تطل الذكرى الـ41 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام فيما هذا الحزب الكبير مايزال يمر بأصعب مراحله، مثخناً بجروح غائرة وتحديات خانقة، ومهموما بوطن يتشظى وفوضى غير خلاقة طالت كوارثها كل مناحي الحياة؛ بسبب احقاد داخلية عمياء اخطأت حساباتها، واجندات خارجية مهووسة لم يجني اليمن من وراءها غير الهوان والضياع، وصولاً إلى حرب كارثية طالت عذاباتها، بسبب اطماع سلالية، وشتات صفٍ جمهوري تاهت بوصلته وأضعفته المكاسب الذاتية، وتدخلات أممية متراخية لاهيَ انتجت حلاً ولا تركت فرصةً لحسم المعركة.

وأمام هذه الصورة المروعة بات السواد الأعظم من اليمنيين يتساءلون عن غياب حزب كبير كالمؤتمر يفتقدون إلى حضوره وفاعليته التي ظلت مؤثرة في كل المحطات الوطنية الفاصلة والقضايا المصيرية، ويعولون على عودته إلى الواجهة للقيام بدور حاسم يعجل باستعادة البلد ويقلب الموازين، ليس لأنه يمتلك عصا سحرية، بل باعتباره صاحب قاعدة شعبية وازنة؛ وتجربة رائدة صنعت على مدى33عاما نموذجاً ناجحاً للاستقرار والتعايش افتقده الناس كثيرا وباتوا يحنون إلى زمانه بعدما عز البديل وغاب المنقذ الذي يُخرج البلد من ظلمته الراهنة وجربوا الشتات والصراعات فلم يجنوا من ورائها غيرَ الخيبة والخراب.

مراقبون يؤكدون ان هذا المارد الجريح مايزال يمتلك من مكامن القوة والتأثير ما يؤهله للإسهام الفاعل مع القوى الوطنية في رسم الحلول وانتاج المخارج للخلاص من وضع كارثي يزداد تشظيا، واخراج قاطرة الوطن من مستنقعٍ عز الخروج منه ولا نهاية له دون رؤية وطنية جامعة وأكثرية مجربة تحسم المعركة وتعجل بالسلام.

يدرك المؤتمريون جيدا أهمية حزبهم والأسباب التي منحته هذا الثقل السياسي الوازن، فرغم قسوة المؤامرات التي تعرض لها منذ فوضى2011 والضربات المتلاحقة وحملات استهداف لشيطنته وشرذمته وإزاحته عن المشهد إلا أنه تماسك أمام أشد المحن واثبت انه حزبٌ غير قابل للانقراض واغلبية صلبة ضد الكسر.

يعلم اليمنيون جميعا حتى على مستوى المواطن البسيط ان هذا التنظيم الوطني الرائد رغم اخطائه التي لا تكاد تُذكر قياسا بما بعده لم يعرفوا منه سوى الاستقرار والتنمية والحرية، وسياسة احتواء ضمنت وقف نزيف الصراعات، ولم يرفع السلاح يوماً إلا لمحاربة الفوضى والإرهاب او حماية هيبة الدولة ومكاسب الجمهورية، او صون وحدة يمنية نظر اليها كحق تاريخي ومطلب شعبي وحلم عروبي من المحيط للخليج.

حزب بهذا الوعي والرصيد الوطني لا يمكن لجماهيره إلا ان يظلوا متماسكين أمام محاولات شرذمتهم، سيما انهم يمتلكون خصوصية هامة، فمن لملموا شتات شعبهم في اسوأ مرحلة ووحدوا بلدا مشطرا مع شركائهم جنوبا وتربوا على ثقافة التوحد يستحيل ان يتقبلوا شرذمة حزب يحتاجه اليمن كله.. ويعلمون جيدا ان كيانا مؤثرا كهذا لم يكن لتطاله حملات الاستهداف إلا لامتلاكه الأغلبية الشعبية، وبحفاظه على هذه الورقة سيظل رقما صعباً في المعادلة اليمنية، بعدما أصبح الكل يدركون جيداً ان المؤتمر هو شوكة الميزان وصمام الأمان، وقوته ضمانة للتوازن السياسي في اليمن وحماية النسيج الوطني من التمزق.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

باكستان بتحتفل بيومها الوطني الـ85 في القاهرة وتؤكد التزامها بتوسيع الشراكة مع مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أقام السفير عامر شوكت سفير باكستان في مصر حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطنى الـ85 لباكستان، وذلك بحضور عدد كبير من الشخصيات البارزة وأبرزهم وزير قطاع الأعمال العام وعدد كبير من السفراء والشخصيات العامة والإعلاميين أبرزهم أحمد المسلمانى والدكتورة داليا عبد الرحيم علي رئيس تحرير جريدة «البوابة نيوز».

وفي كلمته قال السفير: «اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر لكم جميعا على انضمامكم إلينا في هذا اليوم الميمون للاحتفال باليوم الوطني الـ 85 لباكستان.

وأضاف السفير: «إن هذا اليوم يرمز إلى اعتماد قرار باكستان في 23 مارس 1940، وهو اليوم الذي شكل نقطة تحول في تاريخ شبه القارة الهندية، حيث اجتمعت القيادة الإسلامية في لاهور للمطالبة بوطن مستقل للمسلمين، مشيدًا بصمود وتضحيات الآباء المؤسسين في سبيل تحقيق حلم باكستان».

وأكد «شوكت» أن المناسبة تمثل فرصة ليس فقط لتكريم النضال التاريخي، بل أيضًا لتجديد العهد على بناء باكستان كدولة مزدهرة تنعم بالسلام والتقدم.

وأشار إلى أن باكستان، باعتبارها خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، تمتلك موقعًا استراتيجيًا مهمًا يؤهلها لأن تكون مركزًا للطاقة والتجارة في آسيا والشرق الأوسط.

وفي استعراضه للتطورات الداخلية، أوضح السفير أن الحكومة الباكستانية اتخذت خطوات متعددة منذ العام الماضي لتحقيق الاستقرار السياسي وتعزيز الأمن ودفع عجلة التنمية، مشيرًا إلى تحسن المؤشرات الاقتصادية وزيادة جاذبية البلاد للاستثمار والسياحة.

كما أشار إلى التزامات استثمارية بقيمة 20 مليار دولار أمريكي من دول مثل السعودية والإمارات وماليزيا وأذربيجان، بفضل جهود المجلس الخاص لتسهيل الاستثمار.

وفي أول ظهور رسمي له بالقاهرة أعرب السفير عن اعتزازه بتوليه مهام منصبه في بلد وصفه بـ العظيم  مشيرًا إلى أن علاقات باكستان ومصر تستند إلى روابط إيمانية وثقافية متينة تتعزز بمرور الزمن وأكد على التزام قيادتي البلدين بدفع الشراكة الثنائية إلى آفاق أرحب خصوصًا في مجالات السياسة والدفاع والطاقة والتعليم والثقافة.

واستعرض السفير أبرز محطات التفاعل الدبلوماسي خلال العام الماضي من بينها زيارة رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف إلى مصر ومشاركته في قمة مجموعة الدول الثمانية. إضافة إلى لقاءات مكثفة بين كبار مسؤولي البلدين ما يعكس حرص الطرفين على تعميق التعاون.

كما أكد على المواقف المشتركة بين البلدين في المحافل الدولية خاصة تجاه القضايا الإسلامية مشيرًا إلى دعم مصر لباكستان في مجلس الأمن وتقدير إسلام آباد لدور القاهرة في إيصال المساعدات لغزة وسعيها للوساطة لوقف إطلاق النار.

وفي الشأن الاقتصادي لفت السفير إلى استقرار حجم التبادل التجاري بين البلدين عند 350 مليون دولار مع تطلع مشترك لزيادته عبر تبادل الوفود والمعارض، مشيدًا بالاستثمارات الباكستانية في السوق المصري والتي بلغت 400 مليون دولار ومشاركة شركات مصرية كبرى في مشاريع داخل باكستان.

وأشار إلى التعاون الدفاعي الوثيق بين الجانبين، مشيدًا بمشاركة مصر في مناورات  درع السند في باكستان، ومعلنًا استعداد باكستان للمشاركة في مناورات “النجم الساطع” و”إيدكس” التي ستقام في مصر خلال العام الجاري.

وفي السياق الثقافي لفت شوكت إلى مشاركة فرق قوال باكستانية في مهرجان سماع الدولي وتبادل الوفود الإعلامية وصدور طوابع مشتركة احتفالًا بمرور 75 عامًا على العلاقات الدبلوماسية.

وعلى صعيد التعليم أشاد السفير بالطلاب الباكستانيين في جامعة الأزهر وبإسهامات الأساتذة المصريين في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد كما نوّه بالتعاون بين البلدين في قطاع الصحة لا سيما في الاستفادة من التجربة المصرية في القضاء على فيروس سي.

وفي ختام كلمته عبر السفير عن تقديره للجالية الباكستانية في مصر ولدورها الفاعل في تعزيز العلاقات الثنائية مؤكدًا أن باكستان ومصر ماضيتان نحو مستقبل مشترك أكثر ازدهارًا.

تحيا مصر، تحيا باكستان، وتحيا الصداقة بين البلدين.

4b886a9e-5927-4c91-ae7f-7a366af3a489 717 718 e585e106-83ec-4320-9ec4-23c49ea2f399 de404f86-6aed-473f-b976-1f482a77e2d7

مقالات مشابهة

  • عاجل - إقالة غير مسبوقة تهز الإدارة المحلية.. نهاية مشادة سكرتير عام سوهاج بقرار وزاري حاسم
  • في العراق.. مدير عام الأمن العام التي رئيس الحكومة العراقي وهذا ما تم بحثه
  • إنتهاء التحضيرات لإقامة المؤتمر الوطني للتعليم في اليمن بمحافظة مأرب
  • الفياض: قانون الحشد الذي سيشرع قريبا يمثل خطوة جديدة في إعادة تأسيسه
  • اليوم الوطني للتقنية النووية.. أبرز الإنجازات التي كشفت عنها طهران
  • اجتماع حاسم بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني لتوزيع المناصب الحكومية
  • شاهد .. القيادات التي يستهدفها ترامب في اليمن
  • أمريكا تتوعد الدول التي تدعم الحوثيين أو تتحدى قرار حظر استيراد الوقود الى موانئ اليمن الخاضعة لسيطرتهم
  • الأمن النيابية: الإمام “الغائب زعلان لعدم إقرار قانون الحشد الشعبي”!!!
  • باكستان بتحتفل بيومها الوطني الـ85 في القاهرة وتؤكد التزامها بتوسيع الشراكة مع مصر