28 مارس، 2025

بغداد/المسلة: يسعى عدد من النواب السنة في العراق إلى تشكيل جبهة سياسية داخلية في العاصمة بغداد، تحت قيادة زياد الجنابي، رئيس كتلة المبادرة البرلمانية، في خطوة تهدف إلى إعادة ترتيب الأوراق داخل المكون السني.

ويأتي هذا التحرك وسط انقسامات متصاعدة بين الأحزاب السنية، حيث ينضم إلى هذه الجبهة منشقون عن حزب “تقدم”، الذي يقوده محمد الحلبوسي سابقًا، معربين عن استيائهم من ضعف التمثيل السياسي للمكون في العاصمة، مما يعكس حالة من التململ الداخلي.

وتتجه الأنظار نحو المشهد الانتخابي في المحافظات ذات الغالبية السنية، حيث تشير التوقعات إلى أن حزب “تقدم” سيحافظ على هيمنته في محافظة الأنبار، مستفيدًا من قاعدته الشعبية الواسعة ونفوذه التاريخي في المنطقة. ويبرز هذا التفوق في ظل نتائج انتخابات مجالس المحافظات لعام 2023، التي أظهرت تصدر “تقدم” بأعلى الأصوات في الأنبار.

لكن التحديات تظل قائمة أمام الحزب مع بروز منافسين جدد.

ويشتعل الصراع في محافظة صلاح الدين بين مثنى السامرائي، زعيم تحالف “عزم”، وأحمد الجبوري (أبو مازن)، رئيس حزب “الجماهير”، حيث يتنافسان على كسب تأييد الناخبين في ظل تقاطع المصالح والرؤى.

وتمخضت الانتخابات المحلية السابقة عن فوز “الجماهير” بالمرتبة الأولى في هذه المحافظة، مما يعزز موقف أبو مازن، لكن “عزم” يراهن على قوته التنظيمية لقلب المعادلة.

وتشهد محافظة ديالى تنافسًا محتدمًا بين تحالفي “السيادة” بقيادة خميس الخنجر و”عزم”، حيث يسعى كل طرف لفرض نفوذه في منطقة تتميز بتنوعها السكاني. وأفادت تقارير  بأن هذا التنافس قد يؤدي إلى تشتت الأصوات السنية، مما يضعف موقف المكون في مواجهة القوى الشيعية.

ويبرز محمود المشهداني، رئيس البرلمان الحالي، كقائد لقائمة رابعة تضم شخصيات وطنية بارزة، مثل خميس الخنجر ومثنى السامرائي، ضمن “ائتلاف القيادة السنية الموحدة” المعلن في يناير 2025

ويراهن المشهداني على خبرته السياسية لتوحيد الصف السني، لكن غياب “تقدم” عن هذا التحالف يثير تساؤلات حول قدرته على مواجهة نفوذ الحلبوسي.

ويحلل المراقبون أن هذه التحركات تعكس أزمة زعامة داخل المكون السني، حيث يسعى كل طرف لتعزيز موقعه قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الزبير محافظة أم تمرد على البصرة؟ الصراع يشتعل

28 مارس، 2025

بغداد/المسلة:لاالخلاف حول تحويل قضاء الزبير إلى محافظة يعكس توتراً سياسياً واقتصادياً في العراق، خاصة في محافظة البصرة التي تُعدّ العمود الفقري للاقتصاد الوطني بفضل إنتاجها النفطي الكبير.

قضاء الزبير، الواقع غرب البصرة، يتميز بموقعه الاستراتيجي وثروته النفطية، حيث ينتج نحو 200 ألف برميل يومياً، مما يجعله هدفاً لمقترحات إدارية تهدف إلى تعزيز استقلاله الإداري.

ودعوة عدد من النواب، بمن فيهم أعضاء من كتلة “صادقون” ونواب شيعة آخرون من كتل مختلفة، لتحويل الزبير إلى محافظة، تستند إلى حجج تتعلق بالكثافة السكانية والأهمية الاقتصادية للمنطقة.

وهذه الخطوة تمنح الزبير استقلالية أكبر في إدارة موارده وتطوير بنيته التحتية، لكنها تواجه معارضة قوية من محافظ البصرة، أسعد العيداني.

العيداني رفض الفكرة بشكل قاطع، معتبراً أن الزبير جزء لا يتجزأ من البصرة تاريخياً وجغرافياً. في تسجيل صوتي، أشار إلى أن البصرة ككيان موحد تتجلى في تاريخها العريق، مستشهداً بمسجد الخطوة المنسوب للإمام علي (ع) كرمز للوحدة الثقافية والتاريخية للمنطقة.

وتساءل عن منطق “اقتطاع البصرة من البصرة”، مشدداً على أن أي تقسيم قد يضعف المحافظة ككل.

و تتباين الآراء بشكل حاد. يقول أحمد جاسم، أحد سكان الزبير: “نحن نستحق أن نكون محافظة مستقلة. الزبير غنية بالنفط، لكننا لا نرى العائدات تعود إلينا بالشكل الكافي. الاستقلال سيسمح لنا بتطوير منطقتنا وتحسين حياتنا.”

في المقابل، تعارض فاطمة حسين، وهي من سكان مدينة البصرة، الفكرة قائلة: “تقسيم البصرة خطأ كبير. نحن قوة واحدة، وإذا انفصل الزبير، ستفقد البصرة قوتها الاقتصادية، وسيعاني الجميع في النهاية.”

أما علي محسن، تاجر من الزبير، فيرى الأمر من زاوية أخرى: “الاستقلال قد يجلب فرصاً، لكن من يضمن أن السياسيين لن يستغلوه لمصالحهم الخاصة؟ أخشى أن نصبح ساحة للصراعات بدلاً من التنمية.”

بينما تضيف زينب كاظم من البصرة: “البصرة هي الأم، والزبير جزء منها. لا يمكن فصل الابن عن أمه، هذا سيمزق هويتنا وتاريخنا.”

هذا الخلاف يثير تساؤلات أعمق حول دوافع الدعوة للتحويل. البصرة تساهم بنسبة كبيرة في موازنة العراق عبر صادرات النفط، وأي تغيير في تقسيماتها الإدارية قد يؤثر على توزيع الثروة والسلطة. ب

عض الآراء ترى أن المقترح قد يكون جزءاً من استراتيجيات سياسية أوسع، ربما تهدف إلى تعزيز النفوذ المحلي أو إعادة هيكلة السيطرة على الموارد.

وفي المقابل، يخشى معارضو الفكرة من أن تؤدي إلى تفتيت البصرة، مما قد يضعف موقعها كمركز اقتصادي وسياسي في العراق.

الجدل لا يزال مفتوحاً، ويعتمد مصير الزبير على توافق سياسي بين الكتل النيابية والسلطات المحلية، مع مراعاة الحساسيات التاريخية والاقتصادية التي تحيط بالمسألة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • صلاح الدين عووضه.. ميني حكاية: الرجل الذي فقد نفسه!!….
  • حادثان منفصلان يسفران عن إصابة سبعة أشخاص في صلاح الدين - عاجل
  • حادثان منفصلان يسفرا عن إصابة أربعة أشخاص في صلاح الدين - عاجل
  • بعد استدراجه من ذي قار.. تحرير صبي مختطف في صلاح الدين
  • صلاح الدين عووضه .. يابرهان إسمعها مِني!!
  • الجيش العراقي يُعلن مقتل 10 إرهابيين في عمليات استباقية بـ”صلاح الدين” وسط البلاد
  • الجيش العراقي يُعلن مقتل 10 إرهابيين في عمليات استباقية بـ"صلاح الدين" وسط البلاد
  • اقليم البصرة ضرورة للعراق
  • الزبير محافظة أم تمرد على البصرة؟ الصراع يشتعل