دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من عمرها، وجدت لي دونغجو نفسها تسافر بمفردها برفقة أشخاص يبلغون ثلث عمرها. ورُغم بدايتها المتأخرة، إلا أنّها سافرت بمفردها على متن دراجتها عبر 12 دولة في ثلاث قارات.

هذه الجدة البالغة من العمر 66 عامًا من مدينة تشنغتشو (في مقاطعة خنان وسط الصين) سافرت عبر جنوب شرق آسيا، وأوروبا، وأوقيانوسيا، وزارت دولاً مثل كمبوديا، وفرنسا، وأستراليا في رحلاتها.

وبما أنها تتحدث لغة الماندرين فقط، أجبرها ذلك على الاعتماد كليًا على تطبيقات الترجمة للتواصل مع السكان المحليين. 

كما أنّها خيّمت في الحدائق، ومحطات الوقود، وحتى المقابر بسبب ميزانيتها المحدودة.

كانت لي دونغجو تُسافر برفقة كلبها البني، "شيلي" أثناء رحلتها بالدراجة عبر الصين في عام 2015. وكان كلبها يجلس في سلّة دراجتها خلال الرحلة، قبل أن ينفق لاحقًا في عام 2023.Credit: Li Dongju

رغم أن مغامرة دونغجو توقفت بسبب جائحة "كوفيد-19" في أوائل عام 2022، إلا أنها وجدت أن تجاربها في ركوب الدراجات كانت "مغيرة للحياة"، حيث اعتبرت أن مغامراتها بالسفر عالجتها من اكتئابٍ دام عِقدًا بعد طلاقها في عام 2005.

وأوضحت دونغجو: "قبل ركوب الدراجات، كنتُ أعتمد على الآخرين بشدّة.. شعرتُ كأنني ضفدع في بئر. الآن، أنا ذئب بري حر، لا يعرف الخوف".

التحول إلى "ذئب بري"

بدأ اهتمام دونغجو بركوب الدراجات في عام 2013 عندما مرّت بجانبها مجموعة من راكبي الدراجات المجهزين بالمعدات بالكامل. 

وأثارت المجموعة بمرورها بالقرب منها "موجة من الغيرة" في قلب دونغجو، التي قالت إنّها كانت مكتئبة للغاية آنذاك.

اعتمدت الجدّة المتقاعدة على معاشها التقاعدي، الذي يبلغ 414  دولارًا شهريًا، منذ تسريحها من مصنع نسيج مملوك للدولة في عام 2002.

بسبب ضيق ميزانيتها، اشترت دونغجو لنفسها في البداية خوذة فقط، لكن لاحقًا قام ابنها ابنها بإهدائها دراجة جبلية قابلة للطي كلّفت 138 دولارًا.

بعد عام من العمل في مجال تنظيف المنازل، تمكنت دونغجو أخيرًا من توفير ما يكفي للانضمام إلى راكبي دراجات محترفين، تعرفت إليهم عبر الإنترنت، في مغامرة عبر جنوب شرق آسيا.

مع ذلك، فقدت الجدة المبتدئة، التي لم تكن تمتلك سوى هاتف محمول بسيط ودراجة جبلية للمبتدئين، رفقاء سفرها بعد أسبوع في فيتنام، لتجد نفسها وحيدة في بلادٍ غريبة.

لحسن الحظ، التقت دونغجو راكب دراجات محلي يتحدث اللغة الصينية، وقالت إنّه ساعدها في العودة إلى وطنها.

رُغم رحلتها الفوضوية إلى فيتنام، لم يثبط الأمر عزيمتها، وقررت قضاء بعض الوقت في ركوب دراجتها في أنحاء الصين لتشعر براحة أكبر.

دونغجو مع راكب دراجات محلي يتقن اللغة الصينية التقت به خلال رحلتها في فيتنام.Credit: Li Dongju

في عام 2015، جابت دونغجو 20 مدينة صينية تمتد من جنوب شرق هاينان إلى أقصى غرب شينجيانغ.

طوال الرحلة، تمكنت من توفير نفقات سفرها من خلال القيام بأعمال مختلفة ، مثل التنظيف في منتجع صحي، وغسل الأطباق في فندق فاخر.

بعد عامين، كانت دونغجو التي بلغت من العمر 59 عامًا آنذاك، مستعدة لزيارة جنوب شرق آسيا مجددًا، ولكن هذه المرة، كان يرافقها صديقان مسنّان من مُمارسي ركوب الدراجات تعرفت إليهما عبر الإنترنت. بالإضافة إلى أنها حملت معها هاتف ذكي مُحمّل بتطبيقات الترجمة والخرائط، وخطة سفر شاملة.

كان رفيقا سفرها على استعداد للتوقف والعودة إلى الوطن بعد حوالي ثلاثة أسابيع، ولكن اختارت دونغجو مواصلة رحلتها بمفردها، وركبت دراجتها ببطء عبر فيتنام، وكمبوديا، وتايلاند، وميانمار.

بعد قضاء 70 يومًا تقريبًا في البلدان الأربعة، عادتدونغجو إلى المنزل بآلاف الصور التي لا تُنسى، وازدادت ثقتها لاستكشاف المزيد.

بحلول عام 2019، كانت الجدة الصينية مستعدة لتحدٍّ آخر، وفي ذلك الربيع، انطلقت في رحلة بالدراجة عبر ست دول أوروبية.

استخدمت دونغجو هذه الدراجة خلال رحلتها عبر أوروبا في عام 2019.Credit: Li Dongju

في نوفمبر/تشرين الثاني، سافرت الجدة الصينية إلى أستراليا جوًّا، ومرّت بنيوزيلندا، ومن ثمّ عادت إلى موطنها في مارس/آذار من عام 2020 في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا. 

كانت بلدة "بودفا" في مونتينيغرو من البلدات الأوروبية التي عبرتها دونغجو.Credit: Li Dongju

عندها أدركت دونغجو أنّها توقفت عن استخدام دواء الاكتئاب الخاص بها، حيث تعتقد أنّ مغامراتها عالجت اكتئابها، مع ذلك، لا يتفق الجميع على أن السفر يُعتبر بديلًا عن الدواء. 

أشارت الدكتورة تشانغ ليكسيا التي تعمل في مستشفى للأمراض النفسية بمسقط رأس دونغجو إلى أهمية اتباع نصائح الأطباء، وعدم إجراء أي تغيير في العلاج أو الأدوية إلا تحت إشراف طبي متخصص.

أشخاص طيبون قدّم شخص أسترالي يد العون إلى دونغجو عندما كانت ضائعة في حديقة "Bongil Bongil" الوطنية.Credit: Li Dongju

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: دراجات رحلات رکوب الدراجات جنوب شرق فی عام

إقرأ أيضاً:

آخر تطورات زلزال ميانمار.. صور مروعة وتوقعات بوصول القتلى 10 آلاف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—لا تزال الصور المروعة تتوافد من ميانمار التي ضربها زلزال قوي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، وامتداد تداعياته إلى العاصمة التايلندية المجاورة، بانكوك، وفيما يلي نستعرض لكم آخر التطورات:

Credit: SAI AUNG MAIN/AFP via Getty Images) لقي ما لا يقل عن 1000 شخص حتفهم وأصيب 2,376 آخرون بجروح، وكان هذا الزلزال هو الأعنف الذي يضرب ميانمار منذ أكثر من قرن، في حين قدّرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن عدد القتلى قد يتجاوز 10 آلاف. Credit: Lauren DeCicca/Getty Images) قال حاكم بانكوك، تشادتشارت سيتيبونت، إن عمال الإنقاذ رصدوا "علامات حيوية لـ15 شخصًا ما زالوا محاصرين تحت أنقاض البرج المنهار قرب سوق تشاتوتشاك الشهير في بانكوك، وكانت السلطات قد ذكرت سابقًا أنه يُعتقد أن أكثر من 100 شخص محاصرون تحت أنقاض المبنى المنهار. Credit: STR/AFP via Getty Images)

ضربت ما لا يقل عن 14 هزة ارتدادية ميانمار منذ زلزال الجمعة، وفقًا لخريطة تفاعلية على موقع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وتراوحت قوة معظم الهزات الارتدادية - التي حدثت على مدار عدة ساعات بعد وقوع الزلزال الرئيسي بعد منتصف النهار بين 3 و5 درجات، وكانت أقوى هذه الهزات هي الهزة التي بلغت قوتها 6.7 درجة والتي ضربت بعد حوالي 10 دقائق من الزلزال الرئيسي، في حين وقعت هزتان - إحداهما بقوة 4.9 درجة والأخرى 6.7 درجة - على بُعد حوالي 20 ميلًا من ماندالاي، ثاني أكبر مدن ميانمار، والتي لحقت بها أضرار جسيمة. Credit: Paula Bronstein/Getty Images ) قال حاكم بانكوك، السبت، إن الجمهور قدم أكثر من 2000 تقرير عن وجود شقوق هيكلية في مباني بانكوك خلال الليل، وتخطط الحكومة لإجراء عمليات تفتيش مفصلة لـ 700 مبنى. Credit: SAI AUNG MAIN/AFP via Getty Images) أرسلت الصين والهند، جارتا ميانمار العملاقتان، فرقًا للمساعدة في جهود الإنقاذ. وكان فريق صيني أول فريق إنقاذ دولي يصل إلى البلاد، صباح السبت، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية، بينما صرّح وزير الخارجية الهندي بأن نيودلهي أرسلت فريق إنقاذ وفريقًا طبيًا إلى جانب مساعدات إنسانية عاجلة.

تُعاني ميانمار، إحدى أفقر دول آسيا، من حرب أهلية اندلعت إثر انقلاب عسكري عام ٢٠٢١. ضعف بنيتها التحتية يجعلها غير مؤهلة للتعامل مع الكوارث الطبيعية الكبرى. وذكرت منظمات الإغاثة أن انقطاع الاتصالات وتضرر الطرق يُصعّبان الوصول إلى المحتاجين.

مقالات مشابهة

  • أمن طنجة يشن حملة واسعة على دراجات كواد قبل حلول العيد
  • من هي الجهة التي وجهت بقطع تغذية الجيش وعرقلة صرف مرتباتهم.؟
  • تسيير دوريات في صيدا لملاحقة الدراجات النارية المخالفة
  • صور توثق هول زلزال ميانمار ومسح مناطق كاملة عن الخريطة
  • أول دولة في العالم تعلن موعد عيد الفطر المبارك
  • مساعدات صينية بقيمة 13.8 مليون دولار لميانمار بعد الزلزال
  • آخر تطورات زلزال ميانمار.. صور مروعة وتوقعات بوصول القتلى 10 آلاف
  • الرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا
  • من الاكتئاب إلى المغامرة.. قصة جدة صينية عبرت القارات على دراجتها
  • تحذير مهم من المرور لهذه الفئة: تجنبوا السرعة واتركوا الهواتف!