"تحديات كبرى وغموض شديد".. حراك ليبي لتشكيل حكومة جديدة
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
شدد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي، على ضرورة تشكيل حكومة موحدة، يتفق عليها معظم الأطراف الرئيسية الفاعلة، مشيرًا إلى أنه أمر ضروري لقيادة البلاد إلى الانتخابات، وذلك في تحول واضح عن موقف سابق بضرورة إجراء الانتخابات أولا.
مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا: وجود حكومة ليبية موحدة أمر ضروري لتحقيق الانتخابات الجامعة العربية تُرحب بالإعلان عن إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي
ويأتي حديث عبدالله باتيلي خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، بالتوافق مع خريطة الطريق التي أقرها مجلس النواب الليبي -بعد توافق مع المجلس الأعلى للدولة- لإنهاء أزمة ازدواجية السلطة التنفيذية، وتشكيل حكومة وطنية تفرض سيطرتها على جميع مناطق ليبيا وتشرف على الانتخابات بالبلاد.
ذلك التحول في مطالب المبعوث الأممي بالحكومة الجديدة رآه مراقبون يواجه تحديات كبرى وغموضا شديدا، مؤكدين ضرورة وجود دعم دولي لها وليس صراعا لإحكام سيطرتها على كافة أنحاء البلد الأفريقي.
وأكد باتيلي، أن كل الأطراف في ليبيا "اتفقت على تعديل القوانين الانتخابية" التي أعدتها اللجنة المشتركة "6+6" المشكلة من مجلسي النواب والدولة، مذكرا بأن الليبيين لديهم رغبة قوية في انتخاب قيادة جديدة تتمتع بالشرعية في البلاد، وإنهاء المراحل الانتقالية المتكررة، بحسب ما أوردته صحيفة “الوسط” الليبية.
وأضاف المبعوث الأممي خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، أنه كثف تواصله مع أصحاب المصلحة لإقناع مجلسي النواب والدولة بالنظر في المقترحات المقدمة من مفوضية الانتخابات وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للتعامل مع الثغرات التقنية والمشاريع الانتخابية المقدمة من لجنة "6+6".
وأعربت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا، ليندا جرين فيلد، عن استعداد بلادها دعم تشكيل حكومة تصريف أعمال مهمتها الوحيدة قيادة البلاد لإجراء انتخابات نزيهة. وأكدت، خلال كلمة لها أثناء جلسة للمجلس بشأن ليبيا، أن الشعب الليبى يستحق التغيير والتقدم، كما دعت الأطراف جميعًا للعمل على إجراء الانتخابات.
من جهته، أكد مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، طاهر السنى، أن الوضع السياسى الراهن لا يتحمل الدخول فى مسارات جديدة تطيل المراحل الانتقالية، ولفت إلى أن المماطلة وعدم حسم المسار السياسى وإيجاد حلول جذرية للأزمة الليبية سيزيد الأزمات.
اتفاق سياسي شامل بدعم من البعثة الأممية
ومن جهته، كشف فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، عن موقفه من تشكيل حكومة جديدة في ليبيا تصل بالبلاد إلى الانتخابات.
وأعلن "باشاغا"، عن ترحيبه بما صدر عن الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي في إحاطته اليوم الثلاثاء إلى مجلس الأمن حول تشكيل حكومة جديدة ضمن خطة أممية تصل بالبلاد إلى الانتخابات، بحسب ما أوردته صحيفة "الوسط" الليبية.
وأضاف باشاغا في منشور له عبر صفحته على "فيسبوك" على ضرورة أن يكون هناك "حوار يُفضي لاتفاق سياسي شامل بدعم من البعثة الأممية"، مؤكدًا على ضرورة "أن يشارك فيه جميع الأطراف وبملكية ليبية لضمان إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن وقبول نتائجها".
وركزت الأمم المتحدة في جهودها الدبلوماسية خلال السنوات الماضية على ضرورة إجراء انتخابات عامة على رغم الخلافات، بدلاً من استبدال رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وتشكيل حكومة موقتة أخرى للإشراف على الانتخابات.
ولم تنعم ليبيا بسلام أو أمن يُذكر منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي، لتنقسم البلاد في 2014 بين فصيلين متحاربين في الشرق والغرب. ورغم توقف الصراع مؤقتا بعد وقف إطلاق النار في عام 2020، فإن الثقة تكاد تكون منعدمة بين قادة الفصائل الرئيسية. ويعتقد عدد كبير من الليبيين أن القادة السياسيين لا يبالون بالتوصل لتسوية دائمة أو إجراء انتخابات قد تؤدي لإعفائهم من مناصبهم التي يشغلونها منذ سنوات.
لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ليبيا الأمم المتحدة تشكيل حكومة موحدة حكومة ليبية عبد الله باتيلي الأمم المتحدة تشکیل حکومة على ضرورة فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
سفير ليبيا يصف ما يحدث في غزة بـالمحرقة.. تعرض لهجوم بمجلس الأمن
ألقى السفير الليبي في مجلس الأمن طاهر السني، كلمة قوية في الجزي الثاني من الجلسة المستأنفة الثلاثاء حول القضية الفلسطينية، واتهم الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "محرقة" في قطاع غزة، ما دفع ممثلو ثلاثة دول للهجوم عليه بشكل منسق.
وبدأت جلسة مجلس الأمن صباح الثلاثاء، ثم استؤنفت بعد الظهر، واستمرت حتى صباح الأربعاء، وسجل 70 مندوبا للحديث في الجلسة الوزارية التي ترأسها وزير خارجية فرنسا جان نويل مارو، نظرا لرئاسة بلاده لمجلس الأمن خلال شهر نيسان/ أبريل الجاري.
وتعرض السفير الليبي لهجوم منسق من قبل ممثلي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، خلال جلسة مجلس الأمن المستأنفة صباح الأربعاء، والتي تناولت الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية.
الهجوم جاء بسبب استخدام السفير الليبي مصطلح “المحرقة” (هولوكوست) لوصف ما يحدث في غزة، وهو ما اعتبره ممثلو الدول الثلاث مقارنة غير صحيحة ومعادية للسامية.
وقالت ممثلة الولايات المتحدة، دوروثي شيا، إنها وجدت نفسها مضطرة للرد على السفير الليبي بسبب تصريحاته، مشيرة إلى أن “ما من حدث في التاريخ المعاصر يرقى لمستوى المحرقة".
وأضافت: "التعريف الذي اعتمده الناجون من المحرقة يعتبر كل من يقارن أي حدث بالمحرقة معاديا للسامية. مثل هذه العبارات تقلل من شأن المحرقة التي ذهب ضحيتها ستة ملايين يهودي وبعض الجنسيات الأخرى، وهذا أيضا معاد للسامية".
وأضافت شيا أنها تابعت التهم الباطلة الموجهة لإسرائيل، مشيرة إلى أن بعض الدول ترفض أن تجلس في مجلس الأمن بجانب المندوب الإسرائيلي.
وقالت: "هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا أعضاء في المجلس. بل إنهم لا يحملون حركة الجهاد مسؤولية إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، ويرفضون وصف حماس بأنها جماعة إرهابية. هذه العبارات المعادية للسامية تمس بهيبة الأمم المتحدة ولا ينبغي منح هذه المساحة لها".
من جانبها، عبرت ممثلة المملكة المتحدة، في ممارسة حق الرد، عن قلقها البالغ من استخدام السفير الليبي مصطلح “المحرقة” لوصف الوضع في غزة.
وقالت: “لن ننسى وحشية المحرقة التي ارتكبها النازيون ضد اليهود، والتي راح ضحيتها ستة ملايين شخص. لا يمكن مقارنة هذه الفظائع بأي شر آخر في التاريخ المعاصر. نرجو أن يركز المتحدثون على ما يقرب الفلسطينيين والإسرائيليين، لا على ما يفرق بينهم".
من جهته، تحدث ممثل فرنسا، رئيس جلسة مجلس الأمن، بصفته الوطنية، قائلًا: “فرنسا تود ممارسة حق الرد على ما قاله السفير الليبي. نحن لا نعترف إلا بمحرقة واحدة، وهي تلك التي ارتكبها النازيون ضد اليهود".
وتابع قائلا: "ذكرى تلك المحرقة يجب أن تحترم ولا تقارن بأي شيء آخر. نحن نعترف بمعاناة الناس في غزة، ولكن هذا لا يعني أن نقارن الوضع بمحرقة اليهود على أيدي النازيين".