فرص الدبلوماسية بين واشنطن وإيران
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
مارس 27, 2025آخر تحديث: مارس 27, 2025
محمد حسن الساعدي
خطاب التصعيد الذي تمارسه الادارة الامريكية ضد طهران لإخضاعها للمفاوضات مرة اخرى بعد إلغائها من واشنطن لا يمكنه أن يقدم شيئاً في التهدئة والسير نحو الاستقرار في المنطقة عموماً، لاسيما وان الخطاب ليس خطاباً مرناً بل يحمل نبرة تهديد واستعلاء على العالم وهذا ما لا يقبله أغلب دول العالم، وأن تبقى هذه الدول محكومة بمزاجيات وقرارات البيت الابيض، لذلك أرسلت طهران اشارات أنها على استعداد لاستئناف المفاوضات على ان تكون جادة في رفع العقوبات على ايران منذ أربعون عاماً، والذي يبدو أنه من غير المرجح تحقيق أي تطور دبلوماسي بهذا الاتجاه.
هناك احتمالية واردة في عودة المحادثات بين الجانبين ويعود ذلك لأسباب منطقية هو نية الرئيس الامريكي الخروج من دائرة الحروب واستخدام الجيش الامريكي خارج الحدود، بالإضافة الى تراجع النفوذ الايراني في المنطقة بعد احداث لبنان وسوريا والتي أفقدته عنصر القوة في التفاوض، إذ وبمجرد أنتشار خبر توجيه الرئيس الامريكي دونالد ترامب رسالة الى الجمهورية الاسلامية عبر دولة الامارات يطلب فيها إجراء محادثات، سارعت الحكومة الايرانية الى رفض أي تفاوض مع واشنطن ما لم تكن هناك جدية في رفع الحصار، كما انها بينت ان بعض الحكومات الأجنبية والشخصيات تصر على المفاوضات في حين أن هدفها ليس حل المشكلات بل فرض السيطرة وفرض أجندتها الخاصة.
من الصعب في المرحلة الحالية تحديد الرد الإيراني الفعلي، على المطالب الامريكية، ويمكن اعتبار تصريح الامام الخامنئي بمثابة تحذير من الافراط بالثقة بالولايات المتحدة ولكنه لا يعني بالضرورة رفض فكرة المحادثات على أسس جدية وجديدة اولها رفع الحصار المفروض على إيران وإطلاق الاموال الايرانية المجمدة في البنوك العالمية كما أن بعثة الأمم المتحدة تحاول التأكيد على أن أي محادثات يجب أن تتعلق بالصياغات الضيقة المحدودة وربما لا تزال واشنطن وطهران في مرحلة قراءة المشهد حول المحادثات.
تعد روسيا هي المحاور الرئيسي في تبادل الرسائل الأمريكية الإيرانية الحالية، وأن الرئيس فلاديمير بوتين قد عرض روسيا كشريك وسيط في هذه المحادثات، والتي تضمنت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى طهران لادارة المناقشات حول البرنامج النووي الإيراني ومن المرجح أن يكون النزاع النووي بين الولايات المتحدة وإيران قد تم مناقشته، إذ أن روسيا كانت جزءا من العملية الدبلوماسية التي أسفرت عن خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015 الذي لم تنسحب منه على الرغم من انسحاب أمريكا.
في الآونة الاخيرة عززت إيران وروسيا علاقاتهما العسكرية حيث زودت إيران روسيا بآلاف الطائرات المسيرة في حربها ضد أوكرانيا بينما زودت روسيا إيران تكنولوجيا الصواريخ الباليستية وقطع الغيار والجوانب التي تتعلق بالبرنامج النووي، بالمقابل كان لاستراتيجية الضغط الأقصى التي فرضتها إدارة ترامب الأولى تأثير اقتصادي على إيران، وان حملة الضغط التي اقرها ترامب مؤخرا اذا ما تم تطبيقها بالكامل ستعمل على تخفيض صادرات ايران بشكل كبير، وتأتي حملة العقوبات الجديدة في وقتٍ صعبٍ للغاية بالنسبة لإيران حيث تعاني البلاد من ارتفاع معدل التضخم الذي يبلغ حاليًا حوالي 35% وتباطؤ النمو.
يبقى السؤال الاهم والمطروح هل إيران مستعدة لتقديم تنازلات جوهرية لرفع العقوبات خلال إدارة ترامب ، والتي رفضت عرض الحوار مع أمريكا وحملت الولايات المتحدة مسؤولية الانسحاب من خطة العمل الشاملة فيما إن إشارات ايران واضحة في ان مسؤولية العودة الى الاتفاق هي مسؤولية أمريكا وحدها.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
عراقجي: إيران أرسلت رداً على رسالة ترامب
أعلن وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، الخميس، لوكالة الانباء الرسمية (إرنا) أن بلاده أرسلت رداً على الرسالة التي بعث بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودعا فيها طهران إلى مفاوضات حول برنامجها النووي.
وقال عراقجي: "لقد تم إرسال رد ايران الرسمي على رسالة ترامب أمس الأربعاء بشكل مناسب وعبر سلطنة عمان"، موضحاً أن "هذا الرد الرسمي يتضمن رسالة تم فيها شرح وجهات نظرنا بشأن الوضع الحالي، ورسالة ترامب بشكل كامل، وجرى نقلها إلى الطرف الآخر".
#Iran FM says Tehran has officially sent the response to US President’s letter through Oman, adding that the letter addresses current situation & content of #Trump’s letter. He said Iran won’t engage in direct talks under pressure/threats, but indirect negotiations can continue. https://t.co/oRFPa3R8Oe pic.twitter.com/ekXnsvIfgY
— Iran Nuances (@IranNuances) March 27, 2025وأكد وزير الخارجية الإيراني، في وقت سابق اليوم، بأن بلاده تتعامل بقدر كبير من التوجس مع المقترحات السياسية الأخيرة التي قدمتها الولايات المتحدة، في تصريح جديد يعكس موقف طهران الحذر من التحركات الدبلوماسية الأمريكية.
وقال عراقجي عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، إن "الناس في جميع أنحاء العالم – بما في ذلك الأمريكيون أنفسهم – باتوا يرون بوضوح كيف تتعامل السلطات الأمريكية مع القضايا العالمية".
وأشار إلى أن سياسات واشنطن تكشف عن "انعدام كفاءة شديد، والأهم من ذلك، تجاهل كامل لحياة البشر في اتخاذ القرارات المصيرية"، وفق تعبيره.
وأضاف عراقجي أن هذا النهج الأمريكي قد يكون سبباً إضافياً يجعل طهران تتعامل بحذر مع أي مبادرات سياسية جديدة قادمة من واشنطن، لا سيما في ظل استمرار التوترات بين الجانبين حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية.
People around the globe—including Americans—now see how US officials look at world affairs.
Some highlight severe incompetence and, more importantly, total disregard for human life in the decision making.
As for Iran, we see perhaps another reason to take the recent political… pic.twitter.com/WUohafTZG9
ويأتي هذا التصريح وسط تكهنات حول إمكانية استئناف المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي والملفات الإقليمية العالقة.
ومن جانبه، أعلن مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، كمال خرازي، في وقت سابق اليوم، أن طهران لم تغلق جميع الأبواب لحل الخلافات مع الولايات المتحدة، مؤكداً استعدادها لبدء مفاوضات غير مباشرة مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.