خالد بن الوليد.. من فارس قريش إلى سيف الله المسلول
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يتجلى اسم خالد بن الوليد كالشمس في سماء التاريخ، وحينما يُروى عن القادة العظام، يتصدر اسمه صفحات المجد، فهو خالد بن الوليد بن المغيرة، فارس قريش وبطل الإسلام، الذي سطر بحد سيفه أروع الملاحم، ولم يعرف في حياته طعم الهزيمة.
فمن غزوة مؤتة إلى اليرموك، ومن فتح مكة إلى معارك الفرس والروم، كان خالد الإعصار الذي لا يُقاوَم، والقائد الذي قهر أعتى الإمبراطوريات بحنكته الفذة، حتى لقّبه النبي ﷺ بـ"سيف الله المسلول"، ورغم انتصاراته التي لم تُحطَّم، رحل خالد عن الدنيا وفي جسده آثار المعارك، لكنه لم يمت في ساحات القتال، بل على فراشه وهو يتحسر: “ما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف أو طعنة برمح، ومع ذلك أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الحبناء”، ومن أهم المعارك التي خاضها خالد بن الوليد.
قبل إسلامه (مع قريش ضد المسلمين):
غزوة أحد (3 هـ) – قاد خالد بن الوليد ميمنة قريش، وكان له الدور الأبرز في تحويل النصر الإسلامي إلى هزيمة، حين التف بفرسانه من خلف المسلمين بعد أن ترك الرماة مواقعهم على جبل الرماة، فهاجم المسلمين من الخلف، مما أدى إلى اضطراب صفوفهم واستشهاد عدد كبير من الصحابة، بينهم حمزة بن عبد المطلب.
غزوة الأحزاب (5 هـ) – شارك ضمن جيش قريش الذي حاصر المدينة، لكنه لم يتمكن من تحقيق نصر بسبب الخندق الذي حفره المسلمون.
صلح الحديبية (6 هـ) – كان ضمن قوات قريش التي منعت النبي ﷺ من دخول مكة، لكن لم تحدث مواجهة عسكرية مباشرة.
بعد إسلامه (قائدًا في جيش المسلمين):في عهد النبي ﷺ:غزوة مؤتة (8 هـ) – تولى القيادة بعد استشهاد القادة الثلاثة، وقام بانسحاب استراتيجي أنقذ الجيش الإسلامي من الإبادة.
فتح مكة (8 هـ) – قاد أحد جيوش المسلمين، وواجه مقاومة خفيفة قبل دخوله مكة منتصرًا.
غزوة حنين (8 هـ) – تراجع المسلمون أمام مفاجأة هوازن وثقيف، لكن خالد أعاد ترتيب الصفوف حتى تحقق النصر.
غزوة تبوك (9 هـ) – شارك في الحملة ضد الروم، لكن لم تحدث معركة بسبب انسحاب العدو.
في عهد الخلفاء الراشدين:في حروب الردة (11 هـ) – عهد أبي بكر الصديق
معركة اليمامة – قاد الجيش ضد مسيلمة الكذاب، وقتله، منهياً أكبر تمرد بعد وفاة النبي ﷺ.
معركة بزاخة – سحق جيش طليحة بن خويلد الأسدي، الذي ادّعى النبوة.
معركة دومة الجندل – هزم القبائل المتمردة وأعاد المنطقة إلى حكم المسلمين.
الفتوحات الإسلامية الكبرى
معركة الفراض (12 هـ) – هزم تحالفًا من الروم والفرس والعرب، محققًا انتصارًا ساحقًا.
معركة ذات السلاسل (12 هـ) – أول انتصار له ضد الفرس، حيث فكك صفوفهم بعد تحطيم سلاسل جنودهم.
معركة الولجة (12 هـ) – استخدم تكتيك الكماشة، وأباد جيش الفرس رغم تفوقهم العددي.
معركة أليس (12 هـ) – أقسم على الانتقام من الفرس، ونفذ مذبحة ضخمة سميت "يوم أليس الدامي".
فتح الحيرة (12 هـ) – استولى على عاصمة المناذرة، فاتحًا أبواب العراق للمسلمين.
معركة الأنبار (12 هـ) – حاصر المدينة بذكاء، مما أجبرها على الاستسلام دون قتال كبير.
في فتوحات الشام
معركة اليرموك (15 هـ) – سحق جيش الروم البيزنطي في معركة حاسمة، أنهت سيطرتهم على الشام.
فتح دمشق (14 هـ) – حاصر المدينة، ثم دخلها عبر باب شرقي، مما جعلها أول مدينة شامية تسقط بيد المسلمين.
معركة فحل (13 هـ) – هزم جيش الروم قبل أن يتجه إلى دمشق، ممهدًا الطريق للفتح الإسلامي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: خالد بن الوليد حروب الردة غزوة حنين فتح مكة سيف الله المسلول خالد بن الولید النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
خالد الشناوي يكتب: الحرب الصهيو أمريكية
تدور الأيام دورتها وها هو شهر رمضان قد انتهى ورحل، كحال الدنيا، لا تبقى على حال من الأحوال، ولا تدوم على حالة من الحالات، فسبحان من كتب البقاء لذاته، والفناء على جميع مخلوقاته.
وقديما قال الشاعر:
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغتر بطيب العيش إنسان
إنها الحياة--سيدي القارئ--لا بقاء فيها لشيء ولا دوام فيها لحي:
ما في الحياة بقاء ما في الحياة ثبوت
نبني البيوت وحتما ستزول تلك البيوت
تموت كل البرايا سبحان من لا يموت
وإذا كان الفناء سنة الله في خليقته، وإذا كانت الحياة أقل من أن تكون غاية، إلا انها أهم من أن تنسى!.
نعم خلقنا الله- سبحانه وتعالى- للعبادة مع العمل، وجعل العمل الدؤوب والطموح والمثابرة طريق الناجحين من الأمم والشعوب؛ لتكتمل حلقات الأجيال علوا وشموخا وريادة، فكانت القاعدة الرصينة: “يبنى الآباء ليحصد الأبناء، وليبدأ الأحفاد من حيث انتهى أجدادهم، فينجحون ويضيفون، محافظين بذلك على إرثهم وحضارتهم، وإلا ذهبت آمالهم أدراج الرياح، فتبعثرت هيبتهم وكرامتهم”.
بالفعل، ما أحوج أمتنا في هذه المرحلة الحرجة إلى إعادة بلورة محاور وخطط نهضتها وتنميتها، لا سيما وقد تداعت علينا الأمم، وكادت أن تأكل الأخضر واليابس نهشا في جسدنا المهلهل بلا أدنى وحدة أو هوية!.
ليس من المنطقي أن تستمر الحرب الصهيو أمريكية على القطاع المنكوب كل هذا الوقت!، وليس مقبولاً كل هذه الجرائم والمذابح، والإبادات الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، وتدافع عنها أمريكا، وتلتزم أوروبا الصمت حيالها!.
وليس من الطبيعي أن تعتدي إسرائيل على سيادة دول المنطقة وتخرق القانون الدولي، والقانون الإنساني، وترتكب هذا القبح السافر والإجرام اللعين على أراضي دول أخرى!.
وذلك كله من شأنه توسيع نطاق الحرب، بل بات الانفجار قاب قوسين أو أدنى في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، والتي باتت تقف على أصابعها وقد تحرق العالم أجمع وتحوله إلى أتون مشتعل، فالحذر كل الحذر من السكون الذي يسبق العاصفة.
لقد بات الخطر يحيط بنا جميعاً من جميع الجهات، وإذا لم يفق العرب؛ فستكون الضريبة باهظة الثمن والتكاليف، وسيكون الندم يوم لا ينفع الندم!.
مصر تسير وحدها وتحلق خارج السرب المتبعثر، وقدر الله فيها أنها رأس جسد الشرق الأوسط، وحامي حماه عبر الأزمان والدهور، وكم دفعت الكثير والكثير جراء دفاعها عن قوميتها وعروبتها، وهي القوى العظمى في المنطقة الذي يحسب لها العدو ألف حساب، وكم تحطمت على صخرات مجدها جماجم الواهمين، هنا، أو خارج هنا.