السفارة الروسية تهنئ مصر بمرور 80 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
هنأت السفارة الروسية في مصر، اليوم الخميس، الأصدقاء المصريين الأعزاء بمناسبة الذكرى الـ 80 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وموسكو، والتي يتم الاحتفال بها في 26 أغسطس الجاري.
وأوضحت السفارة الروسية، أن بداية تاريخ إضفاء الطابع الرسمي على التفاعل بين روسيا ومصر في فبراير 1943 عندما دعا سفير مصر في لندن نشأت باشا الممثل المفوض للاتحاد السوفيتي في بريطانيا إيفان مايسكي لتناول الإفطار في مقر إقامته وعرض عليه اطلاق العمل على إمكانية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأضافت: "منذ ذلك الحين مضى شعبي روسيا ومصر جنبا إلى جنب الطريق الطويل نحو الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتغلبان على العديد من الصعوبات التي ساهمت في المزيد من التقارب بين البلدين".
وأردفت السفارة الروسية بالقاهرة: "اليوم نقوم بعضنا مع البعض بتنفيذ المشاريع الضخمة واسعة النطاق مثل بناء محطة الضبعة النووية التي ستصبح قريبا رمزا لمتانة الصداقة الروسية المصرية مثلما أصبح السد العالي في أسوان من الزمان".
وتابعت السفارة: "تتعاون موسكو والقاهرة بشكل فعال في مجال السياسة الخارجية وعلى المنصات الدولية، مما يساعد على حل الأزمات المختلفة وتعزيز الاستقرار في العالم"، لافته إلى أن تعاوننا الثقافي والإنساني والديني يستحق أعلى الدرجات.
واختتمت السفارة الروسية: "نحن مقتنعون بأن علاقاتنا لا تزال تتمتع بمقدرة كبيرة للغاية، والتي سنكون قادرين على تحقيقها وزيادتها من خلال العمل المشترك، ونتمنى لأصدقائنا بدوام والصحة والسعادة والازدهار".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السفارة الروسية القاهرة موسكو روسيا محطة الضبعة النووية السد العالى السفارة الروسية بالقاهرة السفارة الروسیة
إقرأ أيضاً:
هل تقطع بغداد علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق
يحترف خطاب الإسلام السياسي أسلوباً عجيباً في تفسير نظرية المؤامرة التي تلخص كل مآسي الإسلاميين ونكباتهم إلى الآخر المتآمر عليهم الذي يهدد سلطتهم ويريد تحطيمهم لاعتقادهم بأنهم خير أمة أُخرجت للناس. دائماً ما يدفع الأبرياء أثماناً باهظة لانتقام دعاة الإسلام السياسي، والمصيبة أن تجاربهم تتكرر في بلداننا دون أن يتعظوا أو يأخذوا النصيحة.
أكتب هذه السطور عمّا يحدث في الساحل السوري؛ بلد غادره حكم الدكتاتور ليقع في قبضة الإسلام السياسي، وكأني أستعرض السيناريو العراقي الذي وصل به الحال بعد عام 2003 من قتل وتشريد وتهجير فتعمقت مآسيه وازدادت جروحه بعد أحداث تفجير ضريح الإمامين العسكريين في سامراء 2007، وتحولت مدن العراق إلى مناطق طائفية، وقسمت بغداد إلى كانتونات حسب المذهب والطائفة وحتى الأسماء.وقعت الإدارة الجديدة لسوريا في نفس الأخطاء التي وقع فيها حكام العراق الجدد حين اعتقدوا أن الانتقام هو السبيل الوحيد لتثبيت الحكم الجديد. أصبح الأبرياء من المدنيين السوريين ضحايا لصراع قاتل بين قوى اليوم والأمس، والمصيبة أن تلك القوى تعلم جيدا أن هؤلاء المدنيين لا حول لهم ولا قوة، سوى أنهم كانوا في الوقت والزمن الخطأ تماما كما حصل مع المكون السني حين اجتاح مدنهم تنظيم داعش الإرهابي واستطاع أن يحتل بيوتهم ويحرق مزارعهم ويجبرهم على ترك أراضيهم كمهجرين، تلاحقهم تهمة الموالاة للإرهاب مع أنهم أكثر المتضررين من ذلك الإرهاب.
يقف السوريون اليوم على مشهد مستنسخ من العراق في الخراب والتقسيم، ورغم ذلك التشابه والتطابق بين المشهدين إلا أن كل منهما يأبى أن يمُتّ إلى الآخر بصلة. يبدو أن ذلك التنافر قد أخذ بالتعاظم بعد أحداث الساحل السوري مؤخراً والتخوف العراقي من أن يمتد ذلك الانفلات والفوضى إلى الداخل العراقي بعنوان طائفي قد يعبر الحدود إلى بغداد. كل ذلك جعل التوتر يتصاعد في العلاقات بين البلدين ويزداد تأزماً، خصوصاً بعد مطالبات لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي لوزارة الخارجية بقطع العلاقات مع الجارة السورية نهائياً، سبقها انتشار قوات حفظ النظام أمام السفارة السورية في بغداد تحسباً لانطلاق تظاهرات حاشدة بالقرب من السفارة.
القلق العراقي بلغ ذروته حين أُعلن عن مراقبة الأجهزة الأمنية لجميع حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الداعمة للإرهاب واعتقال سوريين روّجوا للإرهاب، حيث صدرت التعليمات بتدقيق ملفات جميع السوريين الداخلين إلى الأراضي العراقية وخاصة المخالفين لشروط الإقامة. كما تنوه بعض المصادر أن هؤلاء المقيمين قد يكونون “قنابل موقوتة” تهدد بالانفجار في أيّ لحظة في الشارع العراقي.
لا يُستبعد أن يؤدي اتساع حجم التأزم بين العراق وسوريا إلى عدم حضور الرئيس الجديد لسوريا أحمد الشرع إلى مؤتمر القمة العربية المزمع انعقاده في مايو (أيار) القادم. فُسّر بيان الإطار التنسيقي بإدانته للمجازر التي تتعرض لها الأقليات في سوريا ومطالبتهم المجتمع الدولي لأخذ دوره في حمايتهم بأنه رصاصة رحمة أطلقت على العلاقات العراقية – السورية.
يتشابه السيناريو السوري والعراقي في حكم الإسلام السياسي مع أن كليهما في طريقين متناقضين، فعقائدياً يتوحدان في الهدف ويختلفان في الاتجاه. وفي كل مناسبة يُثبت الإسلام السياسي فشله في إدارة الحكم ويؤكد أن نسخته أصبحت مستهلكة لا تصلح للواقع الجديد.
أحداث الساحل السوري من وجهة نظر الإطار التنسيقي الحاكم هي حرب طائفية تمارسها جماعات الحكم السوري الجديد من أجل التطهير العرقي، وأمنيات الشارع العراقي ألاّ تقع سوريا في نفس أخطاء بغداد التي مزقتها الطائفية لكي تستفيد من هذا التشرذم الجارة الشرقية.
هل تلجأ بغداد إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الشرع؟ لا يحتاج القرار إلى إعلان رسمي، فكل ما يحدث على أرض الواقع يؤكد باليقين أن التوتر بين البلدين بلغ ذروته وما زالت الأزمة تتفاقم على الحدود مع ذلك التحشيد للقوة والسلاح على جانب الحدود العراقية خوفاً من انتقال شرارة ما يحدث في سوريا إلى الداخل العراقي، وهو الخوف الحقيقي لما قد يحدث في قادم الأيام.