جوبا- رويترز

قال حزب ريك مشار النائب الأول لرئيس جنوب السودان اليوم الخميس إن اتفاق السلام انهار بالفعل بعد اعتقال مشار ووضعه قيد الإقامة الجبرية.

وأنهى اتفاق السلام الحرب الأهلية التي اندلعت في جنوب السودان على أسس عرقية بين عامي 2013 و2018 وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف.

ودعت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (يونميس) إلى ضبط النفس قائلة إن قادة البلاد يقفون على حافة الانزلاق إلى صراع واسع النطاق.

وقالت البعثة في بيان "لن يؤدي ذلك إلى تدمير جنوب السودان فحسب، بل سيؤثر أيضا على المنطقة بأسرها".

وأودت الحرب الأهلية التي استمتر خمس سنوات، والتي دارت إلى حد كبير على أسس عرقية، بحياة مئات آلاف الأشخاص في البلاد التي استقلت عن السودان في عام 2011.

وقال أويت ناثانيال بيرينو نائب رئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان - في المعارضة، الذي يتزعمه مشار، إن اعتقال مشار يعني "إلغاء" الاتفاق.

وأضاف أن هذا "يؤدي فعليا لانهيار الاتفاق، وبالتالي، أصبحت آفاق السلام والاستقرار في جنوب السودان في خطر شديد".

وذكر الحزب أن وزير الدفاع ورئيس الأمن الوطني "اقتحما" مقر إقامة مشار وسلماه مذكرة اعتقال أمس الأربعاء.

وقال ريث موتش تانج المسؤول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان- في المعارضة في بيان اطلعت عليه رويترز اليوم الخميس إن مشار محتجز في منزله مع زوجته وحارسين شخصيين بتهمة المشاركة في القتال بين الجيش والجيش الأبيض في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل هذا الشهر.

وينفي حزب مشار وجود صلات حالية مع الجيش الأبيض، وهو ميليشيا قاتلت إلى جانبه في الحرب.

وقالت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان إن الاعتقالات تمثل انهيارا لعملية السلام.

وقالت ياسمين سوكا، رئيسة لجنة حقوق الإنسان في جنوب السودان، في بيان "الاستهداف المتعمد لقادة المعارضة والمدنيين يمثل تجاهلا متهورا للقانون الدولي ومستقبل البلاد".

ودعت كينيا المجاورة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية إلى ضبط النفس.

ولم يرد متحدثون باسم جيش جنوب السودان ولا الحكومة بعد على طلبات للتعليق على تصريحات مشار وحزبه عن اتفاق السلام.

وقال صحفي من رويترز إن الجيش انتشر بكثافة اليوم الخميس قرب منزل مشار. وأفادت الأمم المتحدة أمس الأربعاء باندلاع قتال بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير وتلك الموالية لمشار قرب جوبا.

ودعا مكتب الشؤون الأفريقية في واشنطن كير إلى إطلاق سراحمشار، وحث قادة جنوب السودان على "إظهار صدق التزاماتهم المعلنة بالسلام".

وكانت الحكومة الائتلافية، التي يتقاسم فيها مشار السلطة مع منافسه كير، بطيئة في تنفيذ بنود الاتفاق الرئيسية، ومنها إجراء انتخابات وطنية وتوحيد قواتهما في جيش واحد.

وقال محللون سياسيون إن كير حاول تعزيز موقفه من خلال جمع بعض من أبرز حلفاء مشار ودعوة الجيش الأوغندي لتأمين العاصمة وتعيين مستشاره بنيامين بول ميل نائبا ثانيا له.

وبول ميل هو رجل أعمال مدرج على قائمة العقوبات الأمريكية لصلاته بشركات مقاولات متهمة بغسل أموال.

وذكر المحللون أن كير (73 عاما) يُعد بول ميل لخلافته. وقال جنوب السودان آنذاك إن قرار إدراجه على القائمة السوداء استند إلى معلومات مضللة.

وحذرت الأمم المتحدة من احتمال تجدد الحرب الأهلية بسبب تصاعد خطاب الكراهية والاشتباكات التي وقعت في الآونة الأخيرة في مدينة الناصر، على بعد 450 كيلومترا شمال شرقي جوبا، بين الجيش والجيش الأبيض.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غوتيريش يحذر من خطر اندلاع حرب أهلية جديدة في جنوب السودان ويدعو إلى خفض التصعيد

غوتيريش طالب قادة جنوب السودان بإنهاء سياسة المواجهة، والإفراج عن المحتجزين العسكريين والمدنيين، واستعادة حكومة الوحدة الوطنية، والالتزام بتنفيذ اتفاق السلام كإطار قانوني للانتخابات المقررة في ديسمبر 2026.

الخرطوم: التغيير

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن جنوب السودان يواجه أزمة متفاقمة قد تدفعه إلى حرب أهلية جديدة، داعيًا قادة البلاد إلى الحوار وخفض التصعيد لإنقاذ اتفاق السلام المتعثر.

وفي حديثه إلى الصحفيين في نيويورك الجمعة، وصف غوتيريش الوضع في جنوب السودان بأنه “عاصفة كاملة” من الأزمات، مشيرًا إلى تصاعد الاشتباكات، واستهداف المدنيين بالقصف الجوي، ووجود قوات خارجية، واتساع نطاق الصراع إقليميًا. وأكد أن اعتقال النائب الأول للرئيس، ريك مشار، فاقم الأزمة وأدخل اتفاق السلام في حالة من عدم اليقين.

وأضاف أن البلاد تعاني من كارثة إنسانية، حيث يحتاج ثلاثة من كل أربعة مواطنين إلى المساعدات، ويواجه نصف السكان انعدام الأمن الغذائي الحاد، وسط تفشي وباء الكوليرا. كما حذر من انهيار الاقتصاد، حيث تراجعت عائدات النفط وبلغ التضخم 300%، بالإضافة إلى أزمة النزوح مع فرار أكثر من مليون شخص من السودان عبر الحدود.

وطالب غوتيريش قادة جنوب السودان بإنهاء سياسة المواجهة، والإفراج عن المحتجزين العسكريين والمدنيين، واستعادة حكومة الوحدة الوطنية، والالتزام بتنفيذ اتفاق السلام كإطار قانوني للانتخابات المقررة في ديسمبر 2026. كما دعا المجتمع الدولي إلى توحيد مواقفه لدعم عملية السلام ومنع أي محاولات لتقويضها.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لدعم جهود الوساطة، مشددًا على ضرورة تقديم الدعم الدبلوماسي والسياسي لإنقاذ جنوب السودان من الانزلاق نحو الفوضى. وختم حديثه بالتحذير من أن تجاهل الأزمة قد يؤدي إلى كارثة جديدة شبيهة بالحربين الأهليتين في 2013 و2016، اللتين أودتا بحياة 400 ألف شخص.

الوسومأنطونيو غوتيريش اتفاق سلام جنوب السودان الأمم المتحدة تجدد القتال في جنوب السودان جنوب السودان

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يحذر من خطر اندلاع حرب أهلية جديدة في جنوب السودان ويدعو إلى خفض التصعيد
  • جنوب السودان على حافة حرب أهلية.. كيف تطورت الأزمة بين سلفاكير ومشار؟
  • تمرّد وسيُقدّم للمحاكمة: جوبا تحدد مصير رياك مشار
  • الأمين العام للأمم المتحدة: نريد تهيئة الظروف المواتية لاستمرار السلام بجنوب السودان
  • بتهمة التمرد.. جوبا تعتقل مشار وتقرر تقديمه للمحاكمة
  • الأمم المتحدة: نريد تهيئة الظروف لاستمرار السلام في جنوب السودان
  • حكومة جنوب السودان تضع نائب الرئيس قيد الإقامة الجبرية
  • الولايات المتحدة تحث سلفاكير على إطلاق سراح مشار من الإقامة الجبرية
  • بريطانيا تطالب رعاياها بمغادرة جنوب السودان ومساع كينية لاحتواء الأزمة
  • الأمم المتحدة: شعب جنوب السودان لا يستطيع تحمل عواقب حرب أهلية أخرى