صالح بن سعيد الحمداني 

العيدُ مناسبةٌ عظيمةٌ تُجسِّد أجمل معاني الفرح والبهجة، لكنه لا يكتمل إلا بنقاء القلوب وصفاء النفوس؛ فهو فرصة رائعة لنفتح صفحات جديدة في علاقاتنا، ونتجاوز الخلافات، ونمد جسور المحبة بيننا وبين الآخرين.

والتسامح والعفو من أرقى القيم الإنسانية التي تجلب السعادة والراحة النفسية، وتعكس قوة الشخصية وسمو الأخلاق.

وقد حثّ الإسلام على التسامح والعفو، ورفع من شأنهما، فجعل العفو عن الناس سببًا لمغفرة الله تعالى لعباده. قال الله في كتابه الكريم: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" (النور: 22)؛ فمن يسامح غيره، فإنه ينال رحمة الله وعفوه، ويشعر براحة داخلية تغمر قلبه بالطمأنينة.

كما أن النبي محمد ﷺ كان مثالًا في التسامح، حيث كان يعفو حتى عن أشد أعدائه، مثلما فعل يوم فتح مكة عندما قال للمشركين الذين آذوه: "اذهبوا فأنتم الطلقاء". وهذه القيم العظيمة هي التي جعلت الإسلام دين الرحمة والمغفرة، وحثّت المسلمين على التحلي بها في حياتهم اليومية.

والتسامح لا ينعكس فقط على الآخرين؛ بل هو دواء للقلب والعقل؛ إذ إننا عندما نسامح، نتحرر من الأعباء النفسية التي تُثقل كواهلنا، ونعيش بسلام داخلي. والكراهية والحقد لا يجلبان إلّا الألم، بينما الصفح الجميل يفتح الأبواب أمام علاقات أكثر نقاءً ومودةً.

وفي العيد، يكون التسامح أكثر أهمية، لأنه مناسبة للتصالح والتآخي، فكم من قلوب أثقلها الفراق، وكم من صداقات تفرقت بسبب خلافات بسيطة؟ العيد هو الفرصة المثالية لإصلاح ما أفسدته الأيام، ولإرسال رسالة حب وسلام لمن بيننا وبينهم خلافات.

كيف نمارس التسامح في العيد؟
البدء بالمبادرة: لا تنتظر أن يعتذر الآخرون، بل كن أنت المبادر بفتح صفحة جديدة.
التعبير عن المشاعر الصادقة: أرسل رسالة ودية أو قم بزيارة الأشخاص الذين ابتعدت عنهم، وعبّر عن محبتك لهم.
تجنب التفكير في الماضي: لا تدع أخطاء الماضي تسيطر على مستقبلك، بل ركّز على بناء علاقة جديدة مبنية على الاحترام والمودة.

التسامح مع الذات: لا تكن قاسيًا على نفسك، سامح ذاتك على الأخطاء وتعلم منها للمستقبل.

العيد ليس فقط مظاهر فرح واحتفالات، بل هو محطة للسلام الداخلي والخارجي. لنجعل هذا العيد فرصة لمسامحة من أخطأوا في حقنا، ولنمنح أنفسنا راحة البال من خلال العفو والصفح الجميل؛ فعندما نغفر للآخرين، فإننا في الحقيقة نُهدي أنفسنا هدية لا تقدر بثمن؛ ألا وهو راحة القلب وسكينة الروح.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مجلس الكنائس العالمي ينعى البابا فرنسيس: “راعٍ استثنائي لشعب الله”

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نعى مجلس الكنائس العالمي وفاة قداسة البابا فرنسيس، مشيدًا بدوره كقائد روحي بارز وراعٍ محب لشعب الله.

رسالة رعوية تعبّر عن الحزن والرجاء

أصدر الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، القس البروفيسور الدكتور جيري بيلاي، ورئيس اللجنة المركزية للمجلس، الأسقف البروفيسور الدكتور هاينريش بيدفورد-شتروهم، رسالة رعوية عبّرا فيها عن بالغ حزنهما لوفاة البابا، مؤكدين في الوقت ذاته على الرجاء الثابت الذي يستمدونه من الإيمان المسيحي.

إرث البابا فرنسيس: قيادة مليئة بالتواضع والمحبة

أشاد البيان بشخصية البابا فرنسيس وقيادته الروحية الفريدة، واصفًا إياه بأنه “راعٍ استثنائي”، كرّس حياته لخدمة الكنيسة والإنسانية، وسعى إلى تعزيز العدالة والسلام والحوار بين الأديان.

تضامن كنسي عالمي

أكّد مجلس الكنائس العالمي تضامنه مع الكنيسة الكاثوليكية وجميع المؤمنين حول العالم في هذا المصاب الجلل، داعيًا إلى مواصلة السير على خطى البابا فرنسيس في نشر المحبة والرحمة والعدالة.

مقالات مشابهة

  • أذكار الصباح اليوم الخميس 24 أبريل 2025.. «اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ»
  • مصير طائرة طيران الهند التي بيعت العام الماضي بعد تلويحة الوداع.. فيديو
  • شاهد: "القسام" تبث رسالة مُصوّرة جديدة لأسير إسرائيلي محتجز لديها
  • مواطن يستعرض إمكانيات سيارته التي لا تتجاوز قيمتها 10 آلاف ريال .. فيديو
  • مجلس الكنائس العالمي ينعى البابا فرنسيس: “راعٍ استثنائي لشعب الله”
  • التنمية المحلية: التصالح يخلق شهادة ميلاد جديدة للعقار ويحافظ على قيمة الأصول
  • أمير تبوك يستقبل مواطنًا عفا عن قاتل شقيقه لوجه الله
  • رسالة ونداء
  • طقوس نجوم الزمن الجميل للاحتفال بشم النسيم
  • تسجيل خسائر جديدة في قيمة العملة اليمنية.. إليكم أسعار الصرف اليوم