عربي21:
2025-04-24@07:37:11 GMT

هل يستطيع نتنياهو البقاء دون حرب؟

تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT

لقد ارتبط اسم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، منذ فترة طويلة بموقف متشدد بشأن القضايا الأمنية، حيث كان يستغل في كثير من الأحيان العمليات العسكرية لتعزيز مكانته السياسية. مع ذلك، فإن مسألة ما إذا كان بإمكانه البقاء سياسيا دون حرب مسألة متعددة الأوجه. ويتوقف بقاء نتنياهو السياسي على المشهد السياسي الحالي، واعتماده على الصراع كأداة لتعزيز السلطة، والتحديات الكبيرة التي يواجهها في الحفاظ على السلطة دون اللجوء إلى العمل العسكري.



المشهد السياسي لنتنياهو

كان البقاء السياسي لنتنياهو إنجازا كبيرا، نظرا للتحديات العديدة التي واجهها، بما في ذلك اتهامات الفساد والمعارضة من داخل ائتلافه. وترجع قدرته على الحفاظ على السلطة إلى حد كبير إلى مهارته في التعامل مع النظام السياسي المعقد في إسرائيل والاستفادة من العوامل الخارجية لصالحه. لقد وفر الصراع المستمر مع حماس لنتنياهو نقطة تجمع، مما سمح له بتعزيز الدعم من خلال تأطير نفسه كقائد قوي في أوقات الأزمات.

كانت الحرب تاريخيا أداة لنتنياهو لحشد الدعم الشعبي والحفاظ على قاعدته السياسية. في أوقات الصراع، غالبا ما يتجمع الإسرائيليون خلف قادتهم، وهي الظاهرة المعروفة باسم "التجمع حول العلم". ويمكن أن يؤدي هذا التأثير إلى تعزيز شعبية نتنياهو مؤقتا وصرف الانتباه عن القضايا الداخلية مثل اتهامات الفساد والتحديات الاقتصادية
مع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى أن اعتماد نتنياهو على الحرب قد لا يكون فعالا كما كان من قبل. إن وقف إطلاق النار مع حماس، على الرغم من اعتباره في البداية خطوة استراتيجية، تعرض لانتقادات لأنه أعطى حماس فرصة لإعادة تنظيم نفسها. وقد أدى ذلك إلى وضع أعطى نتنياهو الأولوية للبقاء السياسي على مصالح الأمن القومي.

دور الحرب في سياسة نتنياهو

كانت الحرب تاريخيا أداة لنتنياهو لحشد الدعم الشعبي والحفاظ على قاعدته السياسية. في أوقات الصراع، غالبا ما يتجمع الإسرائيليون خلف قادتهم، وهي الظاهرة المعروفة باسم "التجمع حول العلم". ويمكن أن يؤدي هذا التأثير إلى تعزيز شعبية نتنياهو مؤقتا وصرف الانتباه عن القضايا الداخلية مثل اتهامات الفساد والتحديات الاقتصادية.

ومع ذلك، فإن الطبيعة المطولة للصراع الحالي والضغوط الاقتصادية الذي يفرضها على إسرائيل بدأت بالتسبب في تآكل هذا الدعم. لقد ضربت الحرب الاقتصاد الإسرائيلي بشدة، مع تراجع سوق الأسهم وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي. وعلاوة على ذلك، أثارت الأزمة الإنسانية في غزة انتقادات دولية، مما زاد من تعقيد موقف نتنياهو.

تحديات بلا حرب

إذا كان نتنياهو سيسلك طريقا بدون حرب، فسيواجه العديد من التحديات الكبيرة:

1- استقرار الائتلاف: إن حكومة نتنياهو متماسكة بفضل ائتلاف هش من الأحزاب اليمينية المتطرفة والأرثوذكسية المتطرفة. وكان هؤلاء الشركاء ينتقدون أي تنازلات قد تقدم لحماس أو للسلطة الفلسطينية، مما يجعل من الصعب على نتنياهو التفاوض على السلام دون المخاطرة بائتلافه.

2- أزمة المحتجزين: لا يزال وضع المحتجزين الإسرائيليين المستمر مع حماس دون حل، حيث تدعو العديد من عائلات المحتجزين إلى اتخاذ إجراءات أقوى لضمان إطلاق سراحهم. بدون حل عسكري، يجب على نتنياهو إيجاد طرق بديلة لمعالجة هذه القضية، والتي يمكن أن تزيد من الضغط على رأسماله السياسي.

3- الضغوط الاقتصادية: إن التكاليف الاقتصادية للحرب باهظة، وبدون الصراع، سوف يحتاج نتنياهو إلى معالجة هذه القضايا من خلال وسائل أخرى. ويشمل ذلك إدارة الميزانية واسترضاء الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة التي تطالب بإعفاءات من الخدمة العسكرية.

4- الضغوط الدولية: كان للمجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب، تأثير كبير في تشكيل تصرفات نتنياهو. وفي حين قدمت إدارة ترامب بعض الدعم، هناك أيضا ضغوط للانخراط في مفاوضات السلام، وهو ما قد يقوض موقف نتنياهو المتشدد.

تشير هذه التحولات إلى أن سياسات نتنياهو المتشددة أصبحت بعيدة بشكل متزايد عن التوافق مع الرأي العام العالمي، وخاصة بين الفئات العمرية الأصغر سنا والأكثر ليبرالية
5- الإصلاحات القضائية والاحتجاجات العامة: أثارت الإصلاحات القضائية التي اقترحها نتنياهو احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء إسرائيل. ويرى كثيرون أن هذه الإصلاحات بمثابة محاولة لتقويض استقلال القضاء وتعزيز السلطة التنفيذية.

تزايد الانتقادات الدولية

شهدت مكانة نتنياهو الدولية تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة. وبحسب استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2024، أعربت أغلبية الأمريكيين (53 في المئة) عن ثقتهم الضئيلة أو المعدومة في قدرة نتنياهو على التعامل مع الشؤون العالمية بمسؤولية. ويمثل هذا زيادة بمقدار 11 نقطة في المعنويات السلبية منذ عام 2023. وهذا التراجع واضح بشكل خاص بين الشباب الأمريكيين والديمقراطيين، مما يعكس الانقسامات الأجيال والحزبية الأوسع في المواقف تجاه إسرائيل تحت قيادة نتنياهو. وهذا التشكك المتزايد لا يقتصر على نتنياهو نفسه بل يمتد إلى تصورات الحكومة الإسرائيلية ككل. فقد انخفضت الآراء الإيجابية تجاه الحكومة الإسرائيلية بين الأمريكيين من 47 في المئة في عام 2022 إلى 41 في المئة في عام 2024. وتشير هذه التحولات إلى أن سياسات نتنياهو المتشددة أصبحت بعيدة بشكل متزايد عن التوافق مع الرأي العام العالمي، وخاصة بين الفئات العمرية الأصغر سنا والأكثر ليبرالية.

إن قدرة نتنياهو على البقاء دون حرب غير مؤكدة ومليئة بالتحديات، وفي حين أنه تمكن من الحفاظ على السلطة من خلال مزيج من المناورات السياسية والعمل العسكري، فإن المشهد الحالي يشير إلى أن هذه الاستراتيجية قد لا تكون مستدامة. وفي نهاية المطاف، تشكل التكاليف الاقتصادية للحرب، والضغوط الدولية من أجل السلام، والتوترات السياسية الداخلية، عقبات كبيرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء إسرائيل نتنياهو حرب غزة إسرائيل غزة نتنياهو حرب مدونات قضايا وآراء مدونات قضايا وآراء مدونات قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دون حرب إلى أن

إقرأ أيضاً:

مذكرة رئيس الشاباك بحق نتنياهو قد تؤدي لعزله

اتفق محللان سياسيان على أن المذكرة التي قدمها رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار إلى المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية)، وما تضمنته من اتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ستعمّق الأزمة الداخلية في إسرائيل وتنعكس مباشرة على مسار مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الله عقرباوي، إن نتنياهو يواجه اليوم لحظة تقييم حقيقية بعد أن حصل في السابق على تفويض غير مشروط لتصعيد الحرب من أجل استعادة الأسرى وتحقيق أهداف عسكرية، دون أن ينجح فعليا في أي منها.

وأضاف أن فشل نتنياهو في قطاع غزة وتفاقم الأزمات الداخلية، خاصة مع تصاعد التوتر بينه وبين الأجهزة الأمنية، يعكس تصدّعا غير مسبوق داخل المنظومة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، ويتجلى في عرائض احتجاجية من جنود الاحتياط ومظاهرات واسعة ضد سياساته.

وتأتي هذه التصريحات عقب ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إفادة رئيس الشاباك التي تضمنت معلومات سرية اتهم فيها نتنياهو بمحاولة عرقلة تحقيقات جنائية ضده والسعي للتجسس على متظاهرين، وهو ما اعتبره معارضون تهديدا مباشرا لمفاهيم الدولة الديمقراطية والأمن القومي.

إعلان

ومن جانبه، رأى الخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور إبراهيم أبو جابر، أن ما ورد في المذكرة يمثل سابقة قضائية خطيرة قد تفضي -في حال تصديق المحكمة العليا على فحواها- إلى إعلان أن نتنياهو غير مؤهل لتولي منصبه، وهو ما سيضع الكنيست أمام استحقاق دستوري بشأن مستقبله السياسي.

وأشار إلى أن مذكرة رونين بار تحمل طابعا غير مسبوق من الحدة، وخاصة في جزئها السري الذي قد يشمل قضايا تمس الأمن القومي الإسرائيلي، مما دفع جهات قانونية إلى التفكير برفع توصيات لعزله من منصبه إذا ثبتت التهم الموجهة إليه.

رسائل واضحة

وفيما يخص التطورات الميدانية، قال عقرباوي إن المقاومة الفلسطينية وجّهت رسائل واضحة عبر مقاطع الفيديو الأخيرة، أظهرت فيها قدراتها الكاملة على مستوى القيادة والرصد والتخطيط والتنفيذ، وأكدت فشل نتنياهو في إضعافها رغم أشهُر من الحرب.

وأضاف أن المبادرة التي أطلقتها قيادة المقاومة مؤخرا والتي تحمل اسم "الرؤية الشاملة"، تمثل طرحا سياسيا مكتمل الأركان لإنهاء الحرب، وتضع المجتمع الدولي أمام خيار واضح، وهو تبني مبادرة تستند إلى وقائع ميدانية أو استمرار النزيف في ظل انسداد سياسي داخلي في إسرائيل.

وفي السياق ذاته، يرى أبو جابر أن عدم خروج مظاهرات شعبية حاشدة رغم خطورة ما كشفته مذكرة الشاباك، ربما يرجع لنجاح نتنياهو في ترسيخ خطاب التخويف من تكرار سيناريو 7 أكتوبر، إضافة إلى حسابات خاصة لدى النقابات والمؤسسات الكبرى التي لم تدخل حتى الآن على خط المواجهة.

وأوضح أن تحرك الهستدروت (اتحاد العمال) وانضمامه للاحتجاجات قد يكون نقطة تحول، لكنه لا يزال بعيدا، واعتبر أن وقوع مثل هذا السيناريو سيكون بمثابة "الضوء الأحمر" الأخير لنتنياهو في طريقه إلى الخروج من المشهد السياسي.

وكانت إفادة رونين بار للمحكمة العليا "صادمة"، حيث كشفت أن نتنياهو طلب منه ملاحقة المحتجين ضده، والاستخدام السياسي للشاباك، ومحاولة تأجيل محاكمته في قضايا فساد بذرائع أمنية.

إعلان

وفي 20 مارس/آذار الماضي، صدّقت الحكومة الإسرائيلية على إقالة رئيس الشاباك، لكن المحكمة العليا جمدت القرار بعد التماسات قُدمت إليها.

وفي وقت لاحق، أصدرت المحكمة أمرا مؤقتا يمنع إقالة بار أو تعيين بديل عنه، أو إصدار تعليمات للمسؤولين التابعين له، إلى حين البت في القضية.

وبرر نتنياهو القرار بانعدام الثقة، بينما ألمح بار إلى دوافع سياسية تتعلق برفضه تلبية مطالب نتنياهو بـ"الولاء الشخصي".

مقالات مشابهة

  • لجنة إعمار الخرطوم – ما بين الأمل والفخّ السياسي
  • محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدات
  • ترامب لنتنياهو: الحرب طالت زيادة على حدها
  • من الفوضى الاقتصادية إلى الحرب المقدسة.. كيف يُعيد داعش صياغة الصراع العالمي؟
  • مذكرة رئيس الشاباك بحق نتنياهو قد تؤدي لعزله
  • منجي بدر: الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين ستؤثر على جميع دول العالم| فيديو
  • يائير جولان: عدم إنهاء الحرب بغزة يصب في مصلحة نتنياهو فقط
  • مخاطر الحرب الاقتصادية العالمية الثالثة
  • رئيس مجلس النواب الأردني: لا أحد يستطيع المساس بأمن بلادنا
  • المشيطي: الأزمة الاقتصادية وصلت نقطة اللاعودة.. وعودة الحرب غير مستبعدة