محافظ البحر الأحمر يستجيب لطلب سائحة هندية ويصطحبها لزيارة طفلتها داخل العناية المركزة
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
حرص اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، على زيارة مصابي غرق غواصة السندباد، التي تعرضت للغرق صباح اليوم الخميس، التي كانت تقل على متنها 45 سائحاً بالإضافة إلى الطاقم المصري، مما تسبّب في وقوع وفيات ومصابين من جنسيات مختلفة، للاطمئنان على صحة وسلامة جميع الركاب.
كشف محافظ البحر الأحمر أن البداية كانت عندما ورد بلاغ لغرفة عمليات المحافظة، يفيد بتعرض غواصة سياحية للغرق في المرسى المخصص لها أمام إحدى الفنادق الشهيرة بالغردقة، وكانت على متنها 50 راكب من جنسيات مختلفة، ( 5 مصري طاقم الغواصة - 45 جنسيات مختلفة ما بين روسي وهندي ونرويجي وسويدي) وعلى الفور تم إخطار غرفة عمليات الإسعاف والجهات المختصة التى وصلت علي الفور لمكان الحادث، ونجحت جهود الجهات المعنية نقل 29 مصاب إلى المستشفيات منهم 6 حالات وفاة منّ الأجانب ( روس الجنسية )، وعودة باقي الناجيين إلى فنادق إقامتهم بعد تحسن حالتهم الصحية، ولا يوجد مفقودين، وفي هذا السياق أشاد بسرعة تحرك وجهود كافة الجهات المعنية، لافتاً إلى مشاركة نحو 21 سيارات إسعاف في تقديم الإسعافات الأولية للركاب فور إنقاذهم.
وتابع: حرصت على الاستماع إلى المصابين عقب إنقاذهم ووجهت بتقديم كافة اوجه الرعاية الطبية لهم، حيث جرى نقل المصابين إلى 5 مستشفيات ( الغردقة العام - المصري الخاصة - الكوثر الخاصة - رويال الخاصة - الأصيل الخاصة)، وقمت بزيارتهم والإطمئنان عليهم، حيث تنوعت الإصابات بين جروح وكدمات وسحجات وضيق تنفس، ويوجد 4 حالات في العناية المركزة حالتهم خطرة.
وجه اللواء عمرو حنفي، بمواصلة التنسيق والتواصل مع كافة السفارات والقنصليات والجهات المعنية، لتقديم كافة التسهيلات ولاستخراج كافة الأوراق المطلوبة للركاب، مشيداً بجهود فرق الإنقاذ التي أنجزت مهمتها في وقت قياسي.
قام محافظ البحر الأحمر بعدد من اللفتات الإنسانية خلال زيارته للمصابين، أبرزها الاستجابة لطلب سائحة هندية طفلتها مصابة كانت تريد الاطمئنان على حالتها الصحية، حيث حرص على اصطحابها والدخول معها في غرفة الرعاية المركزة للاطمئنان على ابنتها، والتأكد من تقديم كافة أوجه الرعاية الصحية، كما تابع محافظ البحر الأحمر الحادث منذ اللحظة الأولى لوقوعه، ووجه بتشكيل غرفة عمليات من مختلف الجهات المعنية.
أكد المحافظ، أنه راجع الموقف الفني للغواصة، وتبين أن الغواصة ترخيصها سار وقائد الطاقم حاصل على الشهادات العلمية المطلوبة من أكاديمية العلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، موضحاً أن الغواصة يمتلكها مصري الجنسية،
مؤكدا على استمرار عمليات التحقيق من قبل الجهات المعنية مع طاقم المركب لمعرفة أسباب الحادث.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البحر الأحمر محافظ البحر الأحمر العناية المركزة محافظ البحر الأحمر الجهات المعنیة
إقرأ أيضاً:
التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية
أشارت الباحثة أيمن امتياز في تقريرها على موقع الدبلوماسية الحديثة إلى أن البحر الأحمر يعد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس. ويمثل هذا الممر الحيوي نقطة اختناق رئيسية، إذ يسهل مرور حوالي 12% من التجارة العالمية.
ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والصراعات، أصبح البحر الأحمر منطقة غير مستقرة، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي من أن أوراسيا تشهد صراعًا مستمرًا على السيادة العالمية، ويقع البحر الأحمر في مركز هذه الديناميكيات.
وقد بدأت آثار الأزمة الحالية في التأثير على التجارة والأمن الدوليين، مما غير حسابات القوى العالمية.
تاريخيًا، كان البحر الأحمر مركزًا للتجارة والصراعات الإمبراطورية، فطوال العصور تنافست دول مثل مصر والرومان والعثمانيين للسيطرة على موانئه. ومع افتتاح قناة السويس عام 1869، أصبح البحر الأحمر أهم طريق بحري مختصر. وبحلول القرن الحادي والعشرين، كانت نسبة كبيرة من التجارة العالمية وحركة الحاويات تمر عبر مياهه. ومع ذلك، تعاني الدول الساحلية من تحديات كبيرة في تأمين هذا الشريان المائي.
ويعتبر البحر الأحمر ممرًا جيوستراتيجيًا له أهمية اقتصادية وعسكرية، حيث تتنافس الدول المطلة عليه مثل مصر والسعودية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين. يُعتبر مضيق باب المندب أحد أهم المعابر البحرية، وأي اضطراب في المنطقة قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.
وتتعدد نقاط التوتر الجيوسياسية في البحر الأحمر، منها الصراع في اليمن حيث تهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن، مما يزيد من المخاطر على التجارة العالمية. وقد ردت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بزيادة العمليات الأمنية البحرية، لكن التهديدات المستمرة من الحوثيين تبقى قائمة.
أيضًا، هناك التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، حيث أثار توسع الصين في البحر الأحمر من خلال قاعدتها في جيبوتي مخاوف الغرب. فالصين تُعتبر تحديًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، مما أدى إلى عسكرة البحر الأحمر وزيادة الدورية البحرية الأمريكية.
في سياق آخر، تلعب المملكة العربية السعودية ومصر دورًا محوريًا في تأمين البحر الأحمر، إذ تعتمد السعودية على مشاريعها المستقبلية على الاستقرار البحري، بينما تعتمد مصر على إيرادات قناة السويس.
وتشير التطورات الراهنة إلى أن التجارة العالمية تواجه تحديات بسبب التهديدات الأمنية، حيث ارتفعت أقساط التأمين على السفن بشكل كبير. كما أن العديد من شركات الشحن تُفكر في مسارات بديلة، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع.
ويعتبر البحر الأحمر نقطة حيوية لنقل شحنات النفط والغاز الطبيعي، وأي انقطاع قد يسبب تقلبات حادة في أسعار الطاقة. ومع وجود قوات عسكرية متعددة، فإن خطر التصعيد أو المواجهة العرضية مرتفع، مما يزيد من زعزعة استقرار التجارة العالمية.
ويتوقع أن يستمر المشهد الجيوسياسي في البحر الأحمر بالتطور، متأثرًا بصراعات القوى العالمية والإقليمية.
وقد تكون جهود الوساطة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين مفتاحًا لتحقيق الاستقرار، إلا أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وتتطلب أزمة البحر الأحمر اهتمامًا دوليًا عاجلًا، سواء من خلال الدبلوماسية أو الاستراتيجيات العسكرية أو الحلول التكنولوجية، لضمان أمن هذا الممر المائي الحيوي.