كاتبة أسترالية: سوف يتكبد العالم خسارة كبرى إذا أبيد الفلسطينيون
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
أشادت الكاتبة الأسترالية كيتلين جونستون بثقافة الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه رغم العدوان الوحشي الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي، معربة عن أملها في فشل الاحتلال إبادة الفلسطينيين كي "لا يتكبد العالم خسارة كبرى".
وقال جونستون في تدوينة مطولة عبر حسابها على منصة "إكس"، الخميس، "أغبط الفلسطينيين، ليس لما يمرون به بالطبع، وإنما لما يملكون.
I envy the Palestinians. Not for what they’re going through, obviously, but for what they have. Their supremely authentic culture, with its deep roots and ancient connection to the land.
One of the very, very few good things that the Gaza holocaust has brought into this world is… — Caitlin Johnstone (@caitoz) March 27, 2025
وأضاف أن "واحد من الأشياء الجيدة القليلة، والقليلة جداً، التي جلبتها محرقة غزة إلى هذا العالم هي ذلك الفيض من المقاطع المصورة للفلسطينيين وهم يعيشون حياتهم، ويتفاعلون مع بعضهم البعض، وكيف يتعاملون مع أحبتهم بينما يبحثون عن سبل تسيير أمورهم في خضم هذا الكابوس".
مردفة "لم يزل الغربيون من أمثالي يشاهدون بصمت هذه المقاطع المصورة على شاشاتنا في بيوتنا، ويشاهدون مختلف الأفلام، والوثائقيات، والبرامج التي تم إنتاجها عن الحياة الفلسطينية عبر السنين، ويحاولون استيعاب كل ذلك وهضمه".
ومضت جونستون قائلة "ولكم هو مؤثر ذلك كله، فالفلسطينيون شعب جميل فوق التصور. كم هم لطفاء في تعاملهم مع بعضهم البعض. وكم هي أصيلة وعضوية روحانيتهم. وكم هو عميق حبهم لثقافتهم بجميع تجلياتها الفريدة. وكم هو عميق دفء تواصلهم مع بعضهم البعض، سواء فيما بين الأفراد أو مع مجتمعهم ككل".
ووصفت الكاتبة نفسها بأنها "أسترالية بيضاء"، مضيفة "وأشهد بأننا لا توجد لدينا مثل هذه الأمور. لقد تعرض السكان الأصليون لهذه الأرض للذبح والسلب والتشريد تماماً كما يحدث اليوم للفلسطينيين. أما نحن، فقد جيء بأسلافنا إلى هذه القارة من إيرلندا ومن اسكتلندا في ظروف خارجة عن سيطرتهم".
و"الآن، بالمجمل، لا يوجد هنا سوى هذه الحضارة السطحية التي لا طعم لها ولا لون، والتي تتشكل هويتها الثقافية الأساسية من تجنب المبالغة بالاكتراث بالأشياء. نعيش مع هذه الحالة الأبدية المبهمة من الاغتراب وعدم الراحة، والتي لا يتوقف طنينها في خلفية وعينا، لأننا ههنا بلا جذور"، حسب تعبير الكاتبة.
وأردفت جونستون "زوجي تيم أمريكي من أصول إيرلندية، وإلى حد كبير لديه نفس التجربة. هكذا هي الأمور بالنسبة للناس البيض الذين يقطنون الأراضي المستعمرة. ليس لدينا ارتباط. ليس لدينا عمق تاريخي. ليس لدينا ثقافة حقيقية، ولا تأسيس حقيقي. ولهذا السبب لا نكف عن البحث عن شيء مغاير لما هو لدينا الآن، سواء كان ذلك المزيد من المال، والمزيد من الممتلكات، أو العودة إلى دين أجدادنا، أو التشبث بروحانية العصر الحديث، أو الانزلاق نحو الإدمان على المخدرات. تجربتنا هنا لا تشعرنا بأنها صائبة. لا نشعر أننا ننتمي إلى هذا المكان".
وأضافت "ثم ننظر إلى الفلسطينيين، ونشاهد كم يتناقض مجتمعهم، وبشكل حاد، مع مجتمعنا، فينتابنا، رغماً عنا، إحساس عميق بالشوق. إنهم يعيشون بكل أريحية وبكل دفء، لدرجة أن ذلك يبدو هو الصواب".
وتابعت الكاتبة "وأنا على يقين بأن الإسرائيليين يشعرون بنفس الشيء عندما ينظرون إلى الفلسطينيين. فها هم هنا مع هذه الثقافة الزائفة السخيفة من الذكاء الاصطناعي وموسيقى الرقص الإلكترونية، ينطقون بنسخة جديدة غريبة من لغة ميتة أعاد الصهاينة الحياة إليها قبل بضعة أجيال حتى يتمكنوا من العيش كشرق أوسطيين ومن التظاهر بأن إسرائيل اليوم لديها أي شيء مشترك مع إسرائيل التاريخية من زمن التوراة".
وقالت عن الإسرائيليين، "ثم ينظرون إلى الناس الذين كانوا يعيشون هنا قبلهم، بما لديهم من جذور عميقة وأصالة نابضة بالحياة، فينتابهم شعور بالحسد، وما يلبث حسدهم أن يتحول إلى حقد، ثم يتحول حقدهم إلى كراهية، ثم تتحول كراهيتهم إلى إبادة جماعية".
وشددت جونستون على أنه "لا ريب أن ثمة أسباباً أخرى للكراهية التي يشعر بها الإسرائيليون تجاه الفلسطينيين – فدولة الفصل العنصري (الأبارتايد) كلها تعتمد على تلقينهم بقوة الانتقاص من بشرية سكان الأرض الأدنى منهم رتبة. ولكن، من المؤكد أن الغيرة لها دور كذلك".
وقالت في تدوينتها، "أنا أرجو ألا ينجحوا في إبادة الفلسطينيين. أرجو ألا ينجحوا في إخراجهم من أرضهم. سوف يتكبد العالم خسارة كبرى إذا ما تم انتزاع شيء بهذا الجمال من جذوره ونبذه في سلة مهملات التاريخ. إلى جانب جميع الأسباب الأخرى التي تدمي القلب إزاء الانتهاكات التي نشهدها في غزة والضفة الغربية، هناك حقيقة أن عالمنا يخسر واحدة من أجمل الأشياء الباهرة التي أخرجها إلى الوجود".
وأضافت "فيما لو نجح هؤلاء المعاتيه في الدوس على فلسطين، أظن أن ذلك سيكون بمثابة الإحساس بفقد عزيز. وأظن أن كثيراً من الناس حول العالم سيشعرون بنفس الإحساس".
واختتمت الكاتبة تدوينتها بالقول "أرجو بكل إخلاص ألا يحدث ذلك. لو كنت إنساناً من نوع آخر بروحانية من نوع آخر، لقلت إنني أصلي من أجل ألا يحدث ذلك. في عالم يتعاظم فيه الزيف والخداع، لا نتحمل أن نفقد فلسطين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطيني الاحتلال غزة فلسطين أستراليا غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
النفط يتجه لتسجيل أول خسارة فصلية على مدى فصلين
تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الاثنين المبكرة، متجهة صوب خسائر فصلية طفيفة، على الرغم من تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية على مشتري النفط الروسي إذا شعر أن موسكو تعرقل جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
تحديث الأسعاربحلول الساعة 0330 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة الأكثر تداولا لشهر يونيو لخام برنت 30 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 72.46 دولار للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط 33 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 69.03 دولار للبرميل، بحسب بيانات وكالة رويترز.
ويتجه الخامان صوب إنهاء الشهر على انخفاض طفيف وتسجيل أول خسارة فصلية على مدى فصلين.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد إنه "غاضب" من نظيره الروسي فلاديمير بوتين وسيفرض رسوما جمركية ثانوية تتراوح بين 25 و50 بالمئة على مشتري النفط الروسي إذا شعر أن موسكو تعرقل جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
تعكس تعليقاته اللاذعة عن بوتين إحباطه المتزايد إزاء عدم إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار. وصرح ترامب بأنه قد يفرض الإجراءات التجارية الجديدة خلال شهر.
وقال يوكي تاكاشيما الخبير الاقتصادي في شركة نومورا للأوراق المالية "كان من المفترض أن تؤدي تعليقات ترامب إلى تعزيز أسعار النفط، لكن الشكوك حول جدواها وزيادة إنتاج أوبك+ المقبلة بدءا من أبريل تجعل المستثمرين حذرين".
وأضاف "نتوقع أن يظل خام غرب تكساس الوسيط في نطاق بين 65 و75 دولارا في الوقت الحالي مع تقييم السوق لتأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على إمدادات النفط والاقتصاد العالمي، فضلا عن وضع الإمدادات من الولايات المتحدة وأوبك+".
ومن المقرر أن تبدأ مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها بقيادة روسيا، زيادة إنتاج النفط شهريا في أبريل، وذكرت رويترز في الأسبوع الماضي أن من المرجح أن تواصل المجموعة زيادة إنتاجها في مايو.
وقال متعاملون إن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، قد تخفض أسعار خامها للمشترين الآسيويين في مايو إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر، مقتفية أثر الانخفاضات الحادة في أسعار الخام القياسية هذا الشهر.
في هذه الأثناء، قال مصدران مطلعان لرويترز إن محادثات استئناف صادرات النفط الكردي عبر خط الأنابيب العراقي التركي تتعثر بسبب استمرار عدم الوضوح بشأن المدفوعات والعقود.
وفشلت المفاوضات التي بدأت في أواخر فبراير حتى الآن في إنهاء الجمود المستمر منذ ما يقرب من عامين والذي أدى إلى توقف تدفقات النفط من إقليم كردستان العراق في شمال البلاد إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط.
كما هدد ترامب إيران أمس الأحد بالقصف وفرض رسوم جمركية ثانوية إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي.