يقول أحد سكان دمشق في حديثه ليورونيوز: "العيد الأكبر بالنسبة لنا هو سقوط نظام بشار الأسد، أما عيد الفطر فله طعم خاص هذا العام"

اعلان

تستعيد العاصمة السورية دمشق شيئاً من روحها التي كادت أن تتلاشى بعد سنوات طويلة من الحرب. مع سقوط نظام بشار الأسد، بدأت المدينة تتنفس مجدداً، لتعيش أجواء تحضيرات عيد الفطر هذا العام بنكهة خاصة مفعمة بالرمزية والمعاناة المشتركة.

الأسواق التي كانت يوماً مقصداً للحركة والحياة، عادت اليوم لتكتظ بالمارة الذين يتسابقون لشراء مستلزماتهم العيدية، على الرغم من التحديات الاقتصادية المستمرة التي لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على حياة السوريين. 

يقول أحد سكان دمشق في حديثه ليورونيوز: "العيد الأكبر بالنسبة لنا هو سقوط نظام الأسد، أما عيد الفطر فله طعم خاص هذا العام". ويضيف المواطن الذي فضّل عدم ذكر اسمه: "الأسواق تعج بالناس، وعناصر الأمن منتشرة في كل مكان لتأمين الحماية، ما يوفر شعوراً بالأمان. صحيح أن الوضع الاقتصادي صعب للغاية هذه الأيام، لكننا نأمل أن تنفرج هذه الأوضاع قريباً". 

Relatedشاهد: في إدلب.. متطوعات سوريات يعرضن حلاقة مجانية لأطفال المخيمات قبل العيد شروط أمريكية على سوريا مقابل رفع جزئي للعقوبات... هل يستطيع الرئيس السوري تلبيتها؟ مليون لاجئ عادوا إلى سوريا منذ بداية 2025.. تحديات الحاضر ومفارقات الماضي

محاولات استعادة الحياة الطبيعية تبدو واضحة في كل زاوية من المدينة. الأسواق التي كانت بالأمس تعاني الركود والخوف، أصبحت اليوم تعج بالمارة والباعة الذين ينادون على زبائنهم بصوت عالٍ، وكأنهم يريدون تعويض سنوات الصمت والانقطاع.

والبسطات الصغيرة التي تعرض الملابس والحلويات التقليدية والبالونات الملونة تتنافس مع المحال التجارية الكبيرة، مما يضفي على المشهد حيوية لم تشهدها المدينة منذ زمن طويل.

من جانبه، يتحدث، أحد الباعة في سوق شارع الحمراء ليورونيوز، عن التغيير الملحوظ في حركة البيع والشراء هذا العام. يقول: "الوضع أفضل بكثير مما كان عليه خلال السنوات الأخيرة. هناك حركة واضحة في الأسواق، والناس يشعرون بالراحة أكثر عند النزول للتسوق. الاستقرار الأمني هو العامل الأساسي الذي أحدث هذا الزخم؛ فالناس لم تعد تخشى الخروج ليلاً أو التنقل بين المناطق كما كان الحال في السابق". 

إلا أن هذا الاحتفاء بالعيد والأمل لا يخفي التحديات الاقتصادية الجسيمة التي لا تزال تثقل كاهل السوريين. ارتفاع أسعار السلع الأساسية وصعوبة تأمين فرص عمل تظل عقبات كبيرة تقف أمام محاولات إعادة بناء الحياة الطبيعية.

ويأتي هذا العيد بعد سقوط نظام بشار الأسد واستلام هيئة تحرير الشام للحكم في سوريا بقيادة أحمد الشرع، حيث تم تشكيل حكومة انتقالية شهدت انفتاحاً سياسياً كبيراً غير مسبوق منذ عقود.

وخلال شهر رمضان، شوهد الرئيس أحمد الشرع وهو يشارك الناس في صلاة الفجر في أكثر من جامع، مما رسّخ صورة جديدة عن الزعامة القريبة من الشعب.

وما يميز هذا العيد أيضاً هو عودة أكثر من مليون و200 ألف لاجئ ونازح سوري إلى بلدهم وفقاً لإحصائيات أممية وذلك بعد سنين من الهروب من بطش النظام السابق.

ومن بين العائدين، إيناس، الشابة التي هاجرت إلى السويد عام 2015، وعادت اليوم لحضور العيد مع أسرتها وأصدقائها بعد انقطاع دام ثماني سنوات. وتحمل إيناس ذكريات غنية عن شوارع دمشق القديمة ومقاعد الدراسة، وتخطط لزيارة الأماكن التي كانت تلتقي فيها بأصدقائها، بالإضافة إلى الساحل السوري الذي يحمل مكانة خاصة في قلبها.

عند عودتها، لاحظت إيناس أن سوريا اليوم ليست كما تركتها قبل سنوات. صحيح أن آثار الحرب ما زالت واضحة في بعض الأبنية المهدمة والشوارع التي تحتاج لإعادة تأهيل، لكن الروح الجديدة التي تسود البلاد لا يمكن إنكارها. تقول إيناس: "دمشق الآن مختلفة. هناك حرية لم نشعر بها من قبل، والناس يتحدثون بثقة عن مستقبلهم. الأسواق تعج بالحياة، والأطفال يلعبون في الشوارع دون خوف، وهذا شيء لم يكن ممكناً في الماضي".

 ومن المقرر أن يكون لهذا العيد طابع خاص آخر، حيث سيتم رصد هلال العيد من فوق قمة جبل قاسيون، في مشهد رمزي يعكس الروح الجديدة التي تسود البلاد. سيجتمع المئات من المواطنين على الجبل لمشاهدة هذه اللحظة التاريخية، التي ستكون بمثابة رسالة أمل ووحدة وطنية بعد سنوات من المعاناة.

 بهذه الأجواء، يعبر السوريون عن أملهم الكبير في مستقبل أفضل، حيث يحتفلون بهذا العيد كمحطة تاريخية ترمز إلى الحرية والعودة إلى الحياة الطبيعية في بلدهم الذي استعادوه بتضحياتهم وجهودهم.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "نتوقع الاحترام": جزيرة بالي تضيّق الخناق على السياح "المشاغبين" بقواعد جديدة صارمة بسبب تهديد إرهابي محتمل... وزيرا الداخلية الألماني والنمساوي يلغيان زيارة إلى سوريا المنظمة الدولية للهجرة تحذر: تجاهل الاستثمار في سوريا قد يؤدي إلى موجات هجرة جديدة عيد الفطرسوريادمشقاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext يوم القدس في ظلال الحرب... تحولات إقليمية تؤثر في مصير المدينة يعرض الآنNextعاجل. زلزال بقوة 7.7 درجات يضرب ميانمار ويتسبب بأضرار وهزات تمتد إلى تايلاند والصين يعرض الآنNextعاجل. إطلاق صواريخ من لبنان: حزب الله ينفي علاقته وكاتس يهدد: "كريات شمونة مقابل بيروت" يعرض الآنNext أستراليا تستعد لانتخابات حاسمة في 3 مايو.. هل ينجح ألبانيز في الاحتفاظ بالسلطة؟ يعرض الآنNext الملك تشارلز يدخل المستشفى إثر مضاعفات علاج السرطان اعلانالاكثر قراءة إعلام عبري: إطلاق صاروخ بالستي من اليمن وسماع دوي انفجارات قرب مدينة القدس هل استهدفت إسرائيل مقاتلين أجانب في اللاذقية؟ تعيين كريم سعيد حاكما لمصرف لبنان خلفًا لرياض سلامة.. ماذا نعرف عنه؟ مصر: ستة قتلى على الأقل بعد غرق غواصة سياحية في البحر الأحمر هزائم متلاحقة لعناصر الدعم السريع في السودان.. أي مصير ينتظر قوات حميدتي؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلالحرب في أوكرانيا سورياروسياحزب اللهفولوديمير زيلينسكيصوم شهر رمضانعيد الفطرصاروخسياحةفساداعتقالالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل الحرب في أوكرانيا سوريا روسيا حزب الله فولوديمير زيلينسكي إسرائيل الحرب في أوكرانيا سوريا روسيا حزب الله فولوديمير زيلينسكي عيد الفطر سوريا دمشق إسرائيل الحرب في أوكرانيا سوريا روسيا حزب الله فولوديمير زيلينسكي صوم شهر رمضان عيد الفطر صاروخ سياحة فساد اعتقال سقوط نظام بشار الأسد هذا العام هذا العید

إقرأ أيضاً:

سوريا الشرع وترويض النمرة

ترويض "النمرة" اسم لمسرحية شهيرة لشكسبير، أما اسم أنثى النمر في العربية، فهو الخنيمة، والعسبرة، ولها أسماء أخرى. اقتبست عن "ترويض النمرة" عشرات الأعمال الدرامية العالمية والعربية، أشهرها مسرحية "سيدتي الجميلة"، لفؤاد المهندس وشويكار.

وقد أسقط النمرُ الأسدَ، الذي كان أحد حراس إسرائيل الأوفياء، والنمر أفتك من الأسد، وأحدُّ براثنا، وأشدُّ نابا، وأعلى وثبا. وكان الأسد يظن أنه قد روّض الأمة السورية، وأخصاها، وبئس ما صنع.

ربض النمر مكان الأسد في سوريا، ولا بد من ترويضه، شرطا لازما لدخول نادي الرؤساء، وقد امتُحن بتمرد في الساحل، فحاق بالمتمردين وبال أمرهم، وانتهى التمرد بمئات الضحايا والشهداء. ذكرت تقارير إعلامية وسياسية، خاصة قول وزير خارجية تركيا، أنَّ بعض الدول ضالعة في الأمر. وابتليت العسبرة (سوريا الجديدة) وما تزال، بمناوشات ومكائد من دروز الهجري وكرد أوجلان في الشرق والجنوب، ويمكن لثرثاري وسائل التواصل صناعة قبّة من حبّة خبر صغير، مثل الغضب من فصل الإناث عن الذكور في باص مشفى، وليس أشقُّ على الذكر والأنثى من الفصل الجنسي بعد اعتياد، والمهور غالية، والحالة تعبانة يا ليلى، و"نحنا دراويش"..

تساق أقوال كثيرة عن وثبة الشرع إلى ذروة الشرف المصمد في سوريا، وترد نظريات مؤامرة، وغير خافٍ على أحد تصريحات إسرائيلية تنم عن ندم قادتها على المساعدة في إسقاط خادمهم المقاوم الممانع الأسد الكبتاغوني، بعد فتكهم بقادة حزب الله الذين كانوا للأسد جندا محضرين، وزعم بعضهم أنّ الأمر كان "استلام وتسليم" في ورديات مصنع أو شركة، لكن التاريخ -صدقوا أو كذبوا- سيكتب أنّ أحمد الشرع أسقط الأسد، وأنَّ الأمر كان معجزة، مثل إهلاك نحلةٍ أسدا.

وقد تجاوز الشرع كثيرا من الحواجز العالية، أو إنّ الأقدار ذللتها له، وهذا من ذاك، بل إنَّ الرجل البرتقالي رئيس أمريكا، هنّأ أردوغان بسوريا -ويفضّل كاتب السطور صفة الرجل الوردي له على البرتقالي- ونسب إليه إسقاط الأسد، وقد أنكر الرئيس التركي هذا الفضل والشرف، فهي من تصاريف القدر ومشيئة الله، لكن ترامب أصرَّ على نسب الفضيلة له. ولأردوغان فضلٌ في ذلك، وقد حسب الرجل الوردي الأمر تواضعا من أردوغان، الذي يُحبّه. السياسة لا تخلو من عواطف، وتقودها المصالح غالبا، لكن قليلا من الزعماء من يجاهر مثل الرجل الوردي بعواطفه الجياشة.

دون استقرار سوريا الجديدة حاجزُ العقوبات الأمريكية، وخرط القتاد الإيراني وذيوله، وأشواك الفلول الأسدية والفساد والدمار، وتقوى الفصائل المقاتلة. بنى ثرثارو وسائل التواصل قبّة من حبّة امتناع الشرع عن مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية، ثم تبيّن أنّ الأمر ليس كما في أفغانستان البشتونية الديوبندية، فالشام في قلب العالم، وإنَّ الشرع ابن رجل قومي النزعة، وقد ولّى أخاه الحداثي النزعة والمتزوج من روسية (لا نعرف دينها)، إدارة القصور الرئاسية، وهو ليس موقعا سياديا، إنما أسند إليه المنصب لأنه موضع ثقة في بحر مضطرب.

إن صاحب السيرك العالمي يروّض النمور، وإنّ الشرع أيضا يوهم مروضيه بالرياضة والأنس، بالزيّ حينا، والتطامن حينا، وقد يكون أضرى نموره وأشراها جنده وفصائله التقية، التي تتطير من ذكر لفظ الديمقراطية، وإنّ أمره ليشبه سجينا خرج محروما من حقوقه المدنية، أو لاجئا وجب عليه الإيفاء بشروط اندماجه في دولة أوروبية.

إنّ شروط انضمام الشرع إلى نادي الرؤساء معقد، وبعضها غير معلن، وقد أعلنت أمريكا بعض شروطها، مثل طرد المقاتلين الفلسطينيين، ومحاربة تنظيم الدولة، والبحث عن الصحافي الأمريكي المفقود أوستن تايس، وإتلاف السلاح الكيماوي، وهو أمر مقدور عليه، وقد تولت إسرائيل إتلاف السلاح التقليدي، فهي تحبُّ الجيران عزّلا، عراة. أما الشروط الأخرى، مثل إقالة المقاتلين الشيشان والإيغور والتركمان من إمارات الجيش، فيمكن الاحتيال عليها، أو تكريم المقاتلين الأمراء، وإيواؤهم إلى الظل، كل هذا مقابل تخفيف بعض العقوبات!

أمام الشرع امتحان جنوده والفصائل المتحالفة معه الذين ينظرون إلى انعطافاته و"تكويعاته" بريبة، فهو يخوض وُحولا، ويعبر منعطفات، وتكويعات مفاجئة، قد يخفق في تبريرها لهم بضرورات الحكم والسياسة، كما برر معاوية لعمر بن الخطاب أبّهة المُلك.

وقد ثار لغط حول حضور زوجته منتدى أنطاليا بزيها الفاخر، وجلوسها مع الرجال، فللملك شرائط واعتبارات، والشام غير مكة، وسوريا من دول الطوق، فهي واسطة العقد، وهي أرض المحشر والمنشر في المأثورات، لكن المؤكد أنّ آية قبول الشرع في المجتمع الدولي هي في يد إسرائيل، مختار الحارة العربية، وهو طبيب ومريض معا، إذا رضي الطبيب رضي "العمدة" الأمريكي.

إن شروط قبول الشرع الذي وصفناه بالنمر في النظام الدولي؛ أشدَُ من شروط بقاء الأسد واستمراره في الحكم، فأمريكا تعامله وكأنه حفيد الأسد، وقد ورث النظام منه، والأسد هو الذي اعتقل أوستن تايس وأخفاه وليس الشرع.

ولإسرائيل أخوات عربيات، ناشئات وطارئات مثلها، متخوفات من حماسة الإسلام في فصائل الشام التي تولت الحكم، ومن صناديق الديمقراطية التي تخرج منها المردة والعفاريت، لكن الصناديق مؤجلة إلى حين.

زعم بعضهم أنَّ النمر السوري التقى في قطر بوفد إسرائيلي، وزعموا أنه قبل بلجوء 1500 غزيّ إلى سوريا، العدد ليس كبيرا، فالغرض منه التطويع والتطبيع، وتسويغ القبول بتفريغ غزة من سكانها، وترخيص الاحتلال. وإنّ أمر عباءة وزير الثقافة التي خلعها عليه المرسومي، شيخ عشيرة المراسمة المقرب من إيران، وصورة وزير الثقافة مع عمر العموري، مالك شركة الفاضل الممولة لكتائب إيران، ليس خطأ مطبعيا، إنما هي مغازلة لإيران، التي تحكم العراق الشقيق، والتي قد يزورها الرئيس، لحضور مؤتمر القمة العربية في بغداد في 17 حزيران/ يونيو المقبل.

لم يكن بين الشروط الأمريكية لتخفيف العقوبات وليس رفعها، أن يقول الرئيس الشرع: لا إله إلا بشار الأسد.

اللهم لك الحمد.

x.com/OmarImaromar

مقالات مشابهة

  • سوريا.. اعتقال تيسير عثمان مسئول في مخابرات نظام الأسد بتهم تعذيب وسرقة
  • الشرع يكشف للإعلام الأمريكي عن الاطراف التي سوف تتضرر في حال وقعت في سوريا أي فوضى
  • تقرير ياباني: البوليساريو منظمة إرهابية متورطة مع نظام بشار الأسد
  • شاهد | سوريا تعتقل الثورة الفلسطينية.. سقوط دمشق للمرة الثانية
  • سوريا.. القبض على أبرز ضباط الاستخبارات الجوية في نظام الأسد
  • سوريا.. اعتقال ضابط كبير بمخابرات الأسد متهم بـ جرائم حرب
  • سوريا: القبض على أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية في نظام الأسد
  • عودة 55 ألف لاجئ سوري من الأردن إلى سوريا منذ كانون الاول سقوط نظام الاسد
  • الداخلية السورية تعلن ضبط ذخائر وأسلحة معدة للتهريب خارج البلاد
  • سوريا الشرع وترويض النمرة