باحثون يطورون أداة ذكاء اصطناعي قد تسرع تشخيص الاعتلال المعوي الغلوتيني
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسرّع تشخيص الاعتلال المعوي الغلوتيني، وهو حالة من أمراض المناعة الذاتية، تُصيب ما يُقارب 700 ألف شخص في المملكة المتحدة، ولكن الحصول على تشخيص دقيق قد يستغرق سنوات.
يُسببه تناول الغلوتين - الموجود في القمح والجاودار والشعير - وتشمل أعراضه تقلصات المعدة، والإسهال، والطفح الجلدي، وفقدان الوزن، والتعب، وفقر الدم، حسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" وترجمته "عربي21".
قد يُؤدي عدم علاج الاعتلال المعوي الغلوتيني إلى مضاعفات أكثر خطورة، مثل سوء التغذية، وهشاشة العظام، وفقر الدم، والعقم، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.
في الوقت الحالي، يُشخَّص معظم البالغين من خلال فحص دم للكشف عن وجود أجسام مضادة للغلوتين، يليه خزعة من الاثني عشر. ثم يفحص أخصائيو علم الأمراض عينة الخزعة بحثا عن أي تلف في الزغابات المعوية، وهي نتوءات صغيرة تشبه الشعر تبطن الأمعاء الدقيقة وتُمكّن من امتصاص العناصر الغذائية.
وقد طوّر علماء في جامعة "كامبريدج" أداة ذكاء اصطناعي تُسرّع معدلات التشخيص وتُوفّر وقت أخصائيي علم الأمراض للحالات الأكثر تعقيدا. تم تدريب الخوارزمية واختبارها على أكثر من 4000 صورة تم الحصول عليها من خمسة مستشفيات مختلفة، باستخدام خمسة أجهزة تصوير طبية مختلفة من أربع شركات مختلفة.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية للذكاء الاصطناعي، أن الخوارزمية كانت بنفس فعالية أخصائي علم الأمراض في تشخيص الاعتلال المعوي الغلوتيني. والأهم من ذلك، أن خوارزمية التعلم الآلي كانت أسرع بكثير مُقارنة بأخصائي علم الأمراض.
قالت إليزابيث سويلو، استشارية أمراض الدم وأستاذة علم الأمراض بجامعة كامبريدج، والمؤلفة الرئيسية للبحث: "قد يستغرق الحصول على تشخيص دقيق سنوات عديدة، وفي ظل الضغوط الشديدة على أنظمة الرعاية الصحية، من المرجح أن تستمر هذه التأخيرات. يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تسريع هذه العملية، مما يسمح للمرضى بتلقي التشخيص بشكل أسرع، وفي الوقت نفسه يخفف الضغط عن قوائم انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية".
ووفقا للدكتور فلوريان جايكل، المؤلف المشارك في البحث، يستغرق الأمر من أخصائي علم الأمراض من خمس إلى عشر دقائق لتحليل كل خزعة، بينما يمكن لنموذج الذكاء الاصطناعي تشخيص الاعتلال المعوي الغلوتيني على الفور.
وقال: "غالبا ما تُوضع خزعات الاثني عشر (وخاصة اختبارات الاعتلال المعوي الغلوتيني) في آخر قوائم أخصائي علم الأمراض لأنها ليست خطيرة مثل حالة السرطان المحتملة، مما يعني أن المرضى غالبا ما يضطرون إلى الانتظار أسابيع أو حتى أشهر لمعرفة ما إذا كانوا مصابين بالاعتلال المعوي الغلوتيني".
ووفقا للتقرير، فإنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، يُمكن الحصول على نتيجة فورية تقريبا، لأنه قادر على توليد النتائج في أقل من دقيقة وبمجرد مسح الخزعة. وبالتالي، لن تكون هناك قوائم انتظار مع الذكاء الاصطناعي.
وتعليقا على النتائج، قال الدكتور بيرني كروال، رئيس الكلية الملكية لعلم الأمراض، إن أداة الذكاء الاصطناعي الجديدة "لديها القدرة على إحداث تغيير جذري في كيفية تشخيص الاعتلال المعوي الغلوتيني، مما يُفيد المرضى من خلال تسريع التشخيص وتحسين النتائج الصحية وتقصير قوائم الانتظار".
وأضاف أنه "في حين أن ظهور الذكاء الاصطناعي في علم الأمراض أمرٌ مثيرٌ للغاية، وقد تكون هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) رائدة عالميا في تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه في علم الأمراض، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل للوصول إلى مرحلة يُطوَّر فيها الذكاء الاصطناعي بالكامل ويُستخدم بأمان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية".
وتابع بالقول "سيتطلب الأمر الاستثمار في علم الأمراض الرقمي، وأنظمة تكنولوجيا المعلومات الوظيفية المترابطة، التي تُسهِّل تبادل المعلومات بين المؤسسات، بالإضافة إلى تدريب أخصائيي علم الأمراض على فهم الذكاء الاصطناعي واستخدامه".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة كامبريدج البحث صحة بحث كامبريدج المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة صحة صحة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی علم الأمراض
إقرأ أيضاً:
جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي
تمكن العلماء في الصين من تحقيق إنجاز علمي بارز في مجال دعم ذوي الإعاقة البصرية، حيث قاموا بتطوير جهاز ذكي قابل للارتداء يساعد المكفوفين وضعاف البصر على التنقل بحرية واستقلالية تامة.
ويعتمد الجهاز على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتمكين المستخدمين من التنقل دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين.
ويعمل الجهاز، الذي تم الكشف عن تفاصيله في دراسة حديثة نُشرت في دورية Nature Machine Intelligence، باستخدام مزيج من الفيديو، الاهتزازات، والإشارات الصوتية لتوفير إرشادات لحظية للمستخدم، مما يساعده على التعرف على محيطه واتخاذ القرارات بشكل فوري أثناء التنقل.
ويعتمد النظام على كاميرا صغيرة تُثبت بين حاجبي المستخدم، حيث تقوم هذه الكاميرا بالتقاط صور حية لبيئة المستخدم المحيطة، ثم يحلل المعالج الذكي هذه الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي ليرسل أوامر صوتية قصيرة وواضحة عبر سماعات توصيل عظمي.
وتتمثل ميزة هذه السماعات في أنها لا تعزل المستخدم عن الأصوات المحيطة، مما يتيح له الاستماع إلى محيطه بشكل طبيعي أثناء تلقي الإرشادات الصوتية.
ولزيادة مستوى الأمان، تم تزويد الجهاز بحساسات دقيقة تُرتدى على المعصمين، وهذه الحساسات تهتز تلقائيًا في حال اقتراب المستخدم من جسم أو حاجز، مما يعطي إشارة لتنبيه المستخدم بتغيير اتجاهه لتفادي الاصطدام.
وتم تطوير هذا الجهاز من خلال تعاون بين عدة مؤسسات أكاديمية وعلمية بارزة، من بينها جامعة شنغهاي جياو تونغ، مختبر شنغهاي للذكاء الاصطناعي، جامعة شرق الصين للمعلمين، جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، والمختبر الوطني الرئيسي لعلم الأعصاب الطبي في جامعة فودان.
وما يميز الجهاز أيضاً هو خفة وزنه وتصميمه المدمج الذي يراعي راحة المستخدمين أثناء تنقلهم طوال اليوم. حيث يسمح للمستخدمين بالتنقل بحرية دون إجهاد، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم اليومية.
وخضع النظام لاختبارات أولية في الصين شملت 20 متطوعاً من ضعاف البصر، وأظهرت النتائج أن معظم المشاركين تمكنوا من استخدام الجهاز بكفاءة بعد تدريب بسيط استغرق ما بين 10 إلى 20 دقيقة فقط.
وفي نسخته الحالية، يتمكن الجهاز من التعرف على 21 عنصراً شائعاً في البيئة المحيطة مثل الكراسي والطاولات والمغاسل وأجهزة التلفزيون والأسِرّة وبعض أنواع الطعام. ومع تطور الأبحاث، يطمح الفريق البحثي إلى توسيع قدرات الجهاز ليشمل التعرف على المزيد من العناصر في المستقبل.
ويعد الجهاز خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلالية التامة للمكفوفين في تنقلاتهم اليومية، ويعد نموذجًا للتطورات المستقبلية التي قد تحدث في مجال التكنولوجيا المساعدة للمكفوفين، مما يبشر بمستقبل أكثر إشراقًا لهذه الفئة من المجتمع.