ياسمين أم غزية فاقم النزوح معاناتها مع مرض طفلها النادر
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
تكافح السيدة الفلسطينية ياسمين عموري يوميا لتوفير الرعاية اللازمة لطفلها "جميل" المصاب بمرض جلدي نادر وسط ظروف النزوح القاسية التي فرضتها الحرب المستمرة على قطاع غزة، مع انعدام الإمدادات الطبية وتدهور الأوضاع الإنسانية.
وتروي ياسمين، وهي أم لثلاثة أطفال من مخيم جنين، -في فقرة "ليسوا أرقاما"- تفاصيل معاناتها اليومية للاهتمام بطفلها، مؤكدة ملازمتها له طوال الوقت، "فبسبب وضعه الصحي الحرج والدقيق لا يستطيع أحد تحمله مثلي أنا وأبوه وأخواته"، على حد قولها.
وتفاقمت معاناة أسرة ياسمين مع مرض طفلها في مساءٍ من شهر رمضان، وتحديدا مع وقت أذان المغرب، حيث أُجبرت الأسرة على النزوح بشكل مفاجئ تحت تهديد قوات الاحتلال، علما أن التنقل يضر بصحة الطفل، كما أنه يزيد المشقة على أسرته.
وتقول ياسمين "في لحظة الإفطار وقت أذان المغرب قالت لنا قوات الاحتلال اطلعوا، وبدؤوا بالضرب والقصف حوالي الساعة السابعة بحجة أن منطقتنا صارت منطقة عسكرية".
ويعاني الطفل جميل من مرض "انحلال البشرة الفقاعي"، وهو مرض نادر يجعل جلده يتسلخ بعد تكون فقاعات تشبه الحروق المتجددة والمستمرة، كما أنه يعاني أيضا منذ عام من مرض سكري الأطفال المزمن، مما يجعله بحاجة إلى رعاية طبية مستمرة وعلاج خاص.
إعلانوأضافت ياسمين أنها وعائلتها يعيشون في ظروف النزوح منذ 50 يوما إلى جانب نحو 21 ألف نازح آخرين، وسط شح في المساعدات الإنسانية وغياب أدنى شروط العيش الكريم، مما يزيد من صعوبة توفير الرعاية اللازمة لابنها المريض.
وتختم ياسمين حديثها بمناشدةٍ "الرجاء لا تنظروا إلينا كأرقام ضمن هؤلاء النازحين، لأن كل عائلة وفرد له قصة ومعاناة، وأهل وأسرة".
عدوان متواصل
وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم الخميس حصيلة جديدة لشهداء العدوان الإسرائيلي، في حين وصلت قوات الاحتلال إلى شارع الرشيد وبدأت إطلاق النار على المواطنين.
وقالت الوزارة إن مستشفيات القطاع استقبلت 25 شهيدا و82 مصابا خلال 24 ساعة، وجاء في بيان للوزارة أنه منذ 18 مارس/آذار الحالي سقط 855 شهيدا و1869 مصابا جراء العدوان الإسرائيلي.
وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان إلى 50 ألفا و208 شهداء، و113 ألفا و910 مصابين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من جانبها، أعلنت هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مقتل أكثر من 180 طفلا في قطاع غزة خلال يوم واحد جراء استئناف إسرائيل حرب الإبادة الجماعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
عطش غزة.. كارثة مائية تُفاقم جراح الحرب وتُهدد الحياة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعيش غزة اليوم مأساة مركبة من العطش والجوع والانهيار الكامل للبنية التحتية، في ظل حصار إسرائيلي خانق وعدوان متواصل منذ السابع من أكتوبر 2023. ومع اقتراب صيف قائظ، تتفاقم أزمة المياه، لتُضاف إلى معاناة إنسانية غير مسبوقة يعيشها سكان القطاع والنازحون، الذين يتكبدون يوميًا مشاق الحصول على مياه الشرب والاستخدام اليومي.
تعود جذور الأزمة إلى سياسة التجويع والتعطيش المتعمدة من قبل الاحتلال، الذي دمر أكثر من 85% من البنية التحتية لشبكات المياه والصرف الصحي، وأغلق المعابر ومنع دخول الوقود والمعدات، مما عطّل تشغيل الآبار ومحطات التحلية. أكثر من 330,000 متر من شبكات المياه و719 بئرًا خرجت عن الخدمة، ما أدى إلى انعدام شبه كامل للمياه الصالحة للاستهلاك.
معاناة يومية
يروي المواطنون معاناتهم اليومية، فالمياه باتت تُشترى بأسعار باهظة، تنقل في دلاء لمسافات طويلة، وغالبًا تكون غير صالحة للشرب بسبب تلوثها واختلاطها بالصرف الصحي. النساء، والأطفال، والمرضى يعانون من نقص النظافة والمخاوف الصحية كأمراض الكلى والجلد. أما من ينجح بالحصول على الماء، فغالبًا ما يكون ذلك عبر شاحنات خيرية محدودة أو عربات تجرها الحيوانات.
صحفيون وناشطون يؤكدون أن الحصول على كوب ماء أصبح يتطلب الحجز المسبق والدفع بالشيكل في ظل ارتفاع كبير في أسعار "الكاش" وشبه انعدام للسيولة، مما يُحوّل أبسط مقومات الحياة إلى معاناة يومية.
تراكم النفايات
التحذيرات تتوالى من الجهات المحلية، وعلى رأسها اتحاد بلديات غزة، من كارثة بيئية وصحية وشيكة قد تنجم عن اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، مع تراكم النفايات وتعطل شبكات المعالجة. ويطالب الاتحاد بضغط دولي عاجل لإعادة تأهيل البنية التحتية قبل تفشي الأوبئة بشكل واسع.
أزمة المياه في غزة لم تعد مجرد مشكلة خدماتية، بل تحولت إلى أداة قهر جماعي تُستخدم ضد المدنيين. إن استمرار تدمير المصادر الحيوية للمياه وتجاهل احتياجات السكان يُشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويُنذر بكارثة صحية وبيئية ستدفع المنطقة والعالم ثمنها ما لم يُتخذ إجراء فوري لرفع الحصار وإعادة إعمار القطاع.