فلاحوا الشرقية: نحتاج إعادة توزيع حصص الأسمدة بحسب طبيعة كل تربة
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
آثار قرار الحكومة بخفض كميات الغاز المخصصة لمصانع الأسمدة بنسبة 20%، مخاوف لدى بعض المتابعين من رجال الاقتصاد والمزارعين، وذلك من حدوث نقص في الكميات المُنتجة في مصانع وشركات الأسمدة أو المعروضة في الجمعيات الزراعية، إلا أن مسؤولي مديرية الزراعة بالشرقية؛ أكدوا وجود فائض كبير في المخازن، باقي من حصة الموسم الشتوي وآخر من الموسم الصيفي الحالي، يزيد عن 16 ألف طن، وهو ما يبدد تلك التخوفات، ويطمئن الجميع بأن رصيد الأسمدة كافٍ ولن تحدث زيادة في الأسعار.
وأوضح المهندس سمير راشد، مدير عام إدارة المتابعة والرقابة بمديرية الزراعة بالشرقية، في تصريحات خاصة للوفد، أن حصة الأسمدة التي وصلت المحافظة كافية وغطت كل الجمعيات الزراعية المنتشرة في ربوع المحافظة، لافتاً إلى أن الكميات التي وصلت الشرقية بلغت 79 ألفا و320 طن، بالإضافة إلى وجود رصيد باقي من حصة الموسم الشتوي بلغ 24 ألفا و822 طن.
وذكر راشد أن إجمالي الكميات التي وردت للموسم الصيفي من الأسمدة بلغت 104 ألفا و142 طن، صُرف منها حتى اليوم 87 ألفا و214 طن، ليبقى 16 ألفا و927 طن كمية متبقية من الموسم الصيفي أي فائض في المخازن والجمعيات الزراعية، وهو ما يبدد أي مخاوف من حدوث نقص للكميات أو زيادة الأسعار.
وأشار راشد، إلى أن سعر الأسمدة الموجودة في الجمعيات الزراعية عادل، وبأقل من النصف من مثيلاتها في السوق السوداء، لافتا إلى أن سعر شيكارة النترات بلغ 238 جنيه، واليوريا 243 جنيه، فيما تبقى أسعار السوبر والسلفات حرة، مشيراً إلى أن اللجنة التنسيقية مدت توقيت صرف الأسمدة للمزارعين حتى 16 من شهر سبتمبر القادم، حتى يتمكنوا من صرف أو استكمال حصتهم المتبقية من الموسم الصيفي.
ونوه فوزي الهادي عطيه، مزارع بالنكارية بمركز الزقازيق، إلى أن لدية فدانين، أحدهما مزروع أرز والآخر ذرة صفراء، وأن حصته المُحددة من السماد في الموسم الصيفي تبلغ 7 شكائر، وأنه حتى تاريخه قام بصرف شيكارتين فقط، وهو ما دعاه إلى التقدم بشكوى إلى مديرية الزراعة، خاصة وأن هناك مشكلة في كرت الفلاح الخاص به؛ فعند استخدمه تظهر الحصة صفر، وهو ما يعني أن هناك مشكلة في السيستم أو في إدخال البيانات الخاصة بحيازته الزراعية.
وتطرق إبراهيم إسماعيل، نقيب فلاحين الشرقية، إلى أن الدولة تُكرس جهودها خلال الفترة الأخيرة لزيادة إنتاجية الأسمدة الخاصة بالمزارع المصري، حتى يشعر بأن احتياجاته موجودة وتجد إهتمام من الحكومة، خاصة وأنه العامل الوحيد الذي لم يصدر منه إي احتجاجات أو وقفات خلال السنوات التي تلت ثورة يناير أو يوليو، لانه يعي ما يقوم به في صالح الاقتصاد الوطني من توفير احتياجات المواطنين الغذائية والتصديرية في آن واحد.
ولفت إلى أن هناك مطلب رئيس من جموع الفلاحين؛ وهو إعادة دراسة احتياجات أراضيهم الزراعية من حصص الأسمدة؛ لزيادتها، خاصة وأن هناك أراضي ذات طبيعة خاصة تحتاج إلى مزيد من الحصص المخصصة لهم من قبل، كمناطق صان الحجر وبحر البقر، والتي تعاني من زيادة نسبة الملوحة في التربة، وتحتاج لكميات إضافية من الأسمدة، حتى لا يحدث انخفاضا فى إنتاجية المحاصيل، وهو ما يتطلب عمل تحاليل حديثة من الجهات المختصة كمعهد البحوث الزراعية لتلك الأراضي، حتى يتم الوقوف على الكميات الحقيقة من الأسمدة اللازمة لكل مساحة، خاصة وأن المحصول الشتوي القادم يمثل مصدر أساسي للزرق لهم، وحتى لا يقعوا فريسة للتجار من النفوس الضعيفة لارتفاع أسعارها بالسوق السوداء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الغاز الأسمدة الرقابة المتابعة زراعة الشرقية نقيب الفلاحين الموسم الصیفی خاصة وأن أن هناک وهو ما إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف ستكون طبيعة علاقات ترامب رجل الصفقات مع السعودية ودول الخليج؟
نشر موقع "أي نيوز" تقريرا أعده جورجيو كافيرو، الأستاذ المشارك بجامعة جورجتاون، حول العلاقة بين النفط والسلاح وحاجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية.
وقال إنه لا توجد علاقات قليلة في الجيوسياسة الحديثة مثيرة للجدل تركت تداعيات وخيمة مثل العلاقة الأمريكية- السعودية التي تطورت إلى شراكة تعاقدية أو معاملاتية لم تتردد في تحطيم التقاليد القديمة وإعادة تشكيل أولويات السياسة الخارجية. فمن صفقات الأسلحة الخيالية إلى المناورات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، أصبحت المخاطر في ولاية ترامب الثانية أعلى من أي وقت مضى.
وفي الوقت الذي تحاول فيه الرياض وواشنطن الإبحار وسط المصالح المتبادلة وبعض التوترات العميقة الجذور، يظل السؤال: ما الذي سيحققه ترامب وولي العهد محمد بن سلمان حقا لبعضهما البعض؟
وأضاف، أن ترامب كسر التقاليد المتعارف عليها في السياسة الأمريكية وهي أن تكون أول زيارة خارجية للرئيس المنتخب بعد توليه المنصب هي لبريطانيا. وقرر زيارة السعودية في عام 2017، وفي ولايته الثانية، سيقدم الرئيس ترامب أولوية لتقوية العلاقات مع المملكة.
واقترح ترامب قبل فترة من أنه قد يزور السعودية مرة أخرى ويختارها كأول مكان لرحلته الخارجية الرسمية، لو وافقت المملكة على تقديم تعهد باستثمارات جوهرية في الاقتصاد الأمريكي.
وتحدث ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في الأسبوع الماضي والذي هنأ ترامب على تنصيبه وتعهد باستثمار 600 مليار دولار طوال فترة ولايته. ومع ان الرقم ليس واقعيا، إلا انه يمنح منظورا عن "نصر" مهم مبكر لترامب.
وقال ترامب إنه طلب من محمد بن سلمان الذي وصفه بـ "الرجل الرائع" زيادة الرقم إلى تريليون، وأكد ترامب أن السعوديين سيستجيبون لطلبه "لأننا جيدون جدا معهم". وترى الصحيفة أن ترامب سيكون أكثر معاملاتية في ولايته الثانية من الأولى، كما قال أندرياس كريغ من كلية كينغز كوليج في جامعة لندن حيث قال إن "النهج المعاملاتي والذي ينتهجه ترامب يصب في صالح سياسات الخليج، فقد عبر قادة دول الخليج عن سعادتهم الكبيرة بهذا النهج، إنه أمر يمكن التنبؤ به. فأنت تدفع مقابل شيء ما، وعادة ما تحصل عليه".
وقد اعتمدت السعودية منذ فترة طويلة نهجا فعالا في علاقاتها مع الدول الأفريقية والآسيوية والأوروبية.
ورغم أن العديد من شركاء المملكة يؤكدون على "الطبيعة التاريخية لعلاقاتهم" مع الرياض، فقد أوضح نيل كويليام، الزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، لصحيفة آي نيوز قائلا إن: "القيادة السعودية أصبحت أكثر حرصا على المعاملاتية، وهي مهتمة في نهاية المطاف بالنتائج النهائية وما يمكن أن يقدمه الشركاء".
وأشار كريغ من كينغز كوليج أن دول الخليج ترى في ترامب"صانع صفقات ورجل أعمال جديرا بالثقة" ويلتزم بها. وهي تفضل أسلوبه في القيادة على سلفه الذي كان من الصعب على قادة دول الخليج العربية فهم "مجموعة القيم الغامضة" التي كان يدعو إليها.
وبناء على كل ما حققه خلال ولايته الأولى، إلى جانب خطاب حملته والإجراءات التي اتخذها منذ بداية ولايته الثانية، فإن ترامب عازم على المضي قدما في دعم استراتيجيته "أمريكا أولا".
ويقول مهران كامرافا، استاذ علم الحكومات في جامعة جورجتاون- فرع قطر: "إذا كان بإمكان السعودية، أو أي جهة أخرى، أن تقدم لترامب سيناريوهات مربحة للجانبين من شأنها أن تعود بالنفع على الجانبين، فمن المرجح أن يتبناها الرئيس الأمريكي.
وأوضح، "لا يوجد سبب للاشتباه في أن السعوديين لن يفعلوا ذلك". وتعلق الصحيفة أنه في غياب الغضب في واشنطن على مقتل الصحافي في واشنطن بوست جمال خاشقجي ولعبها دور وسيط السلام في أوكرانيا، أصبحت السعودية في وضع جيد يمنحها لعب دور متزايد في مستقبل السياسة الخارجية الأميركية في ظل رئاسة ترامب".
ويرى باتريك ثيروس، السفير الأمريكي السابق في قطر، فقد تحاول القيادة السعودية استخدام تأثيرها لوضع المملكة: "في مركز النشاط الأمريكي بالمنطقة" وترسيخ مكانة الرياض كشريك "أكثر راحة لإدارة ترمب من أي دولة إقليمية أخرى، بما في ذلك إسرائيل".
وفي الوقت الحالي، تمتلك السعودية المزيد من المزايا التي تريدها الولايات المتحدة أكثر من العكس. وتظل المصالح الأمريكية في المنطقة ثابتة وتتعلق بحرية تدفق النفط والغاز إلى الأسواق العالمية، كما وتظل السعودية واحدة من الأسواق العالمية البارزة للصادرات الأمريكية، وبخاصة الأسلحة والسلع الرأسمالية. وتمتلك السعودية قدرا هائلا من النقود لتعرضه على ترامب"، كما قال ثيروس لصحيفة آي نيوز.
وعندما يتعامل مع السعوديين، سيركز ترامب بالطبع على الصفقات التجارية المربحة للشركات المرتبطة بعائلته، وهو ما سيخلق المزيد من التداخل بين مصالح ترامب التجارية الخاصة والسياسة الخارجية لواشنطن. وتتمتع دار الأركان (الشركة الأم لدار جلوبال) بعلاقات عميقة مع منظمة ترامب بحسب التقرير.
وفي السنوات الأخيرة، وقعت الشركتان صفقات لإنشاء أبراج فاخرة وفيلات ومنتجع وملعب غولف في السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. ومن المقربين من ترامب ياسر الرميان، المقرب من محمد بن سلمان والذي يرأس صندوق الاستثمار العام السعودي ويرأس "ليف غولف".
وعلق كامرافا قائلا: "في الماضي، لم ير ترامب أي حاجة للتمييز بين مصالحه المالية والمصالح الوطنية للولايات المتحدة، ومن المرجح أن يستمر في السعي وراء كليهما سواء تولى منصب الرئاسة أم لا".
وذكر قويليام من تشاتام هاوس قائلا: " إن التعاملات التجارية للشركات المرتبطة بعائلة ترامب في السعودية على مدى السنوات الأربع الماضية ستؤثر بلا شك على سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه المملكة.
وقال، إن العلاقات الشخصية بين الاثنين ستشكل نهج الإدارة تجاه السعودية، لكن ترامب سيتوقع من نظرائه السعوديين أن يخدموا المصالح الأوسع لأمريكا أولا، حتى يتمكن الرئيس من عرض فوائد العلاقات الوثيقة مع المملكة لقاعدته السياسية".
ومع ذلك "لا تزال هناك شكوكا عميقة بين النخبة السياسية الأمريكية والرأي العام من السعودية. وإذا كان ترامب سيتغلب على مثل هذه الشكوك، فيجب عليه إثبات أن العلاقات القوية لا تفيد الولايات المتحدة فحسب، بل وقاعدته أيضا، وبهذا، فمن المرجح أن نشهد منح عقود رئيسية للشركات المرتبطة بعائلة ترامب، والتي سيعلن عنها الرئيس على أنها نجاحات للولايات المتحدة" بحسب قويليام.
وعلى العموم، ستظل التوترات الجيوسياسية التي طبعت علاقات أمريكا مع السعودية قائمة ولن تختفي بسبب الطبيعة المعاملاتية لترامب وقبول السعودية لها.
ويقول ريان بول، المحلل البارز للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة "أر إي أن إي" (رين) لتقييم المخاطر ، بأنه على الرغم من كل تعهدات الاستثمار والخطاب الداعم من محمد بن سلمان، فإن الإدارة الأمريكية الجديدة ستواجه تحديا لإقناع الرياض بإجراء تغييرات تعود بالنفع حقا على واشنطن جيوسياسيا.
وأضاف، أن ترامب سيواجه صعوبة في إقناع السعوديين لخفض أسعار النفط، ذلك أن رؤية 2030 تعتمد على مستويات عالية من الإيرادات من قطاع الهيدروكربون في السعودية.
وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الهش في غزة، فإن انضمام المملكة إلى اتفاقيات إبراهيم، التي يريدها ترامب بشدة، يظل غير واقعي إلى حد كبير بسبب الرأي العام في المملكة ومدى ارتفاع تكاليف التطبيع مع إسرائيل بالنسبة للرياض بحسب ريان بول.
وفي نفس الوقت، فلن يكون فريق ترامب في وضع يجعلهم قادرين على إبعاد السعودية عن الصين، نظرا للقيمة التي توليها الرياض للعلاقة مع بيجين، وبخاصة في سياق رؤية 2030.
وعلى الرغم من أن تحدي الصين سيكون محور تركيز ترامب في ولايته الثانية، "فقد لا ترغب السعودية في التعاون مع واشنطن في محاولات عزل الصين اقتصاديا"، كما قال بول. و "سترغب السعودية في اللعب على الجانبين قدر استطاعتها".
وعلى نحو مماثل، فإن الكثير مما تريده السعودية من الولايات المتحدة في عهد ترامب، من الدعم الأمريكي الحقيقي للدولة الفلسطينية إلى المساعدة في الصناعة النووية للمملكة ومعاهدة دفاع أمريكية سعودية رسمية، ربما يظل بعيد المنال، بحسب التقرير.
وكما قال ثيروس، السفير السابق: "قد تكون هذه صفقات كبيرة جدا حتى بالنسبة لملك الصفقات".