلة نحو قيم الحرية، العدالة، والإنصاف.
خلاصة: قمع التعبير لم يُسكت الجامعات… بل أيقظ وعياً جديداً
ما يحدث اليوم في الجامعات الأمريكية ليس مجرد خلاف بين الطلاب والإدارة، بل معركة كبرى بين من يريد استخدام أدوات الدولة لفرض رواية واحدة، ومن يتمسك بحق التفكير الحر والاختلاف.
وإذا كانت إدارة ترامب قد نجحت في تحييد بعض وسائل الإعلام، فإنها فشلت – حتى الآن – في إسكات صوت الجامعات، التي تبدو اليوم أكثر انخراطاً في قضايا العالم، وأكثر تمرداً على السرديات الرسمية.
إن القمع الذي تمارسه الإدارة الأمريكية بحق المتضامنين مع فلسطين، لا يعكس إلا ارتباك السلطة أمام يقظة الضمير الشعبي، وخصوصاً بين شباب الجامعات، الذين لم يعودوا يكتفون بدور المتلقين، بل يصرّون على أن يكونوا فاعلين في معركة الوعي، وتحرير السياسة من قبضة المال والاحتلال.
محمد الأسدي