ليلة القدر.. نفحات إيمانية ورسائل وطنية
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ليلة القدر، تلك الليلة التي تهفو إليها القلوب، وتترقبها الأرواح، تحمل في طياتها معاني الإيمان والتجديد، وتمنح المتأملين فيها دروسًا عميقة عن الصبر والتضحية والعمل. في احتفال مصر بهذه الليلة المباركة، لم يكن الحدث مجرد مناسبة دينية تقليدية، بل منصة تجسدت فيها قيم الإسلام السمحة، وتلاقحت فيها السياسة بالدين، وتجلَّت فيها رؤية الدولة المصرية لمستقبل الوطن والمواطن.
في كلمته بهذه المناسبة العظيمة، لم يكن حديث الرئيس مجرد خطاب احتفالي، بل كان يحمل رسائل متعددة المستويات، تنطلق من الجذور الإيمانية والتاريخية، لتمر عبر التحديات الراهنة، وصولًا إلى استشراف المستقبل برؤية واضحة. فمن خلال تأكيده على دور الأزهر الشريف وعلمائه، كان يعيد التأكيد على أهمية المرجعيات الدينية في الحفاظ على الهوية الإسلامية الوسطية، والتصدي للأفكار المتطرفة التي تحاول النيل من سلامة المجتمع. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل امتد ليؤكد أن الإسلام دين البناء والإعمار، وليس الهدم والتخريب.
لقد كانت الرسالة الأكثر عمقًا في خطاب الرئيس هي التأكيد على أن بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان. وهذه ليست مجرد عبارة عابرة، بل هي فلسفة تُلزم الدولة بأن تضع المواطن في قلب استراتيجياتها التنموية. فحين يتحدث الرئيس عن الاستثمار في الإنسان، فهو لا يقصد مجرد التعليم والتدريب، وإنما يقصد بناء منظومة قيمية متكاملة، تسهم في إعداد جيل واعٍ، مستنير، قادر على المشاركة في مسيرة البناء بفعالية.
في ظل التحديات الراهنة، فإن الحفاظ على الهوية الثقافية والقيم الأخلاقية يُصبح أمرًا مصيريًا. وهنا، يأتي تأكيد الرئيس على دور المؤسسات التربوية والإعلامية والدينية في ترسيخ هذه القيم، كدعوة صريحة لإصلاح الخطاب السائد، والعودة إلى الجذور التي صنعت مجد الأمة وحضارتها.
وليس غريبًا أن يُثني الرئيس على تماسك الشعب المصري وصلابته في مواجهة الأزمات. فقد أثبت المصريون مرارًا أن وعيهم الجمعي أكبر من كل التحديات، وأن قدرتهم على التكيف مع الظروف القاسية تعد من أسرار بقائهم عبر التاريخ. في كلمته، لم يكن الرئيس يخاطب الحاضر فقط، بل كان يوجه رسالة إلى الأجيال القادمة بأن سر قوة مصر يكمن في وحدتها، وأن أي محاولة لضرب هذه الوحدة لن يكتب لها النجاح.
إن هذه الروح الجماعية التي تتجلى في الأوقات الصعبة، تحتاج إلى من يرعاها وينميها، وهنا يأتي دور القيادة الحكيمة في تعزيز هذا التماسك، وتحويله إلى قوة دافعة نحو التنمية والاستقرار.
ولم تخل كلمة الرئيس من الإشارة إلى دور مصر المحوري في دعم القضية الفلسطينية، وهو موقف متجذر في السياسة المصرية، يعكس التزام الدولة المصرية بالثوابت القومية. في ظل الأوضاع الملتهبة في المنطقة، تأتي هذه الرسائل لتؤكد أن مصر لم ولن تدخر جهدًا في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، والسعي إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي، بما يحفظ الأمن والسلام في المنطقة.
إن خطاب الرئيس في هذه الليلة المباركة لم يكن مجرد كلمات احتفالية، بل كان خريطة طريق تعكس رؤية شاملة لبناء وطن قوي ومتحد، يحافظ على هويته ويواكب العصر، ويثبت في مواجهة التحديات، ويظل داعمًا لقضايا الحق والعدل.
ولعل دروس هذه الليلة، التي تتجلى في الإيمان بالقيم، والاستثمار في الإنسان، وتعزيز وحدة الصف، تكون نبراسًا يضيء الطريق لمصر نحو مستقبل أكثر إشراقًا وأملًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ليلة القدر خطاب الرئيس بناء الإنسان الوحدة الوطنية القيم الأخلاقية لم یکن
إقرأ أيضاً:
علامات ليلة القدر لم تظهر كاملة حتى الآن.. ترقب الأخيرة اليوم
يبحث الكثيرون عن علامات ليلة القدر كاملة في هذه الليالي الوترية بالعشر الأواخر من رمضان، لأن علامات ليلة القدر كاملة هي الوسيلة والطريقة التي أخبرنا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتحري ليلة القدر والاستدلال عليها ومن ثم إدراكها، وهكذا تتبين أهمية معرفة علامات ليلة القدر كاملة ، لعل بها نفوز فوزًا عظيمًا، بعدما علقنا عليها الكثير من الأحلام والآمال، ولا سبيل للاستدلال عليها دون علامات ليلة القدر كاملة الواردة بنصوص السُنة النبوية الشريفة، وحيث انقضت أربع ليالي وترية بـ العشر الأواخر من رمضان، وتحين الخامسة والأخيرة اليوم وهي ليلة 29 رمضان وقد تكون ليلة القدر التي قال الله تعالى عنها: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ»، لذا يتزايد البحث عن علامات ليلة القدر كاملة فبها وعليها الرجاء والأمل في العفو والعتق والفرج.
علامات ليلة القدر كاملة
بناء على ما ظهر من علامات ليلة القدر في الليالي الوترية الأربع ( ليلة 21 رمضان و ليلة 23 رمضان ، وليلة 25 رمضان ، وليلة 27 رمضان ) تبين أن علامات ليلة القدر كاملة لم تظهر بعد ، ولايزال لدينا ليلة القدر الأخيرة وهي ليلة 29 رمضان آخر الليالي الوترية ، والتي تبدأ مغرب اليوم الجمعة، من هنا ينبغي التحقق منها إذا كانت تصادف ليلة القدر من خلال ظهور علامات ليلة القدر كاملة والتي حددتها دار الإفتاء المصرية، ومنها: طلوع الشمس لكن لا يكن لها شعاع، وفق ما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ««أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا»، وشروق الشمس لكن لا يكون الجو حاراً أو بارداً، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «هي طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا، لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا»، و- يسجد في ليلة القدر كل شيء، وتكون السماء تشع بالأنوار، وتكون جميع الأماكن ساطعة حتى الظلم منها.
وتابعت: ويَسْمَعُ سَلامًا أَوْ خِطَابًا مِنَ الملائكة، و اسْتِجَابَةُ دُعَاءِ مَنْ وُفِّقَ لَهَا، والقمر يطلع فيها مثل شق جفنة، كما ورد في الحديث الشريف، فعن أبي هرير رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة» رواه مسلم، كما أن من علامات ليلة القدر، أن تكون معتدلة لا حارة ولا باردة، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة».
وأوضحت أن منها قوة الإضاءة في تلك الليلة وهذه العلامة لا يحس فيها بالمدن، وذكر العلماء أن من علامات ليلة القدر الطمأنينة أي طمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن فإنّه يجد راحة وطمأنينة في هذه الليلة أكثر ما يجده في بقية الليالي، كما أن من علامات ليلة القدر أن الرياح تكون فيها ساكنة، وأنه قد يري الله الإنسان في المنام كما حصل مع بعض الصحابة، ويشعر باللذة فالإنسان يجد في القيام لذة أكثر من غيرها من الليالي.
وكذلك أن الشمس تطلع صبيحتها ليس لها شعاع.. صافية، وسبب ذلك أن الملائكة تصعد بعد الفجر إلى السماء بعد أن كانت على الأرض فتحجب شعاع الشمس، لأن الله سبحانه وتعالى أخبر أن الملائكة تتنزل في ليلة القدر ، وذكر أهل العلم أيضًا علامات ليلة القدر، ومنها ما قاله ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: «وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضى، منها: في صحيح مسلم عن أبي بن كعب أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها»، وفي رواية لأحمد من حديثه مثل الطست، ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن بن مسعود وزاد صافية ومن حديث بن عباس نحوه.
وورد عن ابن خزيمة من حديثه مرفوعا «ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة»، ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا «أنها صافية بلجة كان فيها قمرا ساطعا ساكنة صاحية لا حر فيها ولا برد ولا يحل لكوكب يرمي به فيها ومن إماراتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ».
فيما ورد بحديث جابر بن سمرة مرفوعا «ليلة القدر ليلة مطر وريح»، ومن طريق قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا «أن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى».
علامات ليلة القدر1. أن ليلة القدر ليست حارة ولا باردة ، أي أن جوها معتدل.
2. من علامات ليلة القدر قوة الإضاءة في تلك الليلة وهذه العلامة قد لا يشعر بها أهل المدن لكثرة المصابيح بالشوارع.
3. الرياح تكون ساكنة في ليلة القدر.
4. قد تراها في المنام كما حدث مع بعض السلف الصالح.
5. لا يحل لشيطان أن يخرج فيها حتى الفجر، ولا يستطيع الإيذاء.
6.من علامات ليلة القدر الطمأنينة أي طمأنينة القلب وانشراح الصدر.
7. الشعور بلذة القيام في هذه الليلة ، فيما ورد عن بعص الصحابة -رضوان الله تعالى عنهم-.
8.الشمس تطلع صبيحتها حمراء ضعيفة ليس لها شعاع صافية، كما القمر البدر.
9.لا ينزل فيها النيازك والشهب.
10. يوفق الشخص فيها بدعاء لم يقله من قبل.
ما هي علامات ليلة القدرورد أن علامات ليلة القدر هي دليلنا في تحري هذه الليلة المباركة ، بعدما رُفعت معرفتها عن الخلق، فقد علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موعد ليلة القدر من سيدنا جبريل -عليه السلام- وبسبب الشجار، والمخاصمة، والتنازع بين أحد الصحابة، رفعت معرفةُ ليلة القدر، وروي عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ - رضي الله عنه -: «أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالتَمِسُوهَا فِي التِّسْعِ وَالسَّبْعِ وَالخَمْسِ»، ولم يتركنا النبي حائرين في هذه الليالي الوترية الخمس وإنما أخبرنا عن علامات ليلة القدر لتكون دليلنا عند تحريها ومن ثم إدراكها.
دعاء ليلة القدرورد دعاء ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال: «قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني» فهذا هو الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين، وللمؤمنين من بعدها في ليلة القدر، وهو دعاء جامع، فيه الثناء على الله تعالى، والتذلل وطلب الصفح والمغفرة، وهذا الحال الذي يناسب ليلة القدر.
ويمكن أن يدعو الإنسان بما شاء فيها، ولاسيما ما كان يقوله النبي صلى الله عليه في تهجده في الليل، ومنه ما ورد عن عائشة قالت: "فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان، وهو يقول: «اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك»، وليدع العبد ربه أن يلطف به بما يقدر عليه في هذه الليلة، وأن ييسر له الهدى والتوفيق، وأن يقيه المهالك والمساوئ من أمور الدنيا والآخرة.