بين الألغام والفقر والنزوح.. ملايين الأطفال السوريين يواجهون مصيرًا مجهولًا
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بينما تدخل سوريا مرحلة جديدة بعد أكثر من عقد من الصراع، لا تزال تداعيات الحرب تلقى بظلالها على الأطفال، الذين نشأ معظمهم فى بيئة قاسية من النزوح والعنف والحرمان.
ومع استمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة، تدعو منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى تقديم دعم عاجل لضمان مستقبل آمن لهم.
وذلك فى ظل تقديرات تشير إلى أن أكثر من ٧٥٪ من الأطفال السوريين، البالغ عددهم ١٠.٥ مليون، وُلدوا خلال الحرب ولم يعرفوا سوى حياة مليئة بالخوف وعدم الاستقرار.
وأضافت اليونيسف أن الوضع الراهن ينذر بالخطر، خاصة مع تصاعد أعمال العنف مؤخرًا فى المناطق الساحلية، ما أسفر عن مقتل ١٣ طفلًا، بينهم رضيع لم يتجاوز ستة أشهر، إلى جانب سقوط عدد من الضحايا المدنيين ونزوح آلاف العائلات.
فيما تضررت البنية التحتية الحيوية، مما زاد من تفاقم الأزمة. وتواجه العائلات صعوبات معيشية قاسية، إذ يعيش تسعة من كل عشرة أشخاص تحت خط الفقر، ما يدفع بعضهم إلى اللجوء إلى حلول قسرية، مثل تشغيل الأطفال فى ظروف قاسية أو تزويج الفتيات فى سن مبكرة.
وأشارت إلى أن المخاطر لا تتوقف عند هذا الحد، إذ لا يزال ملايين الأطفال معرضين لمخلفات الحرب من المتفجرات، مع انتشار ما يقارب ٣٠٠ ألف عبوة ناسفة فى أنحاء البلاد، فى وقت تعانى فيه المنظومة التعليمية من انهيار مستمر، حيث أغلقت أكثر من ٤٠٪ من المدارس، مما أدى إلى حرمان ٢.٤ مليون طفل من حقهم فى التعلم، فيما يواجه أكثر من مليون آخرين خطر التسرب.
أما على الصعيد الصحي، فإن أكثر من ٥٠٠ ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية يهدد حياتهم، فيما يقف ٢ مليون طفل آخرون على حافة الخطر، فى ظل تراجع القدرة التشغيلية لتوفير المياه النظيفة إلى أقل من ٥٠٪، لتنخفض فى بعض الأوقات إلى ٢٣٪ مع انقطاع الكهرباء، بينما يُلقى ٧٠٪ من مياه الصرف الصحى دون معالجة، ما يزيد من مخاطر انتشار الأوبئة والأمراض.
وفى ظل هذه الظروف المأساوية، اجتمع قادة العالم فى بروكسل الأسبوع الماضى خلال مؤتمر "الوقوف مع سوريا"، حيث شددت اليونيسف على ضرورة وضع الأطفال فى صلب جهود إعادة الإعمار، مؤكدة أن حقوقهم يجب أن تكون أساس أى عملية تعافٍ سياسى أو اجتماعى أو اقتصادي.
ومن هذا المنطلق، دعت المنظمة إلى توفير حماية عاجلة للأطفال، مع ضمان استمرار الخدمات الأساسية، كالتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية للمياه، إلى جانب تعزيز الاستثمار فى التعليم وضمان وصول كل طفل إلى مدارس آمنة وشاملة، فضلًا عن توسيع نطاق المساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال الأكثر تضررًا، وتأمين دعم دولى مستدام لإعادة بناء القطاعات الأساسية وتحقيق الاستقرار.
وشددت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، على أن الوقت قد حان للتحرك بجدية لإعادة بناء مستقبل الأطفال وحمايتهم والاستثمار فيهم، مؤكدة أن هذه المرحلة تمثل لحظة أمل ومسؤولية كبرى.
وبينما تواصل المنظمة التزامها بالعمل مع شركائها لدعم الإصلاحات الهيكلية، وتعزيز الخدمات الاجتماعية المستدامة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، يبقى التحدى الأكبر هو ضمان عدم تخلف أى طفل عن الركب فى رحلة التعافى وإعادة الإعمار.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سوريا الأطفال اليونيسف الامم المتحده أکثر من
إقرأ أيضاً:
ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك تشهد أكثر من 4 ملايين مُصلّ ومعتمر بالمسجد الحرام
كشفت إحصائية أعلنتها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن المسجد الحرام شهد أمس كثافة كبيرة من المصلين والمعتمرين في ليلة التاسع والعشرين، ليلة ختم القرآن، تخطوا أربعة ملايين.
وأوضحت الإحصائية أن إجمالي قاصدي البيت العتيق يوم أمس بلغ “4117669” شخصًا، وبلغ عدد المصلين “3471205” أشخاص، وعدد المعتمرين “646464” شخصًا.
اقرأ أيضاًالمملكةوزير الشؤون الإسلامية: إقامة صلاة عيد الفطر في جميع مصليات الأعياد والجوامع بعد شروق الشمس بـ15 دقيقة
وأشارت الهيئة إلى أن إجمالي أعداد المستفيدين من العربات بلغ “28202” شخصًا، واستفاد من الإرشاد المكاني “135670” مستفيدًا، فيما بلغ عدد العاملين “13260” عاملاً، وتم توزيع ” 42000″ عبوة زمزم، و”702488″ وجبة إفطار صائم، وإزالة “270” طنًا من النفايات المرحّلة.
يُذكر أن الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تستخدم تقنية متطورة، تعتمد على حساسات قارئة، لرصد أعداد المصلين والمعتمرين من قاصدي البيت العتيق على أرضية المداخل الرئيسية للمسجد الحرام، في خطوة تهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية عبر متابعة التدفقات والحشود، وتحسين إدارتها بفاعلية بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة.