صحيفة الاتحاد:
2025-04-24@09:44:18 GMT

عون يتعهد بسيطرة الجيش على أراضي لبنان كافة

تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT

بيروت (الاتحاد)

أخبار ذات صلة سوريا ولبنان يوقعان اتفاقاً لترسيم الحدود أوامر إخلاء إجبارية تشمل نصف شمال غزة

شن الجيش الإسرائيلي، أمس، غارات جوية مكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، هي الأولى منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي، فيما تعهد الرئيس اللبناني جوزيف عون ببسط سيطرة الجيش على البلاد بأكملها، بينما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الغارات على بيروت «غير مبررة».


وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه هاجم ما وصفها بـ«بنية تحتية لتخزين الطائرات المسيّرة التي يستخدمها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت»، وذلك بعدما أصدر تحذيراً لسكان العاصمة اللبنانية، معلناً استهداف منزل هناك، بزعم تبعيته لـ«حزب الله».
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن الجيش الإسرائيلي نفَّذ تهديداته وشن غارة بصاروخين على المبنى المهدد في بلدة الحدث، ودمره بشكل كامل.
وجاءت الغارات الإسرائيلية بعدما حمَّلت إسرائيل لبنان مسؤولية إطلاق صاروخين قالت إنهما أطلقا من أراضيه، وشنت على إثرهما سلسلة من الغارات على قرى وبلدات جنوب لبنان.
وقررت وزيرة التربية والتعليم العالي اللبنانية، ريما كرامي، تعطيل المدارس الواقعة في هذه المناطق و«مجمع الرئيس رفيق الحريري الجامعي»، وإخلاءها من المتعلمين والمعلمين والإداريين، وتوخي الحذر في نقل الأولاد حفاظاً على سلامة الجميع.
وفي حصيلة محدثة، أدت الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي على بلدات الجنوب اللبناني إلى مقتل 5 أشخاص، من بينهم سيدة، وإصابة 18 بجروح، من بينهم 6 أطفال و8 نساء، في غارة على بلدة «كفرتبنيت»، وفق ما أعلنته السلطات الصحية اللبنانية.
وكانت وسائل إعلام محلية نقلت صباح أمس، إعلان القوات الإسرائيلية رصدها إطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية.
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، أمس، أن لبنان عازم على بناء جيشه وبسط سيطرته على كامل البلاد لإنهاء دائرة العنف.
وذكر عون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس «ندين أي اعتداء على لبنان وأي محاولة مشبوهة لإعادة لبنان إلى دوامة العنف».
وأضاف «ما يحدث يزيدنا تصميماً وإصراراً على بناء بلدنا وجيشنا وبسط سيطرتنا على كامل أراضينا».
بدوره، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّ الضربات الإسرائيلية على لبنان «غير مقبولة، وتشكّل انتهاكاً لوقف إطلاق النار».
وفي السياق، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أن الجيش اللبناني وحده المسؤول عن حماية الحدود، وأن الدولة اللبنانية هي «صاحبة قرار الحرب والسلم حصراً».
ونقل مكتب رئاسة الوزراء، في بيان عن سلام، تشديده على وجوب الإسراع في استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني من أجل حصر السلاح بيد الدولة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن لبنان متمسك بشكل كامل بتطبيق القرار الأممي رقم 1701 وبترتيبات إيقاف الأعمال العدائية.
وذكر بيان الرئاسة أن سلام أجرى سلسلة اتصالات بمسؤولين عرب ودوليين من أجل ممارسة أقصى الضغوط على القوات الإسرائيلية لإيقاف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وسيادته، محذراً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية من لبنان.
من جانب آخر، أصدرت جينين هينيس - بلاسخارت، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، بياناً قالت فيه إن تبادل إطلاق النار عبر «الخط الأزرق» يعد الحادث الثاني من نوعه في أقل من أسبوع، «وهو ما يثير قلقاً عميقاً».
وأضافت بلاسخارت أن العودة إلى صراع أوسع في لبنان ستكون «مدمرة للمدنيين» على جانبي الخط الأزرق، مشددةً على ضرورة تجنب الصراع بأي ثمن، وضبط النفس من جميع الأطراف بشكل حاسم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الجيش اللبناني الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان لبنان لبنان وإسرائيل أزمة لبنان الأزمة اللبنانية الرئيس اللبناني جوزيف عون الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

حياة بدائية مريرة خلفتها الحرب الإسرائيلية في قرى الجنوب اللبناني

جنوب لبنان- "هذا كان بيتي وللمرة الثالثة أعيد بناؤه" بهذه الكلمات المشحونة بالألم يبدأ المواطن زهر الدين، أحد أبناء بلدة ميس الجبل في الجنوب اللبناني، حديثه للجزيرة نت، بينما يفتح أبواب منزله شبه المدمر، ويروي حكاية عمرها أكثر من عقدين مع الحرب والخراب وإعادة الإعمار.

وفي صوته الذي تختلط فيه المرارة بالإصرار، يقول زهر الدين "منذ 22 عاما وأنا أُعمّر، المرة الأولى كانت عام 2000، والمرة الثانية عام 2006، والآن المرة الثالثة، ولا أعرف إن كنت سأستطيع إعادة بنائه من جديد".

ويتنقل بنا بين غرف منزله، مشيرا بيده إلى الركام، وإلى الجدران التي مزقها القصف، والزوايا التي كانت تحمل تفاصيل حياته اليومية. ويتحدث عن المطبخ، وغرفة النوم، وشجرة الليمون التي كانت تظلل باحة الدار، فكل شيء تحوّل إلى أثر بعد عين.

"لا كهرباء ولا ماء، ولا أي من مقومات الحياة.. هذه ليست حياة بشر" بهذه العبارة يختصر زهر الدين واقعا قاسيا فرضته آلة الحرب الإسرائيلية على بلدته.

وهو يقف أمام مولد كهربائي صغير لا يكاد يلبي حاجات عائلته، يقول بابتسامة يختلط فيها السخرية بالمعاناة "هذه هي شركتي الكهربائية! تحتاج إلى 5 دولارات يوميا لتمنحني 4 ساعات من الكهرباء، أي ما يقارب 150 دولارا فقط لإضاءة المنزل. أما الماء، فمعدوم لأن بئر المياه تعرضت للقصف".

إعلان

ويتنهد، ثم يضيف "باتت هذه المسؤولية على عاتق المواطن، لا دولة، ولا مؤسسات، وكل فرد صار مضطرا لأن يدبر أمره بنفسه، لكن رغم كل شيء يبقى هذا الجنوب.. أرض الصمود".

مسجد الحي الشرقي في بلدة ميس الجبل مدمر بالكامل (الجزيرة) "مرحلة مزرية"

في زاوية ضيقة من حمام منزلها المدمر، تنحني عناية خليل (زوجة زهر الدين) فوق حوض صغير، تغسل الصحون بصمت. ولم تعد المطابخ مكانا للطبخ أو غسل الأواني، بل تحول الحمام إلى مطبخ بديل وإلى شاهد صامت على تداعيات الحرب التي اجتاحت حياة الكثير من الأسر الجنوبية.

وبصوت خافت، تقول للجزيرة نت "وصلنا إلى مرحلة مزرية، نغسل الصحون في الحمّام.. نعبّئ الماء وننقله من مكان إلى آخر". ولا تخفي كلماتها ما صار يوميا وعاديا في حياة كثيرين، إذ بات الحصول على المياه مهمة شاقة، وتفصيلا جديدا من تفاصيل المعاناة المستمرة.

وتتابع عناية، وقد بدا التعب جليا على ملامحها "الحياة ستستمر، لكنها تستمر بالمعاناة والعذاب، ولا أحد يشعر بأحد". وتمسح يديها بقطعة قماش، ثم تضيف "كل يوم أعمل وأنظف، وأخاف من الفيروسات والأمراض في هذا الواقع المرير".

وفي كلماتها ما يتجاوز مجرد الشكوى، إنها مرآة لأمهات كثيرات يواجهن وحدهن تحديات البقاء، في بيئة تهدد الاستقرار والصحة معا، ولا تترك للراحة موطئا.

دمار واسع خلفه القصف الإسرائيلي في عشرات القرى بالجنوب اللبناني (رويترز) ذكريات بين الركام

وعلى مقربة من الحدود في بلدة حولا، تقف أم علي عواضة أمام ركام منزلها تختصر وجعها بكلمات قليلة، وتقول للجزيرة نت "هنا كان بيتي.. هنا عشت ذكرياتي وفرحة عائلتي، البيت الذي كان يوما ملاذا آمنا حوّله القصف الإسرائيلي إلى كومة حجارة".

وبين جدران مهدمة وغرف بلا أبواب، تتنقل العائلة متأملة بقايا الذكريات، ويشير أبو علي (ربّ الأسرة) إلى حفرة عميقة تتوسط باحة المنزل، ويقول للجزيرة نت "هنا كنا نجتمع، وكان الضحك يملأ المكان، رائحة العدس من صحن المجدرة يوم العطلة لا يضاهيها شيء. أما اليوم، فلا رائحة سوى البارود والغبار".

إعلان

وفي الزاوية الخلفية من المطبخ حيث اعتادت أم علي أن تطهو لأطفالها، لم يبقَ سوى الركام. وتنحني لتلتقط آنية مكسورة، وتتمتم "لا ماء، لا كهرباء، ولا دولة تسأل عنا، كل يوم نملأ الغالونات من بلدات بعيدة، ونشحن البطارية بالطاقة الشمسية لنضيء مصباحا واحدا في الليل".

ورغم كل شيء، لا تزال أم علي متمسكة بالأمل، تمسح الغبار عن صورة عائلية نجت من الدمار وتقول "سنبقى هنا.. هذه أرضنا كرامتنا، وذكرياتنا".

غياب مقومات الحياة

يقول شكيب قطيش رئيس بلدية حولا -للجزيرة نت- إن نحو 150 عائلة عادوا إلى البلدة رغم تضرر منازلهم، إذ إنها ليست مدمرة بالكامل "مما يجعل السكن فيها ممكنا ولو جزئيا".

ويضيف "المشاكل في البلدة لا تعد ولا تحصى، فبعض المنازل تعرضت لأضرار جسيمة، والبنى التحتية مدمرة بالكامل، ولا تتوفر أدنى مقومات الحياة الأساسية من كهرباء ومياه إلى غياب المواسم الزراعية، إذ إن كل شيء في البلدة شبه معدم".

ورغم كل ذلك، أصرت بعض العائلات على العودة في رسالة واضحة -كما يقول رئيس البلدية- على تمسكهم بأرضهم "وقد اعتمدوا حلولا بديلة أبرزها استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، بينما تصل المياه عبر صهاريج خاصة تُباع للسكان".

وفي ما يتعلق بتأمين الغذاء، أوضح قطيش أن "الأهالي يضطرون للتنقل إلى بلدات مجاورة للحصول على احتياجاتهم الأساسية من الطعام والمواد الضرورية".

والحال في بلدتي ميس الجبل وحولا ينسحب على ما يعانيه عشرات آلاف اللبنانيين في معظم قرى وبلدات الجنوب، حيث عملت آلة الحرب الإسرائيلية لشهور على تدميرها جزئيا وكليا بالقصف العنيف. ولا تزال التدخلات لإعمار هذه القرى وإصلاح خدماتها في أطوارها الأولى.

وفي تقرير سابق، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن الجيش الإسرائيلي مسح 37 بلدة في الجنوب تماما، كما دمر أكثر من 40 ألف وحدة سكنية منذ بدء عدوانه على لبنان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

مقالات مشابهة

  • ‏الرئيس الفلسطيني يدعو حماس لتسليم الرهائن لـ "سد الذرائع الإسرائيلية"
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: صدام بين وزير المالية ورئيس الأركان خلال اجتماع الحكومة الأمنية
  • حياة بدائية مريرة خلفتها الحرب الإسرائيلية في قرى الجنوب اللبناني
  • الرئيس اللبناني: أي موضوع خلافي في لبنان يحل بالحوار
  • استمرار الاغتيالات الإسرائيلية بلبنان إيصال رسائل أم مواصلة حرب؟
  • الجيش الإسرائيليّ: اغتلنا هذه الشخصيّة في حزب الله اليوم
  • ‏الرئيس اللبناني: استمرار الاحتلال الإسرائيلي لـ 5 تلال جنوبي لبنان لا يساعد على استكمال تطبيق القرار 1701
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت
  • لبنان.. الجيش الإسرائيلي يقصف الجنوب ويعلن اغتيال مسؤول كبير
  • الرئيس اللبناني يؤكد أن سحب سلاح حزب الله "حساس" ورهن توافر "الظروف"