بشائر النصر : "سنعود لمنازلنا".. سودانيون في بورتسودان يحتفلون بسيطرة الجيش على الخرطوم
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
الخرطوم - اكتظت شوارع مدينة بورتسودان مساء الأربعاء بعشرات السودانيين الذين خرجوا للاحتفال بإعلان الجيش سيطرته على الخرطوم بعد عامين من حرب دامية قسمت البلاد وأدت لنزوح الملايين. بالنسبة لكثيرين، هذا يعني العودة الى المنزل.
ونزح من العاصمة خلال الحرب التي يتواجه فيها الجيش وقوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023، أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون سوداني، لجأ عدد كبير منهم الى بورتسودان التي أصبحت كذلك مقرا مؤقتا للحكومة.
وقال معتز عصام، أحد المحتفلين، لوكالة فرانس برس "بإذن الله سنعود... ونحتفل بالعيد في بيوتنا"، مؤكدا سعادته "بانتصارات الجيش".
وأشار عصام إلى أن سكان بورتسودان يحتفلون أيضا.
وأعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الأربعاء من داخل القصر الجمهوري في العاصمة أن "الخرطوم حرّة، وانتهى الأمر"، بعدما تمكنت القوات السودانية المسلحة من طرد قوات الدعم السريع من وسط الخرطوم.
وأكد المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله لفرانس برس أن قوات الجيش استعادت مطار الخرطوم "وتم تأمينه بالكامل" بعد عامين من تمركز قوات الدعم السريع داخله.
وأظهرت صور نشرها الجيش هبوط طائرة تحمل البرهان، في المطار المدمّر بالكامل، للمرة الأولى منذ بداية الحرب.
وجاءت التطورات في إطار عملية واسعة للجيش استهدفت إحكام السيطرة على العاصمة.
وأظهرت صور بثها التلفزيون السوداني البرهان بلباس عسكري داخل القصر الجمهوري محاطا بمقاتلين يهتفون "الله أكبر".
- إعمار الخرطوم -
وقال أحمد ابراهيم، أحد النازحين من الخرطوم إلى بورتسودان، "اليوم أتممنا عامين من المعاناة والنزوح والتشرّد".
ووقف ابراهيم في تجمّع رُفعت فيه أعلام السودان، بينما كان البعض يطلقون أبواق سياراتهم فرحا، والموسيقى الاحتفالية تصدح من المكان، محاطا بأنوار كثيفة وأصوات الزغاريد.
وتابع "نحن جاهزون للمرحلة المقبلة. مرحلة العودة الطوعية لتنمية ما دمّرته الحرب". وأضاف "إذا قالوا لنا إن الخرطوم جاهزة اليوم، نرجع غدا على الفور"، واصفاً رحلة النزوح بأنها "قاتمة وقاسية".
وأنشد سودانيون النشيد الوطني السوداني مع موسيقى تصدح من السيارات أو مكبرات صوت محمولة، بينما كان البعض يرقصون.
وحوّلت الحرب الخرطوم ومدن سودانية عدة إلى ركام، وأودت بحياة عشرات الآلاف وأدت لنزوح 12 مليون سوداني، في ما يعتبر أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.
وتحولت مدينة بورتسودان على البحر الأحمر في شرق البلاد إلى مقرّ مؤقت للحكومة واستضافت مئات الآلاف من النازحين، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وتواجه البنية التحتية لبورتسودان وكذلك مخيمات النزوح المكتظة تحديات كثيرة منها نقص المياه والغذاء والكهرباء، ما يزيد من معاناة السكان.
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، سجلت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة الشهر الجاري انخفاضاَ في معدلات النزوح بعدما رجع 400 ألف شخص الى منازلهم في المناطق التي استعادها الجيش في وسط البلاد.
وحذرت المنظمة في بيان من أن هؤلاء عائدون الى مناطق فيها القليل جدا من احتياجات المعيشة "من غذاء وبنية تحتية وتعليم وخدمات أساسية أخرى"
وتعاني الخرطوم من دمار كبير في الشوارع والبنايات والبنية التحتية.
- دوامة الحرب -
ويرى محللون أنه برغم التقدّم الذي أحرزه الجيش، لا تبدو نهاية الحرب قريبة
وقالت عفاف عمر من سكان مدينة أم درمان بضواحي الخرطوم والتي تتعرض لقصف مستمر من الدعم السريع "خبر سعيد جدا أن تتحرّر الخرطوم، لكن لدينا مخاوف حقيقية من أن تعود الميليشيا مرة أخرى وندخل في دوامة الحرب".
ولا تزال قوات الدعم السريع متمركزة في مواقعها جنوب وغرب أم درمان في الخرطوم الكبرى.
ويميل الدعم السريع لشن هجمات انتقامية وتدمير البنية التحتية في الأماكن التي يخرج منها.
ومنذ نهاية العام الماضي، بدأ الجيش السوداني عملية واسعة انطلقت من شرق البلاد باتجاه العاصمة، واستعاد فيها السيطرة على مدن رئيسية منها سنار وود مدني، حتى تمكن من دخول الخرطوم وإحكام سيطرته على معظم مناطقها في الأسابيع الأخيرة.
ويطوّق الجيش منذ الخميس، منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم، آخر معقل للدعم السريع في منطقة الخرطوم.
وقال معتز عصام وسط الاحتفالات في بورتسودان "نسأل الله انتصارات في جميع الولايات من الفاشر إلى نيالا والجنينة وكل ربوع السودان... وإن شاء الله نصل لديارنا ولوطننا".
وكان يشير الى مدن في إقليم دارفور في غرب السودان تقع تحت سيطرة الدعم السريع، باستثناء الفاشر التي حذرت الأمم المتحدة الأربعاء من أنها تضم 825 ألف طفل في مناطق تشهد اشتباكات عنيفة.
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن تطهير الخرطوم ويقصف الدعم السريع بالفاشر
أعلن الجيش السوداني اليوم الجمعة أنه شن قصفا جويا على تجمعات قوات الدعم السريع في الفاشر، مؤكدا أنه سيطر على العاصمة الخرطوم بشكل كامل.
وقال الجيش إن طائراته أغارت على تجمعات وآليات "لمليشيا الدعم السريع" على تخوم الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأعلن سقوط عناصر من مليشيا الدعم السريع بين قتيل وجريح وتدمير مركبات وشاحنات تابعة لها في كمين بالفاشر.
وفي السياق ذاته، جدد الجيش إعلان سيطرته بالكامل على العاصمة الخرطوم بعد أيام من استعادته القصر الرئاسي والمراكز الحيوية.
وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله "تمكنت قواتنا اليوم من تطهير آخر جيوب لشراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية بمحلية الخرطوم".
وأشار البيان إلى أن مليشيا الدعم السريع تروج إلى إشاعة انسحابها من الخرطوم نتيجة لاتفاق مع الحكومة السودانية، نافيا ذلك.
وأضاف أن هذه الإشاعة يفضحها "هروبهم المخزي أمام قواتنا الظافرة وتركهم قتلاهم ومعداتهم في ميادين القتال بمختلف المواقع".
ولم تعلق قوات الدعم السريع فورا على بيان الجيش السوداني.
وخلال الأيام الأخيرة واصل الجيش السوداني تقدمه في الخرطوم واستعاد السيطرة على المطار ومقرات أمنية وعسكرية وأحياء عدة شرق وجنوب العاصمة للمرة الأولى منذ أبريل/نيسان 2023.
إعلانوفرض الجيش سيطرته على معظم مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة وسط الخرطوم ومنطقة المقرن.
ومنذ أبريل/نيسان 2023 يخوص الجيش وقوات الدعم السريع حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا آخرين، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وفي الآونة الأخيرة، تسارعت وتيرة تراجع قوات الدعم السريع في ولايات عدة، منها الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
ومن أصل 18 ولاية تسيطر قوات الدعم السريع فقط على جيوب غرب وجنوب مدينة أم درمان غربي الخرطوم وأجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، إلى جانب 4 ولايات في إقليم دارفور.